مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 26/05/2006

قصة الحمق .. تتكرر عبر الأجيال

قصة الحمق .. تتكرر عبر الأجيال


خطبة الإمام الشهيد البوطي


تاريخ الخطبة: 26/05/2006


 


الحمد لله ثم الحمد لله الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئُ مَزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلالِ وجهك ولعظيم سلطانك, سبحانك اللّهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسِك، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له وأشهدُ أنّ سيّدنا ونبينا محمداً عبدُه ورسولُه وصفيّه وخليله خيرُ نبيٍ أرسلَه، أرسله اللهُ إلى العالم كلِّه بشيراً ونذيراً، اللّهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيّدنا محمد  صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.


أمّا بعدُ فيا عباد الله  ..


لعلكم سمعتم بخبر ثلة من الحمقى أوفدتهم دولتهم إلى قطر ناءٍ من الأقطار، كُلفوا بأن يختصوا بعلم من العلوم هناك، وبأن يصلوا بمعرفتهم بذلك العلم إلى الذروة؛ ومن أجل أن لا يُشغلوا بهموم المعيشة وأسبابها وفرت لهم الدولة المعيشة الوافرة والسكن اللائق وهيأت لهم رغد العيش وكل ما يحتاجون إليه في سبيل أن يحققوا الهدف الذي أرسلوا إليه، ولكن حمقهم دفعهم إلى أن يركنوا إلى هذه الوسائل التي حققتها دولتهم لهم، ركنوا إلى المعيشة الوافرة وركنوا إلى رغد العيش وتقلبوا في المتع أشكالاً وألواناً وأعرضوا عن المهمة التي أُرسلوا من أجلها .. ومرت الأيام تتوالى إلى أن انتهى الميقات الذي أُرسلوا من أجله فكان أن أُعيدوا إلى بلدهم الذي أوفدوا منه، أُعيدوا وإذا بهم لم يحققوا شيئاً من الهدف الذي أُرسلوا إليه، أُعيدوا وإذا بهم اتخذوا من الوسائل غاية واضطرحوا الغاية ظهرياً وراهم. لا شك أنهم سيتعرضون للعقاب، ولا شك أنهم سيتحملون النفقات التي أُنفقت عليهم خلال تلك المدة.


هذه قصة معروفة ومتكررة، ولكنها في الحقيقة يا عباد الله هي قصة التائهين من عباد الله الذين أوفدهم الله عز وجل إلى هذه الحياة الدنيا لمهمة، أوفدهم الله سبحانه وتعالى إلى هذه الحياة الدنيا لوظيفةٍ أنبأ عنها كتاب الله سبحانه وتعالى وشرحها وفصلها أيما تفصيلٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشرحها من قبله الرسل والأنبياء السابقون.


كان من شأن هؤلاء الناس الذين أوفدهم الله سبحانه وتعالى إلى هذه الحياة الدنيا أن ركنوا إلى الضمانات التي ضمنها الله سبحانه وتعالى لهم، ركنوا إلى المعايش الفارهة التي ضمنها الله سبحانه وتعالى لهم، ركنوا إلى الدنيا التي سخرها الله سبحانه وتعالى لنعيمهم ولرغد عيشهم، ركنوا إلى المتع التي حققها الله سبحانه وتعالى لهم سبيلاً إلى الغاية التي بعثوا لتحقيقها وأُرسلوا للوفاء بها، اعتصروا من هذه المتع ومن رغد العيش الذي متعهم الله به سكراً، سكروا به، نسوا المهمة ونسوا الوظيفة التي بُعثوا إلى هذه الدنيا من أجلها، وإن هي إلا سنوات مرت حتى دعى الداعي إلى الرحيل، دعى الداعي إلى أن يرحلوا من هذه الدنيا، مدة الإقامة انتهت وجاء الأجل الذي لا يستقدم ولا يستأخر، هنا ينجاب الحمق ويعود الرشد، لكنه يعود في ساعةٍ لا فائدة من الرشد فيها وتستثير مشاعر الألم والندم بين الجوانح ولكنها ندامة لا فائدة منها.


إنها قصة الحمق الأعظم الذي تعاني به ثلة من البشر في هذه الحياة الدنيا، وإنها لصورة حقيقية وضعتكم أمام مصغرٍ جداً منها هو المثل الذي تعرفونه جميعاً.


