مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 12/09/2003

الدنيا يومٌ له غدٌ طويل

الدنيا يومٌ له غدٌ طويل


خطبة الإمام الشهيد البوطي


تاريخ الخطبة: 12/09/2003


 


الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى‏.‏


أما بعد فيا عباد الله‏


لقد علمتم أنه ما من شيءٍ يمكن أن يحيا بدون روح، ولقد علمتم أن روح العبادة التي يؤديها الإنسان بجسمه وأعضائه إنما هي مشاعر عبوديته لله سبحانه وتعالى، وأقول لكم اليوم: إن الإيمان العقلي بالله سبحانه وتعالى إنما تتمثل روحه بالمحبة القلبية لله عز وجل، والإيمان العقلي بالله بدون محبة قلبية لله سبحانه وتعالى أشبه ما يكون بحسم قد انفصلت عنه روحه، ومصيبةُ المسلمين اليومَ في عالمنا العربي والإسلامي أجمع؛ أنهم في أحسن أحوالهم مؤمنون بالله إيماناً عقلانياً، أما روح هذا الإيمان المتمثلة في الحب، في محبة الله سبحانه وتعالى فهي مفقودة، أو هي مغلوب على أمرها، ومن ثمَّ فإن الإيمان العقلي الذي يتمتع به جُلُّ المسلمين اليوم لا يحرك في حياتهم ساكناً ولا يُقَوِّم لهم اعوجاجاً، ولا يصلح لهم أمراً، ذلك لأنه – كما قلت لكم – كالجسد الذي انفصلت عنه روحه، وإنكم لتقرؤون كتاب الله، أو المفروض أنكم تقرؤون كتاب الله عز وجل، فانظروا وتدبروا كم ينبه البيان الإلهي إلى ضرورة سريان هذه الروح في حقيقة الإيمان العقلي بالله سبحانه وتعالى.


 


ألم تقرؤوا قوله: ﴿يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ﴾ [المائدة: 5/54]، أي إنكم إن ارْتَدَدْتُم عن إسلامكم فلم ترتدوا عنه بدافع من كفر عقلي بعد إيمان، ولكنَّ سبب ارتدادكم سيكون موت هذا الإيمان بانفصال روحه عنه، وروحه إنما هي محبة الله عز وجل.


ألم تقرؤوا قوله: ﴿قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ﴾ [التوبة: 9/24]، ألم تقرؤوا قوله بتدبر: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ﴾ [البقرة: 2/165]، أي لا يمكن أن يكون الإنسان مؤمناً إيماناً حقيقياً بالله عز وجل، وأن يتمتع إيمانه بالحياة دون أن يسري روح الحب في كيانه الإيماني بالله عز وجل ولذلك قال: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ﴾ أي إنَّ لم يكن حبه لله أشد حباً لما سواه؛ فهو ليس بمؤمن.


قارنوا بين هذه الآيات البينات وأمثالها، وبين ما عليه جُلُّ المسلمين اليوم تجدون أن إيمان المسلمين أشبه بأجساد تخلت عنها أرواحها، فهي كالجماد ولا حراك فيها، وتلك هي الحالة التي أثمرت هذه المصائب والمحن في حياة المسلمين اليوم.


أيها الإخوة! ينبغي أن نَعْلَمَ وأن نُعْلِمَ سائر الذين يتجملون بألفاظ الإيمان بالله سبحانه وتعالى، ينبغي أن نُعْلِمَهُمْ بأن المحنةَ أو الابتلاء الذي زجّ الله عز وجل به عباده في هذه الحياة الدنيا إنما هي محنة الحب، إنما هي الدعوة إلى أن يَسْمُوَ المؤمن الذي يدعي الإيمان العقلاني بالله عز وجل، أنْ يَسْمُو بقلبه وعواطفه ومشاعره إلى أعلى درجات الحب لله، بحيث يُضَحِّي بحبه لدنياه، بحبه لزعامته، بحبه لتجارته، بحبه لأهله وأولاده وعشيرته، بحبه لكرسيِّهِ الذي يتبوؤه، يضحي بذلك كله في سبيل، لا أقول إيمانه بالله، بل في سبيل حبه لله سبحانه وتعالى، والوصولُ إلى هذه الدرجة لا شك أنه يحتاج إلى جهاد، وإنما خلقنا لهذا الجهاد، خلقنا من أجل أن نتحرر عن الحب الذي يحجبنا عن محبة الله، خلقنا لنتحرر عن حب الأهل والأولاد والمال والعشيرة والتجارة والمناصب، في سبيل أن يتبوأ أفئدتنا واقع واحد لا ثاني له، ألا وهوحب العبد للرب سبحانه وتعالى، فإن نجحنا في هذا الامتحان بلغنا أَوْجَ السعادة في دنيانا وآخرتنا، وإن لم ننجح في هذا الامتحان وهو واقع المسلمين اليوم حكاماً وشعوباً، فلنعلم أن الله عز وجل لابدَّ أن يتخلى عن أمة تدعي بعقلها الإيمان بالله، وتجعل مشاعرها وعواطفها أوعية لحب ما سوى الله سبحانه وتعالى.


