مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 21/05/1994

خطبة عيد الأضحى المبارك : التكبير ... حقيقته وأثره

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر ما توالى الليل والنهار، الله أكبر ما ازدلف الناس متجهين إلى بيت الله الحرام، الله أكبر بعدد توبة التائبين واستغفار الآيبين إلى الله سبحانه وتعالى، الله أكبر بعدد تجليات الله سبحانه وتعالى على عباده باللطف والرحمة والغفران، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، سبحان الله ملء الميزان سبحان الله المسبح بكل لسان، سبحان الله المُسبح في كل مكان، سبحان من لا يصفه الواصفون، سبحان من لا تدركه الظنون، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر،

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر.

الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كلٍّه بشيراً ونذيراً.

أما بعدُ فيا عباد الله، لأمرٍ ما جعل الله سبحانه وتعالى شعار صباح هذا اليوم المبارك التكبير، بل لأمرٍ ما جعل الله سبحانه وتعالى شعار هذه الأيام كلها بدءاً من فجر يوم عرفة إلى نهاية أيام التشريق التكبير المتواصل لكل مناسبة، وإثر كل صلاة، ترى ما الحكمة من ذلك؟

في هذا اليوم لا سيما في العصر الذي نعيش فيه حيث المآسي الكثيرة المتنوعة التي تطوف بالمسلمين، والتي تتسرب إلى حنايا قلوبهم فترمضهم بالآلام المتنوعة...

في هذا اليوم من هذا العصر الذي تكاثرت المصائب على المسلمين فيه، وتنوعت بل تنوعت ينابيعها من داخلٍ ومن خارج...

في هذا اليوم حيث المصائب التي تتوالى على المسلمين بكل أنواعها وأشكالها، لن يجد المسلم أمامه من عزاءٍ يصغر من حجم هذه الآلام والمصائب سوى عزاءٍ واحد هو أن يتذكر أن الله عز وجل أكبر وأجل من كل ما يطوف بالأمة الإسلامية اليوم من مآسٍ ومصائب.