أنبأنا الله سبحانه وتعالى بوظيفتنا في هذه الدنيا وأنبأنا بالمهمة التي ينبغي أن نكدح من أجلها، وأنبأنا عن النهاية وعن المصير، وما من عاقلٍ يعي هذا الذي أنبأنا به بيان الله إلا وهو قادر على أن يتحرر من حمقه وأن يتعامل مع رشده، هل الإنسان العاقل يحتاج إلى بيان أفصح من هذا وأبين: )يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ[


هذا كلام الله عز وجل بينٌ واضح، ولكنه الحمق ركب ثلة من الناس لاسيما في هذا العصر، تنظر إليهم يُخيل إليك بأنهم يتمتعون برشد وعقل وتتأمل في سلوكهم يُخيل إليك بأنهم يعرفون كيف يخططون للمستقبل، ولكنك تزداد تأملاً في واقعهم فتجد أنهم لا يعرفون من المستقبل إلا ما تريهم رؤوس أنوفهم، لا يعرفون من هذا الذي خاطبهم الله عز وجل به إلا الدنيا التي ينبغي أن يتقلبوا في غمارها وأن يقطفوا من ثمارها وأن يتفننوا في المتع التي متعهم الله عز وجل بها وسيلةً إلى هدف، طريقاً إلى غاية.


هذا هو واقع المسلمين أو كثير من المسلمين اليوم. قال لنا الله عز وجل: )وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ[. وقال لنا: )وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ[. خطابٌ للناس جميعاً في كل عصر )وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ[ عهد ألزمتكم به، أن تضعوا عبوديتكم لمن خلقكم وسواكم وعدلكم موضع التنفيذ، وأن تبنوا المجتمع الإنساني على النحو الذي أمركم الله عز وجل به لتستبين في هذه الحياة الدنيا عدالة الله ولتستبين حكمة الله سبحانه وتعالى ورأفته ورحمته بعباده ولتفوح رائحة عبودية الإنسان لله عز وجل بسلوك، بسلوك اختياري بعد أن طبعهم الله عز وجل بصفة العبودية له سبحانه وتعالى بشكل إجباري، ولكن هؤلاء الناس أعرضوا عن هذا العهد الذي ألزمهم الله عز وجل به وألقوه وراءهم ظهرياً، وأخذوا يطالبون بالعهد الذي قطعه الله على ذاته العلية لأنفسهم، أخذوا يبحثون عن المتع بحث المخلدين، أخذوا يبحثون عن الغذاء الأوفى لشهواتهم ولرعوناتهم كما لو كانوا مخلدين في هذه الحياة الدنيا.


قال لهم الله عز وجل: )وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ[ لا ترهبوا من مخلوق، اجعلوا رهبتكم من الخالق سبحانه وتعالى، ولكنهم أعرضوا عن الخالق وملأوا قلوبهم رهبة من المخلوق. ويذهب هذا النداء أدراج الرياح.


قال لهم الله سبحانه وتعالى )إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ[ ولكنهم أعرضوا عن هذا الذي خاطبهم الله عز وجل به وأبوا إلا بأن يتخذوا من مخلوق مثلهم ولياً له يأمرهم فينقادون، ويشير لهم فيتسارعون لتنفيذ ما أشار لهم إليه وهو عدوهم وهم يعلمون أنه عدو وأنه إنما يريد أن يجتث شأفتهم وأن يقضي عليهم وأن يغتصب حقوقهم وجميع ممتلكاتهم وأن يمزق قيمهم، ولكنها الرهبة مغروسة في قلوبهم منه بدلاً من أن تكون مغروسةً في أفئدتهم من الله الذي خلقهم وخلق عدوهم.


هل من حمقٍ أبلغ من هذا الحمق؟ وغداً ستأتي ساعة الرحيل من هذه الحياة الدنيا، المتع لن تبقى والغذاء الذي يغذون به رعوناتهم سينفذ والدنيا لن تكون دار خلودٍ لهم، سيرحلون طبقا ًللقانون الذي خاطبهم الله عز وجل به عندما قال: )هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ[ جعلوا من المستودع مستقراً وكفروا بالمستقر )هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ[ أين هو المستقر؟


تلك الدار التي سنرحل إليها ونحن جميعاً على ميعاد هناك، أما المستودع فهو هذه الدنيا التي نعش فيها ويا عجباً للحمق ماذا يصنع بصاحبه عندما يتجاهل الخطاب الرباني يرى مائدة المتع تتألق أمامه، يرى ألوان الشهوات يسيل عليها لعابه، يرى ما قد حققه الله عز وجل له من أسباب معايشه من أجل أن يستعين بها لتحقيق الوظيفة التي أقامه الله عز وجل عليها فيركن إلى هذه المائدة ركون المخلدين، ويقول بلسان الحال: بل هي المستقر وليست المستودع.