أيها الإخوة! إذا ادعى العبد أنه مؤمن بالله عز وجل بعقله، وأن هذا يكفيه سيراً ووصولاً إلى الله عز وجل، وأنه سيجعل من إيمانه العقلاني شهادةً تُبَرِّئُه وتُنْجيه من سخط الله وعذابه غداً، فلتعلموا أنه رُقيةُ شيطان وَسْوَسَ بها إليه، الإيمان العقلي لا يبقى لصاحبه ولن يكون وفياً له إلى الموت، عندما يتمدد الإنسان على فراش المرض، ثم يتجاوز ذلك إلى ساعة الرحيل عن هذه الحياة الدنيا، فإن الأفكار العقلانية كلها تتطاير من ذهنه. ما الذي يبقى رفيقاً له؟ الحب الذي يبقى وفياً له إلى آخر لحظة يرحل فيها عن حياته الدنيا هذه إنما هي نبضات حبه، فلينظر ما هي ترجمة هذه النبضات؟ إلى من يتجه بحبه هذا؟


إن كان يتجه بحبه إلى أهل وولد وتجارة ودنيا قد جمعها، أو إلى مملكة، أو إلى عز أو عرش يتبوؤه، فليعلم أنه سيرحل بحبه هذا إلى الله، ولسوف يرحل عن هذه الدنيا وليس في يده ولا في عقله شيء مما كان يعتز به إيمانياً عقلانياً بالله عز وجل.


أما إن كانت محبته لله عز وجل هي الأثمن هي الأقوى وهي الأرسخ بين جوانحه وفي فؤاده، فبشرى لهذا الإنسان أنه في تلك الساعة الخطرة التي يودع فيها الدنيا إلى الله عز وجل يكون حبه النابض لله رفيقه الذي لا يتخلى عنه، سيكون رفيقه الوفي الأمين، ولسوف ينطقه وهو يرحل عن هذه الحياة الدنيا بألفاظ إيمانه بألفاظ حنينه إلى الله عز وجل، واشتياقه إلى المولى سبحانه وتعالى.


أرأيتم إذن أيها الإخوة كيف أن الإيمان العقلاني الأعزل الذي لا تسري فيه نبضات الحب لله لا يفيد صاحبه يفيده عرضاً من أعراض الدنيا، يتحدث به أمام الناس، يبني لنفسه من خلال تفلسفه وكلماته الطنانة الرنانة عن الإيمان والدين ودلائل الإيمان؛ يبني لنفسه مكانة وشهرة بين الناس، ولكن ذلك لن يفيده إلا إذا سَرَتْ هذه الروح، وكانت لها نبضات تشبه نبضات الروح التي تسري في كيان الجسم، في كيان جسم أحدنا أيها الإخوة.


مصيبة المسلمين اليوم أنهم في أحسن أحوالهم يتشدقون بكلمات الإيمان، وربما كانت عقولهم تستوعب شيئاً من ذلك، تؤمن به، ولكن عواطفهم تتعشق الدنيا، تتعشق الملاذ والشهوات والأهواء، وانظروا إلى حال أمتنا اليوم انظروا إلى الازدواج، لا بل انظروا إلى التناقض، أنظر إلى الشعارات: هي شعارات إسلامية دينية في أكثر الأحيان، وأنظر إلى السلوك الواقعي على كل المستويات، على كل المستويات: فأرى ما يدل على أن هذه الأمة إنما تهوى الدنيا، إنما تتعشق غرائزها، شهواتها، أهواءها، تعيش ليوم لا غد من ورائه، انظروا وتأملوا في حال المسلمين، وأقول لكم في أحسن الأحوال وأنا أٌعْرِضُ عمن يستخف بالإسلام، عمن يستخف بدين الله سبحانه وتعالى، أٌعْرِضُ عن هؤلاء الناس! متى أيها الإخوة يتم الإيمان في كياناتنا؟ متى يكون الإيمان إيماناً يحتضنه العقل، ودوره كدور الجسد، ثم تسري فيه نبضات الحب لله عز وجل، ودوره كدور الروح من الجسد أيها الإخوة؟.


