مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 01/10/2008

خطبة عيد الفطر السعيد بحضور السيد الرئيس - المسلم الذي وقف أمام مرآة ذاته

المسلم الذي وقف أمام مرآة ذاته


خطبة عيد الفطر السعيد للإمام الشهيد البوطي


بحضور السيد الرئيس بشار الأسد


بتاريخ  1 / 10 / 2008


 الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر ما غُصت المساجد في ليالي رمضان بالراكعين والساجدين، الله أكبر ما تكاثر الآيبون إلى رحابه، تائبين مستغفرين فتاب عليهم وصفح عنهم وغفر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر ما تلاقت الوجوه في هذا الصباح الأغر بعد تدابر، الله أكبر ما تعانقت القلوب بعد التهاجر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر من طغيان الطغاة في الأرض، الله أكبر من صلف المتجبرين. الله أكبر من كيد الكائدين وتربص أعداء الدين، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. سبحان الله المُسَبَّحِ في كل مكان، سبحان الله المُسَبَّحِ على كل لسان، سبحان الله رب السماوات والأرض ومن فيهن، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولتعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.


أما بعد فيا عباد الله دعوني أذكر نفسي وأذكركم بمزية متع الله سبحانه وتعالى بها عباده المسلمين الصادقين في حين أن الآخرين قد حُرِمُوا منها. إننا لنعلم جميعاً أن الدنيا مسرح للمبهجات والمنغصات وصدق الله القائل: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون). فأما التائهون عن معرفة الذات، الشاردون عن صراط الله عز وجل، أولئك الذين يُخَيَّلُ إليهم أنهم يعيشون في يوم لا غدَ من ورائه فإن أحدهم إذا صادف من الدنيا مبهجاتها هيمنت على كيانه أجمع وطافت من ذلك برأسه نشوة كأنها الخمر وهيمنت عليه مشاعر هذا الابتهاج حتى لم يعد يتسع في قلبه مكان لنقيض أو لمخالف.


فإذا رأى هذا الإنسان الذي أخذت منه نشوة هذا الابتهاج مأخذَها، رأى صورة لبائسين، رأى صورة لمنكوبين هيهات أن تدخل مؤثرات هذه الصورة إلى شيء من طوايا نفسه قط، ذلك لأن مشاعر الابتهاج هيمنت على كيانه كله فلم يبق في قلبه متسع لخلاف ذلك. أما إن واجه هذا الإنسان من الدنيا الشر ونكباته، الشر وأنواعه فإن هذا أيضاً لابد أن يأخذ من كيانه كل مأخذ ولابد أن تهمين مشاعر الأسى على فؤاده كله، ولابد أن يزجه ذلك في لونٍ من الأمراض النفسية والكآبة أو أن يزجه ذلك في طريق إلى الانتحار. أما المسلم الذي وقف أمام مرآة ذاته، عرف نفسه عبداً مملوكاً لله سبحانه وتعالى، وعرف منهج رحلته في هذه الحياة الدنيا، فإن صادفه من الدنيا مبهجاتها وظفها لما يقربه إلى الله عز وجل، تفاعل مع المبهجات أنواعاً وأشكالاً ولكن بروح الوظيفة، يعلم أنه موظف عند مولاه وخالقه، يسخر هذه المبهجات لما يقربه إلى الله، فإذا رأى أمامه صورة لنقيض ذلك، صورة لبؤس، لمصيبة، لنكبة، اتسع قلبه لهذا الأمر الثاني كما اتسع للأول وتفاعل مع هذا الأمر الثاني كما تفاعل مع الأول، ذلك لأنه يستقبل كل ما يصادفه في الكون من مبهجات ومن مؤلمات، من سراء أو من ضراء، يستقبل ذلك على أنه موظف عند الله ومن ثم فهو يسخر ذلك سلما للقرب من الله عز وجل.


