مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 01/03/2013

كونوا ممن سيشهد لهم التاريخ ولا تكونوا ممن يلعنهم التاريخ

تاريخ الخطبة


‏‏‏الجمعة‏، 18‏ ربيع الثاني‏، 1434 الموافق ‏01‏/03‏/2013‏

كونوا ممن سيشهد لهم التاريخ ولا تكونوا ممن يلعنهم التاريخ

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله:

يقول المؤرخون في كل ما كتبوه ودونوه: إن رأيت في جنبات الأرض آثار دمار وتخريب، مظاهر حرق وقتل، مظاهر إفساد هنا وهناك فاعلم أن ذلك كله إنما تم على يد الإنسان، وإن رأيت في جنبات الأرض مظاهر بناء وعمران واخضرار للجنان ومظاهر حضارة تتألق ومدنية إنسانية باسقة فاعلم أن ذلك أيضاً إنما تم على يد الإنسان، فكيف يجتمع هذان النقيضان في تصرفات الإنسان وعمله؟ كيف يتأتى ليده أن تبني وتهدم، أن تصلح وتفسد؟ كيف يتأتى ليد هذا الإنسان أن تستنبت غراس السلام وأغصانه في الأرض وفي الوقت ذاته تدمر وتفسد وتقتل وتحرق؟ كيف يتأتى هذان النقيضان في تصرفات الإنسان وعمله. حديثي إليكم اليوم يا عباد الله يتضمن إجابة عن هذا السؤال. إنكم لتعملون أن الله عز وجل قد كرَّم الإنسان وفضله على كثيرٍ ممن خلق، وإنكم لتعلمون أيضاً أن الله عز وجل جعل من الإنسان خليفة عنه في أرضه يقيم فيها المجتمع الإنسان طبق موازين العدل التي شاءها الله سبحانه وتعالى، وتعلمون أيضاً أن الله سبحانه وتعالى كلَّفَ الإنسان بعمارة الأرض بمعنييها الحضاري والمادي، ألم يقل عز من قائل:

(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [الإسراء: 70].

ألم يقل جل جلاله:

(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) [البقرة: 30].

ألم يقل جل جلاله عن ذاته العلية:

(هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) [هود: 61].

أي كلَّفَكَم بعمارتها؟

ثم إن الله عز وجل بحكمته الباهرة علم أن الإنسان لا يستطيع النهوض بهذه المهام التي كُلِّفَ بها إلا إن تحققت له الأجهزة والوسائل التي لابد أن يسخرها في هذا المضمار ولتحقيق هذه الوظيفة، فأكرمه الله سبحانه وتعالى بمدارك العقل وما يتفرع عنها من العلم والمعرفة الإبداع، متعه الله عز وجل بالقدرة ألواناً وسيلة لتحقيق هذه الوظيفة التي أنيطت به، بسط الله عز وجل يده على كثيرٍ من الممتلكات من الأموال وغيرها وأشعره بمعنى الذات والاعتداد بها بمعنى الأنانية، متعه الله عز وجل بالحرية والقدرة على اتخاذ القرار، حرره من أسر قانون الغرائز الذي قيد البهائم والحيوانات الأخرى بها، هذه هي الأجهزة التي متع الله سبحانه وتعالى الإنسان بها لينهض من وراء ذلك بالوظيفة التي قد أنيطت به، ولكن فلتعلموا يا عباد الله أن هذه الأجهزة أو أن هذه الصفات إنما هي من صفات الربوبية، فالعلم من صفات الله، والقدرة صفة خاصة بالله عز وجل والإرادة المطلقة صفة لله سبحانه وتعالى وإنما أكرم الإنسان بظلال من هذه الصفات ليستطيع أن يسخرها في النهوض بعمارة الأرض على النحو الذي أمر الله سبحانه وتعالى به. هذه الصفات من الصعوبة بمكان إن استعمله في وجهها الصالح حققت سعادة على وجه الأرض ما مثلها، وإن استعملت هذه الأجهزة أو هذه الصفات أو هذه الأسلحة من وجهها الثاني دمرت وأفسدت وأشقت، ومن هنا سماها الله سبحانه وتعالى الأمانة، أليس هو القائل:

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) [الأحزاب: 72].

