مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 19/12/2008

الوعد بالنصر

تاريخ الخطبة

الجمعة، 21 ذو الحجة، 1429 الموافق 19/12/2008

الوعد بالنصر

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله:

إن كتاب الله يفيض بوعود كثيرة يلزم بها ربنا عز وجل ذاتَه العلية تجاه عباده المسلمين إِنْ هم قاموا ونفذوا الأوامر التي وجهها الله عز وجل إليهم، وإليكم بعضاً من هذه الوعود التي يلزم الله عز وجل بها ذاته العلية. يقول الله عز وجل: "إننا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"، ويقول عز وجل: "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"، ويقول سبحانه وتعالى: "فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد"، ويقول سبحانه: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى فلنحيينه حياة طيبة"، ولكن في المسلمين يا عباد الله من إذا مَرَّ بهذه الآيات وأمثالها مما يتضمن وعوداً قاطعة ألزم الله عز وجل بها ذاتَه استنكر أو تساءل قائلاً ها نحن مسلمون مؤمنون بالله عز وجل ولكنا غيرُ منصورين، مغلوبون على أمورنا وها هم الظالمون والطغاة يسرحون ويمرحون في بلادنا وها هم ألاء يستلبون حقوقنا ويغتصبون أوطاننا. هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام معترضين أو متسائلين إنما هم من أولئك الذين لا يذكرون إلا حقوقهم التي وعدهم الله عز وجل بها، يضعون المناظير المكبِّرَة جداً على حقوقهم التي وعدهم الله بإنجازها ولا يضعون منظاراً واحداً ولو ضعيفاً على الواجبات التي كلفهم الله سبحانه وتعالى بها. يقول أحدهم ها نحن مسلمون وها هي ذي المساجد تفيض بالمصلين وها نحن نستقبل رمضان خير استقبال، نصوم نهاره ونقوم لياليه تفيض المساجد بصلوات التراويح، وها هو ذا البيت الحرام يزدحم بالطائفين

تحميل



تشغيل

صوتي