مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 03/05/2002

ولاء المؤمنين لربهم عز وجل

ولاء المؤمنين لربهم عز وجل


خطبة الإمام الشهيد البوطي


تاريخ الخطبة: 03/05/2002


 


الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى‏.‏


أما بعد فيا عباد الله‏


يتكرر في بيان الله سبحانه وتعالى الذي يخاطبنا به القرار الذي شرّف الله به عباده؛ ألا وهو الوِلاية التي أكرمنا بها وأعزنا بها؛ وِلاية الله سبحانه وتعالى لعباده المسلمين. فهو يقول: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ﴾ [البقرة: 257]. شَرَف ميّز الله سبحانه وتعالى به عباده المؤمنين.


ويقول معلِّماً وملقِّناً عباده المؤمنين كيف يَشُدُّون أنفسهم إلى الله بنَسَبِ العبودية له وبنسب وِلاية الله سبحانه وتعالى لهم: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ﴾ [الأعراف: 196]. كلام يُلَقِّنا الله عز وجل إياه لنقوله باعتزاز، ولنقوله وقد عرفنا فرق ما بين المؤمن الذي يستظل بظل وارف من وِلاية الله له وبين الكافر الشارد في صحراء ضلاله وتيهه  ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ﴾ [الأعراف: 196].


 


ولقد وقفت على هذه الجملة التي تتكرر مثنى وثلاث ورباع في كتابه عز وجل: ﴿وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِير﴾ [البقرة: 107، التوبة: 116، العنكبوت:  22، الشورى: 31] هذه الكلمة أو هذه الجملة من آيات مبينات من كلام الله عز وجل قرار متكرر ﴿وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِير﴾. مَنِ الذي لا يفقه هذا الكلام الرباني أيها الإخوة؟ مَن الذي لا يَتَشَّرب يقينه أولاً ثم قلبه ووجدانه ثانياً هذا الكلام الرباني: ﴿وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِير﴾ ؟ لا ريب أن الذي آمن بالله ودان بحقيقة العبودية لله عز وجل يتشبَّع يقينه بهذا الكلام، ولابد أن يصطبغ سلوكه بمقتضى هذا الكلام أيضاً: ﴿وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِير﴾، تقرؤونها في سورة البقرة، تقرؤونها في سورة الشورى، تقرؤونها في سورة التوبة، قرار متكرر من بيان الله سبحانه وتعالى.


فتصوروا أيها الإخوة هذا الذي يخاطبنا الله به وهذا الشرف الذي يميز الله عز وجل به عباده المؤمنين عن الآخرين الجاحدين التائهين في صحراء الضلال. لاحظوا هذا الشرف الذي يميز الله سبحانه وتعالى به ثم لاحظوا كيف يؤكد البيان الإلهي هذه الحقيقة بأسلوب آخر سلبي فيقول: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران: 3/160]؛ هذا استفهام إنكاري ﴿وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ﴾ فيه معنى التحدي، أروني وحدثوني من هو هذا الولي الزائف الذي يمكن أن ينتصر لكم إن لم ينصركم الله سبحانه وتعالى؟ ولقد أخذ الله على ذاته العلية أن ينصرنا إن خضعنا لوِلايته، وإن سرنا في حياتنا السير الذي يتفق مع وِلاية الله سبحانه وتعالى لنا.


وانظروا بعد هذا كم يحذر البيان الإلهي من أن نَشْرُد عن هذا الشرف الذي خلعه الله عز وجل علينا؛ هذه الوِلاية. تأملوا كم وكم وكم يحذر الله عباده قادة وشعوباً، يقول: ﴿يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ﴾ [الممتحنة: 1]. بعد أن قرر الله عز وجل وِلايته للمؤمنين؛ وِلاية النصر، وِلاية الإعزاز، وِلاية الإغناء، بعد أن يقرر البيان الإلهي هذا أفتتصورون أن يأتي مسلم مؤمن بالله عز وجل فيشْرُد عن هذا الشرف إلى تيه الولايات الزائفة الأخرى يلتصق ذليلاً مَهِيناً بولايات زائفة يتقوقع خلالها؟ تحت وِلاية مَن؟ من هم أعداء لله عز وجل، وأعداء لدين الله سبحانه وتعالى ويصك سمعه هذا الكلام المبين ﴿يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾ فيُشِيْح بسمعه عن بيان الله عز وجل. أفيُتَصَوَّر أن يكون هذا العالم مؤمن بالله حقاً ثم يُعرض عن هذه الدعوة الربانية التي يدعو فيها عباده إلى الشرف، إلى أن يتبؤوا مركز السمو، مركز العزة، ويأبى إلا أن يهبط إلى الدون، يأبى إلا أن يهبط إلى أودية الضَّعَة والهوان والذل؟


ثم انظروا إلى قول الله عز وجل وهو يفصِّل هذا الذي يدعونا إليه مُحَذِّراً منبِّهاً مبيِّناً: ﴿يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ، ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ وَإِذا لَقُوكُمْ قالُوا آمَنّا وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ، إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها﴾ [آل عمران: 118-120] لاحظوا أيها الإخوة هذا البيان المفصَّل المُحَبَّب الذي يتحبّب الله عز وجل إلى عباده ليوقظهم ليُنَبِّههم ليُحذِّرهم.


