مميز
EN عربي

الفتوى رقم #25065

التاريخ: 13/11/2011
المفتي:

الصلاة على النبي بهذه الصيغ (ومسائل أخرى في التصوف والعقيدة)

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين هل هذا الكلام صحيح ماجاء عن الصلاة النارية والصلاة المنجية ارجو ايفادي لكي لا نقع في الاثم ارجو الاسراع حزاكم الله كل خيرهذا وصلني من موقع الاسلام سؤال وجواب في هذه الصلاة هي بدعة وفيها من الشرك الشيء العظيم وهذا الدليل بين أيديكن.... عل الله يصلح به حالنا جميعا سؤال: "اللهم صلي صلاةً كاملة وسلم سلاما تاما على سيدنا محمد الذي (الذي كما ينطق بها بعضهم) تنحل به العقد، وتتفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج ، وتنال به الرغائب، وحسن الخواتيم ويستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس" ما ورد أعلاه يسمى بالصلاة النارية في الهند وتقرأ 4444 مرة إذا وقعت فاجعة أو كارثة في إحدى البيوت حيث يؤتى بالعديد من التلاميذ ورئيس المدرسة . 1- ما هو معنى الكلمات الواردة أعلاه ؟ 2- يقول الناس بأنه إذا كانت الكلمات لا تحتوي على شرك، فلا مانع من الاستمرار في قراءتها لأنها ليست ضارة فهي نوع من أنواع الذكر وأنها تذكرهم بالله وأننا نقوم بنوع من الدعاء الاضافي ليقربنا من الله وليبعد عنا بعض المصائب. *** الجواب: الحمد لله 1. الكلمات الواردة في الصلاة المبتدعة واضحة ، ولا بأس من بيانها أكثر : " تنحلُّ به العقد " : أي : يجد المخرج لما يواجهه من تعقيدات وأمور يصعب حلّها عليه . وقد يراد به : يسكن به الغضب . " تنفرج به الكُرب " : أي : يزول الغم والحزن من النفس . " تقضى به الحوائج " : أي : يحصل ما يريده ويسعى قضائه . " تنال به الرغائب وحسن الخواتيم " : أي : تتحقق أمنياته سواء ما في الدنيا أو ما في الآخرة ، ومنه : أن يختم له بخير . " يستسقى الغمام بوجهه الكريم " : أي : يطلب منه دعاء الله تعالى بإنزال المطر . والغمام : السحاب . 2. ما قاله لكم بعض الناس أن هذه الصلاة لا تحوي شركاً ، وأنه يجوز لكم الاستمرار بها .. إلخ : باطل وذلك لما احتوته تلك الصلاة المزعومة من مخالفات شرعيَّة واضحة منها : أ. أنه جعلها تقال عند المصائب ، وهذا من اختراع الأسباب في إحداث العبادة . ب. أنه جعل لها حدّاً ( 4444 ) مرة ! وهذا من اختراع الكم في إحداث العبادة . ت. أنه جعل قراءتها جماعية ، وهذا من اختراع الكيف في إحداث العبادة ث. أن فيها عبارات مخالفة للشرع ، وشركاً وغلواً في النبي صلى الله عليه وسلم ، ونسبة أفعال له لا يصح أن تنسب إلا لله عز وجل ، كقضاء الحوائج ، وحل العُقد ، ونيل الرغائب ، وحسن الخاتمة . وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) ، ج. أنه ترك ما جاء به الشرع ، وذهب ليخترع صلاة ودعاءً من عنده ، وفي هذا اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم بالتقصير في بيان ما يحتاجه الناس ، وفيه استدراك على الشرع . قال النبي صلى الله عليه وسلم : "منْ أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ" . رواه البخاري ( 2550 ) ومسلم ( 1718 ) ، وفي رواية "مسلم" ( 1718 ) : "مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ الرابط فكيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقال عنه يحل العقد ، ويفرج الكرب ، والقرآن يأمره ويقول له (( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون )) الأعراف 188 . وجاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له (( ماشاء الله وشئت ، فقال : أجعلتني لله ندا ؟ - قل ما شاء الله وحده )) ( الند : المثيل والشريك ) رواه النسائي بسند جيد . الصلاة المنجية ما هي حقيقة الصلاة المنجية وهي: "اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات وتقضي لنا بها جميع الحاجات، وتطهرنا بها من جميع السيئات، وترفعنا بها عندك أعلى الدرجات وتبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات برحمتك يا أرحم الراحمين" وعدد هذه الصيغة لمن كان له عند الله حاجة ألف مرة. هل هذه الصلاة مذكوره في الشريعة الاسلامية؟ وهل صحيح اذا قلتها الف مره تتحقق حاجتي. لان يوجد اشخاص قاموا بفعل ذللك وتحققت حاجتهم على الفور. وجزاك الله خيرا تحياتي