ودعوني يا عباد الله أجعل من هذا اليوم الأغر نموذجاً حياً مجسداً لهذه الحقيقة. لقد طلعت علينا شمس هذا العيد المبارك ولقد تجلى الله عز وجل في صباح هذا اليوم على عباده بالأنس الذي نشعر به جميعاً، بعد قليل سيذهب كل منا إلى داره ولسوف يدخل كل منا إلى بيته ليجد البسمة على الوجوه وليجد الفرحة الغامرة في زوايا الدار وفي النفوس، ماذا يصنع هذا الإنسان وقد رأى مظاهر هذه البهجة أمامه، يعلم أنه موظف عند الله عز وجل، يغرس في أفئدة الصغار والكبار مزيداً من أسباب الفرحة، مزيداً من أسباب البهجة، يرسم مزيداً من الابتسام على وجوه هؤلاء وأولاء وأولئك وهو يعلم إنما يفعل ذلك قربى إلى الله، ثم إنه يغدو إلى دار جاره ودور أصدقائه وأقاربه يصل ما انقطع من الرحم ويجدد ما تقادم من الود، يقيم مرة أخرى نسيج هذا التضامن الذي شاءه الله عز جل، إنها بهجة دخلت الدار وتسربت إلى النفوس ولكن المسلم يوظفها قربى إلى الله عز وجل. فإذا خرج هذا الإنسان ومشى في طريقه وتذكر ما جرى قبل أيام، تصور ثلة من الناس قد خرجوا من دورهم وإن شهر الصوم يظلهم وإن الأنس الرمضاني يطوف بهم، غادين لمهامهم ولربما يحققون أسباب الفرحة للعيد الذي أزف قدومه وما هي إلا لحظات حتى تؤول هذه الثلة من الناس إلى أثر بعد عين، منهم من قضى نحبه ومنهم من هو بين الموت والحياة. هذا الذي وظف البهجة قبل قليل بين جوانحه سلماً إلى مرضاة الله هل يتسع قلبه لهذا المنظر الثاني؟ نعم يتسع قلبه لأنه يمارس هذا وذاك، يتفاعل مع هذا وذاك قربى إلى الله سبحانه وتعالى، لابد أن يقف أمام هذه المأساة متفاعلاً معها، كيف يتفاعل؟ ما الذي حصل؟ ما الذي استوجب هذا الدمار؟ من الذي قضى بأن يكون هؤلاء البرآء الآمنون الذين أظلهم أنس هذا الشهر وطاف بهم كرم الله سبحانه وتعالى وتجلياته التي يقبل بها على عباد الله الصائمين، إنها جريمة وقعت، إذاً ينبغي أن ننسى قليلاً تلك البهجة لنتفاعل مع هذا الأسى، قالوا إنها جماعة من المُكَفِّرين، قلت من هم الكفار الذين أرادوا أن يلحقوا بهم وأرادوا أن ينفذوا حكم الله المزعوم في حقهم، لعلهم هؤلاء السابلة الذين صدف مرورهم في ذلك المكان لعلهم هم الكفرة، ولكن المصادفة هي التي ساقتهم إلى ذلك المكان ولربما كانت فئات أخرى تحل محلهم تجوب في تلك المنطقة ذاتها وعندئذٍ يكون الدمار قد حاق بهم لا بأولئك الآخرين، إذاً لعل كل من يعيشون فوق هذه الأرض المباركة كفرة، أفهذا منطق يقبله عقل؟


يا أيها الإخوة إن الجريمة كانت تستهدف شيئاً آخر، إنها كانت ولا تزال تستهدف الاستقرار الذي تتمتع به هذه البلدة، تستهدف الأمن والطمأنينة اللتين تتمتع بهما هذه البلدة ولعلكم تعلمون أن الاستقرار هو رأس المال الخفي لكل نهضة ولكل تقدم في حياة الأمة، إذاً الاستقرار هو الكافر الذي ينبغي القضاء عليه، الأمن والطمأنينة هما الكافران اللذان ينبغي تنفيذ حكم الشيطان فيهما. أيها الإخوة إنها حرب معلنة على الله عز وجل من خلال قوله سبحانه وتعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)، إنها حرب معلنة على رسول الله القائل فيما يرويه مسلم والنسائي وأحمد: (من خرج من أمتي على أمتي يقتل برها وفاجرها، _ لا يفرق بين قاتل ومقتول منه_ ولا يفي بذي عهدها فليس مني ولست منه) إنها حرب معلنة على الله عز وجل وعلى رسوله، أما هذا الشعار الذي يعمل به بين الحين والآخر، ملاحقة الكفر والكافرين فهو غطاء شفاف لا يستر، وهو الغطاء الذي يستعمله الزنادقة وقد استعملوه فيما مضى. الزنديق هو ذاك الذي يمارس حرباً قذرة ضد الإسلام والمسلمين ولكنه يغطي نفسه بشعارات الإسلام وهذا هو تعريف الزندقة والزنادقة، هؤلاء فريق من الزنادقة يا عباد الله.


