مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 10/09/1993

واقعٌ .. مبشِّر ومؤلم!!

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.

أمّا بعدُ فيا عبادَ الله:

بمقدارِ ما نرى في هذا العصرِ من هجومٍ على الإسلام، ومن تربّصٍ بهِ عن طريقِ شتّى المكائد، وفي كلِّ مجالٍ منَ المجالات، وبواسطةِ شتّى الأسلحة، بمقدارِ ما نرى هذا عن يمينِنا وشمالِنا ومن أمامِنا ووراءَنا، فإنّا نجدُ بمقابلِ ذلكَ دعماً عجيباً منَ اللهِ عزَّ وجلَّ لدينه، ونصراً عجيباً وخفيّاً منَ اللهِ سبحانهُ وتعالى لإسلامه. فما يكيدُ الكائدونَ لهذا الدّينِ في جهةٍ من مشارقِ الأرضِ ومغاربِها إلا وتتفجَّرُ تلكَ الجهةُ ذاتُها باتّجاهٍ عارمٍ إلى الإسلام، وبإقبالٍ شديدٍ إلى تفهّمهِ ودراستهِ ثمَّ إلى اعتناقه .. ويضيقُ الوقتُ عن بيانِ الأمثلة، وعن بيانِ الصّورِ والمشاهدِ التي تؤكِّدُ هذهِ الحقيقةَ التي تأتي مصداقَ كلامِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الحديثِ الصّحيح: "ليبلُغَنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ الليلُ والنّهار".

لكنَّ الذي يحزُّ في نفسِ المؤمنِ هوَ: أنَّ العالمَ يَشهدُ هذا التّوجُّهَ العارمَ إلى دينِ اللهِ سبحانهُ وتعالى، وهذا الإقبالَ العجيبَ في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها إلى دراسةِ هذا الدّين، ثمَّ إنّهُ ليشاهدُ ذعرَ ساسةِ العالَمِ وقادتهِ منَ الإسلامِ كما لم يُذعَروا قبلَ اليومِ من أيِّ سلاحٍ فتّاك، الذي يحزُّ في نفسِ المؤمنِ أنّنا في الوقتِ الذي نرى هذا المظهرَ الأخّاذَ لدينِ اللهِ نجدُ مسلمينَ يتبرَّمونَ من دينِ اللهِ عزَّ وجلّ، نجدُ مسلمينَ يتّخذهم أعداءُ الدّينِ مخالبَ وأنياباً للحطِّ من قدرِ الدّين، وللهجومِ على حقائقهِ، ولوضعِ المكائدِ له، وإنّني لأتصوَّرُ أنَّ منَ المنطقِ أن يحاربَ الدّينَ من لم تكن لهُ أيُّ علاقةٍ بالدّين، ذلكَ لأنَّ الذي لا يعلمُ شيئاً يجهلُه، منَ المعقولِ جدّاً أن يكيدَ للإسلامِ من لا صلةَ لهم بالإسلام. ولكن كيفَ يتأتّى أن يأتيَ مسلمٌ يرى تخوُّفَ الغربِ والشّرقِ منَ الإسلام كما لم يتخوَّف -أجل- كما لم يتخوَّف قبلُ من أيِّ سلاحٍ فتّاك، ويرى كيفَ أنَّ هذا الإسلامَ يمدُّ المجتمعَ الذي يتغلغلُ فيهِ بالقيَمِ الحضاريّة، وبالقيَمِ الإنسانيّة، ويرقى بهم إلى أعلى ذُرى العلمِ والمعرفة، ثمَّ إنّهُ على الرّغم من ذلكَ يقفُ في صفِّ الكارهينَ للهِ عزَّ وجلّ، ويقفُ في صفِّ المشكّكينَ بهذا الإسلامِ العظيم. هذا هوَ الشّيءُ المؤلم.

