هل يمكن أن يُرى رسول الله يقظة كما نسب إلى أحد علماء مصر

قال الحافظ ابن حجر الهيثمي في الفتاوى عند سؤال: (هل تمكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة؟) أجاب بقوله: أنكر ذلك جماعة وجوَّزه آخرون وهو الحق: فقد أخبر بذلك مَن لا يُتهم من الصالحين بل استدل بحديث البخاري: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة". وفي شرح ابن أبي جمرة للأحاديث التي انتقاها من البخاري ترجيح بقاء الحديث على عمومه في حياته ومماته لمن له أهلية الاتباع للسنة ولغيره... قال: ومن يدعي الخصوص بغير تخصيص منه صلى الله عليه وسلم، فقد تَعَسَّفَ ثم ألزم منكر ذلك بأنه غير مصدق بقول الصادق، وبأنه جاهل بقدرة القادر، وبأنه منكر لكرامات الأولياء مع ثبوتها بدلائل السنة الواضحة. ومراده بعموم ذلك وقوع رؤية اليقظة الموعود بها لمنَ رآه في النوم ولو مرة واحدةً تحقيقاً لوعده الشريف الذي لا يُخْلف. هذا؛ وقد ذكر عن كبار علماء هذه الأمة وأوليائها رؤيتهم للنبي صلى الله عليه وسلم يقظة ومناماً منهم سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الظهر فقال لي: يا بُني لم لا تتكلم -أي تعظ الناس ... الخ. ومنهم؛ سيدي علي وفا، قال: أحرمت بصلاة الصبح بالقَرافة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قبالة وجهي... فقال: (وأما بنعمة ربك فحدث) قيل: فأثبت لسانه من ذلك الوقت أهـ انظر تفصيلاً جليلاً مريحاً في المصدر المذكور / 543 ط دار التقوى (مطلب: يمكن الاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم الآن يقظة). ثانياً: أما الإشارة إلى ما ذكر من إشهار مثل هذه الكرامة الجليلة لمن حصلت له، فأقول: إن مَن أشرت إليه هو من كبار علماء الأمة ومشهود له بالتجرد والنزاهة والأدب والحياء والمكنة العلمية. وقد علم منه لما سُئل من قِبَلِ أحد علماء الشام الأجلاء في إظهاره تلك الكرامة أنه ما أفصح بها تباهياً، ولكن إثباتاً لحقيقتها بين يدي أهل الإنكار. هذا؛ وقد سئل الإمام السيوطي عن رؤيته النبي صلى الله عليه وسلم كم مرة نظرت النبي صلى الله عليه وسلم يقظةً فقال: بضعة وسبعين مرة، ولعله معلوم أن للحافظ السيوطي رحمه الله كتاباً في هذا الشأن سماه (تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك). وقد ذكر فيه جمعاً من الصالحين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم واجتمعوا به يقظة. ومما يُذكر عنه من اللطائف أن الشيخ عطية الأبياري قال لي الشيخ جلال الدين لما سألته يقضي لي حاجة عند السلطان يا عطية إني اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة وأخاف أن أجتمع به فيحجب عني النبي صلى الله عليه وسلم. ختاماً؛ اللهم متعنا بنور رؤيته صلى الله عليه وسلم حالاً ومآلاً يقظةً ومناماً بمنك وكرمك وكمالات إحسانك. آمين.