أيها الإخوة كم نحن بحاجة في هذه الأيام العصيبة قادة وشعوباً إلى أن نصغي إلى هذا الكلام الرباني، إلى هويتنا التي تتراءى لنا جلية واضحة من خلال هذا البيان الإلهي الذي شرفنا الله سبحانه وتعالى به. كم نحن بحاجة إلى أن نجدد البيعة مع الله، بل أقولها بعبارة أخص: كم القادة المسلمون - إن كانوا مسلمين حقاً - بحاجة إلى أن يجددوا البيعة مع الله، إلى أن يصطلحوا من جديد مع الله فيتشرفوا بهذا الرداء السابغ الذي خلعه الله عز وجل عليهم؛ هذا لوِلاية ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّور﴾ [البقرة: 257] كم وكم يجدر بهؤلاء القادة أن يرددوا هذا الذي يُلَقِّنُنا الله عز وجل إياه: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ﴾. كم وكم يجدر بهؤلاء القادة أن يكرّروه نشيداً لا تتحرك به ألسنتهم بل تنبض به قلوبهم، أجل ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ﴾ وصدق الله فيما قال وفيما وَعَد، وإلى أن يكرم الله قادة هذه الأمة بعَود حميد إلى صراطه، وإلى أن يوقظهم وينتشلهم من وُهدة الضَّعَة التي ارتضوها لأنفسهم ينبغي أن ننبه المسلمين؛ الشعوب الإسلامية أينما كانوا، إلى أن يرفعوا الرأس عالياً بشرف هذه الوِلاية التي ميزهم الله سبحانه وتعالى بها. وينبغي أن يضعوا هذا الشرف من حياتهم موضع التنفيذ. وإن أملي بالشعوب الإسلامية لا سيما في هذه الفترة العصيبة التي من شأنها أن توقظ النائم، وأن تنبه الغافل، وأن تعيد من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان بالله عز وجل إلى حظيرة العبودية لله عز وجل، إني لمتفائل بعَوْد حميد للشعوب الإسلامية والعربية كلها إلى حِمَى الله سبحانه وتعالى. وأقولها كما قال العرب من قبل: "رُبَّ ضارة نافعة".


ولكن ما ينبغي أن نعتز بوِلاية الله عز وجل لنا، شعارات نرفعها فوق الرؤوس أو كلمات نجمِّل بها الألسن. القادة يفعلون ذلك، وفرق ما بين الشعوب الإسلامية اليوم وكثير من القادة الإسلاميين، الفرق الذي ينبغي أن يتجلى هو أن على الشعوب الإسلامية أن تُظْهِر سلوكها المتفق مع شرف ولاية الله عز وجل لها. ينبغي أن لا تجعل من صلتها بالله كلمات تُرَدِّدُها هذه الشعوب كما هو شأن كثير من الحكام والقادة إذ يتكلمون ويخطبون في مناسبات؛ مناسبات دينية متنوعة ومختلفة، حتى إذا حان السلوك رأيتهم شاردين عن صراط الله، رأيتهم يتملقون لهم. لا. على الشعوب الإسلامية أن تُعَلِّم قادتها أننا لا ننافق وأننا عندما نقول بألسنتنا: ربنا الله، ينبغي أن يؤكِّد ويُصَدِّق سلوكُنَا هذه الحقيقة. وبالأمس حدثتكم عن أمور وأعمال ينبغي أن نُحَقِّقها لتكون مصداقاً لكلامنا ودعاوينا.


كثيرون هم الذين يتمنون لو فُتِحت أمامهم أبواب الجهاد ولو عُبِّدَت الطرق بينهم وبين إخواننا الذين يُقَاتَلُون ويَقْتُلون ويُقْتَلون وتُهَدِّم بيوتهم على رؤوسهم ليقفوا إلى جانبهم في خندق واحد وليموتوا معهم شهداء، نعم كثيرون هم الذين يتمنون هذا ولكن ما لا يُدْرَك كله لا يُتْرَك كله. هنالك خطوات تستطيعون أن تقوموا بها وهي نوع من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله.