وألـمُنا من هذا لا يعني أنّنا نتخوَّفُ على الإسلامِ من هؤلاءِ النّاسِ الذينَ ينتمونَ إلى الإسلامِ ثمَّ يكيدونَ له، لا واللهِ الذي لا إلهَ إلّا هو.. إنّنا لنعلمُ أنَّ هؤلاءِ النّاس لا يمكنُ أن تبلغَ مكائدُهم شروى نقيرٍ ممّا يمكنُ أن يسيءَ إلى الإسلام، والإسلامُ لا يشترطُ أن يتنامى في شرقٍ ولا في غرب، وإنّما ينقلهُ اللهُ عزَّ وجلَّ من أرضهِ التي يملكُها إلى حيثُ يشاء، ألم يقل: (وإن تتولَّوا يستبدل قوماً غيرَكم ثمَّ لا يكونوا أمثالَكم)؟ ألم يقل أيضاً: (يا أيُّها النّاسُ من يرتدَّ منكم عن دينهِ فسوفَ يأتي اللهُ بقومٍ يحبّهم ويحبّونهُ أذلّةٍ على المؤمنينَ أعزّةٍ على الكافرين)؟ هذا هوَ الشّيءُ الذي يؤلمُ الإنسانَ المؤمن.

إنّنا نرى بأمِّ أعيُننا كيفَ يكيدُ الغربُ - لا شعوباً بل - قادةً وساسةً وحكّاماً، إنّنا نراهم كيفَ يكيدونَ للإسلامِ لا اشمئزازاً منهُ ولكن تخوُّفاً على أنفسهم منه، نرى هذا بأمِّ أعيُننا ولا نعجب لذلكَ قَطّ، لأنّهم يرونَ خطرَ الإسلامِ وقد أحدقَ بهم، وقد أخذَ بخناقهم، ففي كلِّ يومٍ يدخلُ في هذا الدّينِ الأغرِّ من أبناءِ جلدتهمُ العشراتُ في كلِّ بلدة، فليسَ غريباً أن يحاربوا الإسلام، ولكنَّ الغريبَ الذي يُشعِرُ الإنسانَ بالمهانةِ والذُّلِّ: أن تجدَ مسلماً في بلادِ الإسلامِ يعلنُ أنّهُ دلّالٌ وسمسارٌ لمن شاءَ أن يستعملَهُ في حربِ الإسلام، هذا هوَ الشّيءُ العجيب. ونحنُ لا نشكُّ أنَّ منطلقَ كيدِ هؤلاءِ النّاسِ للإسلامِ هوَ العمالة، وهوَ الخضوعُ لمن يدفعُ أكثر، ونحنُ نعلمُ أنَّ الغربَ عندما أعلنَ عن حربهِ للإسلامِ أعلنَ عن استعدادهِ للدَّفعِ أعلنَ عن استعدادهِ لدفعِ المبالغِ الطّائلةِ لمن يجنِّدُ نفسهُ في طريقِ هذا الكيدِ ضدَّ دينِ اللهِ سبحانهُ وتعالى.

وإذا كانت هذهِ هيَ المشكلةُ التي تشعرُ المسلمينَ بالمهانةِ والذُّلِّ فإنّي أحبُّ أن أقولَ أمرَينِ اثنينِ تعليقاً على هذا الواقعِ المؤلم، الأمرُ الأوَّل: أنَّ هذا الكيدَ الذي يكيدهُ المسلمونَ في عقرِ دارهم لإسلامهم لا يمكنُ في يومٍ منَ الأيّامِ أن تكونَ نتيجتهُ اختناقَ الإسلام، ولكنَّ نتيجتهُ شيءٌ واحدٌ هوَ: أنَّنا نزيدُ أنفسَنا ذلّاً فوقَ ذل، وأنّنا نمدُّ أعناقَنا لزمامٍ جديدٍ يوضَعُ فيها فنكونُ أناساً مستذلِّينَ لما يريدهُ شرقٌ أو غرب، وقد اتّفقَ الشّرقُ والغربُ اليومَ على كلِّ حال، ولذلكَ فلا يطمعنَّ المسلمونَ الذينَ يكيدونَ للإسلام، لا يطمعنَّ واحدٌ منهم بأنَّ هذا الكيدَ يرقى بهِ أو بأمثالهِ أو بالمسلمينَ إلى عزٍّ في يومٍ ما، أو إلى مستوىً حضاريٍّ باسق، يجعلونَ من أنفسهم أنداداً لأولئكَ الآخرين، لا، بل إنَّ هذا هوَ العملُ الذي يسيرونَ بهِ فوقَ أقصرِ طريقٍ إلى أشدِّ نوعٍ من أنواعِ المهانةِ والذُّلِّ يتربَّصُ بهم.

