مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 14/09/2007

كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به


تاريخ الخطبة الجمعة‏، 02‏ رمضان‏، 1428 الموافق ‏14‏/09‏/2007
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله:
إن الأحاديث التي صحَّتْ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضيلة هذا الشهر وعن الصيام وآدابه وثوابه كثيرة جداً، وأحسِبُ أنكم تعلمون الكثير منها لأنها تتردد على أسماعكم في مثل هذا الموسم مِنْ كل عام. ولكن حسبنا مِنْ كل هذا الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهمية هذا الشهر وعن أهمية الصوم فيه ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ قوله يرويه عن ربه سبحانه وتعالى: ”كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به“. أحسب أنكم جميعاً سمعتم هذا الحديث في مناسبات كثيرة مرت ولكني أحسب أن قلة منكم مَنْ عرف المقصود مِنْ هذا الكلام الذي يرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه. ما معنى قول الله عز وجل: ”كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به“؟ ما الفرق بين الصوم وغيره مِنَ العبادات وهي كلها عبادات يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى؟ كيف يكون بعضها خاصاً للعبد وبعضها الآخر، وهو الصوم، خاصاً لله سبحانه وتعالى والجميع مِنَ الطاعات التي يُتَقَرَّبُ بها إلى الله عز وجل؟ إن المقصود مِنْ هذا الكلام الذي ينبغي أن نبتينه وأن نقف على مغزاه أن الطاعات المختلفة كلها إنما تتحقق عن طريق أعمال إيجابية كالصلاة، كالزكاة التي يدفعها الإنسان للفقراء، كالحج ومناسكه. هذه القربات وأمثالها قربات مكشوفة واضحة تتحقق بواسطة أعمال إيجابية مرئية للآخرين. فأنت عندما تصلي تقف، تقرأ، تركع، تسجد. وعندما تحج كذلك، وعندما تدفع زكاة مالك للفقراء كذلك. ومِنْ ثَمَّ فإن مجال الرياء في هذه الطاعات واسع. ما أيسر أن يصلي الإنسان مِنْ أجل أن يراه الناس يصلي، يبتغي مِنْ وراء ذلك خيراً منهم. وما أيسر أن يحج الإنسان ويؤدي مناسك الحج يبتغي مِنْ ذلك الرياء، أن يرى الناس عمله. وما أيسر أن يعمد الإنسان إلى كتاب الله عز وجل يقرؤه وهو يقصد أن يراه الناس وهو يتلو كتاب ال

تحميل



تشغيل

صوتي