فإذا كَبر الإنسان ربه ووعى معنى تكبيره لله، أدرك معنى العزاء في هذه الكلمات القدسية اتجاه المصائب التي تتناوش المسلمين اليوم، وهي كما قلت لكم مصائب متنوعة كثيرة شتى، وإن كنت أعلم أن ينبوع هذه المصائب شيءٌ واحد مرده إلى نفوسنا مرده إلى نفوسنا التي ضاعت منها معالم التزكية وتسربت إليها ظلمات الأدران المتنوعة المختلفة، فكان من هذه الأدران التي هيمنت على قلوبنا، كان من ذلك ما ترون من المصائب المتنوعة التي يبدو البعض منها وكأنها مصائب آتية إلينا من خارج هذه الأمة، والبعض منها نابع من مجتمعاتنا كل هذه المصائب مردُها إلى نفوسنا، ألم تقرأوا قول الله عز وجل (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) أو قوله عز وجل (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ)؟ أمام هذه المأساة التي وقع فيها المسلمون، ما هي النافذة التي ينتعش أمامها المسلم؟ هي أن يتذكر كبرياء الله عز وجل، هي أن يتذكر أن الله عز وجل أكبر من هذه الأهواء والأدران التي هيمنت على نفوس المسلمين، وأن الله عز وجل أكبر من خطط الأعداء الذين استهانوا بالمسلمين، لما رأوا فيحَ هذه الأدران التي تتعالى من سويداء قلوبهم، والله أكبر وأجل من كل قوة تتربص بإسلام المسلمين، والله أكبر وأجل من كل مكيدة تخطط بليلٍ أو بغير الليل من أجل المسلمين، فالله سبحانه وتعالى موجود ولا يزال سلطانه هو هو، ولا تزال سننه الماضية هي هي، ولكن المسلمين قد غفلوا عن هذه الحقائق، ولما غفلوا عن هذه الحقائق تناسوا ولاية الله عز وجل لهم، تناسوا الكلمة القدسية التي لقننا الله إياها عندما قال: (إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ) هكذا علمنا الله عز وجل أن نقول، وهكذا أمرنا أن نعلم عندما قال في الآية الأخرى بصريح العبارة وبطريقة آمرة (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ) عندما نسينا هذه الحقيقة تولينا أعداء هذا الدين واستسلمنا لشهواتٍ وأهواء، واستسلمنا لخطط ومكائد بعد أن هيمنت الأدران التي حدثتكم عنها على نفوسنا، نسينا أن الله سبحانه وتعالى هو الولي الذي لا ولي سواه، وأنه صاحب القوة التي تذوب أمامه سائر القوى، نسينا ذلك فوقعنا من مغبة هذا النسيان في الآلام والمصائب، ما العزاء؟ بل ما هو الدواء؟ الدواء هو أن نعود فنتذكر لا سيما في مثل هذا الصباح، في مثل هذه المناسبة، أن نتذكر أن الله أكبر من كل شيء، إن تصورنا وتذكرنا جموح نفوسنا وأهوائها، فلنتذكر أن الله أكبر من ذلك، ومن ثم فإنه المأمول أن يشفينا من أمراضنا النفسية، وإن تذكرنا تكاثر الأعداء من حولنا فلنتذكر أن الله عز وجل أكبر من كل شيء، أكبر من عدوان المعتدين، وأكبر من كيد الكائدين، وأكبر من كل ما يتربص بالمسلمين وإسلامهم، هذا معنى التكبير في هذا الصباح، ولكن الناس بعد هذا أحد رجلين، رجل يكبر ولا يعلم ماذا يقول، يرفع صوته مجلجلاً بالتكبير ونفسه زائغة وأهوائه مستشرية هذا التكبير بالنسبة لهذا الإنسان ليس أكثر من شعار ميت لا قيمة له ولا يحرك في كيان الإنسان ساكناً، أو رجل آخر عندما ينطق بالتكبير قائلاً الله أكبر، تسري جذور هذه الكلمة إلى أعماق نفسه وقلبه فتهز فؤاده هزاً وتنفضه من كل ما قد ران عليه من أهواء وشهوات وأدران، عندما يقول الله أكبر من أنا؟ أنا عبد ذليلٌ بين يدي الله عز وجل، لا طاقة لي ولا حول أستسلم بكل كياني وبكل شراشري وبكل ظواهري وبكل بواطني لمن يده الأمر كله ولمن إليه المرجع كله، أستسلم إليه وقد أيقنت أنني لا شيء أمام قدرة الله سبحانه وتعالى وسلطانه، وبمقدار ما يضئل الإنسان وهو يعبر عن تكبيره لله عز وجل بنبضات قلبه تضيع وتذوب وتصغر وتضائل قوى العالم أجمع، عندما يقول الله أكبر الله أكبر وهو يعي ما يقول يستيقظ إلى أن الكون لا شيء وأن كل قوى الشر لا شيء، وأن سائر كيد الكائدين وأن سائر القوى المتربصة بالإسلام وأن سائر مظاهر التشاكس التي تسري وتجري بين المسلمين بعضهم مع بعض كل ذلك لا شيء، أمام سلطان الله سبحانه وتعالى وقوته، فإذا وعى الإنسان هذا التكبير وكرره تحققت له من ذلك العبودية التي تتفجر بالتوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى، التوحيد الخالص لله عز وجل هو منبع كل قوة بعد ضعف، وهو منبع كل وحدة بعد شتات، وهو منبع كل عز بعد ذل، ولعل فينا من يقول إن الدنيا كلها اليوم تكبر، إن العالم الإسلامي كله اليوم يكبر، وإن إذاعات العالم كلها تهتز بالتكبير، فأين هو أثر هذا التكبير؟ ألم أقل لكم أيها الأخوة، إن إسلامنا قد غدا اليوم كلمات تتردد على ألسنا وشعارات نجمل بها مظاهرنا، أما قلوبنا ففتشوا عنها تجدوها مليئة بالأدران التي حدثتكم عنها مليئة بحب الدنيا وما أكثر أنواع الدنيا والدنيا ليست مجرد درهم ودينار، قلوبنا مليئة بمعانٍ كثيرة للحسد والضغائن والبغضاء والأنانية المستشرية، كلنا يعلم هذه الحقيقة، عندما نقول الله أكبر تأتي هذه الكلمة غطاءً لهذه المشاعر ولهذه الأدران، ولا تأتي نسفاً لها وتصحيحاً،

ومن ثم فما عسى أن يفعل التكبير عندما يصبح في حياة المسلمين فناً؟!

ماذا عسى يفيدهم التكبير عندما يصبح أنشودة تطرب منها الآذان فقط؟!