الشّيءُ الثّاني: أنّنا نناشدُ أبناءَ جلدَتِنا المسلمينَ أن يرجِعوا إلى أنفسهم، وأن يستيقظوا من سباتهم، وأن يكونوا في صفِّ العزّةِ وفي صفِّ الاستجابةِ لأمرِ اللهِ عزَّ وجلّ، إنّني لأعجب: كيف ثمَّ كيفَ يستيقظُ إنسانٌ وُلِدَ في التّيه؟ وترعرعَ ونما في التّيهِ والضّلال؟ وشبَّ عن الطوق وأصبحَ شابّاً وهوَ في أوديةِ التّيهِ والضّلال؟ أعني بهم النّاسَ الذينَ يعيشونَ في أوروبّا وأميرِكا، فإذا دعاهُ داعي الإسلامِ وأصغى السَّمعَ إليه، انفضَّ عن واقعهِ الذي كانَ فيه، واستيقظَ من سباته، واتّجهَ إلى اللهِ عزَّ وجلّ، وتحرَّرَ آيباً تائباً إلى الله. كيفَ لا يكونُ المسلمونَ التّائهونَ في بلادِنا أولى من أولئكَ بأن يَؤوبوا إلى اللهِ في عصرِ الصّحوةِ إلى الإسلام، كيفَ لا يرجعونَ إلى اللهِ وهم يرونَ في كلِّ يومٍ الآياتِ المتجدّدةِ التي تنمّي في عقلِ كلِّ إنسانٍ عاقلٍ شهودَ هذا الإسلام وأحقّيّته، هذهِ الآياتُ التي تأتي في كلِّ يومٍ مصداقاً لقولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: (سنريهم آياتِنا في الآفاقِ وفي أنفسهم حتّى يتبيَّنَ لهم أنّهُ الحقّ).

أريدُ منَ المسلمينَ من أبناءِ جلدَتِنا أن يرعووا، وأن يعودوا إلى هويّاتهم، وأن يسيروا على صراطِ العزّ، ألا وهوَ صراطُ هذا الدّينِ العظيم، هذا الصّراطُ الذي يحقِّقُ لهم كلَّ مطلب، ويحقِّقُ لهم كلَّ طموحاتهم التي يطمحونَ إليها، ألا إن كانَ لأحدهم طمعٌ في مأربٍ دنيويٍّ فليَحُجَّ بطمعهِ هذا إلى ربِّ هؤلاءِ الملوكِ والرّؤساءِ والحكّامِ جميعاً، فهوَ الذي يعطي، وهوَ الذي يمنع، وهوَ الذي يُعِزّ، وهوَ الذي يُذِلّ، وهوَ الذي يرفع، ليعودوا إلى حظيرةِ هذا الدّينِ قبلَ فواتِ الأوان.

أيُّها الإخوة .. وأحبُّ أن أنبِّهَ كلَّ مسلمٍ إلا واجبهِ تجاهَ هذا الواقعِ الذي أقوله، الواقعِ المفرحِ والمبشِّرِ من جانب، والمؤلمِ من جانبٍ آخر: واجبُنا أن ندعوَ إلى اللهِ في كلِّ مكانٍ برفق، وبلطف، وبشفقةٍ على عبادِ الله، وبإخلاصٍ لوجهِ الله، لا نبتغي معَ ذلكَ شيئاً قَطّ. لعلَّ هؤلاءِ الشّاردينَ من إخواننا إنّما ابتُلوا بهذا الشّرودِ لتقصيرٍ منّا لا لتقصيرٍ منهم، لأنّهم لم يسمعوا كلمةَ دعوةٍ إلى الله، لأنّهم لم يجدوا من يجلسُ معهم ليحاورهم بشأنِ دينِ اللهِ عزَّ وجلّ، لعلَّ الأمرَ كذلك.

