مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 31/05/1996

حكم الدعاء بعد الصلوات المكتوبة والذكر الجماعي

الحمد لله ثم الحمد لله الحمد حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.

أما بعدُ فيا عبادَ الله:

ما أحسبُ أنني كنت أتصور أن هنالك حاجةً إلى أن أُذكّر ببديهيات هذا الدين العظيم، ولكنّ هذا العصر يُفاجئ الناس بالعجائب والغرائب، كنت أتصور أنه ما من إنسان مسلم إلا ويعلم أن التقرب إلى الله بالدعاء هو لب العبادة، بل هو العبادة ذاتها كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولكني أنظر في هذا العصر فأجد من يعرض عن هذا الأساس الكبير في دين الله عز وجل وعن هذا اللباب العظيم في معنى التعبد لله سبحانه وتعالى. وليتني نظرت فوجدت أن الأمر يقف عند حدود الإعراض، لا بل الأمر الذي يزيد الإنسان غرابةً وتعجباً أن في الناس من يستهين بالدعاء وينظر إليه وكأنه أمر لصيق بالدين ليس من جوهره وليس من شيءٍ من حواشيه. وهكذا يجد الإنسان نفسه مضطراً إلى أن يعود إلى البديهيات فيوضحها.

من منكم يا عباد الله لم يقرأ أو لم يسمع قول الله سبحانه وتعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"؟ ومن منكم لم يقرأ أو لم يسمع قول الله سبحانه وتعالى في وصف الثلة الصالحة من عباده عندما يقول عنهم: "وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" إلى آخر ما هنالك من الآيات التي تُلح على الأمر بالدعاء.

بل هنالك أحاديث صحيحة مشهورة ومعروفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضح لنا فيها أن الدعاء من العبادة التي ينبغي أن يُهرع الإنسان إليها في كل حين، فقد روى النعمان بن بشير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الدعاء هو العبادة" رواه الترمذي والبيهقي والحاكم على شرط الشيخين والنسائي، وفي رواية "الدعاء مخ العبادة". وقد روى الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "إذا فتح الله على العبد بالدعاء فليدعه، فإن الله سبحانه وتعالى يستجيب".

وكلكم يقرأ كتاب الله عز وجل ويُصغي إلى حديث القرآن عن الرسل والأنبياء فماذا يقول لنا الله عن الرسل والأنبياء الذين يحدثنا عنهم؟ أهمُّ ما يضعنا أمامه هو دعاء هؤلاء الرسل والأنبياء، وما من نبيٍ حدثنا الله عز وجل عنه في محكم تبيانه إلا وأخبرنا عن طرفٍ من دعائه الواجف لله عز وجل "وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ" ألم يقل ذلك ربنا سبحانه وتعالى: "فَدَعَا رَبَّهُ" أي نوح "فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ" يرينا الله الرابط بين الدعاء وبين الاستجابة. ألم ينقل لنا دعائه "رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً".

حدثنا عن أبِ الأنبياء ابراهيم. فماذا كان حديث الرحمن عنه؟ كان جلُ ما أخبرنا عنه أن حدثنا عن دعائه، أدعيته الواجفة، أليس كذلك أيها الأخوة؟ "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" ألم يحدثنا ربنا سبحانه وتعالى عن الحوار الذي جرى بينه وبين قومه ثم يُتوِّج خبره عن هذا الحوار بالدعاء الواجف الذي دعى به ربه: "قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ( 80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ( 88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)"

حدثنا عن أيوب فماذا كان جُل حديث القرآن عنه: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين" .

حدثنا الله سبحانه وتعالى عن موسى فماذا كان جل ما أخبرنا الله عز وجل عنه ؟ دعاؤه الواجف بالمناسبات المختلفة لربه.

وسيد الأنبياء وأكثرهم دعاءً لله سبحانه وتعالى إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو أننا جمعنا الأدعية التي كان يدعو بها ربه في البكور وفي الآصال وعند خروجه من بيته وعند الأسفار وعند الرجوع إلى داره وعند الدخول في المسجد وفي أدبار الصلوات المكتوبة وفي جنح الليل وفي غير ذلك من الأوقات، لبلغت أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم ربع الأحاديث الصحيحة التي بلغتنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا الأمر كيف يجهله أيٌ من المسلمين أيها الإخوة، حتى يُعرض عن هذا اللباب الذي هو أساس الدين؟ بل كيف يشمئز من الدعاء؟ بل كيف يجد نفسه في ثلة من المسلمين يجأرون إلى الله بالدعاء الواجف وهو ينظر إليهم شذرا؟ كيف يكون هذا الإنسان مسلماً مؤمناً بالله سبحانه وتعالى في هذه الحالة؟ وهم مسلمون يقول قائلهم: من أين ثبت بأن الدعاء في هذا الوقت مشروع؟ من أين ثبت الدعاء عقب الصلاة مشروع؟ ... وله الحق أن يسأل بعد ذلك من أين ثبت أن الدعاء في وقت الضحى مشروع؟ ومن أين ثبت أن الدعاء في وقت الظهيرة مشروع؟ ومن أين ثبت أن الدعاء قبل طلوع الشمس أو بعد طلوع الشمس أو قبل الغروب أو بعد الغروب مشروع؟

