مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 06/01/1995

العبرة بالصدق وعدمِ الصّدقِ لا بكثرةٍ أو قلّة

الحمد لله ثم الحمد لله الحمد حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.

أما بعدُ فيا عبادَ الله:

إنَّ في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ آياتٍ كثيرةٍ يعدُ اللهُ عزَّ وجلَّ فيها عبادهُ بأن يكرمهم بأجلِّ معاني القوّةِ وبأسمى حقائقِ النّصرِ، إن هم ساروا على صراطهِ والتزموا أوامرهُ ووصاياهُ وتمسّكوا بهديه.

ولقد مرَّ عهدٌ ارتابَ فيهِ كثيرٌ منَ النّاسِ بكثيرٍ من هذهِ الوعودِ، لـمّا رأوا أنَّ في المسلمينَ كثرةً كاثرة لا يزالونَ يعتزّونَ بالإسلام، ولا يزالونَ ينتمونَ إلى دينِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولكنّهم مهزومون، معذّبون، مغلوبون، لا يتأتّى منهم أن يصلوا إلى ثمرةِ أيِّ جهد، فكانَ الإنسانُ إذا مرَّ على قولِ اللهِ سبحانهُ وتعالى: (وعدَ اللهُ الذينَ آمنوا منكم وعملوا الصّالحاتِ ليستخلفنَّهم في الأرضِ كما استخلفَ الذينَ من قبلهم وليمكِّننَّهم دينهمُ الذي ارتضى لهم وليبدّلنّهم من بعدِ خوفهم أمناً)، وجدَ كثيراً منَ المرتابينَ في هذا الكلام .. وكم عانَيتُ من جدلٍ مع شبابٍ يسمعونَ مثلَ هذا الوعدِ الرّبّانيِّ ثمَّ ينظرونَ إلى واقعِ المسلمينَ الذي يناقضُ هذا الوعدَ فيعبّرونَ عن ريَبهم وشكوكهم.

ولكن ما أجلَّ حِكمَ اللهِ سبحانهُ وتعالى؛ إنَّ الفتنَ والمصائبَ لها وجهانِ اثنان: وجهٌ يريكَ مظهرَ المأساةِ ومظهرَ النّكبةِ والضّرّاء، ووجهٌ آخرُ يريكَ في هذهِ الفتنِ والمصائبِ الدّرسَ والعِبَر، وجهٌ آخر ترى من خلالهِ الإجابةَ عن هذهِ الأسئلة، وجهٌ آخرُ يزيلُ ويزيلُ هذهِ الشّكوكَ والرّيَب.

ولذلك .. فإنَّ الفتنَ والمصائب - على الرّغمِ من أنّنا نسألُ اللهَ أن يعافيَنا منها - لا تخلوا من حكمٍ باهرة، ومن أجلِّ هذهِ الحكم: أنَّها توقظُ هؤلاءِ المرتابينَ منَ الذينَ يتساءلونَ عن وعدِ اللهِ لماذا لم يطبَّق؟ أجل من حولنا كثيرٌ منَ المسلمينَ هُزموا في معاركَ ولا يزالونَ يُهزَمون، لم يستطيعوا أن ينالوا حظوتهم، ولم يتحقَّقِ الوعدُ الذي وعدهمُ اللهُ عزَّ وجلَّ به.

ولكن ها نحنُ ننظرُ إلى مسلمينَ آخرينَ يختلفونَ عن أولئكَ المسلمين، مسلمونَ صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه، مسلمونَ وضعوا مُتعَ الدّنيا كلَّها في الأمنِ قبلَ الاضطرابِ والحرب، وضعوا مُتعَ الدّنيا كلَّها تحتَ أقدامهم، ووضعوا رضى اللهِ عزَّ وجلَّ نصبَ أعينهم .. مسلمونَ وجعلوا مقياسَ حياتهم في التّحرُّكِ وفي السّيرِ عملَ أصحابِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ها هوَ ذا ربُّنا عزَّ وجلَّ يرينا من خلالِ واقعِ هؤلاءِ المسلمينَ مصداقَ قولهِ عزَّ وجلّ: (وعدَ اللهُ الذينَ آمنوا منكم وعملوا الصّالحاتِ ليستخلفنَّهم في الأرضِ كما استخلفَ الذينَ من قبلهم)، ويرينا من خلالِ واقعهم مصداقَ قولهِ عزَّ وجلَّ: (إن تنصروا اللهَ ينصركم)، ويرينا من خلالِ واقعهم صداقَ قولهِ عزَّ وجلّ: (فأوحى إليهم ربُّهم لنهلكنَّ الظّالمينَ ولنسكنّنّكمُ الأرضَ من بعدهم ذلكَ لمن خافَ مقامي وخافَ وعيد). أما آنَ إذاً للمرتابِ أن يتعالى فوقَ ريبته؟ أما آنَ للشّابِّ المتشكِّكِ أن يتحرَّرَ من شكوكه؟!

