مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 25/08/2000

وهل يسأل مؤمن بالله كيف أخلص للهّ‏!‏‏!‏

وهل يسأل مؤمن بالله كيف أخلص للهّ‏!‏‏!‏


خطبة الإمام الشهيد البوطي


تاريخ الخطبة: 25/08/2000


 


الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى‏.‏


أما بعد فيا عباد الله‏


على أعقاب حديثي في الأسبوع الماضي عن الإخلاص وأهميته في حياة المسلمين اليوم‏،‏ يسأل بعض الناس بل كثير من الناس‏،‏ عن السبيل الأمثل للوصول إلى الإخلاص لله سبحانه وتعالى‏.‏


وإني لأعتقد أن طرح هذا السؤال ذاته من قبل جمهرة كبيرة من المسلمين يدل على المشكلة الكبرى التي نعاني منها‏،‏ يدل على أن المسلمين اليوم يعانون من مرض في جوهر إسلامهم ولب إيمانهم‏،‏ وإلا لما كان هنالك أي موجب لطرح هذا السؤال‏،‏ وللبحث عن السبيل الأمثل أو الأقصر لغرس مشاعر الإخلاص لله عز وجل في القلوب‏.‏


السبيل إلى أن يتحلى الإنسان بمشاعر الإخلاص لله عز وجل هو التوحيد‏،‏ هو أن يكون هذا الإنسان المسلم صادقاً في إسلامه‏،‏ صادقاً في إيمانه‏،‏ ولن يكون صادقاً في إيمانه‏،‏ إلا إذا كان موقناً بوحدانية الله سبحانه وتعالى في ذاته وصفاته‏،‏ هل يمكن لمسلم أن يزعم أنه مسلم حقاً وأنه مؤمن بالله عز وجل حقاً إن لم يكن يقينه بوحدانية الله عز وجل ذاتاً وصفاتٍ وأفعالاً‏،‏ مهيمناً على يقينه العقلي‏؟‏ لا يمكن‏.‏ إذاً فالسبيل إلى أن يغرس الإنسان في كيانه مشاعر الإخلاص‏،‏ بل إلى أن يتفاعل آلياً في عمله لله سبحانه وتعالى‏،‏ وأن يعود إلى فكره وعقله وفؤاده‏،‏ أَوَ هُوَ موقن حقاً بأن الله واحد لا شريك له‏؟‏ وإن كان موقن حقاً بأن الله واحد لا شريك له‏،‏ فلا يمكن أن يغيب الإخلاص عن كيانه لحظة من لحظات حياته‏،‏ ولكن إن كان يرى أن الإخلاص بعيد عنه‏،‏ في أعماله السلوكية المختلفة‏،‏ فليعلم أن إيمانه بوحدانية الله تعالى فيه كثير من الشوب‏،‏ وفيه كثير من النقص‏،‏ وليعد إلى جوهر إيمانه بالله سبحانه وتعالى‏،‏ فليجدد ذلك بينه وبين ربه‏.‏


