مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 21/03/2003

عاصم عقيدة المسلم في هذه الفتن

عاصم عقيدة المسلم في هذه الفتن


خطبة الإمام الشهيد البوطي


تاريخ الخطبة: 21/03/2003


 


الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى‏.‏


أما بعد فيا عباد الله‏


إن أخطر ما قد يواجه المسلم في مثل هذه الأيام العصيبة، التي تعصف فيها الفتن بكيان المسلمين وظروفهم أمرٌ واحد، هو من الخطورة بمكان، ألا وهو أن يتسرب من هذه الفتن إلى مكمن العقيدة الإسلامية في كيان المسلم ما يزعزعها، ما يبعث فيها شيئاً من الريب، فما العاصم في مثل هذه الحالات، الذي يعصم عقيدة الإنسان المسلم من الريب ومن وساوس شياطين الإنس والجن؟


إنها أمور ثلاثة، إذا تنبه إليها المسلم ووعاها، فإن الله عز وجل يجعل له منها حصناً يقيه الريب ويقيه الوساوس والشكوك في وعد الله سبحانه وتعالى وحكمته وحكمه:


أما أول أمر من هذه الأمور الثلاثة فهو أن يعلم المسلم أن الله عز وجل كما ألزم ذاته العلية بإهلاك الطغاة والقضاء عليهم في ميقات محدد لا يعلمه إلا هو، فقد ألزم ذاته العلية أيضاً بأن يمهلهم وبأن يرخي لهم الحبل أمداً من الزمن لا يعلم مداه إلا الله سبحانه وتعالى، ومن الخطأ بمكان أن يتنبه المسلمون إلى الأمر الأول الذي ألزم الله عز وجل به ذاته العلية؛ وأن يتذكر في ذلك الآيات الدالّة على أن الله عز وجل لابد أن يهلك الطغاة والظالمين، ولابدَّ أن يرسل عليهم من أسباب مقته وهلاكه ما يجعلهم أثراً بعد عين، دون أن يتنبه إلى الأمر الثاني أيضاً الذي ألزم الله عز وجل ذاته العلية.


عندما نذكر النصر الذي قيضه الله عز وجل للمسلمين ضد الطغاة ينبغي أن نتذكر أيضاً قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا ويُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُوْن﴾ [الحجر:15/3] ينبغي أن نتذكر أيضاً قول الله سبحانه: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً، وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً، وَبَنِينَ شُهُوداً، وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً، ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ﴾ [المدثر: 74/11-15] ينبغي أن نتذكر أيضاً قول الله عز وجل: ﴿وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْها الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً﴾ [الإسراء: 17/16] إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها: أي أمرنا مترفيها أن يقلعوا عن الترف بالرسل الذي نرسلهم إليهم، بالعظات التي نبلغهم إياها، ولكنهم يستمرؤون الترف ويستمرؤون الطغيان ويسيرون في هذا الطريق أشواطاً الله أعلم بأمدها، فإذا جاء الميقات المحدد عند الله سبحانه وتعالى أخذهم وأهلكهم.


إنكم لتعلمون أيها الإخوة أن سيدنا نوحاً على نبينا وعليه الصلاة والسلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، وأمضى معظم هذه السنوات وهو ينظر إلى طغيان قومه وإلى كفرهم وإلى عنادهم، ولقد أوحى الله عز وجل إليه خلال ذلك: ﴿وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ، وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾ [هود: 11/36-37] كم مضى من الزمن بين هذا الذي أوحى الله عز وجل به إلى نوح وبين الهلاك الذي جاء في ميقاته المحدد؟ أمد طويل.


إنكم لتعلمون أن أصحاب الأخدود؛ الذين حدثنا الله عز وجل عنهم في محكم تبيانه؛ استمرؤوا الطغيان، عثوا في الأرض فساداً، حرّقوا وقتّلوا، واستمر هذا ردحاً من الزمن، حتى إذا جاء الميقات المحدد عند الله عز وجل؛ أخذهم أخذ عزيز مقتدر.