1. إن صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في القسم الأول واردةٌ في أدلةٍ كثيرة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. وأما القسم الثاني فقد غاب عن السائل أنه دعاء ورجاء ووصف من خصائصه صلى الله عليه وسلم مَبدوءٌ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأنَّ الباء في (تنحل به العقد صلى الله عليه وسلم) إنما هي سببية وهي ثابتة حتى في بيان الله سبحانه كقوله تعالى: (ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) ثم إن جَعْلَ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبباً لقضاء الحاجات واردٌ أيضاً في الكثير من نصوص السنة وأشهرها حديثُ سيدنا كعب ونصه عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أيها الناس اذكروا الله جاءتِ الراجفة تتبعها الرادِفة، جاء الموتُ بما فيه، جاء الموتُ بما فيه)) قال أبيٌّ: قلت يا رسول الله؛ إني أُكثر من الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ - أي أنه قابَلَ التخويف بذكر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فلو كانت غير جائز لنهاه عليه الصلاة والسلام – فقال صلى الله عليه وسلم: ((ما شئت)) قال: قلت الربع؟ قال: ((ما شئت فإن زدت فهو خير لك)) قلت: النصْف؟ قال: ((ما شئت، فإنْ زِدْتَ فهو خيرٌ لك)) قال: قلت: فالثلثين؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((ما شئت فإن زدت فهو خير لك)) قلت: أجعل لك صلاتي كلَّها؟ قال: ((إذاً تكفى همَّك ويغفر لك ذنبك)) أخرجه الترمذي / 2457 وقال حسن صحيح، وقال الحافظ المنذري ورواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه. قال الحافظ المنذري: وفي رواية لأحمد قال رجلٌ: يا رسول الله؛ أرأيت إن جعلتُ صلاتي كلَّها عليك؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((إذاً يكفيك الله تبارك وتعالى ما اهمك من دنياك وآخرتك)). أي بسبب صلاتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 2. لم يرد نهيٌّ في الشرع عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المصائب بل إنَّ النصوص تشير غلى ندب المسلمين لذلك لأن في الإكثارِ من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدلول تلك النصوص تفريجاً للكروب. 3. ثم إن مسألة الكم عدداً ليس فيها إلا شأن الكثرة والإكثار وهذا ما اجازه الشارع حتى بالأمر في أحاديث كثيرة يقول صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا من الصلاة علي ..)) ومن تلك الأحاديث ما يشير إلى طلب الإكثار بالإغراء كمثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشراً)) أخرجه مسلم / 911 ورواية الطبراني: ((من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلى الله عليه عشراً ومن صلى عليَّ مائةً كتب الله تعالى له بين عينيه براءةٌ من النفاق، وبراءةً من النار وأسكنَه يوم القيامة مع الشهداء)). 4. أما ادعاء بدعة الكيف في كونها على صورة الاجتماع فالجواب؛ هل الاجتماع على الطاعة منهي عنه وقد جاء التذكير بالكثير من صيغ الجمع في الآية الكريمة والكثير من الأحاديث فلو جلس جمعٌ من المؤمنين وكلُّ واحد يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مائةَ مرة حتى عدوا آلافاً بمجموع جمعهم فهل في هذا من ضيْر؟؟؟ ثم ما القول وما التجلي الحاصل ببركة قوله صلى الله عليه وسلم ((يد الله مع الجماعة – وفي رواية على الجماعة)) والحديث صحيح 5. لا يخفى من عنده أدنى معرفةٍ بلغة القرآن أن إسناد الفعل على المجاز المخلوق – ما يسمى بالإسناد المجازي – قد استعمله القرآن وهو كثير في بيان الله حتى إن القرآن قد أسنده إلى الجدار (...