عندما أعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الإله الواحد‏،‏ إذن هو المالك للكون كله‏،‏ وهو المتصرف فيه‏،‏ إذن هو النافع فلا نافع غيره‏،‏ وهو الضار فلا ضار غيره‏،‏ وهو المعطي فلا معطي سواه‏،‏ وهو المانع فلا يملك أحد أن يمنع سواه‏،‏ وهو المحيي وهو المميت وكل صفات الكمال التي تقرؤها لله عز وجل محصورة في ذاته‏،‏ فالعلم هو علمه‏،‏ وعلومنا التي نتباها بها إن هي إلا ظلال لعلم الله سبحانه وتعالى ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِما شاءَ﴾ [البقرة‏: ‏255] فأنت عندما تدرك فبعلم الله تدرك {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِما شاءَ} كل صفات الكمال محصورة في ذاته العلية‏،‏ هذا هو معنى يقينك بوحدانية الله سبحانه وتعالى‏،‏ فإن استيقنت هذه الحقيقة‏،‏ آمنت فعلاً بأن الله عز وجل واحدٌ في ذاته‏،‏ في ربوبيته‏،‏ في صفات الكمال التي يتصف بها‏،‏ فلا يتصف بها من دونه أحد‏،‏ أورثك هذا اليقين أولاً خوفاً من الله‏،‏ لأن في صفات الله عز وجل ما يملأ القلب خشية من الله‏،‏ ثم إن هذا اليقين‏،‏ يورثك حباً لله عز وجل‏،‏ لأن في صفات الله عز وجل‏،‏ ما يجعل العبد يعشق مولاه وخالقه سبحانه وتعالى‏،‏ تعلم أن كل نعمة جاءت إليك إنما وفدت إليك من واحد لا ثاني له هو الله عز وجل‏،‏ إذا رأيت أن العافية باقية في كيانك تنعم بها من فرقك إلى قدمك‏،‏ علمت أن الله لا غيره هو الذي يمتعك بها‏،‏ إذا رأيت نفسك تمارس أعمالك ووظائفك العضوية كلها‏،‏ تماماً كما تحب‏،‏ فإنك ستعلم أنّ واحداً لا ثاني له‏،‏ هو الذي يمتعك بذاتك كله‏،‏ إذا رأيت أنك تفكر‏،‏ تعقل‏،‏ إذا رأيت أن طعامك موفور‏،‏ وأن الله سبحانه وتعالى أقامك من دارك في أمن وطمأنينة‏،‏ تعلم أن الذي أسدى إليك ذلك كله هو الله‏،‏ وعندئذ لابد أن تحب الله سبحانه وتعالى‏،‏ وهكذا إيمانك بوحدانية الله عز وجل حقاً ذاتاً وصفات يجعل قلبك لا يخشى إلا الله‏،‏ ولا يحب إلا الله‏،‏ ولا يعظم إلا الله‏،‏ ذلك لأنك إن نظرت إلى هذه المكونات التي من حولك على اختلافها أياً كانت‏،‏ مهما ارتقت ومهما هبطت‏،‏ ستعلم ولسوف ترى أنها جميعاً جنود‏،‏ جنود تحت سلطان الله عز وجل‏،‏ ﴿وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ﴾ [المدثر‏: ‏31]


 


فمن هو ذاك الذي تتجه إليه بعملك إن عملت‏؟‏ من هو هذا الذي ستجعل عبادتك له من دون مولاك وخالقك الذي آمنت به‏؟‏ إنه الواحد في ذاته وصفاته‏.‏ من هو هذا الذي يسيل لعابك طمعاً في أن تأتيك صلة منه‏؟‏ طعماً في أن يلتفت إليك بمنحه‏،‏ من‏؟‏ هل يمكن أن تجعل أعمالك وطاعاتك كلها في سبيل مال تجمعه وتَرُبُّه‏،‏ بعد أن علمت أن المال مال الله‏،‏ وأن المال بيد الله‏،‏ وأن الله سبحانه وتعالى هو المعطي‏،‏ وهو المانع‏؟‏ لا يمكن‏،‏ إذن‏:‏ السبيل الأقصر والأوضح والبداهي لوجود جذوة الإخلاص بين الجوانح لله هو الإيمان بالله‏،‏ هو أن تعلم أن الله واحد‏،‏ لا ثاني له‏،‏ وأن تعلم هذه الحقيقة علماً يقينياً بملء عقلك‏.‏ وإلا لن تكون مؤمناً بالله‏،‏ ولن تكون مسلماً حقيقة لله سبحانه وتعالى‏.‏