لكي لا تُسْتَعْمَلَ هذه الأسلحة أو هذه الأجهزة من حده المهلك الضال أنزل البيان الإلهي بل أنزل الله سبحانه وتعالى عن طريق رسله وأنبيائه إلى هذا الإنسان الذي كرمه الله عز وجل وميزه عن سائر الخلائق بياناً يلجمه ويحجزه عن استعمال هذه الأجهزة من حدها الضار، أنزل إليه بياناً يعرفه أولاً على ذاته أنه مملوك لله وليس مالكاً، أنه عبدٌ لله عز وجل لا يتصرف ولا يتحرك إلا في قبضة الله، ثم إن الله سبحانه وتعالى بيَّنَ له أن هذه الصفات التي متعه بها، العلم وما يتبعه، القدرة وما يتفرع عنها، الامتلاك، الحرية بيَّنَ له أن الإنسان ينفعل بها قسراً ولا يفعل شيئاً منها باختيار، بيَّنَ البيان الإلهي للإنسان بنصوص واضحة قاطعة صريحة أن الإنسان يفد إلى هذه الحياة الدنيا جاهلاً لا يعلم شيئاً وإذا بالقدرة بدأت تسري في كيانه من حيث لا يعلم، تبقى هذه القدرة أمانة بين جوانحه وفي كيانه إلى حين وإذا هي بعد حين تتملص منه وتعود من حيث جاءت، ينظر الإنسان إلى ذاته وقد ولد جاهلاً لا يعي شيئاً وإذا بالعلم سرى إلى كيانه من حيث لا يدري، تبقى هذه الأمانة لديه إلى حين ثم إنها تودعه إلى غير رجعة ويغدو هذه الإنسان جاهلاً بعد علم، وهكذا، أليس هو القائل:

(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) [الروم: 54].

أليس هو القائل:

(وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ) [يس: 68].

