مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 29/06/2001

إسلام الفِكْر‏!‏

إسلام الفِكْر‏!‏


خطبة الإمام الشهيد البوطي


تاريخ الخطبة: 29/06/2001


 


الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى‏.‏


أما بعد فيا عباد الله‏


إن الإسلام الذي شرفنا الله عز وجل به عبارة عن شجرة، هو شجرة، أما جذور هذه الشجرة فتتمثل في عبودية الإنسان لله سبحانه وتعالى، ثم تتفرع عن هذه الجذور الجذع والأغصان، وجذع الإسلام وأغصانه‏:‏ العبادات والأحكام التشريعية المختلفة من الأوامر والنواهي التي كلفنا الله عز وجل بها، ثم إن هذه الأغصان مع جذعها تتفرع عنه الثمار، وثمار الإسلام هي سعادة الفرد والمجتمع في هذه الدنيا وفي دار المعاد التي يؤول إليها كل منا إلى لقاء موعود مع الله سبحانه وتعالى‏.‏


إذن ذلكم هو الإسلام‏:‏ جذور فجذع فأغصان فثمار‏.‏ الجذور هي الأساس وهي التي تُنْتج جذع الأحكام والتكاليف والتشريعات والعبادات، ثم إن هذه الفروع من التشريعات والأحكام التكليفية المختلفة تُثمر سعادة الإنسان فرداً ومجتمعاً في دار الدنيا وفي الآخرة‏.‏


وهذه الحقيقة قررها كتاب الله سبحانه وتعالى إذ قال‏:‏ ﴿‏أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ، تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ‏﴾‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 14‏/‏24-25‏]‏ لاحظوا كيف أن الله عز وجل أرانا من الإسلام شجرة، أصلها ثابت أي راسخ يضرب بتخومه الأرض التي هي قلب الإنسان وفطرته، وهذا الأصل إنما هو عبودية الإنسان لله سبحانه وتعالى، ثم يتعالى من هذا الأصل الثمار والأغصان، وتعلو ثم تعلو هذه الثمار إلى أن توصل الإنسان إلى سعادة الدنيا وسعادة العقبى حيث الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى‏.‏


إذن عبودية الإنسان هي ينبوع إسلامه وهي مصدر توحيده وهي مصدر الرجوع إلى أوامر الله عز وجل وتكاليفه بالانقياد له، وهو مصدر الثمار التي يتوخاها الإنسان المسلم من وراء إسلامه، ومعنى هذا الكلام أيها الإخوة أنه لا يتحقق الإسلام بدون عبودية لله سبحانه وتعالى، الإسلام الذي يبدأ فكراً ينتهي ويموت فكراً، الإسلام الذي لا أصول ضاربة في طوايا الفؤاد وطوايا الفطرة الإنسانية متمثلة في حقيقة العبودية لله كشجَرة اجتت مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ كما يقول الله سبحانه وتعالى ليس لها من قرار وليس لها من أصل‏.‏ ماذا تنتظر بهذه الشجرة التي اجتثت أصولها وأُقيمت على ظاهر من الأرض‏؟‏ تنظر فتجد فيها صورة الشجرة لبضعة أيام أو لبضعة أشهر، ثم ماذا‏؟‏ عُد إلى هذه الشجرة وإذا بها قد آلت إلى حطب، إلى حطب مُعَدٍّ للحريق، هكذا يقول الله سبحانه وتعالى‏.‏ إسلام بدون جذور من حقيقة العبودية لله عز وجل مآله إلى الذبول فالانمحاق والموت‏.‏


لاحظوا أيها الإخوة عندما يتحبب الرب إلى رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، بأي الصفات ينعته‏؟‏ وبأي الأسماء يذْكره‏؟‏ إن يَذْكره باسمه العبد، يَذْكره بصفة العبودية لله سبحانه وتعالى وهو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‏:‏ ﴿‏وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمّا نَزَّلْنا عَلَى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏﴾‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 2‏/‏23‏]‏ لم يقل‏:‏ وإن كنتم في ريب مما نزلنا على رسولنا‏.‏ قال‏:‏ ﴿‏وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمّا نَزَّلْنا عَلَى عَبْدِنا‏﴾‏ رسالة رسول الله انبثقت من عبوديته لله، انظروا إلى قوله عز وجل‏:‏ ‏﴿‏سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى‏﴾ ‏[‏الإسراء‏:‏ 17‏/‏1‏]‏‏.‏ ﴿‏سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ‏﴾‏ إنها كلمة تحبب، ولقد قال العلماء في تفسير هذه الآية‏:‏ لو علم الله لرسوله اسماً أعلى وأسمى من اسمه العبد لوصفه ولَذَكَره بهذا الاسم في هذا المقام العالي، ولكن ليس هناك اسم يَشْرُف به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويعلو به عند الله عز وجل كاسمه العبد، لكن لمن‏؟‏ لله سبحانه وتعالى‏:‏ ﴿‏سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى‏﴾‏.‏