وإنكم لتعلمون أن فرعون عثا في الأرض فساداً، قتل الأطفال الصغار ردحاً من الزمن، قال: أنا ربكم الأعلى، واستمرأ هذه الدعوى المزيفة سنوات طوالاً، ودعا سيدنا موسى على فرعون أن يهلكه وقومه، ووعده الله عز وجل بالاستجابة قائلاً: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ [يونس: 10/89]، لكن كم من الزمن مر بعد ذلك إلى أن جاء ميقات الوعد الإلهي الذي قضى به على هؤلاء الطغاة، وجعل من الماء سبباً لغرقهم وإهلاكهم؟


وكذلك قوم لوط، وكذلكم ثمود، تلك هي سنة رب العالمين.


أمران اثنان ينبغي أن لا ننسى الواحد منهما في سبيل الآخر: إهلاكه للطغاة حقيقة لا مرية فيها، والمهلة التي يمدهم بها ويعطيهم إياها، وهي حقيقة أيضاً سنة من سنن رب العالمين سبحانه وتعالى، ولا يعلم هذا الأمد إلا الله سبحانه وتعالى، هذا هو الأمر الأول الذي ينبغي أن نتبينه.


أما الأمر الثاني فهو التسليم للذات العلية لله سبحانه وتعالى، ترى ما هي المدة التي سيستغرقها إمهال الله عز وجل إياهم؟ متى سيحين ميقات إهلاك الله عز وجل لهم؟ لا ترهق نفسك بالبحث عن جواب عن هذا السؤال، عِلْمُ ذلك عند الله، سلِّمْ إلى مولاك واعلم أن الله عدل حكيم، وأنه إذا أَخَذَ أَخَذَ أَخْذَ عزيز مقتدر. ولكن ﴿لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ﴾ [يونس: 10/49] كما قال الله سبحانه وتعالى في محكم تبيانه.


سلِّمِ الأمر إلى الله، واعلم أنه هو الذي يدير مملكته، وهو الذي ينظم حكمه، وهو الذي يقضي قضاءه المبرم بين عباده، لا تتدخل فيما ليس من شأنك، سلّم الأمر إلى الله سبحانه وتعالى واثقاً من حكمته، وواثقاً من انتقامه، وواثقاً من عدله، وواثقاً من رحمته بعباده المؤمنين المستضعفين، هذا هو العلاج الثاني.


أما العلاج الثالث فهو أن ننظر بعينين إلى الواقع الذي من حولنا، ولا ننظر بعين واحدة، ينبغي أن ننظر بإحدى العينين إلى أخطائنا، إلى انحرافنا، إلى السوء الذي تلبس بنا أو تلبسنا به، ينبغي أن ننظر بهذه العين إلى خيانتنا، وبعبارة أدق إلى خيانة الكثيرين من قادة المسلمين، بل ربما من عامة المسلمين أيضاً، فإنا إن نظرنا بهذه العين الأولى وجدنا شيئاً خطيراً، ووجدنا ما يجعلنا ننظر لنفرق بين المسلمين الذين ننتظر من الله النصر لهم وبين الطغاة الذين ننتظر من الله عز وجل إهلاكهم.


نتأمل فلا نكاد نجد فرقاً بين هؤلاء وأولئك، هذا بالإضافة إلى أن في المسلمين من يجعلون من أنفسهم خدماً أذلاء مهينين لأولئك الطغاة، كيف نجمع بين أمرين متناقضين، نطلب من الله عز وجل أن يهلك الطغاة، ثم إننا نجعل من أنفسنا عبيداً أذلاء لهم؟ وأنا أستثني، أقول هذا عن كثير من قادة المسلمين الذين تعلمون، ألا تجدون، ألا تنظرون إلى هؤلاء الذين انتعلهم الطغيان الأمريكي بكل جدارة وبكل دقة في سبيل مغانم بسيطة سال عليهم لعابهم؟ ومع ذلك فهم لم ينالوا شيئاً من هذا الذي سال لعابهم عليه قط، ظلوا شحاذين لا على أبواب الله بل على أبواب هؤلاء الطغاة، وبالأمس القريب اتجه بعض أولئك القادة إلى حيث يقبع أولئك الطغيان في عالمهم النائي، يستجدونهم معونة، يستجدونهم شيئاً من المعونات الاقتصادية بكل مهانة وبكل ذل.