فمن الناس من أصغى السمع إلى هذا البيان الإلهي الذي يعرف الإنسان أولاً على ذاته، ثم أصغى السمع إلى التعريف بكيفية استعماله لهذه الأجهزة، أصغى السمع إلى ذلك كشأن الذي يبتاع جهازاً من السوق فلا يستعمله إلا بعد أن ينظر إلى صفحة التعليمات، كيف يستعمل، كيف يصان، نعم. فهؤلاء الذين أصغوا السمع إلى بيان الله عز وجل قاموا بالوظيفة التي أمرهم الله عز وجل بها، قاموا بعمارة الأرض على النحو الذي شاءه الله، طبقوا موازين العدالة التي أنزلها الله عز وجل إليهم ووضعها بين أيديهم فكانت صورة هذا العمران الذي يذكره التاريخ ويشهده ثمرة أعمال هؤلاء، أما فئة أخرى وقد رأت هذه المزايا التي مُتِّعَتْ بها، شعر الواحد منهم بالعلم الذي يتمتع به، بالقدرات المتنوعة التي يمتاز بها، بالامتلاك، بالحرية، وقد قلت لكم إنها جميعاً من صفات الربوبية، لم يصغ السمع إلى بيان الله، لم يتلفت إلى صفحة البيانات المقرونة بالجهاز فإلى ما آل أمر هؤلاء؟ أسكرتهم هذه الصفات يا عباد الله، تنظر إلى الواحد منهم وقد امتطى صهوة هذه الصفات التي متعه الله عز وجل بها ليشد نفسه بها إلى أعلى درجات البغي، إلى أعلى درجات الطغيان، لماذا؟ لأنه لم يصغ السمع إلى صفحة التعليمات، ظن أن العلم علمه وظن أن القدرة قدرته، وظن أنه هو الذي يملك كل ما بسطه الله عز وجل تحت سلطان بل بسط يده عليه، ومن ثم سكر ومن ثم اتخذ من هذا السكر مركباً ويصَّاعد به إلى قمة البغي، إلى قمة الطغيان، وهكذا فقد آل حال الواحد منهم إلى بركان من البغي يتحرك وينتقل من مكان إلى مكان يقذف ما حوله أياً كان بالشواظ، يغلي داخله بمرجل من الحقد الذي لا نهاية له، وهكذا، وإياكم أيها الإخوة إياكم أن تنعتوا حال هذا الإنسان بالوحشية فتظلموا الوحوش، لا، إنه بركان بشري يتنقل ويتحرك من مكان إلى آخر يقذف كما قلت لكم بالشواظ أياً كان ويغلي داخله بمرجل من الأحقاد الخفية لكل من خالفه الرأي. الوحوش ملتزمة أدق قوانين من قوانين الغرائز التي ضبط الله سبحانه وتعالى عالم البهائم بها، حياة هذه البهائم لا تتحرك إلا طبق قانون، نعم، أما هؤلاء فإن الواحد منهم كما قلت لكم عبارة بركان بشري يتحرك لماذا؟ لأنه لم يصغ إلى بيان الله، لم يصغ إلى صفحة التعليمات التي تبين له هذه الأجهزة التي مُتِّعَ بها، لم يصغ السمع إلى من يقول له ويحك إنك منفعل بصفة القدرة ولست فاعلاً لها، جاءتك من حيث لا تدري ولسوف تتحول عنك إلى ما لا تدري، ويحك إن العلم الذي تتمتع به ليس علمك، لقد تسرب إلى كيانك من حيث لا تعلم وقد كنت جاهلاً وغداً سيتحول هذا العلم إلى جهل وإلى نسيان، سيأتي يوم لا تعرف فيه اسمك، لم يتأت له أن يعرف هذه الحقيقة. والسؤال الذي يقفز إلى الذهن يا عباد الله من وراء هذا الذي أقوله لكم هو لماذا لا يعاقب الله عز وجل هؤلاء الذين سكروا بنعمة الله عز وجل، سكروا بالأجهزة التي متعهم بها إلى حين وهو القائل في محكم تبيانه في أكثر من مرة عن كثيرٍ من الطغاة الذين خلوا من قبل:

(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: 102].

لماذا لا يأخذهم؟ لماذا يتركهم يسرحون ويلعبون؟ لماذا يتركهم وقد آل أمرهم إلى ما قد ذكرنا، براكين بشرية تتحرك، يأنس الواحد منهم أمام منظر الأطلال الباقية والأبنية الخربة، ينتعش الواحد منهم لرائحة الدماء البريئة الزكية، يطرب الواحد منهم لأنين القتلى وهو يجودون بالأرواح، أجل، لماذا لا يأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر؟ أتدرون الجواب يا عباد الله؟ إن الله سبحانه وتعالى لم يهلك الطغاة الذين خلوا من قبل إلا بعد أن امتطوا من طغيانهم صهوة سموا بها ثم سموا ثم سموا إلى أن وصلوا إلى أعلى درجات الطغيان حيث التأله، حيث تصوروا أنهم غدوا آلهة من دون الله سبحانه وتعالى ومن ثم رماهم الله من حالق، حكمة الله عز وجل تقول إن الإنسان لا يسقط عندما يسقطه الله من الحصير وإنما يسقط من على العرش أو السرير، إن هؤلاء الذين ركبهم الطغيان والبغي ظنوا العلم علماً لهم من دون الله سبحانه وتعالى، وظنوا القوة قوة امتلكوا ناصيتها فلن تتحول عنهم قط، ظنوا المال الذي بسط الله عز وجل أيديهم عليه مالهم ولم يعلموا أنه لا توجد في كتاب الله آية واحدة تعلن عن امتلاك الإنسان للمال، يقول:

(وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) [الحديد: 7].

يقول: (وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ) [النور: 33].

