مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 10/05/2002

قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هَذا

قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هَذا


خطبة الإمام الشهيد البوطي


تاريخ الخطبة: 10/05/2002


 


الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى‏.‏


أما بعد فيا عباد الله‏


في غزوة أحد افْتُتِنَتْ ثلة يسيرة وقليلة جداً من المسلمين ببريق المال عندما رأوه، أنساهم ذلك البريق وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانحطوا سعياً إلى بريق ذلك المال، وقد نَسُوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل الله سبحانه وتعالى من خطأ تلك الثلة اليسيرة جرثومة سرت في جيش المسلمين كله، وأعقبه خذلاناً كبيراً، وأصاب رشاش هذه الجرثومة شخص رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فوقع في كمين للمشركين، وكسرت رباعيته، وشُجَّ وجهه الشريف، وأنزل الله سبحانه وتعالى في ذلك بياناً خالداً يطرق سمع المسلمين في كل عصر ليجعلوا من ذلك عبرةً لهم في كل زمان ومكان، أنزل الله عز وجل في ذلك آياتٍ متوالية بدءاً من قوله عز وجل: ﴿هَذا بَيانٌ لِلنّاسِ وَهُدَىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 138]، وقال مجيباً سؤال من سأل عن النصر وعن سبب الخذلان قال: ﴿أَوَ لَمّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هَذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران: 165] إلى آخر الآيات التي أوضح الله عز وجل فيها قانوناً من أهم قوانينه السارية في عباده، وأثبت الله عز وجل هذا منفصلاً عن حادثة أُحُد، في كثير من آيات كتابه المبين، من مثل قوله عز وجل: ﴿وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: 42/30].


أذكركم بتلك الحادثة التي وقعت في غزوة أُحُد، وبهذه السنة الربانية الكلية التي أثبتها كتاب الله عز وجل، لتعلموا الحكمة من الفتن المدلهمة التي تصيبنا في هذا العصر، قارنوا بين حجم ذلك الخطأ الذي انزلق فيه بعضٌ من المسلمين، ثلة يسيرة من المسلمين وبين الخطأ الكبير الكبير الذي يتورط فيه معظم المسلمين اليوم حكاماً وشعوباً، قارنوا بين هذا وذاك لتعلموا كم يرحمنا الله عز وجل وكم يلطف بنا، وكم يحقق فينا معنى قوله عز وجل: ﴿وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾  ﴿وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: 30] نحن نعيش معنى هذا الذَيْل من هذه الآية في كتاب الله تعالى أكثر مما نعيش صدر هذه الآية، أقول لكم هذا لكي تظلوا على يقينٍ بأن الله لطيف بنا، وبأن الله رحيم، وبأن الله يعفو عن كثير وكثير من السيئات التي نستحق بسببها الهلاك الوبيل، ولا أريد أن أفصل، بل أَكِلُ التفصيل إلى أذهانكم، قارنوا بين خطأ وقعت فيه ثلة لا تزيد على خمسة وعشرين شخصاً من الخطأ الذي ذكرته لكم، وبين الأخطاء الكلية الكثيرة المتعمدة التي يتورط فيها كثير من قادة المسلمين وكثير من فئات المسلمين، أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بأن يجعلوا ولاءهم له وحده؛ وننظر وإذا بالكثير الكثير من قادة المسلمين يجعلون ولاءهم لأعداء الله سبحانه وتعالى، وإنكم لترون ذلك، يعطون ولاءهم ويتقربون بالطاعة للإدارة الأمريكية؛ ويعرضون عن أوامر الله سبحانه وتعالى، وعندما ينصحهم الناصحون؛ أو عندما يحذرهم المحذرون؛ يقولون: لا قِبَل لنا بالوقوف في وجه أمريكا، وكم يذكرنا هذا بقول الله عز وجل: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ﴾ [المائدة: 5/52] أكرمهم الله عز وجل بالغنى وأعطاهم من الأموال أكثر مما أعطى الآخرين، وجعل أرضهم التي يعيشون فوقها كنزاً من المدخرات الوافرة الكثيرة، قدموا هذه الكنوز أرصدةً إلى أولياءِ أمرِهم من دون الله سبحانه وتعالى، اختاروا الفقر على الغنى، وجعلوا خصومهم وأعداء الله عز وجل هم الأغنياء، جعلوهم الأغنياء بأموالهم أموال هؤلاء المسلمين الذين متعهم الله عز وجل بها، قيل لهم تعالوا إلى ما أمر الله سبحانه وتعالى، نفذوا شِرْعته وأحكامه تبرموا لأنه قديم وبحثوا عن الجديد.