عندما تنظرُ إلى أولئكَ المسلمينَ لا تنظر إلى انتماءاتهم، بل انظر إلى مظاهرِ مصداقيّةِ الإسلامِ في سلوكهم .. عندما تنظرُ إلى المسلمينَ الذينَ تفيضُ بهم هذهِ الدّنيا ويملؤونَ رحبَ هذهِ الأرض، لا تنظر إلى اعتزازِ الانتماءِ في كلامهم، ولكنِ انظر إلى صلةِ السّلوكِ والقربى بينم وبينَ رسولهم سيّدنا محمَّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم. عندما تتأمّلُ من خلالِ واقعِ المسلمينَ في هذهِ النّقاطِ التي ألفتُ النّظرَ إليها ستجدُ أنَّ هؤلاءِ المسلمينَ يصدقُ عليهم قولُ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الحديثِ المشهورِ المعروف: "بل أنتم كثير، لكنّكم غثاءٌ كغثاءِ السّيل".

ما قيمةُ مليارِ مسلمٍ إذا كانَ هذا المليارُ غثاء؟ ما قيمةُ هذهِ الحشودِ منَ المسلمينَ إذا كانت عقولهم مفتونةً بذيلِ الغرب؟ إذا كانَ سلوكهم خاضعاً لعاداتِ الغرب؟ إذا كانت أخلاقهم أخلاقَ الشّاردينَ عن دينِ اللهِ سبحانهُ وتعالى؟ ما قيمةُ إسلامِ هؤلاءِ المسلمين؟

هؤلاءِ المسلمونَ قد يفيدهم إسلامهم يومَ القيامةِ مغفرةً ورحمةً ولطفاً منَ اللهِ عزَّ وجلّ، ولكنَّ هذا الإسلامَ بهذا الشّكلِ لا يفيدُ المسلمينَ في دارِ الدّنيا عندما يسألونَ اللهَ أن يحقِّقَ لهمُ الوعدَ الذي قطعهُ على نفسهِ لهم، وهذا كلامٌ دقيقٌ اعقلوه، المسلمُ الذي يؤمنُ باللهِ وكتابهِ بعقله، ولكنّهُ مستسلمٌ بسلوكهِ لتيّاراتِ الانحراف، إذا ماتَ وهوَ مسلمٌ ربّما يفيدهُ إسلامهُ مغفرةً كلّيّةً أو جزئيّةً يومَ القيامة، لكنَّ هذا الإسلامَ بهذا الشّكلِ لا يفيدُ صاحبَهُ في دارِ الدّنيا، ليسوا همُ الذينَ قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ عنهم: (وعدَ اللهُ الذينَ آمنوا وعملوا الصّالحاتِ ليستتخلفنَّهم في الأرضِ كما استخلفَ الذينَ من قبلهم)).

ليست هنالكَ في ميزانِ اللهِ كثرةٌ ولا قلّة، الكثرةُ والقلّةُ شيءٌ ترصدهُ أعيننُا نحن، شيءٌ نفقههُ نحنُ بموازين رؤيتِنا الشّكليّة، هذهِ أمّةٌ كثيرةُ العدد، عظيمةُ العُدد، يرهبُ جانبُها، هكذا نتصوّرُ وندلي بالأحكامِ بناءً على هذهِ الرّؤية. وتلكَ حفنةٌ قليلةٌ منَ النّاسِ قليلةُ العددِ، قليلةُ العُدَد، لا يُؤبَهُ بها، منَ المعقولِ ومنَ المنطقِ أن تُبَتَلعَ في ساعةٍ واحدةٍ من ليلٍ أو نهار. هذا المقياسُ غيرُ موجودٍ في قانونِ اللهِ سبحانهُ وتعالى، ((وكم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذنِ اللهِ واللهُ معَ الصّابرين)). بل إنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى إذا تجلّى على عبادهِ بالرّضى بعدَ صبرهم وصدقِ إيمانهم، فإنَّ تجلّيَ اللهِ هذا يجعلُ منهم ربّما في فترةٍ قصيرةٍ سادةَ العالَم، ولا نعلمُ كيفَ يتمُّ ذلك.

