مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 25/02/2000

الإيمان حصن العدالة والرحمة

الإيمان حصن العدالة والرحمة


خطبة الإمام الشهيد البوطي


تاريخ الخطبة: 25/02/2000


 


الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى‏.‏


أما بعد، فيا عباد الله‏:‏


إن الله استخلف الإنسان في الأرض‏،‏ ليكون في تصرفه وعلاقاته الاجتماعية وأنظمته القانونية مظهراً لصفات الله عز وجل‏:‏ العدل‏،‏ والحكيم‏،‏ والرحيم‏،‏ والودود‏،‏ والكريم‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏ وما الدين الذي شرعه الله له وأمر الناس بالدينونة له‏،‏ إلا أداة وسبيل لمدّ رواق العدالة والألفة بين الناس في حياتهم الدنيا هذه‏،‏ ولحماية المجتمعات الإنسانية عن الفساد وأسبابه ـ وما حاق غضب الله على العتاة والمستكبرين على الله في الأرض إلا لأنهم بعُتوهم أصبحوا أداة إفساد في الأرض‏،‏ وعناصر ظلم لإخوانهم من بني الإنسان‏،‏ ألم يتأملوا في الحيثيات التي أعلنها بيان الله سبباً لإهلاك فرعون وآله إذ يقول‏:‏ ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ ‏[‏القصص‏: ‏4‏]‏‏،‏ وقال في مكان آخر يوضح الحيثية ذاتها ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتادِ‏ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ‏ فَأَكْثَرُوا فِيها الْفَسادَ﴾ ‏[‏الفجر‏:‏ ‏10-12‏]‏ وعندما تحدث عن قارون الذي كان من قوم موسى وصف إفساده في الأرض وطغيانه وعبر عن ذلك بالتحذير الذي توجه إليه به بعض من المؤمنين من أتباعه وبطانته قال له‏:‏ ﴿لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ‏ وَابْتَغِ فِي ما آتاكَ اللَّهُ الدّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ ‏[‏القصص‏: ‏76-77‏]‏‏.‏ وعندما تحدث بيان الله عز وجل عن المؤمنين الذين خضعوا لسلطان الله‏،‏ واصطبغوا بهوية العبودية لله عز وجل‏،‏ وصفهم بالإصلاح‏،‏ ووصفهم بالابتعاد عن الفساد‏،‏ ووصفهم بالرحمة‏،‏ ونبههم دائماً إلى هذا المعنى‏.‏ وانظروا إلى قول الله عز وجل‏:‏ ﴿وَسارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها السَّماواتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ ‏[‏آل عمران‏: ‏133‏]‏‏،‏ وصف هؤلاء المتقين فقال‏:‏ ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ ‏[‏آل عمران‏:‏ ‏134‏]‏ وحذر المؤمنين بالله عز وجل بعد أن غرسوا حقيقة الإيمان في عقولهم وأفئدتهم قال لهم‏:‏ ﴿وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها﴾ ‏[‏الأعراف‏: ‏56‏]‏ لقد أصلحت لكم الأرض‏،‏ وهيأتها لعيش رغيد‏،‏ وحياة رشيدة سعيدة‏،‏ فلا تفسدوا ما أصلحت‏،‏ ولا تسيروا فيما بينكم بالطغيان والظلم‏.‏


إذاً الإيمان الذي شرفنا الله عز وجل به‏،‏ والذي أمرنا أن نغرسه يقيناً في عقولنا‏؛‏ إنما جعله الله عز وجل حصناً للعدالة في هذه الأرض‏،‏ وجعله الله عز وجل سبيلاً لرحمة الإنسان بأخيه الإنسان‏،‏ وللتعاون الذي ينبغي أن يسري بين فئات الناس بعضهم تجاه بعض‏،‏ ولو علم الله أن هنالك حصناً آخر يحمي العدالة ويبعد الظلم والفساد وأسبابهما عن المجتمع غير حصن الإيمان لأمر الله عباده بذلك الحصن‏،‏ ولكن الإيمان بالله عز وجل هو وحده الذي يضمن للمجتمع حياة عادلة‏،‏ حياة سعيدة بعيدة عن الطغيان بعيدة عن الفساد في الأرض‏،‏ ونحن نقرأ في هذا كلام رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إذ يقول فيما يرويه مسلم وأبو داود وابن ماجه والترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏،‏ أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال‏:‏ ﴿‏الإيمان بضع وسبعون شعبة‏،‏ فأعلاها أو أفضلها قول لا إله إلا الله‏،‏ وأدناها إماطة الأذى عن الطريق‏﴾ ما معنى هذا الكلام‏؟