إذن فاعلموا أيها الإخوة أن شجرة الإسلام لا يمكن أن تتنامى في كيان الإنسان‏؛‏ ولا يمكن أن تزدهر‏؛‏ ولا يمكن أن تؤتي أكلها إلا إذا كانت لها جذور تضرب في قلب الإنسان‏؛‏ وإلا إذا تمثلت هذه الجذور في معنى عبودية الإنسان لله عز وجل‏.‏ وماذا تعني كلمة العبودية‏؟‏ العبودية هي منتهى الذل لمن هو أهل لهذا الذل، تلك هي العبودية، عبودية الإنسان لله عز وجل تعني أن يكون في غاية التذلل في سلوكه وفي فكره وفي يقينه وفي مشاعره وفي سائر تصرفاته وعواطفه ووجدانه، أن يكون بكيانه كله في غاية التذلل والانكسار لله عز وجل، هذا هو باختصار معنى عبودية الإنسان ولن يَسْعد الإنسان بهذه العبودية ولن يرقى بها صُعُداً إلا إذا كانت لله عز وجل، لأنه هو لا غيره المعبود بالحق‏.‏


إذن فالإسلام الذي يتردد على أسماع كثير من الناس اليوم إسلام الفكر، إسلام المفكرين، هذا الإسلام عبارة عن شجرة اجتثت من فوق الأرض‏؛‏ وليست لها جذور ضاربة في باطن الأرض، وقد عرفنا أن المراد بالأرض هنا قلب الإنسان‏.‏ إسلام الفكر لا يحقق شيئاً، إسلام الفكر وحده لا يعطيك ثماره، إسلام الفكر وحده لا يحقق ما قد وعد الله به عباده في محكم تبيانه‏؛‏ لأن الشجرة التي لا جذور لها ليست شجرة إلا فيما تراه العين لبضعة أيام أو لبضعة أسابيع فقط‏.‏


هنا ألفت نظركم إلى الكلمة العجيبة المستولدة في هذا العصر، والتي لم يكن يعرفها أجدادنا ولا أسلافنا من قبل ‏(‏إسلام الفكر، الفكر الإسلامي، المفكر الإسلامي، المفكرون الإسلاميون، الأفكار الإسلامية‏)‏ أتلاحظون هذا الاقتران وهذا التلازم الدائم بين الإسلام والفكر، بين المسلمين والتفكير‏؟‏ كلكم يلاحظ هذه الظاهرة، هذه الظاهرة عُدْ بها إلى قبل عدة قرون، ثم عُد بها إلى عصر السلف الصالح، ثم عُد بها إلى عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ أفكنت تسمع من يقول عن الإسلام الفكر الإسلامي‏؟‏ أفكنت تسمع عن علماء المسلمين أو في ترجمة أحد من العلماء المسلمين من قد ينعتهم بالمفكرين الإسلاميين‏؟‏ لن تجد ولن تسمع كلمة من هذا القبيل سُجلت في قرن من القرون الغابرة، لكنها من الكلمات التي وُلدت في هذا العصر، أجل، ماذا تعني هذه الكلمة‏؟‏ ما الذي يكمن وراءها‏؟‏ الذي يكمن وراء هذه الكلمة خطة، والخطة ترمي إلى أن يتحول الإسلام الذي ينبع من عبودية الإنسان لله إلى إسلام فكر، إلى إسلام رأي، إلى إسلام تصور وتخيّل، وعندئذ تموت حقيقة الإسلام وتبقى صورته، تموت حقيقة هذه الشجرة الراسخة في كيان الإنسان الضاربة بجذورها عبودية في قلب الإنسان وفطرته، هذا الإسلام الحقيقي يغيب ثم يغيب ويضمحل ليظهر في مكانة إسلام مزيف‏؛‏ صورة الإسلام، الفكر الإسلامي‏.‏ هذه الكلمة التي تتكرر وتتردد إنما يُبْتغى منها أن تترسخ في أذهان الناس فكرة، أو أن يترسخ في أذهان الناس منها تصور شيئاً فشيئاً بدون أن يشعر المسلمون بذلك، ما هو هذا التصور‏؟‏ هو أن يجد المسلمون أنفسهم بعد ذلك في يوم ما أمام إسلام هو ليس أكثر من أفكار ظهرت وتكونت وابتدعت من أذهان أناس، فالإسلام في عقائده، في أحكامه‏؛‏ في عباداته‏؛‏ في فلسفته‏؛‏ في شرائعه‏؛‏ مجموعة أفكار، والأفكار من أين تنبعث‏؟‏ من ذهن الإنسان وعقله، إذن فالإسلام شيء استولده الإنسان شيئاً فشيئاً من عقله وفكره، وليس وحياً هابطاً من عند الله عز وجل إلى الإنسان عبودية فشرعة ومنهاجاً‏.‏ هذا هو المبتغى من وراء ذلك‏.‏