بل الأمر كما قلت لكم بالأمس.. ماذا عسى أن يستفيد المسلمون من تزاحمهم حول الحجر الأسود أو حول الكعبة المشرفة؟!

بل ماذا عسى أن يستفيدوا من تجمعهم فوق أرض عرفة وكأنها كما قلت كف الرحمن سبحانه وتعالى يتزاحم فوقه المسلمون؟!

ماذا عسى أن يفيدهم ذلك كله؟! وإنما الذي يتلاقى منهم هذه الجسور، أما أمانيهم وأحلامهم وأفكارهم فهي زائغة منصرفة إلى شهوات إلى أهواء إلى حظوظ نفس، وليت أن هذه القلوب قد خرجت من معاني ستر الله سبحانه وتعالى وكنفه، لكي نرى التشاكس بل التناقض الكبير بين ألسنتنا وقلوبنا ولكن الله كان ولايزال سِتيراً كان الله عز وجل ولا يزال رحيماً ولطيفاً بعباده لا يفضحهم في هذه الحياة الدنيا، لكن لو أننا رأينا الأفئدة وما فيها، وقارنا بينها وبين هذه الألسن، لرأينا شيئاً عجباً من مظاهر التناقض والتشاكس، ولذلك فإن تكبيرنا لا يؤثر، وإن هذا التكبير مهما اجتمعت عليه الألسن، ومهما انتقل عبر الأثير من عالم إلى عالم لا يهز ساكناً ولا يخيف عدواً، وبالأمس كانت تكبيرةٌ واحدة تخيف أمة متكاملة من أعداء هذا الدين. أمام هذا الواقع أيها الأخوة، وفي يوم كهذا اليوم ما هي وظيفتنا؟ وظيفتنا أن نبدأ فنطهر قلوبنا حيث منبع هذه الآلام والأسقام والأدران وحيث المظهر الذي أطمع أعداء الله عز وجل بنا نطهر قلوبنا ونزكي نفوسنا، وأين هم الذين إذا أرادوا أن يصلحوا أمتهم أو إذا أرادوا أن يسيروا في طريق بناء مجتمعهم على النحو الذي يرضي الله عز وجل؟! أين هم الذين يعرفون أن المبدأ إنما هو هنا؟! وأن الخطة إنما تبدأ بإصلاح هذه القلوب على الرغم من أن الله قال وكرر (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) نحن حتى عندما نريد أن نصلح، نصلح ظواهر أمورنا ولا نعود إلى تأسيس بنياننا قط، كل بناءٍ ينهض على ركام من الأتربة وعلى طم وردم ينبغي أن لا يفاجئ صاحب هذا البناء إذا رأى أن التصدع قد ظهر في جدرانه عما قريب، نحن أقمنا جدراً ظاهرها شيء يلفت النظر ويبرق مرآه في العين ولكنها جدرٌ غير قائمة على أساس، والأساس هو هذا الفؤاد، لما أعرضنا عن هذا الأساس كانت النتيجة أن تصدع بناؤنا وسرعان ما تسرب إلى داخله العدو كما تلاحظون وكما ترون.