إذا لم يتحقق هذا الأمر فلنعلم أن الذُّلَّ هو لِبَاسُنا، وأن المهانةَ هي الظلُّ الدائم، الملازم لحياتنا، وأن تَغُلُّبُ الآخرين الطغاة والمارقين والجاحدين هو نصيبنا، لا منجاة من هذا أبداً بشكل من الأشكال، وكم سمعت كلام من يتمشدق ويناقش قائلاً: ها هم أولاء الحكام الذين سبقونا وسلفوا من قبل، أولئك الذين يُسَمَّوْنَ بالخلفاء أو أمراء المؤمنين؛ كانوا يتقلبون في نعيم الدنيا ورخائها، وكانوا يتعشقون الأهواء والشهوات، وكانوا يمضون لياليهم باللهو وما إلى ذلك، ومع ذلك قد نصرهم الله أو انتصروا، وهذا كذب وافتراء على أولئك الأئمة أيها الإخوة، أمَّا إن الله قد فتح لهم الدنيا، هذا صحيح، فتحت لهم الدنيا جزاءً لسيرهم السليم على صراط الله عز وجل، وأمَّا أن قلوبهم كانت تهوى الدنيا، وكانت فارغة عن حب الله فهذا كذب وافتراء، وتدجيل على أولئك الأئمة، لا أيها الإخوة.


وألفت نظركم إلى مظهر دقيق من مظاهر لطف في كتاب الله عز وجل ومراعاة حال الضعف لدى عباد الله في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ﴾ [البقرة: 2/165] لم يقل: والذين آمنوا لا يحبون إلا الله. لو قال ذلك لكان فيه عنت وأي عنت، ومن ذا الذي يستطيع أن يُفْرِغَ فؤاده من حب ما سوى الله، وأن يجعل قلبه مغرساً لحب الواحد الأحد فقط، ولكن الله اللطيف الرحيم الودود قال: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ﴾ [البقرة: 2/165] يحبون دنياهم، يحبون أهواءهم، يحبون أهليهم، ولكن إذا تقارع حب مع حب تغلب حب الله سبحانه وتعالى لديهم، هكذا كان خلفاء المسلمين في العصر الذهبي، في العصر الإسلامي الذهبي، الذي نعتز ونفتخر به أيها الإخوة.


ومن الأسف أن أمير المؤمنين هارون الرشيد مثل يضربه الرجالون والمتحذلقون عندما يكذبون ويفترون على تاريخنا بهذا الكلام، هارون الرشيد واحد ممن فتح الله عليه الدنيا لأنه صدق مع الله سبحانه وتعالى، وهارون الرشيد لم يكن مَلَكاً معصوماً، وإنما كان بشراً، كان يحب الدنيا، وكان يحب ما غرس الله سبحانه وتعالى حبه في قلوب سائر عباده، كان يحب دنياه، لكنه كان يحب مولاه وربه أكثر، كان بين الحين والآخر يجلس بين أيدي العلماء، يصغي إليهم وربما بكى لمواعظهم ونصائحهم، أين هم الحكام المسلمون اليوم يغشون مجالس العلماء لتشرق قلوبهم بأنوار مواعظهم؟ أين؟ يقول سفيان بن عيينة: دخلنا إلى مجلس هارون الرشيد استجابة لدعوة دعا العلماء إليها، ودخل أيضاً الفضيل بن عياض، وكان آخر الناس دخولاً، دخل متقنعاً برداء على رأسه، فلمَّا اطمئن به المجلس - يقول سفيان بن عيينة - همس في أذني قائلاً: أنهم أمير المؤمنين يا سفيان، فأومأتُ عليه بيدي وقلت له: هذا. فنظر إليه قائلاً: يا حسن الوجه، أنت الذي أَمْرُ هذه الأمة والعباد بيدك وفي عنقك، لقد تَقَلَّدْتَ أمراً عظيماً، فاستعبر هارون الرشيد باكياً.