ثم إن الهدف الثاني من وراء هذا أن يستسهل الناس المسلمون التلاعب بالإسلام الذي هو مجموعة أفكار، فالإسلام وقد ترسخ في أذهان الناس من شدة تكرار هذه الكلمة أنه عبارة عن مجموعة أفكار لا أكثر يجرؤون فيما بعد على أن يغيروا ويبدلوا من هذه الأفكار، الإنسان الذي ابتدع هذه الأفكار هو الذي يغير ويبدل منها كما يشاء، ولا حرج عليه في هذا، ولا يستطيع أحد أن يقول له لماذا‏؟‏ لأن الإسلام الذي ابتدعه الفكر الإنساني يطوره الفكر الإنساني أيضاً، بل يقضي عليه عندما يشاء أيضاً، أجل‏.‏ هل سمعتم أيها الإخوة من يقول في هذا العصر أو في غير هذا العصر المفكر الفلسفي فلان‏؟‏ المفكرون الفلاسفة‏؟‏ المفكر التاريخي‏؟‏ المفكر الرياضي‏؟‏ هل سمعتم كلمة الفكر والمفكر ألصقت بغير الإسلام أو المسلمين‏؟‏ لن تجدوا ولن تسمعوا هذا الاقتران أبداً بأي علم من العلوم، وبأي ثقافة من الثقافات‏؛‏ إلا الإسلام، وهذا هو الدليل على ما قد أقول لكم على أن هنالك وثائق تنطق بهذا الذي أبين لكم، أيها الإخوة‏؟‏


فاحذروا من الإسلام الذي اجتثت جذوره عبودية لله عز وجل، وحوله محولون إلى مجموعة أفكار، أي حولوه إلى شجرة اجتثت من باطن الأرض فأصبحت عبارة عن ساق وأغصان لا جذور لها، احذروا هذا الإسلام المزيف على إسلامنا الذي شرفنا الله عز وجل به، واعلموا أن الإسلام الذي يثمر للمجتمع سعادة القوة وسعادة الوحدة وسعادة الغنى هو ذلك الإسلام الذي ينبع عبودية من أعماق القلب، ها هو الإسلام الذي وعد الله عز وجل المسلمين به النصر والتوفيق والقوة وميراث الأرض أجمع، فتلمسوا بين جوانحكم مكان هذه العبودية، هل هي موجودة أم إن الإسلام الذي تتعاملون معه أو يتعامل معه أكثر المجتمع عبارة عن إسلام أنظمة، إسلام أفكار، إسلام آراء، إسلام اقتراحات‏؟‏ وتبحث وتبحث عن جذور هذه الأفكار عبودية لله فلا تجد‏.‏