أقولُ هذا أيُّها الإخوة لكي نأخذَ العبرَ ممّا يجري في العالمِ من حولنا، ومن نظرَ إلى الوقائعِ بعينِ العبرةِ استفادَ من أضرارِها ومن فوائدِها، عندما نجدُ الرّزايا ندركُ أسبابَ هذهِ الرّزايا ونرى من خلالِ ذلكَ ما يزيدُ إيماننا وما يحملُنا على أن نصلِّحَ سيرَنا ونصححَ أخطاءنا. وإذا وجدنا أمامَنا مظاهرَ السّرّاء، مظاهرَ لطفِ اللهِ ونصره، نأخذُ من ذلكَ أيضاً العبرةَ وندركُ صدقَ وعدِ اللهِ سبحانهُ وتعالى.

ويا عجباً كيفَ لا يعتبرُ المسلمونَ هنا بهذا الواقعِ الذي يجري لدى بعضِ إخوةٍ لنا منَ المسلمينَ هناكَ، ونحنُ نعاني من مشكلتِنا؛ مشكلةِ أرضِنا المقدّسةِ التي اغتُصِبَت؟ لماذا لا نعتبر؟ أهيَ -تلكَ الحفنةُ القليلة- أولى بأن تنتصرَ أم هذهِ الدّولُ والأممُ الكثيرةُ التي تُحدِقُ بهذهِ الحفنةِ التي اغتصبت حقوقَنا أولى بأن تنتصر؟ إن أخذنا أو راعَينا قانونَ الكثرةِ والقلّة، وقانونَ كثرةِ العَددِ والعُدد، ثمَّ نظرنا إلى هذا النّصرِ العجيبِ الذي نراهُ الآنَ وإلى هذهِ السّاعة، إذاً فنحنُ أولى بأن نذوقَ لذّةَ هذا النّصرِ في بلادِنا لو أنَّ مقياسَ الأمرِ كانَ كثرةً وقلّة. ولكنّي قلتُ لكم: إنَّ ميزانَ اللهِ لا ينظرُ لا إلى كثرةٍ ولا إلى قلّة، ولكن ينظرُ إلى الصّدقِ وعدمِ الصّدقِ؛ ((يا أيُّها الذينَ آمنوا اتّقوا اللهَ وكونوا معَ الصّادقين))، أنا مسلم، إذاً ينبغي أن أكونَ صادقاً معَ الله. أنا مؤمن، إذاً لا ينبغي أن يكذِّبَ سلوكي لساني. أنا ملتزمٌ بأوامرِ الله، إذاً ينبغي أن يكونَ واقعي مصداقاً لهذهِ الدّعوى التي أدّعيها. فهل كانَ سلوكُنا مطابقاً لألسنتنا؟ كلُّكم يعلمُ الجوابَ أيُّها الإخوة.

وأنا أقولُ وأقسمُ باللهِ عزَّ وجلّ: لو أنّنا جعلنا سلوكَنا في هذهِ الحياةِ خاضعاً لأمرِ ربِّنا، خاضعاً لسلطانِ دينِنا، فإنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى يكرِمنا بمثلِ هذا النّصر، وإنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى يعيدُ لنا الأمانةَ التي استُلِبَت منّا، ويعيدُ لنا مقدّساتِنا التي لا تزالُ بينَ ماضغَي الاغتصاب.

ولكن سَلُوا أنفسكم: أينَ نحنُ من هذا الواقعِ أيُّها الإخوة؟ ما الذي جعلَ أولئكَ النّاسَ ينتصرونَ ذلكَ النّصرَ الذي أذهلَ العلمَ كلّه؟ بل وأيُّ نصر، نصرٌ حطَّم سلطان تلكَ الدّولةِ الباغيةِ وبدأَ يذيبُها، ولا تدري إلى أيِّ مدىً سيسيرُ الذّوبان. ما الذي جعلَ ذلك؟ ما هيَ هذهِ القوّةُ الهائلةُ التي لا توجدُ إطلاقاً؟ لماذا لا نعتبر؟ لماذا لا يكونُ إسلامُنا كإسلامِ أولئكَ النّاس؟ لماذا لا يكونُ التزامُنا بدينِ اللهِ في أسرِنا، في أولادِنا، في أنفسِنا، كالتزامِ أولئكَ الآخرين؟ وربُّنا يقولُ لنا: ها أنا ذا أعدكم، ها أنا ذا معكم، لن أتخلّى عنكم. لماذا نعرضُ عن كلامِ اللهِ عزَّ وجلّ؟ وكتابُ اللهِ مليءٌ بما يذكِّرُ النّاسي، ويوقظُ الغافل: (هذا بيانٌ للنّاسِ وهدىً وموعظةٌ للمتّقين * ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتمُ الأعلَونَ إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرحٌ فقد مسَّ القومَ قرحٌ مثلهُ وتلكَ الأيّامُ نداولُها بينَ النّاسِ وليعلمَ اللهُ الذينَ آمنوا ويتّخذَ منكم شهداءَ واللهُ لا يحبُّ الظّالمين * وليمحِّصَ اللهُ الذينَ آمنوا ويمحقَ الكافرين). هذا كلامُ اللهِ عزَّ وجلّ..