ينبغي أن ننظر بهذه العين الأولى إلى أولئك الذين يكذبون على الله، إذ يرفعون أصواتهم بكلمات الأذان في مواقيتها، وإذ يُجَّمِلون المساجد بأضواء النيون الساطعة، وإذ يقيمون الاحتفال المتنوعة المختلفة الشكلية في المناسبات التي تمر، ثم إنهم _ كما قلت لكم بالأمس _ يقدمون الأرض والمال والعرض لهؤلاء الطغاة.


ينبغي أن ننظر بهذه العين الأولى إلى هذا الواقع، ثم ننظر بالعين الثانية إلى هؤلاء الذين أعلنوا الحرب على الله، وأعلنوا الحرب على دين الله من خلال الطمع في كل ما قد متع الله سبحانه وتعالى المسلمين من حقوق من مدخرات من أموال من أوطان.


ينبغي أن ننظر بهاتين العينين إلى هذين الواقعين، ما الذي يبقى لنا بعد هذا أن نطالب به الله عز وجل؟ حدِّثوني أيها الإخوة في سبيل مَنْ ينصر الله سبحانه وتعالى؟ ومن هم الذين ينصرهم الله عز وجل؟ وفي سبيل مَن يهلك الطغاة الذين استمرؤوا الظلم كما نقول؟ ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ﴾ [الأنفال: 8/12]، ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ إذن هنالك مؤمنون، ولابدَّ أن يصمدوا في سبيل هؤلاء المؤمنين الصادقين المخلصين الذين جددوا البيعة مع الله، والذين لم يتخذوا من دون الله ولياً لهم، هؤلاء هم الذين ينتصر الله عز وجل لهم، هؤلاء هم الذين يهلك الطغاة في سبيلهم.


حدثتكم مرة عن سيدي الشيخ إبراهيم، رجل من كبار الصالحين عاش في أواخر الخلافة العثمانية في بغداد، لما قامت الحرب العالمية الأولى استخار الله سبحانه وتعالى أن يخرج مجاهداً في سبيل الله عز وجل مع المسلمين، يقول، يقول هو عن نفسه: (صليت صلاة الاستخارة ودعوت الدعاء المعروف المأثور عن المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ ونمت، فرأيت في الرؤيا المسلمين وقد اصطفت جنودهم في طرف، ورأيت الكفرة والطغاة وقد اصطفت جنودهم في طرف آخر، ونظرت وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً بين الفريقين، فهرعت إليه وسلمت عليه، وقلت له: يا رسول الله هذه أمتك ألا تنتصر لها؟ فقال: لقد جئت كي أنتصر لأمتي، ولكني أنظر ذات اليمين وذات الشمال فلا أتبينهم) هذا ما يقوله سيدي الشيخ إبراهيم الراوي، الرجل الصالح الذي عاش في بغداد وقضى نحبه في بغداد، هو الذي يقول هذا الكلام، فما بالكم بهذا العصر، لعل هذا النوع من الخيانة لم يكن قد ذرّ قرنه آنذاك في ذلك الوقت، لعلّ أحداً من قادة المسلمين لم يكن يحلم أو يخطر في باله مهما أخطأ ومهما ارتكب من الموبقات أن يقدم أرضه وعرضه وأمواله في سبيل الغزاة الذين جاؤوا ليقضوا على دين الله عز وجل، ترى لو عاش هذا الإنسان الصالح في هذا العصر واستخار الله كما استخار بالأمس ما الذي سيجد؟