وأعود فأقول أنا مسلم أوظف كل ما يواجهني في دربي إلى الله عز وجل أواجه ذلك كله لأجعل منه مرقاة إلى مرضاة الله عز وجل، واجهتني المبهجات فوظفتها وتقربت بها إلى الله، واجهتني البأساء في أمتي أو في أي جهة من جهات هذا العالم الإنساني لابد أن أتفاعل مع هذه الظاهرة أيضاً، هذا هو فرق ما بين المسلم وغير المسلم، فؤاد المسلم يتسع للتعزية بالمصائب وللتهنئة بالأفراح في لحظة واحدة، نعم، ذلك لأن عبودية الإنسان لله عز وجل تجعله أمام هذين البابين المشرعين دائماً.


ولكني أريد أن أنتقل من هذا الذي أوضحته باختصار إلى سؤال أحاول أن أجيب عنه باختصار أيضاً. ما العلاج الذي ينبغي أن نمارسه لتحصين أرضنا ولحماية أمتنا كلها من هذه الزندقة وهؤلاء الزنادقة الذين أعلنوا الحرب معاً على الله وعلى رسوله؟ الجواب أيها الإخوة أنهما سبيلان لا ثالث لهما، أما السبيل الأول فهو أن نمعن في تحقيق المزيد من التضامن الذي شاءه الله لنا بل الذي شرفنا الله عز وجل به، لا نألوا جهداً في تحقيق مزيد من التآلف، نسد الثغرات، نسد الجيوب التي يمكن أن يتسرب منها شياطين الإنس والجن، ثغرات الخلافات المذهبية، ثغرات الخلافات الفكرية، ثغرات الخلافات أياً كان نوعها، ينبغي أن نتقرب إلى الله عز وجل بسد هذه الثغرات كلها ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، الخلاف موجود ولكن على كل منا أن يجتر مذهبه وفكره بينه وبين نفسه، ما ينبغي أن نجعل من آرائنا الاجتهادية ومذاهبنا الفكرية أو الدينية، ما ينبغي أن نجعل منها عصا فرقة، ما ينبغي أن نجعل منها سبب خصام وشقاق، إذا سيرقص العدو على هذا الذي سنفعل، وعندما يمارس هؤلاء التكفيريون عملهم إنما يستغلون هذه الفرقة، إنما يستغلون هذا الخلاف الذي يبدو لهم فيتكئون عليه ويمارسون زندقتهم التي حدثتكم عنها، نحن أمة جذعها الإسلام الواحد أغصانها المذاهب المتعددة التي تصل جميعاً إلى مرضاة الله عز وجل، فلنتمسك بالجذع يا عباد الله، فلنتمسك بالجذور يا عباد الله، دعوا الآراء الاجتهادية والخلافات كلها وراءكم ظهرياً أثناء مد الأيدي بعضنا إلى بعض، أما عندما نعبد الله عز وجل ونسير إلى مرضاته فليمارس كل واحد منا قناعاته وأفكاره. هذا هو السبيل الأول، أما السبيل الثاني فهو صدق الالتجاء إلى الله على كل المستويات وفي كل الأوقات، نطرق باب الله بأيدي الذل بأيدي المسكنة، بأيدي الانكسار، وربنا يرى، وجل من قال: (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)، نطرق باب الله عز وجل نستنزل نصره، نطرق باب الله عز وجل نستدفع الضر الذي يلاحقنا. هكذا شاء الله عز وجل أن تكون بلدنا هذه محط أنظار الكثيرين وكأنها تتمتع بنعم يحسدنا عليها الأقربون والأبعدون، هكذا شاء الله سبحانه وتعالى، نتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بانكسار على كل المستويات وفي السر قبل العلن أجل يا عباد الله، دعوني أضعكم أمام هذا المشهد الذي يجسد ويبرز حقيقة ما أقول، عقبة بن نافع الذي وصل إلى أرض القيروان قبل أن تبنى، نظر فوجد أن هذه الأرض سبخة غابات محشوة بالسباع الضارية والوحوش المختلفة ورأى أن هذه الأرض هي المنطلق الاستراتيجي للدعوة إلى الله وللتبصير بدين الله في تلك المنطقة فأخذ يبحث عن بقايا الصحابة الذين كانوا معه، عثر على عدد منهم، أمضى بياض يومٍ من الصباح إلى المساء وهم يتضرعون إلى الله أن يبعد الباري عز وجل هذه الوحوش الضارية عن هذا المكان الهام من أجل أن ينطلقوا إلى الواجب الذي أقامهم الله عز وجل فيه ولما أقبل المساء قام عقبة يخاطب هذه الوحوش قائلاً أيتها الوحوش أيتها السباع لقد جئنا لنبلغ رسالات الله عز وجل فهلا ابتعدتم عن هذا المكان لتمكنونا من أداء رسالة الله. وفي صباح اليوم الثاني رُأيت هذه السباع وهذه الوحوش يحملون صغارها إلى أماكن بعيدة بحيث لا يعلم إلى أي مكان رحلت. هذه حقيقة تاريخية واقعة يا عباد الله. نحن ابتلينا بالخير والشر، تلك هي سنة الله عز وجل وعهدنا مع الله عز وجل أن نشكره على السراء وأن نصبر على الضراء ومهما يكن فإنني أحمد الله عز وجل أن العالم كله يا عباد الله بشرقه وغربه وشماله وجنوبه قد نددوا واستنكروا وعزوا ما عدا جهتين اثنتين، إسرائيل واحدة منهما، هذا يدعونا إلى مزيد من الثبات وإلى مزيد من شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، ولا يفد إلى العبد من المولى إلا النعمة ولكن ربما كانت مقنعة غير مرئية وربما كانت ظاهرة جلية.


أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.


الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشهد أن لا إله إلا الله إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً.


عباد الله اتقوا الله فيما أمر وانتهوا عما نهى عنه وزجر وأخرجوا حب الدنيا من قلوبكم فإنه إذا استولى أسر واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنا بملائكة قدسه فقال عز من قائل علمياً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما)، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ورضي الله عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وألف بين قلوبهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ها هو ذا عبدك بشار الأسد قد وفد إلى بيتك هذا معتزاً بذل عبوديته لك مستغنياً بعظيم افتقاره إليك مستنصراً بقدرتك وتوفيقك يا ذا الجلال والإكرام وإننا لنعلم أنه لا يألو حراسة هذه الأرض المباركة وحراسة عباد الله الذين يتقلبون في مناكبها، لقد علمنا يا مولانا يا ذا الجلال والإكرام أنه كان ولا يزال يقف أمام الخطط الكائدة التي تتجه إلينا وإليه عن يمين وشمال ولا يزال يردها ولا يزال كما قد أمرت يحرس هذه الأمة وقيمها ومبادئها في سبيل ألا تمس، في سبيل ألا ينالها عدو كائد فأسألك اللهم أن تكرمه بمزيد من العون، أسألك اللهم أن تكرمه مزيد من التوفيق، أسألك اللهم أن تملأ قلبه بمزيد من الإيمان بك وبمزيد من الحب لك وبمزيد من التعظيم لحرماتك وأن تجمع به أمر هذه الأمة على ما يرضيك وأن تحقق له في سبيل ذلك البطانة الصالحة يا مولانا يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا لا نملك عملاً صالحاً نتقرب به إليك ولكنا نتقرب إليك بذل عبوديتنا لك وبعظيم افتقارنا إليك، يا من يرى الساعة مكاننا، يا من يسمع كلامنا، يا من يعلم سرنا وعلانيتنا، يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من لا تغلطه كثرة المسائل، يا من لا يتبرم من إلحاح عباده المحبين عليه أذقنا برد رحمتك، أذقنا كرم استجابتك،


اجعل الله هذه البلدة بلدة آمنة مطمئنة، رخية، مستظلة بظل كتابك، ملتزمة بهدي نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسائر بلاد المسلمين، اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيراً وفقه اللهم إلى كل خير ومن أراد بالإسلام والمسلمين شراً خذه اللهم أخذ عزيز مقتدر يا قيوم السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك، نسألك اللهم أن تجعل حبنا لك أحب إلينا من الماء البارد للكبد الظمآن وإذا حانت ساعة رحلتنا عن هذه الحياة الدنيا فنسألك اللهم أن تُكَرِّهَ إلينا الدنيا بكل ما فيها وأن تحبب إلينا لقاءك وأن تملأ أفئدتنا شوقاً إليك، اللهم استجب، اللهم إنك قلت: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وها نحن قد دعوناك كما قد أمرت فاستجب الله دعاءنا كما وعدت، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا الحاضرين ووالديهم ولسائر المسلمين أجمعين، آمين، آمين، آمين والحمد لله رب العالمين وكل عام وأنتم بخير.

تحميل



تشغيل

صوتي