أليس حياة هؤلاء الناس الذين يركنون إلى زهرة الحياة الدنيا والذين يستجيبون لرعوناتهم وأهوائهم والذين تفيض قلوبهم خوفاً من أعدائهم، أليس شأن هؤلاء الناس شأن المخلد؟ أليس شأن هؤلاء الناس شأن من يقول لمولاه وخالقه لا بل سألقي الوظيفة التي كلفتنا بها وراءنا ظهرياً، وسوف لا نعبد إلا رغائبنا، شهواتنا، أهوائنا، أما القلوب فهي أوعية للرهبة والمهابة من هذا العدو الذي يتربص بنا، أما بيان الله سبحانه وتعالى فملقى وراء ظهورنا.


هذه الحقيقة أيها الإخوة لست أبالغ فيها عندما أصورها هذا التصوير، كان من المفروض عندما نفتح أعيننا على هذه الحياة الدنيا وعندما تتفتح في رؤوسنا مقومات الرشد والفكر أن نخفض رأساً إلى خطاب الله الذي يتضمن الوظيفة التي أقامنا الله عز وجل عليها في هذه الحياة الدنيا، كان من المفروض عندما نفتح أعيننا على هذه الدنيا وقد تملكنا الرشد أن نقبل إلى خطاب الله عز وجل الذي يتضمن المهمة التي أوفدنا الله إلى هذه الحياة الدنيا من أجلها، وأن من الممكن أن نتبين هذا الخطاب، وأن نعكف على دراسته في مؤسسات التربية ومن أين نبدأ؟


نبدأ بعهد الطفولة، هذا الطفل الذي أوفده الله إلى هذه الدنيا من أجل أن يتهيأ للمهمة التي خلق من أجلها، ينبغي أن يبصر بكتاب الله، ينبغي أن يُبصر من خلال هذا الكتاب بالوظيفة التي أقامه الله عز وجل عليها، ومن ثم ينبغي أن يبين له معنى المستقر الذي سنؤول إليه ومعنى المستودع الذي نتقلب فيه. وينبغي أن نتبين الجزاء الذي ينتظر المحسنين غداً والذي ينتظر المسيئين أيضاً غداً في الموقف الذي لا مناص منه بين يدي الله سبحانه وتعالى.


أين هم الذين يربون أطفالهم عندما تتفتح عقولهم وتتهيأ للرشد؟ أين هم الذين يبصرونهم بكتاب الله؟ أين هم الذين يجعلون من هذا الكتاب مصباحاً أمام الأجيال ليتبصروا الرحلة التي هم في صددها والمراحل التي سيتجاوزونها؟


لا شيء .. كل ما يحشى في ذهن الجيل بدءاً من نعومة أظفاره فما بعد إنما هو مقومات هذه الدنيا كما لو كان الذين يعلمون أن يتعلمون مخلدين لن يرحلوا منها إلى مستقر قط بشكل من الأشكال. كم هم الذين يتقنون تلاوة كتاب الله عز وجل لا من الأطفال الصغار بل من الذين تسللوا من الثانويات إلى الجامعات؟ دعك من الذين يعكفون على دراسة القرآن بالمساجد ولكني أسأل عن الذين ربتهم الدولة كم هم الذين يتقنون قراءة الرسالة التي وصلتنا من الله؟ ولا عشرة في المئة ولماذا الوظيفة التي ينبغي أن يتفرغوا لها هي المعايش الدنيوية، هي المتع، هي الأهواء، هي اختزالك الدنيا من أجل النعيم الموقوت الذي سنرحل عنه غدا.


هذا هو الواقع .. فما بالك بما تتضمنه رسالة الله من بيان للوظيفة التي خلقنا من أجلها؟ للمهمة التي أوفدنا الله عز وجل إليها؟ نعم تلك هي قصة الحمق في حياة من أوفدوا في اختصاص علمي فجاؤوا والتجأوا إلى أوطانهم صفر اليدين لكن الحمق الحقيقي يكمن في هذا الذي أقوله لكم يا عباد الله.


