مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 14/12/2007

أنا الموجود فاطلبني تجدني


تاريخ الخطبة الجمعة‏، 05‏ ذو الحجة‏، 1428 الموافق ‏14‏/12‏/2007
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله:
إننا نَشْرُفُ في هذه الأيام والليالي بتلك الليالي والأيام التي أقسم الله عز وجل بها في محكم تبيانه إذ قال: ”والفجر وليالٍ عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر“. وقََسَم الله سبحانه وتعالى بهذه الليالي والأيام العشر الأولى من ذي الحجة إنما هو تنويه بأهميتها ومكانتها عند الله عز وجل وقيمة العمل الصالح إذ يُقْبِلُ الإنسان فيها إلى الله عز وجل وخطورة المعاصي إذ يرتكبها الإنسان في هذه الأيام والليالي ,ومن ثم فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري وغيره من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: ”ما من أيام العمل الصالح فيها خير من هذه الأيام“ أي الأيام والليالي الأولى من شهر ذي الحجة. وينبغي أن نلاحظ أيها الإخوة، كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إذ قال: ”ما من أيام العمل الصالح“ ولم يقل :العبادات, ولم يقل:الصلوات أو الأذكار أو الصيام خاصة وإنما قال :العمل الصالح. والعمل الصالح ؛جنس لكل عمل يصلح الأسرة الإنسانية مما يدخل في المقاصد الشرعية التي هي محور أحكام الشريعة الإسلامية. فما من عمل يؤديه الإنسان مما يصلح نفسه أو أسرته أو الأسرة الإنسانية جمعاء يقبل إليه ويمارسه تقرباً إلى الله عز وجل واستنـزالاً لمرضاة الله سبحانه وتعالى إلا وكان عمله عبادة من أَجَلِّ العبادات لاسيما إن كان هذا العمل في هذا العشر الأول من هذا الشهر المبارك. وأنا قلت من قبل- أيها الإخوة- وأكرر اليوم :أن الزمن من حيث هو لا يَفْضُل يومٌ فيه عن يوم ولا تَفْضُل سنةٌ عن سنة ولا شهر عن شهر فالزمن حقيقة واحدة ولكنها النفحات الربانية تتدراك الإنسان في مواقيت معينة. يُقْبِلُ الله سبحانه وتعالى في أوقات محددة إلى عباده بالرحمة، ينتظر منهم أن يتوبوا فيتوب الله عليهم، أن يصلحوا ما أفسدوا فيَقْبل الل

تحميل



تشغيل

صوتي