 


وما ينبغي أيها الإخوة أن تتصوروا أن حديثي هذا محصور في قادة المسلمين وحكامهم، بل إن الأمر ذاته موجود في القاعدة الشعبية - كما يقولون - في حياة معظم المسلمين في مشارق العالم الإسلامي ومغاربه، كثيرون هم المسلمون الذين ينادون بما يسمى الحداثة، ألا تسمعوه هذه الكلمة القذرة التي يتقربون بها إلى أعداء الله وأعدائكم اليوم، هؤلاء الذين رفعوا الأقنعة عن وجوههم، ما أكثر المسلمين الذين ينادون بالحداثة، أي ينادون بالتجمل والتقرب إلى أولئك الأعداء، ألا تسمعون بمن يسمون الليبراليين، هؤلاء الذين يأبون إلا أن ينفضوا عن أنفسهم شرف الالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى، شرف الانضباط بأحكام الله سبحانه وتعالى، ويتحللوا من ذلك ليكونوا عبيداً أذلاء بل ذيولاً، لأعداء الله الذين يناصبوننا اليوم العداء جهراً ليلاً ونهاراً، ما أكثر المسلمين الذين نسوا القبلة واتجاهها، نسوا التوجه إلى الله سبحانه وتعالى ونسوا معنى الركوع والسجود في حياتهم، دعك من قادة المسلمين وحكامهم ولكن انظر إلى كثير من المسلمين الذين يتحكمون في كثير من المسلمين بمقتضى أمزجتهم التي تكره أوامر الله سبحانه، عندما يجد الواحد منهم أناساً يركعون ويسجدون لله سبحانه وتعالى تثور ثائرتهم وينقضون عليهم بالتعذيب، وربما بفرض العقاب؛ وأنا لا أتحدث عن قادة وإنما أتحدث عن أناس تحكموا بجنود لهم وكانت مشاعرهم تشمئز من أوامر الله سبحانه وتعالى وأحكامه، فهم يرفضون إلا أن يحكّموا فيهم أمزجتهم التي تشمئز من أوامر الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى ينظر، والله هو الرقيب، وهو العتيد، وهو الذي يعلم السِّرَ وأخفى وهو الذي يعلم ما نخفي وما نعلم، وهو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.


كيف تتصورون وهذه هي حالنا والقلة اليسيرة، اليسيرة جداً هي التي لا تزال على العهد؟ كيف ينبغي أن تكون معاملة ربنا لنا على ما قد سمعتم الآن: ﴿وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ [الشورى: 30] كيف تتصورون أن يعاملنا الله سبحانه وتعالى على ضوء ما قد عامل به أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم، يوم تورط فيهم عدد يسير جداً، وانزلقوا في خطيئة تابوا منها بعد ذلك؟ كيف تتصورون أن يعاملنا الله سبحانه وتعالى؟ إن من سنن الله في عباده أيها الإخوة أن الإنسان الذي جعل قلبه وعاءً لمهابة الله سبحانه وتعالى أن يدخل الله المهابة منه في قلوب الناس جميعاً، تلك هي سنة من سنن الله سبحانه، أما الذي أفرغ قلبه من مهابة الله وملأه بمهابة أعداء الله عز وجل وملأه بالخوف من الكافرين والجاحدين والمفتئتين على الله والمتربصين بدين الله، فإن الله يسلمهم إلى أنفسهم ويسلمهم إلى أولئك الناس ويجعل من هؤلاء المسلمين الذين أعرضوا عن أوامر الله عز وجل عبيداً لأولئك الذين أصبحت قلوب هؤلاء المسلمين أوعية للهيبة منهم وللرهبة منهم، عندما يقول أحدهم أحد هؤلاء القادة أو من كان على شاكلتهم كيف لنا أن نواجه أمريكا؟ وهل لنا قِبَلٌ بالوقوف في وجهها؟ انظروا إلى هذا الصغار الذي وضع نفسه فيه، انظروا إلى هذه الذلة، إلى هذه الضعة التي اختارها لنفسه، من أين جاءت؟ جاءت هذه الضعة لما أفرغ قلبه هذا الإنسان من مهابة الله عز وجل فجعل الله أصغر صغير في العالم سبباً لخوفه، سبباً للخوف منه، سبباً للهيبة منه، ومن ثمّ تضاءل ثم تضاءل إلى أن أصبح يقف هذا الموقف.