معنى هذا الكلام أن الإيمان بالله وتمثله شهادة أن لا إله إلا الله حصن‏،‏ يوجد في هذا الحصن كل الخدمات الاجتماعية‏،‏ يوجد في هذا الحصن كل مظاهر العدالة‏،‏ كل مظاهر التعاون بين الإنسان وأخيه الإنسان‏،‏ بدءاً من أعلى قيم العدالة وموازينها‏؛‏ إلى أدناها وأبسطها المتمثلة في إماطة الأذى عن الطريق‏،‏ وهذا شيء كثيراً ما يتيه عنه المسلمون‏،‏ ربما ظن كثير من المسلمين أن الإيمان الذي أمرنا به الله عز وجل كلمة ترددها ألسنتنا‏،‏ فإذا أردنا أن نزيد على ذلك فركعات نركعها في المساجد‏،‏ وإذا أردنا أن نستوفي حق الله عز وجل علينا فحج إلى بيت الله الحرام‏،‏ وصوم لشهر رمضان ونحو ذلك‏.‏ ثم إن صاحب هذا التصور يعبث في المجتمع كما يشتهي‏،‏ ويفسد في الأرض كما يريد‏،‏ ويقطع صلة القربى بينه وبين عباد الله من أقارب من جيران من أصدقاء كما يشتهي‏،‏ وهو مطمئن البال أنه مؤمن‏،‏ وأنه إن رحل غداً إلى الله عز وجل فلسوف يستقبله الله عز وجل بكل المثوبة والأجر‏،‏ لأنه يشهد أن لا إله إلا الله‏،‏ ولأنه يركع ويسجد في المساجد‏،‏ ولأنه إذا جاء موسم الحج فعل كل ما يمكن وما لا يمكن من أجل أن يذهب حاجاً إلى بيت الله الحرام‏،‏ لا‏،‏ الإيمان شجرة أيها الإخوة تغرس في القلب يقيناً أما أغصانها وفروعها وثمراتها فتتمثل في هذا الذي قاله الله سبحانه وتعالى‏،‏ التعاون في الأرض مع عباد الله سبحانه وتعالى‏،‏ الإحسان إلى عباد الله سبحانه وتعالى‏،‏ حتى إلى المفسدين الذين يفسدون ويؤذونك ﴿وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ ‏[‏فصلت‏:‏ ‏34‏]‏‏.‏ العدالة‏:‏ الابتعاد عن الظلم‏،‏ الابتعاد عن الإفساد في الأرض‏،‏ الابتعاد عن البغي‏،‏ الابتعاد عن الخديعة والغش وما إلى ذلك مما تعرفون‏،‏ هذه هي فروع شجرة الإيمان‏،‏ وتلك هي ثمراتها‏.‏ فإذا نظرت إلى شجرة الإيمان التي زعمت أنك غرست جذورها في يقينك إيماناً‏،‏ ثم نظرت إلى هذه الشجرة فلم تؤت أكلها‏،‏ ولم تؤت شيئاً من ثمارها‏،‏ فاعلم أن إيمانك زائف‏،‏ وأن يقينك بالله سبحانه وتعالى لم يعطِ غلاله‏،‏ ولم يعطِ ثماره‏،‏ فليس لك عند الله سبحانه وتعالى ما تتصور‏،‏ ألم تقرؤوا قول الله عز وجل‏:‏ ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ‏،‏ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ ‏[‏إبراهيم‏: ‏42‏]‏ الكلمة الطيبة هي القصيدة الإيمانية التي تعبر عنها كلمة التوحيد‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله‏،‏ هذه هي الكلمة الطيبة يضرب الله سبحانه وتعالى المثل بها تجسيداً وتبيينا‏،‏ شجرة طيبة كشجرة النخلة مثلاً‏،‏ هذه الكلمة الطيبة التي هي الإيمان والتي تغرس في طوايا العقل‏؛‏ لابد أن تؤتي فروعها‏،‏ ولابد أن تتطاول أغصانها‏،‏ ولابد لهذه الأغصان أن تؤتي ثمارها‏،‏ ماهي هذه الثمار‏؟‏ الثمار‏:‏ هي الرحمة‏،‏ هي العدل‏،‏ هي التعاون‏،‏ هي الإصلاح والابتعاد عن الإفساد‏،‏ هي مد شبكة الألفة بين المسلمين بعضهم مع بعض‏،‏ هي الإيثار بدلاً من الأثرة‏،‏ هذه هي الأخصان التي يتحدث عنها بيان الله سبحانه وتعالى‏:‏ ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ﴾ أي في العقل إيماناً يقيناً ﴿وَفَرْعُها فِي السَّماء﴾ متطاول صاعد ﴿تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ﴾ ماهي أُكُل الإيمان‏؟‏ ليست أَكَل الإيمان حركات اعتادها الإنسان في المسجد إطلاقاً‏،‏ هذه جزء لا يتجزأ من الشجرة‏،‏ والشجرة تحتاج إلى ثمار‏،‏ ليست الأُكُل هذا التسابق المهتاج للحج إلى بيت الله الحرام‏،‏ وما أكثر الذين يغمضون أعينهم كما قلت بالأمس عن الشروط وعن القيود‏،‏ وكم سمعت من يقول‏:‏ إن فلانة تركت عدة الوفاة التي أمرها الله سبحانه وتعالى بها وذهبت حاجة إلى بيت الله الحرام‏،‏ أي عبادة هذه التي يمكن أن تؤتي أُكُلها وثمارها عندما يسير بها صاحبها نهجاً يغضب الله عز وجل‏،‏ بدلاً من أن يسير صاحبها في نهج يرضي الله عز وجل‏،‏ العبادة التي يكون سبيلها رشاوي تدفع العبادة التي يكون الدافع إليها هوىً من أهواء النفس‏،‏ رغبة من رغائب الغريزة‏،‏ هذه العبادة هي عبادة في الظاهر‏،‏ ولكنها ليست عبادة في ميزان الله عز وجل‏،‏ ومن ثم فإن مثل هذه العبادات كالشجرة التي لا ثمر لها لا تعطي غلالها‏.‏ ومن هنا نجد كثيراً من الناس يصلون ويركعون ويصومون ويحجون وديدنهم الإفساد في الأرض‏،‏ وشأنهم الظلم والطغيان‏،‏ إذ رأوا بارقة دنيا لمعت أمامهم على البعد أو من قريب انقضوا إليها‏؛‏ دون أن يسألوا عن الطريق التي أوصلتهم إلى تلك الدنيا‏،‏ بطريق مشروع أو غير مشروع‏،‏ أو كيفما كان‏،‏ وكم رأينا من يظلم أخاه من يجور عليه‏،‏ كم رأينا من يفسد في الأرض‏،‏ وما أكثر طريق الإفساد‏،‏ وكم رأينا من يفسد الأغذية بسموم قتالة لا لشيء إلا لأنها السبيل إلى ربح أوفر‏،‏ ولأنها السبيل إلى امتلاء الجيبة بالمال‏،‏ ولا على الناس بعد ذلك أن يهلكوا‏،‏ ولا على الناس بعد ذلك أن يصابوا بالأمراض السرطانية وغيرها مهما كان شأنها‏،‏ ولو أنك تتبعت حال هذا الإنسان لرأيته يصلي‏،‏ ولرأيته  يحج‏،‏ ولرأيته يصر على أن يلقب دائماً بالحاج‏،‏ كأن هذا الإنسان وأمثاله لم يقرأ قول الله عز وجل‏:‏ ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ‏،‏ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها﴾ النخلة التي لم تلقح تقطع ولا فائدة منها‏،‏ لأنها لا تثمر لا تعطيك شيئاً‏،‏ بل مثل هذه النخلة ربما يستفيد الناس من ظلها‏،‏ أما الإنسان الذي احتضنت أفكاره‏،‏ أو حوى لسانه كلمة لا إله إلا الله‏،‏ ثم إنه سار في فجاج الأرض بالإفساد‏،‏ ثم إنه لم يبال بإخوانه وجيرانه وأصحابه في أي أودية الهلاك هلكوا بسبب فعله‏،‏ ثم إنه يبحث عن أي وسيلة لمزيد من الربح على حساب مصلحة إخوانه‏،‏ على حساب راحتهم‏،‏ على حساب طمأنينتهم وصحتهم‏،‏ أنّى يمكن أن يعد هؤلاء الناس مؤمنين‏،‏ والله طيب لا يقبل إلا طيباً‏.‏