وهل نحتاج لأن نعود فنسأل‏:‏ فكيف السبيل إلى أن نؤمن بالله‏؟‏ أخشى ما أخشاه أن يأتي هؤلاء الذين يسألون بالأمس عن كيفية الوصول إلى مشاعر الإخلاص لله أن يعودوا فيسألوا اليوم‏،‏ فكيف السبيل إلى الإيمان بالله‏؟‏ أفهذه هي حالنا أيها الإخوة‏؟‏ إذن نحن نتقنع بأقنعة الإيمان ونحن كاذبون‏،‏ نتقنع بأقنعة الإسلام وأكاد أن أقول ونحن منافقون‏،‏ أرجو وآمل أن لا يطرح هذا السؤال‏،‏ يفترض أننا جميعاً مؤمنون بالله‏،‏ موحدون لله سبحانه وتعالى‏،‏ وكم وكم في الناس من يقوم اليوم ويقعد في الحديث عن الوحدانية وعن الشرك وعن ضرورة الابتعاد عن الشرك‏،‏ وها نحن نجد أن مصيبة المصائب ما نجده في واقعنا اليومي اليوم‏،‏ مصداقاً لقوله تعالى‏:‏ ﴿وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف‏:‏ ‏106] كيف يمكن لعبد يؤمن بالله أن يقول كيف السبيل إلى الإخلاص‏؟‏ من هو هذا الذي يقف حجاباً بينك وبين الله‏،‏ حتى يمنعك من رؤية الله فلا تخلص له‏؟‏ وهل في الكون ما يحجب العاقل عن الله‏؟‏ نعم‏.‏ هل هنالك ما يحجب الإنسان عن الله‏؟‏ أقول كما قال ابن عطاء السكندري‏:‏ "‏كيف يحجبه شيء وهو الذي أظهر كل شيء‏؟‏ كيف يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء‏؟‏ كيف يحجبه شيء وهو الظاهر في كل شيء‏؟‏ كيف يحجبه شيء ولولاه لما وجد أي شيء‏؟‏"‏ الفاعلية كلها لله سبحانه وتعالى‏،‏ لكن إذا أردت أن تزداد إيماناً‏،‏ وإذا أردت أن تتعهد إيمانك كما يتعهد الإنسان الذي غرس في داره شتلاً يريد أن يتحول هذا الشتل إلى شجرة مثمرة‏،‏ فإن عليك أن تتعهد إيمانك بالرعاية والسقية‏،‏ لكي يزدهر هذا الإيمان ولا يذبل بين جوانحك‏،‏ والسبيل إلى ذلك أن تكثر من العبادات‏،‏ السبيل إلى ذلك أن تكثر من ذكر الله‏،‏ السبيل إلى ذلك أن تكثر من تلاوة كتاب الله‏،‏ سبحانه وتعالى‏،‏ السبيل إلى ذلك أن لا تقطع السبيل بينك وبين الله عز وجل‏،‏ وتعرض عنه وتتجه إلى دنياك تعافس شهواتك‏،‏ أهواءك‏،‏ ملاذك‏.‏ ذلك لأنك بهذه الحالة تدع شتل إيمانك يذبل ثم يذبل ثم يذبل إلى أن تسفيه الرياح يميناً وشمالاً‏،‏ وهذه مسألة خطيرة قد لا تتبين خطورتها اليوم‏،‏ ولكنك ستتبين خطورتها عندما تقع في سياق الموت غداً‏،‏ ستجد أن إيمانك قد أصبح في مهب الرياح‏،‏ أجل‏.‏


من هم ـ لا أقول الفسقة‏،‏ لا أقول الفجرة ـ بل أقول‏:‏ الإسلاميون‏،‏ الذين يظهرون الغيرة على الإسلام‏،‏ والذين يفكرون بالخطط الكثيرة للوقوف في وجه الذين يتصدون ويتصيدون حقائق الإسلام‏،‏ من هم الذين يتلون كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار‏؟‏ من هم الذين ألزموا أنفسهم بأوراد لا يبارحونها‏؟‏ من هم الذين جعلوا لأنفسهم غذاءً يغذون به إيمانهم من العبادات والصلوات لاسيما في هدأة الأسحار‏؟‏ كم هم‏؟‏ ومن هم‏؟‏ وربنا عز وجل يقول‏:‏ ﴿وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ‏،‏ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾ [الكهف‏: ‏27‏-‏28]‏.‏


