مميز
EN عربي

الفتوى رقم #30199

التاريخ: 06/02/2012
المفتي:

أثر المال الحرام على استجابة الدعاء

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

إذا اختلط المال الحرام بالمال الحلال هل يستجاب الدعاء إذا كان الشخص مصلي وملتزم بواجباته الدينية وهل تتقبل منه الأذكار إذا قرأها
معلوم أن القبول عند الله تعالى مرهونٌ بِدرهم الحلال وهذا لا خلاف عليه فآكل الحرام مبتلى ينبغي عليه تزكيةُ نفسه منه ما استطاع إلى ذلك سبيلا لا سيما إذا كان حقوقاً للعباد فلا بدَّ من ردِّها إلى أهلها، فإنْ تعذَّر الوصولُ إليهم أبقى نية الردّ عند المناسبة، فإن استحال -باليقين– الوصول إلى صاحب الحق أو ورثتِه تصدَّق به على نيته. –ولهذا تفصيل واسع عند الفقهاء- فإذا كان الحرامُ من نوع آخر كتجاره بمحرم فينبغي أوَّلاً ترك العمل به، ثم تزكية المال بعزلِ النسبة ما أمكن تقابل المعلوم من الحرام وصرفه إلى أشدِّ الناس فقراً بنية التخلص منه لا بنية الصدقة فإنه لا يجوز التصدق بالحرام ذلك أن اللهَ طيبٌ لا يقبل من العبد إلا طيباً. ثم طلب الإقالة من الله تبارك وتعالى. فإذا بقي الشك يساوِرُنا في تزكية المال فعلينا أن نكثر من الحلال والصدقة وننأى عن الحرام بالكلية، ونكثر من التوبة والاستغفار وطلب العفو من الله سبحانه ثم نُربي المال بعد وُسعة الحلال بالمبرات والخيرات وأبواب القبول. وجميل أن نطمعَ برحمة الله تعالى بعد استنفاذ الجهد والأسباب، وطلب الستر منه سبحانه بين شأني الخوف والرجاء كي لا تزلَّ القدم من جديد وعندها إن شاء الله يستجاب الدعاء ولعل من استنهاض الهمة عرضَ بعض الشواهد. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بقوله: (اللهم استجبْ لسعد) وقد طلبها سعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: يا رسول الله؛ ادعُ الله أن يستجيب دعائي فقال له صلى الله عليه وسلم: (يا سعدُ إن اللهَ لا يستجيب دعاء عبدٍ حتى تطيب طعمتُه). وعليه فإن الحرص على الحلال هو الأساس، والبعد عن الحرام هو العامل في شأن القبول وعافية الرابطة بين العبد والرب. وأذكِّرك بقول السيد الأعظم صلى الله عليه وسلم في الصحيح: (ليأتينَّ على الناس زمان لا يُبالي المرء بما اخذ المال أمِن حلال أم مِن حرام) أخرجه البخاري. ولعلَّ اهتمامك وقلقك وخوفك كلها تدفعك لتحرير المال واللقمة والعيش على النحو المرضي عنده سبحانه. فاللهم؛ أغنني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمّن سواك. آمين.