هذا مرض وبيل أحذركم منه، وألفت نظري ونظركم إلى ضرورة تداركه أيها الإخوة، ما انتصر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بألق التشريعات الفوقية التي جاءته من عند الله عز وجل، لا‏.‏ وإنما انتصر المصطفى صلى الله عليه وسلم وأعطاه الله عز وجل مقاليد الحضارات أجمع عندما انطلق إلى تطبيق الإسلام وتنفيذ شرائعه من مشاعر عبوديته لله سبحانه وتعالى، هذه المشاعر هي ينبوع الإسلام، شرعة هي ينبوع الإسلام، صلاة وصياماً وحجاً وزكاة، هي ينبوع الإسلام أخلاقاً، وإلا فما الذي كان يجعله يقوم أكثر الليل، يناجي ربه، يقرأ كتابه منكسراً متضرعاً إلى أن تتفطر قدماه كما ورد في الصحيحين‏؟‏ ما الذي دفعه إلى هذا‏؟‏ أين هذا من الفكر الإسلامي‏؟‏ أين هذا من أنشطة المفكرين الإسلاميين‏؟‏ قالت له السيدة عائشة رضي الله عنها فيما رواه الشيخان‏:‏ لماذا تفعل بنفسك هذا يا رسول الله‏؟‏ ألم يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر‏؟‏ أجابها‏:‏ ﴿‏أفلا أكون عبداً شكوراً‏﴾ كلمة العبد للرب، مشاعر للعبد تجاه الرب، بهذه المشاعر ملك المسلمون مقاليد الحضارات أجمع، بمشاعر العبودية لله سبحانه وتعالى تألقت الحضارة الإسلامية، أسمعتم عن جسم يتحرك ويحيا بدون روح‏؟‏ روح الإسلام عبودية الإنسان لله سبحانه وتعالى‏.‏


انظروا أيها الإخوة إلى الأجانب الذين يكرم الله عز وجل أفرادهم وآحادهم قلوا أم كثروا بالإسلام، انظروا كيف يبدؤون الإسلام من جذوره، وكيف ينطلقون من أصوله عبودية لله سبحانه وتعالى، يؤسفني أن أقول‏:‏ نحن المسلمين ينبغي أن نتعلم الإسلام الحقيقي الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الأجانب، عندما يدخل أحدهم في دين الله سبحانه وتعالى‏.‏ انظر إلى عينيه كيف تخضلان بالدموع‏؛‏ عندما يتلو كتاب الله، أو يتلى على مسامعه كتاب الله، ولعله لا يعرف العربية‏.‏ انظر إلى التبتل والانكسار في كيانه، أين هذا من واقع كثير ولا أقول كل المسلمين الذين يقومون ويقعدون بالتقلب فيما يسمى ‏(‏الفكر الإسلامي، المفكرون الإسلاميون‏)‏‏؟‏ عبودية الإنسان لله عز وجل هي أسمى صفة كرم الله عز وجل بها الإنسان، أسمى صفة ارتقى بها الإنسان صعداً إلى أعلى من طبقات السماء، إنما هي صفة العبودية لله عز وجل، ولعل هذه الصفة هي مصدر التكريم الذي يعنيه بيان الله عز وجل بقوله‏:‏ ﴿‏وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَم‏﴾ ‏[‏الإسراء‏:‏ 17‏/‏70‏]‏ ولقد كرّمنا بني آدم‏.‏ إذا انفك الإنسان عن هذا التاج الذي كرمه الله عز وجل به‏؛‏ ما الذي بقي له‏؟‏ لم يبق له شيء، إذا نسي الإنسان عبوديته لله وانطلق يتفلسف عن شرائع الإسلام وما إلى ذلك وأنظمته‏؛‏ أصبح واحداً مثل هؤلاء الآخرين الذين يتحدثون عن أنظمة مختلفة متنوعة، أسألكم أيها الإخوة لو أن أمريكا خطر في بالها، ثم اتفق حكامها على أن يطبقوا شريعة الله عز وجل، ولكن دون أن ينطلق تطبيق ذلك من مشاعر عبوديتهم لله عز وجل، أفيقدمهم ذلك شروى نقير إلى الله‏؟‏ أفيصلح ذلك شأنهم‏؟‏ أفيقضي على مشكلاتهم التي تعصف بهم‏؟‏ وتهدد حضارتهم‏؟‏ إطلاقاً‏.‏ ذلك لأن هذه الشرائع عندما تطبق دون أن تكون مرتبطة بروحها، بينبوعها، بجذورها، ألا وهي جذور العبودية لله سبحانه وتعالى، فإن هذه الشرائع كغيرها لا تفيد شيئاً، شرائع الإسلام سرها كامن في عبودية من ينفذها لله عز وجل‏.‏


أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم‏.‏


 

تحميل



تشغيل

صوتي