كم من المسلمين الملتزمين في هذا العصر‏،‏ اصطبغوا فهماً وسلوكاً بهذا البيان الإلهي المخيف ﴿وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ﴾ هذا القرآن ليس كما يتصور البعض‏،‏ أنه يقرأ ليفهم‏،‏ فإذا فهم‏،‏ أعرض عنه‏،‏ كما يقرأ أحدنا كتاباً ختمه‏،‏ يعيده إلى مكانه في مكتبته‏،‏ كثيرٌ هم المسلمون الذين يتصورون أن علاقتهم بالقرآن هكذا‏.‏ لا‏،‏ القرآن كتاب يتعبد بتلاوته‏،‏ حتى وإن فهمته‏،‏ وحتى وإن بلغت إلى العمق والعمق من معانيه‏،‏ ينبغي أن تعود فتقرأه ثم تقرأه‏،‏ هذا كلام الله عز وجل‏،‏ عندما يصافح هذا الكلام عقلك ومن ثم فؤادك‏،‏ فإن نوراً وهاجاً يسري منه إلى فؤادك يغذي جذور إيمانك‏،‏ يغذي شتل عقيدتك‏.‏ أجل‏،‏ وبمقدار ما تقرأ ثم تقرأ ثم تقرأ‏،‏ تذوب جذوة الدنيا من كيانك‏،‏ تضمحل الأغيار من وجودك‏،‏ وتجد نفسك أمام الله سبحانه وتعالى‏،‏ تجد نفسك أمام المرتبة التي ذكرها الربانيون‏،‏ وحدة الشهود‏،‏ تجد المكونات ولكنك لن تبصر فيها إلا المكون‏،‏ فمن هو ذا الذي ستفعل له من دون الله‏؟‏ من هو هذا الذي ستتعب نفسك له من دون الله‏؟‏وأنت لا ترى في الكون غير الله سبحانه وتعالى‏،‏ ورحم الله إمام هذا المسجد‏،‏ وراعيه‏،‏ جاء يوماً من الأيام من يسأله‏،‏ كيف السبيل إلى أن تتخلص من الرياء‏؟‏ قال له رحمه الله تعالى‏:‏ ومن هو هذا الذي سترائي له‏؟‏ أرني‏،‏ هل هنالك في هذا الكون غير الله‏؟‏ عندما تقول‏:‏ يوجد‏.‏ يقع الإشكال‏،‏ وأجيبك‏:‏ من هو‏؟‏ قل لي‏:‏ من هو الذي سينفعك حتى ترائي له‏؟‏ من هو الذي سيضرك من دون الله حتى ترائي له‏؟‏ من هو الذي يعطي‏؟‏ من هو الذي يحيي‏؟‏ من هو الذي يميت‏؟‏ من هو الذي يطعمك‏؟‏ من هو الذي يسقيك‏؟‏ من هو الذي ينيمك‏؟‏ من هو الذي يوقظك‏؟‏ من هو الذي يحركك إذا مشيت‏؟‏ من هو الذي يرعاك بعافيتك‏؟‏ بفكرك‏؟‏ في منطقك‏؟‏ مَن‏؟‏ هل هنالك غير الله‏؟‏ يا عجباً‏،‏ لمن يترك الوجود الذي هو ملء الكون كله ويبحث عن المعدوم ليرائي له‏.‏


ولكن هذه الحقيقة‏،‏ متى تكون ملء عقولنا‏؟‏ إذا أكثرنا من العبادة‏،‏ إذا أكثرنا من الطاعات‏،‏ إذا ألزمنا أنفسنا أوراداً‏،‏ إذا قرأنا الكثير والكثير والكثير من كتاب الله سبحانه وتعالى‏،‏ أحدهم يقول‏:‏ نحن لا نقرأ كقراءة العوام‏،‏ نقرأ من أجل أن نعد الصفحات على الله سبحانه وتعالى‏،‏ إذن لماذا تقرأ‏؟‏ أقرأ لأفهم‏،‏ لا لقد فهمت القرآن فدعه إذن‏،‏ الإنسان يفهم مرة واحدة‏،‏ إذا استوعب القرآن كله فلا حاجة له به‏،‏ تماماً كما لو قرأ قصة أو كتاباً فكرياً فاستوعبه‏،‏ يعيده إلى مكتبته‏،‏ هل هكذا تكون علاقة الرسل بكلام الله‏؟‏ هل هكذا كانت علاقة أصحاب رسول الله بكلام الله سبحانه وتعالى‏؟‏ لا‏.‏ بل تعدوا الصفحات لا على الله‏،‏ تعدها لنفسك منةً لله في عنقك‏.‏ أجل‏،‏ تقرأ‏،‏ حتى بدون أن تتأمل المعاني التي كنت قد تأملتها‏،‏ إشراقة الكلمات أنت بأمس الحاجة إليها‏،‏ إشراقة حديث الله لك‏،‏ إشراقة النجوى بينك وبين الله سبحانه وتعالى‏.‏


وصفوة القول أيها الإخوة‏ إننا بحاجة نحن المسلمين إلى أن نمحص قلوبنا ونغرس حقيقة التوحيد بيننا وبين جوانحنا‏،‏ وأن نلتقي بعد شرود وغياب مع جذوة الإخلاص لله سبحانه وتعالى‏،‏ ونجعل الإسلام هو المخدوم وكل ما وراء ذلك خدم له‏،‏ لا أن نجعل الإسلام هو المستخدم ثم نجعله مطية لأموال نجمعها‏،‏ لسياسات نبتغيها‏،‏ لحظوظ نصل إليها‏،‏ لرئاسة نحلم بها‏،‏ عندما يكرمنا الله بهذا الإخلاص يصلح الله شأن هذا المجتمع كله‏.‏


أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم‏.‏


 

تحميل



تشغيل

صوتي