من أهم هذا الذي ذكرتكم به وأعود فأذكركم به، وأرجو أن تبلغ وصيتي هذه، وهي ليست وصية هي فتوى حقيقية شرعية آمل أن تبلغ هذه الكلمة آذان المسلمين جميعاً:


لا يجوز لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يمد يد التعامل مع أمريكا بأي شكل من الأشكال. يجب مقاطعة كل ما يفد إلى أسواقنا من تلك الدولة الطاغية الباغية. على كل مسلم أن يعلم هذه الحقيقة: طهروا أيها المسلمون أسواقكم من أن تكون أسواقاً استهلاكية لأموال ولتجارات ذلك العدو الذي يمد عدوكم التقليدي إسرائيل بكل أسباب القوة وبكل أسباب الدمار الشامل وغير الشامل، أجل. بالأمس قررت أمريكا أن ترفُد معونة مالية، أن ترفُد إسرائيل بمعونة مالية بلغت خمسة مليارات. أجل.لماذا؟ ليكون ذلك مزيداً من العون لها على التقتيل، على التنكيل، على تحويل بيوتات الناس الآمنين إلى قبور يُدْفنون فيها وهم أحياء، فماذا أنتم فاعلون يا أيها الشعوب الإسلامية؟ وأنا لا أتحدث مع القادة الذين صُمَّت آذانهم بسبب الضَّعَة والهوان والذل، وإنما أتحدث إلى الشعوب، على سائر المسلمين أن يتعاونوا وأن يمدوا فيما بينهم شبكة التواصي على عَرْض هذه البلاد الإسلامية وطولها أن يقاطعوا كل أنواع البضائع التي تَفد إلينا من أمريكا، وهي كثيرة متنوعة. ولكن أخطر هذه البضائع هو هذا الدخان الذي يأتينا من أمريكا، هذه السجائر التي تأتينا منها هي أخطر ما تحاربنا به أمريكا، ما تغزونا به أمريكا. وفي الوقت ذاته من أيسر السبل أن نقطع هذه البضاعة وإنها إن نجح المسلمون في مقاطعة هذه البضاعة بذاتها فلسوف تكسر العمود الفقري للاقتصاد الأمريكي.


هذا الدخان الذي يفد إلينا اليوم من أمريكا مُحَرَّم مرتين اثنتين: المرة الأولى؛ لأنه سُم بطيء الفتك يفعل الأفاعيل العجيبة المهلكة في جسم كل إنسان. وقد أجمع الأطباء أطباء العالم الكل اليوم على هذه الحقيقة. إذن تناول هذا السم عمل محرم قطعاً. ثم هو محرّم ثانياً؛ لأن أمريكا ترسله إلينا سُمَّاً وتستعيده إلى بلادها أموالاً طائلة تحوَّل إلى إسرائيل. تحوَّل إلى إسرائيل دولارات، وتحوَّل إلى إسرائيل أسلحة فتاكة مدمرة. فيا عجبا لمسلم يعتز بإسلامه ويا عجباً لإنسان يعتز بإنسانيته ويشمئز من الظلم أينما كان وأينما وُجد، يا عجباً لهذا الإنسان كيف يرضى أن يمد يد الهوان والذل إلى أمريكا لتُرْسِل إليه هذه السموم الناقعة ولتأخذ ثمن هذه السموم أموالاً طائلة تعود بها إلى أعدائكم. لا يجوز أبداً لإنسان يتمتع بقطرة من الشرف، يتمتع بقطرة من الاعتزاز، يتمتع بنبضات من النبضات الإنسانية، لا يجوز لإنسان يعلم معنى الظلم ويعلم كيف يشمئز من الظلم، لا يجوز لهذا الإنسان أياً كان أن يرحب بهذا البلاء، بهذا السُّم الناقع الذي يفد إلينا من أمريكا. وإذا نجحت الشعوب الإسلامية في مختلف أصقاعها في وضع السدود أمام هذا السم الناقع الذي يتم إرساله إلينا فلسوف تبدأ أمريكا بأن يكرمنا الله عز وجل بالهوان الذي ينحط في أرجائها، ولسوف يكون هذا سبباً من أسباب ذلها وصَغَارِها.


المهم أيها الإخوة أن نحقق معنى قول الله عز وجل: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البقرة: 257] والمهم إذا ردَّدْنا هذا الكلام الذي يُلَقِّنُنا الله عز وجل إياه ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ﴾ [الأعراف: 196] أن نضع هذا الكلام من حياتنا موضع التنفيذ، أن نبرهن على أننا فعلاً نعتز بوِلاية الله لنا ولو بهذه الخطوات التي نخطوها، عندئذ سينتصر الله عز جل لكم. أسأل الله عز وجل أن يهيئ أسباب هذه الوصية بل هذه الفتوى التي أتوجه بها إلى سائر إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ مقاطعة أمريكا، قاطعوا كل ما يأتي من أمريكا بكل الوسائل الممكنة. إن أيقظ الله عز وجل القادة وتحولوا من هذا الصَّغَار إلى شيء من العزة التي يَشُدُّهم الله عز وجل إليها فذاك. وإلا إذا كان في قَدَر الله أن يظلوا يتقلبون في مِهاد هوانهم، في مِهاد ذُلهم، عبوديتهم لأمريكا إذا كان هذا هو قضاء الله سبحانه وتعالى فبوسْعكم يا شعوب العالم الإسلامي أن تَشُلُّوا فاعلية الاقتصاد الأمريكي في بلادكم. دعوا قادتكم يستقدمونها ولْتُشَلَّ فاعليتها على أرضكم وبلادكم الإسلامية.


 


أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.


 

تحميل



تشغيل

صوتي