مميز
EN عربي

الفتوى رقم #3033

التاريخ: 01/09/2019
المفتي:

معنى حديث" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"

التصنيف: أحوال شخصية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أريد ان استفسر عن حديث النبي ﷺ الذي يقول فيه «ﺇﺫا ﺧﻄﺐ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﻓﺰﻭﺟﻮﻩ، ﺇﻻ ﺗﻔﻌﻠﻮا ﺗﻜﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ، ﻭﻓﺴﺎﺩ ﻋﺮﻳﺾ» هل يُقصد بهذا الحديث أيضا أنه إذا وجد الشاب من فتاة هذان الشرطان أن يبادر بخطبتها هل في معنى الحديث أنه يجب وجوبا على من تقدم لخطبة فتاة وكان فيه هذان الشرطان أن يزوّجوه ؟ أم أنه لا إشكال إن ردّوه بأمل أن يأتي أفضل منه من ناحية غير هذان الشرطان؟ وجزاكم اللّه عني كل خير 

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ ليس المقصودُ مِنَ الحديث شخصاً بعينِه إنما التوصيف, وذلك لِحِفْظِ حُرْمَةِ الْمَخْطوبة على ميزانِ الشرع لأنَّ في كمال الدين والخلق لدى خاطبِها رفعاً لشأنِها وتحصيناً لكرامتِها.

وأما أَمْرُ القبولِ والرَّفْضِ فذلك حقٌّ مَرْهُونٌ بقبولِ الْمَخْطُوبَة حَصْراً مع رضى الوليِّ كشرطٍ في الجوازِ وذلك للتأكيدِ على المطلبِ في الحديث فَغَيْرَةُ الوَليِّ على بَضعتِه شأنٌ فِطْريٌّ سليم.

ومَنْ شَذَّ _من الأولياء_ فالشاذُّ لا حكم له, ثم إنَّ خِطابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الأولياءَ في ذلك لِتَحميلِهم أمانةَ المجتمعِ بأَسْرِه في أُسَرِهِ التي إذا صَلَحَتْ صلَحَ المجتمعُ كلُّه, وإذا فّسَدَتْ فَسَدَ المجتمعُ كُلُّه.

وعليه؛ فإنَّ القصدَ مِنَ النُّصحِ النبويِّ أولاً؛ حمايةُ بناتِنا مِنَ الاقترانِ بفاسق يزوِّجُه إياها الوليُّ فَمَنْ زَوَّجَ ابنتَه مِنْ فاسِقٍ فقد قَطَعَ رحِمَه. ثانياً؛ حفظُ المجتمعِ في جيلٍ حميدِ الخِصال والفِعال على أساسٍ من العقيدة السليمة. ثالثاً؛ نتائجُ خَيِّرَةٌ لتوليد مجتمعاتٍ متتابعة جيلاً بعد مُعافاةً مِنْ دخائِلِ الفساد وطُفيليات المجتمعات الغربية الغريبة الفاسدة.