ولكنّ بدلاً من أن نصغيَ إلى هذا الكلامِ وننظرَ إلى تلكَ العبرةِ التي تتراءى للعالمِ كلِّهِ أمامنا من بعيد، بدلاً عن ذلكَ نتفرَّقُ أوزاعاً، وكلُّ فئةٍ تتخيَّلُ سبيلَ السِّلمِ الذي ينبغي أن تمدّهُ جسراً بينها وبينَ هذا العدوِّ المغتصب، كلُّ فئةٍ تقدِّرُ لنفسها، وتفكِّرُ على طريقتِها، كيفَ تقيمُ سِلماً آمناً بينَ هذا العدوّ، والعدوُّ ينظرُ إلى هذهِ الفئةِ ثمَّ إلى هذهِ ثمَّ إلى هذهِ وكأنَّ الكلَّ ينتظرُ دوره، لماذا أيُّها الإخوة؟

عندما ندركُ أنَّ هذا كلامُ اللهِ وأنَّ هذهِ هيَ سياسةُ اللهِ - إن جازَ التّعبير - معَ عبادهِ الصّالحينَ الصّادقين، ومعَ عبادهِ الذينَ لم يصدقوا بعد، عندئذٍ سيكونُ سيرُنا على نهجٍ آخر، لن نهونَ ونستسلمَ للسّلمِ المهينِ كما قلتُ لكم بالأمس، ولسوفَ يكونُ سلمُنا هوَ السِّلمَ المنزَّلَ من عندِ الله، المشروعَ بيدِ اللهِ سبحانهُ وتعالى، ذلكَ السِّلمُ الذي تجتمعُ عليهِ الأمّةُ كلُّها، يجتمعُ عليها المعنيّونَ بهذا الأمرِ كلِّه، ذلكَ السِّلمُ الذي لا يتمُّ إلا بعدَ أن تعودَ الحقوقُ كلُّها إلى أصحابِها.

عندما نكونُ مسلمينَ يكونَ هذا نهجَنا، لن نسعدَ بالغوغاء، ولن نسعدَ بالعنف، وليسَ هذا سبيلَنا لأنَّ اللهَ لم يأذن لنا بذلك، ولكنَّنا عندما نسيرُ في طريقِ السّلمِ إنّما يخطِّطهُ لنا الله، السِّلمُ الذي ندعوا إليهِ والذي نحنُ رسلهُ في العالَمِ كلِّهِ هوَ ذاكَ الذي شرعهُ اللهُ لنا، وهوَ الذي يثمرُ سعادةَ الدّنيا كلِّها. الفرقُ أيُّها الإخوةُ بينَ السّلمِ الذي شرعهُ اللهُ والسِّلمِ الذي تدعوا إليهِ ساسةُ الغربِ هوَ التّالي:

السِّلمُ الذي شرعهُ اللهُ ثمرتهُ أمنٌ وطمأنينةٌ للأسرةِ الإنسانيّةِ كلِّها. أمّا السِّلمُ الذي يدعو إليهِ ساسةُ الغربِ والشّرقِ هنا وهناكَ فهوَ سِلمٌ يخدمُ تلكَ المصالحَ فقط. وانظروا إلى فرقِ ما بينَ السّلمَين؛ نحنُ روّادُ ذلكَ السّلمِ العالميِّ الذي يعطي الأمنَ والطّمأنينةَ للأسرةِ الإنسانيّةِ كلِّها، ولن يكونَ ذلكَ إلا بالقيودِ والشّروطِ التي شرعَها الله. أمّا أولئكَ الذينَ يتاجرونَ بكلماتِ السِّلمِ فهُم لا يبحثونَ عنِ السِّلمِ لذاته، وإنّما يبحثونَ عنهُ لأنَّ مصالحهمُ الخاصّةَ بهم والتي لا تعنينا قطُّ إنّما تتحقَّقُ من وراءِ ذلكَ السّلمِ الملوَّنِ باللونِ الذي يبتغون.

أسألُ اللهَ سبحانهُ وتعالى أن يجعلَ من أحداثِ هذهِ الدّنيا عبرةً لنا، وأسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أن يجعلَ من ثمارِها ما يعيدُ إلينا وحدَتنا، وما يعيدُ إلى هذهِ الأمّةِ تضامنَها واعتزازها بما قد أكرمها اللهُ سبحانهُ وتعالى بهذا الدّينِ حتّى لا تسيرَ إلا طبقَ النّهجِ المرسومِ الذي شرعَ الله.. أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم...

تحميل



تشغيل

صوتي