والجواب: أن الدعاء بهذا لم يعد مشروعاً قط، ولو أن هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام شموا رائحة لعلم، لخجلوا من أن يلفظوا بمثل هذا السؤال الناقد، عندما أمرنا الله بالدعاء أمرنا بعبارات مُطلقة، وقد قال العلماء جميعاً: اللفظ المطلق يجري على إطلاقه، وعندما قال لنا: إذا فتح على العبد منكم الدعاء فليدع ربه، فإن الله يستجيب. إذا هذه أداة من أدوات العموم أيها الإخوة، (إذا) أي كلما رأى أن شعوره قد اتجه إلى الله بالدعاء فلينتهز الفرصة وليدعو، واللفظ العام يجري على عمومه. وقد قال العلماء عموم الألفاظ يستلزم عموم الأحوال وعموم الأزمنة والبقاع.

ولكن في الناس من يتقلبون في حمأةٍ من الجهالة، ثم إنهم يقفون موقف المحتقر لهذه الأمة وللسلف من هذه الأمة وصلى الله وسلم على من قال: "إن من أشراط الساعة أن تلعن آخر الأمة أولها".

أجل ... كم وكم قيل لي: ما الدليل على أنه يستحب الدعاء عقب الصلوات؟ أولاً لا داعي إلى دليل خاص، لأن الأوامر التي جاءتنا من الله مطلقةٌ أو عامة، واللفظ المطلق يخترق الأحوال والأزمنة كلها، واللفظ العام يخترق الأزمنة كلها، هذا إلى جانب أن رسول الله يقول في الحديث الصحيح من حديث النعمان بن بشير: "الدعاء هو العبادة" فهل هنالك ميقاتٌ خاص للعبادة يا هذا؟ هل هنالك ميقات خاص للعبادة؟ فإذا ذهب هذا الوقت ينبغي أن يتنزه عن عبادة الله؟!

شيءٌ آخر: ألم تسمع حديث البخاري والترمذي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه كان يُعلّم أولاده هذا الدعاء كما يُعلم المعلم الغلمان الكتابة، ويقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهنَّ دبر كل صلاة "اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أُرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر" هذا هو الجواب الآخر.

الثالث: ألم تسمع الحديث الذي رواه الترمذي من حديث أبي أمامة الباهلي بسندٍ صحيح أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الدعاء أسمع؟ أي أي أنواع الدعاء أكثر استجابةً؟ قال: الدعاء في جوف الليل وأدبار الصلوات المكتوبة.

ماذا يبتغي الإنسان المسلم بعد هذا؟ ما الذي يجعل الإنسان المسلم الذي يتظاهر بتمسكه بالإسلام يشمئز من الدعاء، إن مع إخوانه في مسجدٍ كهذا المسجد أو منفرداً؟!!

صورةً أيها الإخوة تقشعر منها الجلود، وأشعر باشمئزاز عجيب بل يُخيل إلي أن غضب الله سبحانه وتعالى في هذه الحالة يوشك أن يهبط، عندما أجد أن المسلمين في مسجدٍ كهذا المسجد بعد الانتهاء من الصلاة يرفعون أصواتهم بذكر الله سبحانه وتعالى ثم يبسطون أيديهم إلى الله بدعاءٍ واجف أنظر فأجد أناساً يفرون من ذكر الله سبحانه وتعالى، ويفرون أكثر من هذا الدعاء الواجف، بل ما هو أشد من ذلك مرارة، وما هو أبعث من ذلك للألم، أنني وجدت شاباً يجلس في هذا المسجد محتبياً ولما حان الدعاء وبسطنا جميعنا أكفنا بالدعاء كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمصلون بين داعٍ ومأمن، نظرت وإذا بهذا الشاب المحتبي قد جمد على حالته، محتب هكذا ينظر إلى الداعين نظرة انتقاد وكأنه غريب من هذا الدين، وكأنه غريب من هذا الجو ذاته كله، وتساءلت ما الذي جعله يبقى؟ ما الذي جعله يصبر على هذه العبادة؟

هذا الوضع أيها الإخوة صورةٌ من أخطر صور المشكلات التي حاقت بنا، لم أكن اتصور أن المسلمين سيجدون أنفسهم في وقت من الأوقات بحاجة إلى أن يستعيدوا بدهيات الدين ليوضحوه إطلاقاً، ولكنّا نجد من يحارب هذا الدين يحارب العبادة باسم الإسلام، يحارب الدعاء - والدعاء هو العبادة كما قال رسول الله - باسم الإسلام. أحدهم يتكلف متنطعاً: لماذا هذا الارتفاع بالأصوات بذكر الله سبحانه وتعالى؟