فلننفُض عن كواهلِنا هذا التّقصير، ولكن فلنبدأِ الخطوةَ الأولى قبلَ أن ندعوَ هؤلاءِ الإخوةَ الشّاردين: لندعُ أنفسَنا، لندعُ أهلينا وأولادَنا، نكونُ رقباءَ على الإسلامِ في بيوتِنا، حتّى يجعلَ اللهُ سبحانهُ وتعالى لنا من ذلكَ قدرةً على التّأثيرِ في أولئكَ الإخوةِ الأخرين. والأمثلةُ كثيرة، والمشاهدُ وفيرة.

ينبغي أيُّها الإخوة أن نجعلَ دراسةَ الأولادِ في المدارسِ وثقافتهم في أماكنِ الثّقافةِ أيّاً كانت وأيّاً كانت مستوياتُها خدمةً لدينِ اللهِ سبحانهُ وتعالى وسعياً في سبيلِ مرضاةِ اللهِ عزَّ وجلّ. ولذلكَ فما ينبغي أن تنفصلَ المدرسةُ عن الأدبِ الإسلاميِّ قَطّ، بمظهرٍ منَ المظاهرِ ولا بشكلٍ منَ الأشكال، ينبغي أن تحتضنَ المدرسةُ الإسلاميّةُ أدبَ الفتاةِ وفضيلةَ الفتاةِ المسلمةِ وحجابَها الإسلاميّ، أجل. وإنّي لأناشدُ المديرينَ والمديراتِ في هذهِ المدارسِ المتوسّطةِ والثّانويّةِ أن لا يمارسوا خطأً ضدَّ النّظامِ في هذهِ البلدة، فضلاً عن ممارسةِ خطأٍ ضدَّ نظامِ اللهِ سبحانهُ وتعالى وأمره. وإنّني لأقولُ ولا أعلنُ شيئاً خفيّاً: إنَّ نظامَ هذهِ الدّولةِ أعلنَ بعبارةٍ صريحةٍ مكتوبةٍ واضحة: أن ليسَ لأحدٍ أن يمنعَ فتاةً في مدرسةِ من أن تضعَ حجاباً على رأسِها. هيَ ملزمةٌ بالثّيابِ الرّسميّةِ التي أُلزِمَتِ الطّالبةُ بها، ولكن ليسَ لأحدٍ -هذا ما يقولهُ النّظامُ المكتوبُ الموزّعُ-، ليسَ لأحدٍ أن يمنعَ فتاةً من وضعِ حجابٍ على رأسِها.