نعم، يقول الله عز وجل: (فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) [القلم: 44-45]

لماذا يستدرجهم؟ لهذا الذي ذكرته لكم، وإذ يرميه إنما يرميه من حالق، ولكي يرميه من حالق لابد أن يسمو إلى أعلى درجات الطغيان، لأن الإنسان كما قلت لكم إذا سقط لا يسقط من على الحصير، هذه حقيقة، بقي أن أقول لكم شيئاً: إن قضاء الله عز وجل نافذٌ يا عباد الله، وإن سنن الله سبحانه وتعالى لا يلحقها خُلْف ولا يحلقها شذوذ، فكل من ركب رأسه واتجه في طريق البغي والطغيان مخالفاً أمر الله سبحانه وتعالى الذي يحذر من الفساد والإفساد مكرراً ومتوعداً ومكرراً ومتوعداً لابد أن يحيق به قضاء الله، ولكأني أرى مصرع هؤلاء الذين تألهوا عن طريق البغي والطغيان والفساد والإفساد، لكأني أرى مصارعهم الواحد تلو الآخر، وإنما أقول ذلك يقيناً مني بسنة الله عز وجل في كونه، بقي أن أتوجه إلى إخوة لنا ربما تاهوا وربما أخطأوا الطريق فركبوا هم أيضاً هذه المطية وتاهوا بها عن صراط الله سبحانه وتعالى، تاهوا عن هوياتهم عبيداً أذلاء لله عز وجل، تاهوا عن المصير الذي لن يفلتوا منه، تاهوا عن الساعة التي سيذل الواحد منهم فيها منكسراً مهيناً معلناً عن عبوديته لله وقد تجسد في كيانه قول الله:

(إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً) [مريم: 93-94]

أناشدهم الله، أسألهم بآيات الله، أسألهم بالكتب المنزلة من عند الله أحقٌّ هذا الذي يفعلونه من التدمير، من التخريب، من القتل، من الذبح، من اغتصاب الفتيات، أحقٌّ هذا يمارسونه، أسأله الواحد منهم أناشده بكل آية أنزلها الله عز وجل على رسوله، أناشده بالكتب السماوية كلها، أسأله بيقينه إن بقيت لديه بقية يقين بالله عز وجل أحق هذا الذي يمارسونه أم إنه حرب معلنة أو غير معلنة على الله عز وجل، يحذر الله من قتل البرآء فيصرون على أن يقتلوا البرآء أيما كانوا، يحذر الله عز وجل من التخريب والفساد ويعلن قائلاً إنه: (لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [المائدة: 64] ولكنه يصر على أن يركب رأسه في فعل ما لا يحبه الله سبحانه وتعالى، أليس هذا حرباً على الله معلنة أو غير معلنة؟ ما لكم أيها الإخوة؟ أين أنتم من شرع الله عز وجل؟ أين أنتم من هوياتكم عبيداً لله سبحانه وتعالى؟ ما لكم لا ترجعون؟ ما لكم لا تعودون؟ والإنسان يخطئ ولكن الإنسان الذي بقيت بين جوانحه بقايا من إيمانه بالله وارتباطه بالله يعود، يصلح الفساد، يصطلح مع الله سبحانه وتعالى، ها أنتم تُدْعَوْنَ إلى الاصطلاح، ها أنتم تُدْعَون إلى تغميد الأسلحة دون شرط ولا قيد لماذا لا تستجيبون؟ لماذا لا تعودون عن الغي، عن هذا الذي حرمه الله سبحانه وتعالى؟ لماذا؟ ألم تقرؤوا كتاب الله وأنتم تعلنون الجهاد، تقولون إنكم ترفعون لواء الجهاد، ألم تقرؤوا قوله:

(لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) [النساء: 114].

الإصلاح بين الناس، هذا ما يقول الله عنه وهذا هو الأجر الذي يدخره له، أآل بكم الأمر إلى أن تستغنوا عن الله، أآل بكم الأمر إلى أن تديروا ظهوركم لتعليمات الله؟ لا أيها الإخوة، لم يصل الأمر بكم إلى هذا الحد، عودوا فاصطلحوا:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [البقرة: 208].

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.



تشغيل

صوتي
مشاهدة