هكذا ينبغي أن ننظر بهاتين العينين، فإذا عشنا ونحن نحصن يقيننا بالله بهذه الأمور الثلاثة التي حدثتكم عنها؛ فلن يتدخل وسواس من وساوس شياطين الإنس والجن إلى أفئدتكم أبداً، ولسوف نعلم في كل التقلبات وفي سائر الظروف والأحوال أن الله حكيم، وأن الله بعباده المسلمين رحيم، وأن الله شديد الانتقام، وأنه إذا أخذ أَخَذَ أخْذ عزيز مقتدر.


ولكن سلِّمِ الأمر إلى الله، وانظر بعد ذلك ما الذي سيكون، ومع هذا كله فنحن ننظر إلى سنن الله، وفي الوقت ذاته ترمق أعيننا إلى سماء الرحمة الإلهية، ننتظر أن يغفر لنا وأن يتوب علينا، فإن الله سبحانه وتعالى قد أعلن أنه ما من مصيبة تمس المسلمين إلا بذنب ارتكبوه، لكن! ويعفو عن كثير. فنحن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعفو عن أخطائنا، وألا يعاملنا بما نستحق، ونحن ندعو الله عز وجل دائماً أن يكرمنا بفجاءة الخير، وأن يصرف عنا فجاءة الشر.


وأخيراً الحقيقة التي ينبغي أن لا ننساها أن لله سنة أخرى في عباده هي أن المسلمين كلما نسوا الله عز وجل وأمعنوا في النسيان، كلما وضعوا الحجب بينهم وبين الله عز وجل وأمعنوا في الغفلة، فإن من عادة رب العالمين أن يبعث عليهم عصي التنبيه عن طريق مصيبة من المصائب لتوقظهم، غفل المسلمون لا كهذه الغفلة، غفل السلمون عن الله عز وجل قبل قرون من الزمن، فأرسل عليهم فتنة الحروب الصليبية فكانت النتيجة أن استيقظوا من غفلتهم بهذا العصا الذي أدبهم الله عز وجل به.


 


تفرقوا ونسوا الوصية التي أوصاهم الله بها  ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 3/103] فأرسل الله إليهم المغول، وجعل لهم من هذه المصيبة أداة إيقاظ أيقظتهم، فعادوا مرة ثانية إلى وحدتهم، وأكرمهم الله عز وجل بالخلافة العثمانية في صدرها الأول.


أجل أيها الإخوة هذه سنة من سنن رب العالمين، ورب ضارة نافعة، لعل هذه الفتنة الداهمة توقظ النائمين، تنبه الغافلين، تقوِّم اعوجاج المعوجين، إن كانت قد بقيت بين جوانحهم بقية من الإيمان بالله، بقية من تقوى الله سبحانه وتعالى، هذا هو أملنا.


ونسأل الله عز وجل أن يعصم شامنا من كل هذا البلاء الذي ذكرت، ينبغي أن نحمد الله عز وجل حمداً لا حد له ولا نهاية له أن أكرمنا فأبعد عنا هذه الانحرافات التي نراها من حولنا؛ ولمّا تصلْ إلينا. ولله الحمد نحن ولا نزال نرفع رؤوسنا عالياً على كل المستويات ضد الخضوع لطغيان الطغاة أياً كانوا، وأياً كانت أسلحتهم، وأياً كانت تهديداتهم، وأرجو أن يكون سبب هذه الأنفة وهذه العزة وهذا الشمم والإباء، أرجو أن يكون سببه ارتباط أفئدتنا بالله، ارتباط قلوبنا بالله سبحانه وتعالى، فإن كان الأمر كما أقول فلسوف يكرمنا الله عز وجل بعزة قعساء، ولسوف يدخل في قلوب الأوغاد الرعب كما قال الله عز وجل: ﴿سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ﴾ [الأنفال: 8/12].


 


أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.


 


 


تحميل



تشغيل

صوتي