أيها الإخوة ينبغي أن نعلم ونحن نستقبل موسم الحج كما نستقبله كل عام‏،‏ ونرى هياج الناس رجالاً ونساءً متجهين إلى الحج لبيت الله الحرام‏،‏ ينبغي أن نعود إلى أنفسنا فنتساءل ماهي دوافعنا‏؟‏ هل هي متمثلة في اتّباع مرضاة الله‏،‏ لو كان كذلك لأصلحنا بدلاً من أن نفسد‏،‏ ولغابت كل صور الخديعة والمكر والغش بعباد الله عز وجل‏،‏ ولغاب العبث والفساد‏،‏ ولظهرت الرحمة والإصلاح‏،‏ لكن الأمر على خلاف ذلك‏،‏ لا أدل على هذا أن الناس معظمهم ولا أقول كلهم يخبون إلى الحج إلى بيت الله الحرام في طرق محرمة‏،‏ وهم يعلمون أنها محرمة‏،‏ سواء تمثلت في الرشاوي‏،‏ سواء تمثلت في محرمات‏،‏ سواء تمثلت في امرأة قضى الله عز وجل بصريح محكم تبيانه أن تعتد عدة وفاة بسبب وفاة زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام‏،‏ ولكنها تمثل كما يمثل الممثلون على المسارح‏،‏ تمثل الحنين والشوق الذي يستبد بها لرؤية كعبة الله سبحانه وتعالى‏،‏ وزيارة بيت الله‏،‏ هذه رقية شيطان‏،‏ أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعافينا منها‏،‏ أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم‏.

تحميل