وأنا قلت ولا أزال أقول إنه مقياس وحيد لا ثاني له أتمنى لو أن الناس جميعاً يعودون إلى هذا المقياس الذي يحكمونه في سلوكهم، افعل ما شئت يا ابن آدم واتخذ لنفسك القرار الذي تحب، عانق متعك الدنيوية إلى أقصى ما تحب، وتخيل أنك مخلد في هذه الدنيا كما تهوى وكما تتخيل، لكن لا تنسوا المقياس الأوحد الذي يدعوك إليه عقلك ألا وهو أن تثبت على هذا النهج الذي تسير عليه، غداً إذا دلفت الأمراض إلى جسدك وشممت رائحة الموت يدنو إليك ورأيت سكرات الموت بعينيك بل رأيت ملك الموت بعينيك، أنبأني هل تستطيع أن تكون صامداً وثابتاً عند قرارك هذا؟ هل ستكون في تلك الساعة متخذاً الموقف ذاته الذي كنت تتخذه من التربية الإسلامية للجيل، إن كنت قادراً على أن تدافع في تلك الساعة وأنت راحلٌ خلال دقائق من هذه الحياة الدنيا فاهنأ بالمبدأ الذي تعانقه.


لكن من ذا الذي يستطيع أن يقول إنه سيصمد من هذا الإنسان؟ مهما سكر بزهرة الحياة الدنيا ومهما فار قلبه خوفاً من الأعداء الذين يتهموننا بالإرهاب يتهمون ديننا من ما هو بريء، ما من إنسانٍ من هذا القبيل إذا رأى بارقة الموت قد دنت إليه وبدأ يعاني من آلام سكرات الموت إلا ويقول بلسان حاله: رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت، حقيقة لا شك فيها ولا ريب فيها قط )وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ[.


حقيقة اليوم يسمعها المعرضون وهم معرضون عنها، ولكن أرني يا هذا بطولتك عندما تمتد على فراش الموت ويأتي ملك الموت ليستل روحك شيئاً فشيئاً هل تكون معرضاً عن هذا البيان الإلهي كما أنت معرض عنه اليوم؟


يا عباد الله البطل هو ذاك الذي يصمد ويثبت عند القرار الذي يتخذه، وليس البطل ذاك الذي يزبد ويرغي ويعلن عن فلسفته التي يدافع عنها، فلسفة الخلود في هذه الدنيا، فلسفة الإعراض عن الرسالة التي خاطبنا الله عز وجل بها حتى إذا ولى الشباب وولت في أعقابها الكهولة وولت الشيخوخة ودعى داعي الموت إلى الرحيل نسي بطولته وبكى وأن وتألم وتمنى لو رجع ليصلح الأمور.


وكم رأينا أناساً كانوا في حياتهم التي يتقلبون منها في رغد من العيش معرضين عن الله، مستكبرين على أوامره، فلما وقعوا في سكرات الموت كانوا أذل من البعوضة، كان أذل من الذبابة التي ضرب الله المثل بها.


أجل أنا أقول لنفسي أولاً وأقول لقادة المسلمين ثانيا ًفي كل بلد: إن كنتم تريدون أن تتخذوا سبيلاً غير سبيل الله عز وجل لأجيالكم وأطفالكم فاهنؤوا بهذا السبيل ولكن بشرط أن تبقوا صامدين أمام هذا السبيل.


غدا ًإذا جاءت سكرات الموت وإذا رأيتم الدنيا قد آلت، إذا رأيتم الكبير أصبح صغيراً والصغير الذي كنتم تعرضون عنه أصبح كبيراً أروني بطولتكم في تلك الساعة، أروني صمودكم في تلك الساعة، إن صمدتم فأنا أول من ينعتكم بالبطولة، ولكن الإنسان ضعيف ومن أجل مظاهر ضعفه أنه يسكر بالنعيم اليوم ليصحو منه غداً.


أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوقظنا قبل ساعة الفوات أن يوقظنا قبل الساعة التي لا يفيدنا فيها الندم وأسأل الله عز وجل أن يلهم قادة المسلمين أن يكونوا أول من يدركون هذه الحقيقة، أول من يدرك هذا المعنى لأنهم يحملون أعباءً كثيرة، يحملون أعباء أمتهم، يحملون أعباء التربية الإيمانية لأجيالهم، يحملون هذه الأعباء كلها غداً سيسألهم الله.


أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم فاستغفروه يغفر لكم.    


 

تحميل



تشغيل

صوتي