أقول أيها الإخوة: أنا أكتفي من حكام المسلمين اليوم وقادتهم بأن يجلسوا هذه المجالس بين أيدي العلماء، بأن يُصْغُوا لا بآذانهم التقليدية بل بقلوبهم الواعية إلى ما يوقظ محبة الله عز وجل بين جوانحهم، أنا أكتفي وأقتنع بهذا، ولو أنهم فعلوا ذلك لنصرهم الله، ولجمعهم على الهدى، أيها الإخوة: دخل سليمان بن عبد الملك إلى دار أبي حازم سلمةَ بن دينار، وهو واحد من أجل علماء المدينة المنورة، لَمَّا سمع عن زُهْدِهِ وسمع عن ابتعاده وعزلته عن الناس، دخل إليه وجلس بين يديه جلسة المريد بين يدي شيخه، وقال له: يا أبا حازم، حدِّثني كيف القوم غداً على الله. قال: أما المحسن فكالغائب يقوم على أهله، وأما المسيء فكالعبد الآبق الهارب يجر إلى مولاه. قال: ليت شِعْري ما الذي ادُّخِرَ لنا عند الله غداً. قال: اعرض عملك على كتاب الله، قال: فماذا أرى. قال: اقرأ قوله: ﴿إِنَّ الأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ، وَإِنَّ الْفُجّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾ [الانفطار: 82/13-14].


كنت أكتفي من حال قادة المسلمين اليوم أن يكونوا كهؤلاء أن تكون لهم قلوب رقيقة تخشع لذكر الله، أن تكون لهم أعين تدمع للحديث عن الله سبحانه وتعالى، لكن ها أنتم ترون كيف أنهم محجوبون في سجون صيغت من شهواتهم وأهوائهم وملاذهم وسياساتهم وما إلى ذلك، ليت أن هذه الكلمات تبلغهم، ليت أن هؤلاء الكلمات تسري إلى مكان التأثر والعبرة من قلوبهم.


أيها الناس: إن هذه الدنيا يوم له غدٌ طويل من ورائه، ليست هذه الدنيا يوماً لا غد له، ليست هذه الدنيا هي الفصل الأخير من الحياة، ماذا يحدث أحدهم نفسه إذا حانت ساعة رحيله عن هذه الحياة الدنيا، أي عرش سيكون شفيعاً له يوم القيامة؟ أي كنز من الكنوز جمعها وادّخرها وحولها أرصدة هنا وهناك، أي كنوز تنجيه من عذاب الله غداً يوم القيامة؟


نعم أيها الإخوة، إنني لأتكلم بهذه الكلمات يسمعها أناس ربما كانوا خيراً مني، ولكن من لي بهؤلاء الذين حُجِبَتْ أفئدتهم عن حب الله. مَنْ لي بأن يسمعوا هذا الكلام أيها الإخوة؟


وأقول لكم شيئاً آخر: إذا صفت محبة الله في القلب، ونبتت ثم استعلت وقويت بالكثير من ذكر الله سبحانه وتعالى، فإن الله عز وجل يجعل لهذا الإنسان من حبه هذا نشوة لا يمكن أن تبلغها نشوة الذين يتقلبون في ملاهيهم، الذين يتقلبون في أهوائهم، الذين يسرحون ويمرحون في ملاذهم، الذين يسبحون ويغرقون في كنوزهم، أبداً، نشوة الحب لله عز وجل تسمو ثم تسمو فوق ذلك كله، لكن من عرف ذاق ومن لم يعرف اختنق بجهله، ورحم الله إبراهيم بن أدهم يوم تمدد على شاطئ دجلة وقال: نحن في حالة لو عرف الملوك ما نحن فيها لقاتلونا عليها بالسيوف.


اللهم أصلح حالنا، وأصلح حال المسلمين، وأصلح حال قادة المسلمين، واجعل محبتك في قلوبنا يا ذا الجلال والإكرام روح إيماننا العقلاني بك.


أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.


 

تحميل



تشغيل

صوتي