اقرأ سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وانظر الأحاديث الكثيرة التي جمعها الإمام النووي في مجموعه عن ارتفاع الأصوات في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذكر، فكان ينفتل فيتجه يدير ظهره إلى القبلة ووجهه إلى المصلين إذا لم تكن بعد الفريضة نافلة، ويرفع صوته بالأذكار لكي يتعلم الصحابة ما يقول. أجل .. عد إلى الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خيرٍ من ملأه" وكيف يكون ذكر الإنسان الله في الملأ؟ يكون بهذا الشكل أجل.

يقول الآخر من أين لكم بسط اليد عند الدعاء؟ انظر إلى الأحاديث الكثيرة، انظر إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسانيد متنوعة شتى: "إن الله حييٌ كريم سخي يستحيي إذا بسط العبد يده بالدعاء أن يردهما صفراً خائبتين".

أجل أيها الإخوة ... أناسٌ يحاربون دين الله باسم السلف واتباع السلف، وكذبوا والله ما هم من السلف في شيء، ربنا سبحانه وتعالى يأمرنا بالدعاء ويُحذرنا من أن نستكبر على الدعاء: "إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" ورسول الله يبين فيقول: "الدعاء هو العبادة" وأنت تعلم أننا ينبغي أن نصبغ بالعبادة في كل وقت، على فرشنا في بكورنا في آصالنا في غدونا في رواحنا أثناء انفرادنا مع أنفسنا وأثنا وجودنا في أعمالنا ووظائفنا المختلفة، إذاً في كل حالٍ ينبغي أن يكون الإنسان موصول القلب إلى الله عز وجل بالدعاء.

سلوا هؤلاء ما معنى قول الله عز وجل: "وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً" والتبتل المأمور به صبغة ينبغي أن يصطبغ بها الإنسان دائماً في كل وقت، ينبغي أن يكون متبتلاً ذلك لأنه إن لم يكن في سائر الأوقات متبتلا فإنه إذا انفصل عنه التبتل لا بد أن يتسرب إليه الشيطان بالكبر، ولكي تكون بعيداً عن الكبر ينبغي أن تكون مصطبغاً بالتبتل. فكيف يكون التبتل؟ التبتل الواجف يكون بالانكسار بالدعاء إلى الله عز وجل، وأنت تخرج من دارك إلى المسجد تدعو كما كان يفعل رسول الله، وأنت تعود من المسجد إلى دارك تدعو الله سبحانه وتعالى، إذا رأيت ظلال نعمةٍ في حال إنسان رفعت يديك تدعو الله، وإذا رأيت ابتلاءً اصطبغ بها إنسان رفعت يديك تدعو الله سبحانه وتعالى.. بعد هذا تسأل هل ثبت أن الرسول دعا في هذا الوقت أم لم يدعو؟ تعلم ... وإن عجبي الذي لا ينتهي من أناسٍ رحلوا من بلادٍ لهم إلى هذا البلد ليتعلموا، إن كنتم متعلمين فلماذا جئتم؟ وإن كنتم صادقين في أنكم تريدون أن تتعلموا فلماذا تستكبروا بجهلكم؟ ولماذا تستكبرون على الله سبحانه وتعالى؟

أجل أيها الإخوة .. إنني أتألم لحال الفاسقين الشاردين، ولكني أكثر ألماً لحال أناسٍ يتظاهرون بالإسلام وقلوبهم أقصى من الصخور ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى " ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً". إن الإنسان التائه يعلن عن مرضه إذ يعاني من تيه، ولكن الإنسان الذي يستكبر بأنه هو المسلم، وبأنه هو البصير بشؤون الدين، ثم يمارس الانحراف عن دين الله عز وجل، يسير بخطىً مناقضة لأوامر الله، لوصايا رسول الله، لما كان عليه رسول الله، هذا الداء الذي لا دواء له.

عندما يكون المسلمون في هذا المسجد يدعون الله عز وجل كما أمر رسول الله يبسطون أيديهم إلى الله بالدعاء الواجف كما فعل رسول الله، وإنسان يحتبي هذه الجلسة اللا أدبية التي لا تعرف الأدب بشكل من الأشكال، وينظر إلى هؤلاء الداعين وكأنه يقول بلسان حاله: فأما أنا فغني عن دعاؤكم هذا، أما أنا فلا أحتاج إلى أن أبسط يدي إلى إلهكم هذا بشيء من الدعاء، تظاهر بالإسلام مهما شئت، الإنسان الذي لا يصطبغ بالتبتل لله سبحانه وتعالى محال أن يرحل إلى الله سبحانه وتعالى مؤمنا

تحميل



تشغيل

صوتي