ولكن هل تُوُدِّع من هذه الأمة يا أيها المسلمون؟ لا، لم يُتَوَدّع من هذه الأمة بعد، ما يزال في أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم، أناس ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون، قلّوا أو كثروا، لا تزال هنالك ثلة من عباد الله عز وجل يضعون الدنيا كلها، كل ما فيها تحت أقدامهم في سبيل مرضاة الله سبحانه وتعالى، لا تزال في المسلمين ثلة يسترخصون أرواحهم وهي أعز ما يملكه الإنسان في سبيل أن يتقربوا إلى الله سبحانه وتعالى وفي سبيل أن ينالوا شيئاً من مرضاته، هذه الثلة لا تزال موجودة والأمل موجود بنصر الله عز وجل لهذه الأمة؛ من أجل هذه الثلة اليسيرة ممن لا يزالون على العهد، وممن لا يزالون منضبطين بأوامر الله، معتصمين بحبل الله، سائرين على صراط الله سبحانه وتعالى، والأمل بعد ذلك موجود بهذه الكلمة التي جاءت في آخر تلك الآية، ﴿وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ ﴿وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: 30]. إننا نأمل أن يعفو الله عز وجل عن الكثير والكثير من أخطاءنا سواءٌ الأخطاء التي تورط فيها قادتنا وحكامنا، أو التي تورط فيها كثير وكثير من المسلمين في البلاد العربية وغير العربية كما تعلمون، ومن أجل أن نرسخ هذا الأمل أيها الإخوة برحمة الله وفضله، ومن أجل أن نطمع أن نكون أهلاً لأن يهب الله طالحي هذه الأمة لصالحيها؛ ينبغي أن نخطو خطوات جادة على صراط الله عز وجل، في الوقوف في وجه هذه الفتنة بل هذه الكارثة، التي ابتلى الله سبحانه وتعالى بها أمتنا الإسلامية، لا أقول ابتلى الله عز وجل بها جزءاً منها وهم إخواننا الذين يعيشون في الأرض المحتلة، لا؛ هي فتنة أصاب الله عز وجل بها هذه الأمة جمعاء، نعم ذلك لأن الإدارة الأمريكية أعلنت حربها لا على المسلمين الذين يعيشون في أرضنا المحتلة في فلسطين، لا بل أعلنت حربها على الإسلام والمسلمين في كل مكان، وما مسألة فلسطين إلا افتتاح وبوابة، خطط أن يكون الابتداء منها، ثم الوصول بعد ذلك إلى كل البقاع الإسلامية.