بلادنا الإسلامية اليوم مسرح لتحرك أعداء هذا الدين، قدراتنا إنما هي سلاح من الأسلحة في أيدي أعداء هذا الدين، أموالنا متعة وأي متعة تتقلب أو يتقلب فيها أعداء هذا الدين، ونحن لا نزال مسلمون فيما ندعي ونقول ولا نزال نتذكر ونُذكر بمعنى قول الله عز وجل (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ) لا نزال نذكر ونتذكر هذا كله، ولكنا مع ذلك إنما ننصاع لشهواتنا وأهوائنا، عندما نتهيأ لأن نرقى إلى مستواً نضحي فيه بشهواتنا وأهوائنا في سبيل مرضات ربنا يبدأ الصلاح عندئذ، وتسري خطوات الصلاح بطريقة من المعجزات بل بسلسلة من المكرمات الإلهية، أين هم الذين يضحون ونحن في ذكرى التضحية في هذا اليوم؟! أين هم الذين يضحون بأهوائهم بحظوظ أنفسهم؟! ولعلي قلت لكم أكثر من مرة إن هذا اليوم يوم عيد الأضحى المبارك وعاءٌ يفيض بنماذج كبيرة وجليلة من التضحيات في سبيل الله سبحانه وتعالى، وسيّد من ضحى في هذا اليوم المبارك، وفي مناسبة هذا اليوم المبارك، إنما هو خليل الرحمن إبراهيم، ألا تعلمون كم ضحى لكن بما ضحى؟ ضحى بهواه، ضحى بشهواته، ضحى بالـ أنا الكامنة بين جوارحه، ضحى أولاً وضحى ثانياً وضحى ثالثاً، حتى شهد له البيان الإلهي الشهادة الكبرى التي تخترق اليوم حواجز الدهور والقرون وكان ذلك مثلاً يحتذى لكل مسلم (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) كلامٌ واضح ودستور عظيم إمامة هذا الكون لمن تكون؟ لن تكون لغرب ولا لشرق وإنما تكون لمن امتحنه الله سبحانه وتعالى فكان على مستوى الامتحان، كيف يكون على مستوى الامتحان؟ بأن ينتزع أهوائه وحظوظ نفسه فيضعها تحت قدميه، ويسير في الطريق التي ترضي الله عز وجل، وعندما أثاب الله هذا المضحي بهذه النتيجة والثمرة لم يكن الأمر خاصاً لإبراهيم، بل هي سنة (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) كان جزاء ذلك أن جعله إماماً لهذا الكون، (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) والناس من بعده كل من سار على هذا النهج فهو إمام، ولن يستطيع أحدٌ أن ينتزع مقود الإمامة منه أبداً، ولكن كل من تاه عن هذا الطريق لن ينال حظوة، ولو كان من ذرية إبراهيم، ولو كان من ذرية محمد عليه الصلاة والسلام.

فهل ضحينا أيها الأخوة عندما نتخالف اليوم على شتى المسارح الإسلامية نتخالف في سبيل الله أم نتخالف انتصاراً لأهوائنا ونفوسنا؟! والله إنكم لتعلمون أننا نتخالف انتصاراً لأهوائنا ونفوسنا، ذلك لأن المسلمين من قبل كانوا يختلفون ولكن التخالف لم يكن يبعث فيهم تهارجاً لم يكن المتخالفون في الرأي يتخذون من آرائهم الخاصة بهم أسلحة فتاكة، ليجعلوا منها عدة قتل وإساءةٍ وتسلطٍ على الآخرين بل تكفيرٍ وما إلى ذلك للآخرين، كل هذه الخلافات المستشرية اليوم كانت موجودة بالأمس، ولكن المسلمين كانوا يمارسون من هذه الاختلافات وظيفة أقامهم الله عليها ثم إن كلاً منهم يعذر صاحبه، لأن مبعث هذه الاختلافات لم يكن حظ نفس لم يكن هوىً من الأهواء، ولذلك فكان المتخالفون متعانقين دائماً، كانوا متفقين دائماً، ولم يكن فريقٌ منهم يسلم فريقاً إلى عدو، لم تكن فئة منهم تسلم فئة من هؤلاء المسلمين إلى عدو متى حصل هذا؟! في أي تاريخٍ حصل؟! كان المتخالفون يعذر بعضهم بعضاً تماماً كما لو أن أربعة من المسافرين اختلفوا في اتجاه القبلة في سواد ليل مظلم، فاجتهدوا كما أمر الله فهدي كل منهم إلى جهة من الجهات، ونفذ كل منهم ما أمر الله صلى هذا في هذه الجهة وصلى الآخر في الجهة الثانية، وصلى الآخر في الجهة الثالثة، وصلى الرابع في الجهة الرابعة، وظيفةٌ أقامهم الله عليها فأقاموها كما أمر، ولما انتهوا من صلاتهم عادوا متعانقين، عادوا متآخيين، عادوا متعاونين، لأن هذا الذي تم لم يكن انتصاراً للذات، وإنما كان انتصاراً لأمر الله، وتطبيقاً لما قد قضى به الله عز وجل، أما اليوم فالمسألة ذاتها تقع، ولكن كلاً منا يجعل من رأيه سلاحاً ليبتر به حياة صاحبه، يجعل من رأيه سلاحاً ليجعل منه سلماً يستعلي به على كيان صاحبه، ولما رأى الأعداء هذا، صفو ثم اتخذوا من هذه الظاهرة أحبولة وأي أحبولة، وراحوا ينفخون فيما بيننا مزيداً من أسباب الخلاف والتهارج وحاق فينا قول الله عز وجل (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ)

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

تحميل



تشغيل

صوتي