ولذلكَ فأنا أناشدُ المديرينَ والمديراتِ في مدارسِ هذا القطرِ أن يكونوا عوناً لنظامهِ وأن لا يكونوا أعداءً لنظامه، وأن يطبِّقوا بعدَ هذا أو قبلَ هذا نظامَ اللهِ سبحانهُ وتعالى وأمرَه، وأن يعلموا أنّهم ليسوا خيراً منَ الذين يرعونَ مدارسَ من هذا القبيلِ في أوروبّا وفي أمرِيكا، ها هيَ ذي تلكَ المدارسُ تُطأطِئُ الرّأسَ بأدبٍ واحترامٍ لحجابِ الفتاةِ المسلمة. كيفَ يُحتَرَمُ الحجابُ الإسلاميُّ هناكَ ثمَّ يمزَّقُ هنا لا بأيدي النّظام، لا، بلِ النّظامُ يرعى حجابَ الفتاةِ المسلمةِ وأعلمُ هذا عن يقين. ولكنَ الذينَ يمزّقونَ هذا الحجابَ أناسٌ يخالفونَ هذا النّظام، ويمارسونَ ممارساتٍ خاطئة لإثارةِ المشكلات، لإثارةِ بلبلة، وقد آنَ أن نقولَها صريحةً: إنَّ الذي يعلنُ عن خدمتهِ لنظامِ هذهِ الدّولةِ ينبغي أن يكونَ صادقاً في السّيرِ والخدمةِ الحقيقيّةِ لحقائقِ هذا النّظام، ولقد قرأنا ووزّعنا وذكّرنا: أنَّ الفتاةَ ينبغي أن ترتديَ هذا الثّوبَ الرّسميَّ الذي تُلزَمُ بهِ في المدارس، أمّا الحجاب فليسَ لأحدٍ أن يمنعهُ لا في مدرسةٍ ولا في معهدٍ ولا في جامعة. وأنا إذ أقولُ هذا الكلامَ فأنا إنّما أدافعُ عن دينِ اللهِ أوّلاً وعنِ النّظامِ الحقيقيِّ لهذهِ البلدةِ ولهذا القطرِ ثانياً.

ثمَّ إنَّ واجبَ الآباءَ بعدَ ذلكَ هو: أن يكونوا معَ النّظامِ الحقيقيِّ لا معَ الذينَ يمارسونَ أخطاءً فادحةً ضدَّ هذا النّظام، مهما كانت الأمور، ومهما كانت النّتائج. ولقد كرّرتُ وأعدتُ القولَ إنّنا لسنا قادرينَ على أن نحملَ النّاسَ على أكتافِنا وهم صمٌّ بكمٌ لندخلهمُ الجنّة، علينا واجبٌ وعلى الآباءِ أيضاً واجب، فمن تقاعدَ عن واجبهِ فليعلم أنّهُ ليسَ هنالكَ من قد أقامهُ اللهُ في مقامهِ ليتحمَّلَ واجبين، كلٌّ منّا يتحمَّلُ المسؤوليّةَ التي أناطها اللهُ في عنقه، الحكّامُ عليهم مسؤوليّةٌ يؤدّونها ثمَّ لا يتجاوزونها، وعلينا نحنُ مسؤوليّة، وعلى العلماءِ مسؤوليّة، وعلى الآباءِ والأمّهاتِ مسؤوليّة، وأنا أعلمُ أنَّ كلَّ أبٍ يكونُ شديداً قويّاً في تطبيقِ هذا النّظامِ الذي هوَ نظامُ هذهِ البلدةِ إنّما يخدمُ حقيقةَ هذهِ البلدةِ ضدَّ أولئكَ الذينَ يمارسونَ أخطاءً فادحةً إثارةً للبلبلة وإثارةً للمشكلات.

أقولُ هذا ونحنُ في مقتبلِ عامٍ دراسيٍّ جديدٍ حتّى تكونوا على بيّنةٍ منَ الأمر، هنالكَ أخطاءٌ تُرتَكَبُ ضدَّ النّظامِ قبلَ أن تُرتَكَبَ ضدَّ دينِ اللهِ سبحانهُ وتعالى وهنالكَ أهداف، ولكنّنا لا نرضى أبداً أن يصلَ هؤلاءِ النّاسُ إلى أهدافهم، ولعلَّ فتحَ الثّغورِ بينَ أفرادِ هذهِ الأمّةِ منَ الأهداف، ولعلَّ القضاءَ على ما يسمّى بالوحدةِ الوطنيّةِ من هذهِ الأهداف، ولكنّنا نحنُ الحرّاسُ لهذهِ الوحدة، وحدةٌ يكلَؤُها الدّينُ أوّلاً، وتكلَؤها المبادئُ الأخلاقيّةُ ثانياً، ثمَّ نكلَؤها نحنُ بواقعِنا السّلوكيِّ ووعيِنا الإيمانيِّ ثالثاً، فكونوا على هذا المستوى، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم...

تحميل



تشغيل

صوتي