الأمل معقود بأن ينتصر الله عز وجل لهذه القلة لكن على أن تتجمع هذه القلة فتؤدي ما قد أمر الله عز وجل به، ولقد قلت لكم بالأمس: ربما كثيرون هم الذين يتمنون لو أن أبواب الجهاد القتالي فتحت أمامهم لينقضّوا فيقاتلوا ويقتلوا، ولكن هذه الأبواب موصدة، نعم هي موصدة ولكن هنالك أبواب أخرى مفتحة بحمد الله سبحانه وتعالى، ولعل أثر هذه الأبواب المفتحة أشد وأقرب منالاً من تلك الأبواب المغلقة لو فتحت، ومرة ثانية وثالثة أقول لكم إن هذه الأبواب المفتحة تتمثل في سبلٍ مقدمتها مقاطعة كل ما يأتينا من ذلك العدو الشرس القذر، مقاطعة كل ما يأتينا من أمريكا، قلت هذا الكلام بالأمس، قلته في هذه البلدة وقلته في بلاد أخرى ولا بد أن نكرر هذا الكلام مثنى وثلاث ورباع ليترسخ ذلك في أذهان المسلمين جميعاً، وليتحول كل منكم إلى بوق يدعو إلى هذا، إلى وسيلة إعلام، كل فرد منكم ينبغي أن يتحول إلى وسيلة إعلام، يعلم إخوانه المسلمين بشتى الوسائل والأسباب عن ضرورة مقاطعة كل ما يأتي من أمريكا، وعن إيقاف الأسواق الإسلامية والعربية من أن تكون أسواقاً استهلاكية لذلك العدو الشرس القذر، ينبغي أيها الإخوة أن تعلموا أن هذا أقدس باب للجهاد في سبيل الله وهو باب مفتح أمامكم، قاطعوا كل ما يأتيكم من أمريكا بكل الوسائل والسبل، وأنا أعلم أن هذه الدعوة التي أذكر نفسي وأذكركم بها لن يتفاعل معها المسلمون الملتزمون بأوامر الله فقط، بل إني لأعلم أن كلّ من كانت تنبض بين جوانحه مشاعر لبقايا الإنسانية من الذين يعيشون في أرضنا العربية والإسلامية مسلمين كانوا أو غير مسلمين لابد أن يتفاعلوا مع هذه الدعوة الجهادية، إن لم تكن دوافع الاستجابة جهاداً أمرنا الله به، واستجابةً لأمر الله سبحانه وتعالى فلتكن دوافع السير إلى هذا الواجب دوافع قومية كما يقولون، دوافع إنسانية، دوافع الشرف، دوافع الإنسان الذي يسمو بنفسه عن المهانة، يسمو بنفسه عن الذل.


أعلنت أمريكا في خبرٍ لعلكم سمعتموه منذ أيام أنها ستعوض هذا العدو الإسرائيلي بخمسة مليارات مقابل النكبة، مقابل خسارتها بسبب الانتفاضة وبسبب هذه الحرب الضروس التي تعلنها على الأبرياء، من أين ستأتي بهذه المليارات، ستأتي بها من أموالكم أنتم أيها المسلمين، ستأتي بها من أموالكم أنتم يا أيها العرب حكاماً وشعوباً، وأنتم تعلمون السبل التي ستمتص عن طريقها أموالكم هذه لتعود بها إلى عدوكم هذا، فما أنتم فاعلون؟ ماذا يقول لكم الشرف؟ ماذا تقول لكم مشاعر الإباء؟ بقطع النظر عن كل شيء، قولوا هذا الكلام لقادة المسلمين، قولوا هذا الكلام لهؤلاء الذين جعلوا من الكراسي التي يتبوؤونها آلهةً لهم، أين بقايا الشرف بين جوانحكم؟ أين بقايا الإباء في نفوسكم ورؤوسكم؟ خمسة مليارات ستعوض، ستعوضها أمريكا لهذا العدو الذي يقتل الأبرياء ويهدّم البيوت على رؤوس الأسر ويجعل منها قبوراً وهم أحياء فيها. ولكنكم تستطيعون - أيها الإخوة - أن تحيلوا هذه المليارات إلى خسارة فادحة، عندما تقطعون السبل التي تحيل أمريكا من خلالها أسواقكم الإسلامية العربية إلى أسواق استهلاكية، طهروا أسواقكم من تلك البضائع، أياً كانت، طهروها من تلك الأجهزة أياً كانت، ولكم بديل، بديل عن ذلك، لدى دول وأمم كثيرة أخرى، إن أنتم فعلتم هذا، وإن أنتم استطعتم أن تحركوا شبكة المشاعر الإسلامية، في بلاد الله الواسعة لإنجاز هذه الحقيقة، فإن الله سبحانه وتعالى سيحقق فينا قوله: ﴿وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ ولسوف يصفح عنا صَفْحَهُ الجميل، ولسوف يرفع عنا هذا البلاء.


أقول قولي هذا وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهيئ من عنده سبيلاً لنشر هذه الوصية وبلوغها أسماع كل من يمكن أن يتحركوا ويستيقظوا ليتعاملوا مع بقية شرف ما تزال موجودة بين جوانحهم أو بقية إباءٍ لا تزال تنبض في نفوسهم والله المستعان.


وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.


 

تحميل



تشغيل

صوتي