مميز
EN عربي

الفتوى رقم #30660

التاريخ: 18/02/2012
المفتي:

كنت سببا في إنشاء منكر فهل إثمهم علي إلى يوم الدين

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم كنت سببا في إنشاء منكر لم يكن موجودا من قبل وأنا الآن تبت إلى الله وقلبي يعتصر ألما على ما فعلت لكني لا أستطيع إزالة هذا المنكر وهو موجود وسيظل موجودا إلى أن يشاء الله فهل لي من توبة أم يجب أن أيأس وأن أوقن أنه علي إثمي ,وإثم من بعدي إلى يوم الدين ومهما فعلت فمكاني النار
أسْتَهِلُّ جوابي لكَ -أخا الإيمان- بِدعاءِ الأَخ لأخيه في ظهر الغيب أن يُهيءَ لكَ مِن أمرك فرجاً ومخرجاً، ويَحُلَّ عُقَدَ كربكَ بزوال أثر ما أسرفت به وفعلت، (وما ذلك على الله بعزيز). أما الجواب: فأقول: لو أردتُ أن أدخلَ بك مداخل اليأس والقنوط لكنتُ سبباً مَقيتاً في إغلاق باب الرحمة الإلهية لأنه سبحانه هو القائل: (ولا تقنطوا من رحمةِ الله) ولكنْ لا بد من هِمَّة دؤوبة مع الندم في استنفاذِ الطاقة لإزالة المنكر - الذي أشرت إليه- بالفعل، فإن لم يستطعْ فبِالقول عبر التحذير لكلِّ من تَعْلَمُ أنه يتلبَّس به أو يأتيه، أو يريدُ التفاعلَ معه، ودُمْ على ذلك ما قابلكَ مظهُره وسببُه وظرفُه، ثم اشفع قولَك ونُصْحك؛ بداوم الدعاء أنْ يُعينك ربُّكَ على إزالتِه، وأن يبغِّض العبادَ به. فإنَّ صِدقك في التوبة ودوام إنابتك للذي فتح باب التوبة بقوله: (إن الله يغفر الذنوب جميعاً) وقوله سبحانه: (إنَّ اللهَ لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وأكْثِرْ من طلبك أن تكون عنده سبحانه ممَّن يشاء أن يرحمه ويُقيل عثرته. فإني على يقين إذا بلغْتَ هذا المستوى من الرجوع والتبتُّل أن يتولاَّك ربُّك ويُحيل حزنَك إلى فرح مُشرق وضيقك إلى فسحة وانشراح، وكربَك إلى التحليق في آفاق أجواءٍ نوعية تنفعُكَ وتنفع بك، فإنك قد سَنَنْتَ سُنةً سيئة ثم تبت عنها وحاولتَ جُهْدك في إزالَته ونُصْحَ الناس في تركه، فلعلَّك إذا قالتَها بسنةٍ حسنة بتحوِّلٍ جَذري صلاحاً وإصلاحاً يبيِّض الله تعالى صحائف أعمالك ويسترك برحمة شاملة يوم القضاء والحساب. ويقيني بأنَّ المولى الغفار سيقابل صدقك بمفرحات القلب وأُنسِ المجالس وصفاء النفس. وفقك الله ورعاك وسَدَّد خطاك وجعل مما ابتلاك مصدرَ الدّلالة على الله والنصح من أجله والحب فيه. آمين يا رب العالمين.