وَأَمَّا الْجِدَارُ ... يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ) فأسند الله إرادة الفعل إليه – وهو جماد؟! – والمريد على الحقيقة إنما هو الله. وفي الحديث المشهور الصحيح: ((فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) فنسب العون للعبد والمعين على الحقيقة اللهُ ثم إنه ألم يرد في الحديث الشريف سؤال الصحابة رسول الله حوائجهم استعانةً به كسَبب هو من أشرف الأسباب منها؛ سؤال ربيعةَ بن كعب الأسلمي: ((أسألك مرافقتك في الجنة)) فلم يتهمْه النبي صلى الله عليه وسلم بالغلو أو الشرك، ولم ينهَهُ بل طلب منه أن يعينه على تحقيق ذلك بكثرة السجود كما هو معلوم. والحديث في صحيح ......... والطبراني وغيرهما. ثم إن الاستدلال بقوله تعالى: (قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ...) استدلال في غير موضعه لأن الآية إنما تشير إلى عدم ملك العبد بشيء بين يدي المالك الحقيقي أما أنه لا يُعطي سبحانه ولا يملِّك ما شاء لمن شاء فهذا بعيد ألمْ يقل صلى الله عليه وسلم: ((أنا أبو القاسم الله يُعْطي وأنا أقسِم)) /أخرجه الحاكم بسند حسن/ فقد نسب قَسْم العطاء لنفسه صلى الله عليه وسلم ولكن على سبيل المظهر من مظاهر الله في العطاء كواسطةٍ وسببية شريطة. أما الاستدلال بقوله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهُو رَد)) فالجواب في ذات الحديث حيث قال صلى الله عليه وسلم ((ما ليس منه)) أو كمان رواية ((ليس عليه أمرنا)) فهل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عمل ليس عليه أمر الشرع؟؟ وهل الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل ليس عليه أمر الشرع، وهل الاجتماع على طاعة الله عمل ليس عليه أمر الشرع؟؟... ثم إن الآية في مطلعها تُشير إلى جانب العقيدة من حيث التفرد والخالقية للمولى سبحانه ولن تجد في أدنى مَن عندهُ مسكة عقلٍ وهو يصلي على النبي ويسأل الله قضاءَ حاجاته بها كسبب يعتقد التأثير الذاتيَّ في أحد فضلاً عن عبدِ اللهِ الخالص في عبوديته للهِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وسؤالٌ هنا يعرض نفسه ترى هل صلاتُنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملنا؟؟ وهل سؤال اللهِ عبرها من السببية التي اجازها الشرع؟؟ وهل العمل الصالح سبب لدخول الجنة ..؟؟ فإن كان الجواب لا إذن فما معنى قوله تعالى: (ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) نعم والكلُّ يعلم أنه المُدخِل على الحقيقة إنما هو الله تبارك وتعالى ولكنها أسباب ثم خبرني بِربِّكَ ترى أي الأسباب اعظم شرفاً وأضمن قبولاً عملك أم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. فإن عملت عملاً وهو سبب ثم سألت الله بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم القبول لهذا العَمل أليس في هذا قرعٌ لباب الرجاء بالأدب مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ...؟ وأدين أيضاً سبب فإن قال قائل: إن الواسطة غير جائزة فالجواب إذن ألا فلْيُلْغِ إذاً كلَّ واسطةٍ أثبتها الشارع الحكيم بدءاً بالأكل والمشبعُ اللهُ سبحانه؟! وانتهاءً بالصلاة والموصلُ الله تعالى؟!. فنثبت ما أثبته الشارع الحكيم ونَنْفِي ما نفاه الشرع نهياً وتحذيراً. /هذا والله تعالى أعلم/ أخيراً: إن الاستدلال بحديث ((ما شاء الله وشئت)) استدلالٌ خاطئ والدليل نص الحديث بكامله في رواية أبي داوود والنسائي في عمل اليوم والليلة وصححه النووي وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان)) فإن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لم يلغ مشيئةَ العبد أي على الاختيار ولكن صحح اللفظ وهو يعلم القصد من قائله وإلا ولكان المقتضى أن يكْفَر بمجرد القول. /هذا والله تعالى أعلم/