مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 24/01/1992

أهمية تزكية النفوس .. وخاصة للدعاة

الحمد لله ثم الحمد لله الحمد حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.

أما بعدُ فيا عبادَ الله:

إنَّ الإنسانَ -كلُّ إنسانٍ- لهُ صورتانِ اثنتان: صورةٌ ظاهرةٌ جليّةٌ تتمثّلُ في خَلقهِ وأعمالهِ وسلوكهِ الظّاهرة، وصورةٌ باطنةٌ خفيّةٌ تتمثّلُ في طبائعهِ وسجاياهُ وخُلُقه. والإنسانُ يصلُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بواسطةِ تحسينِ صورتهِ الباطنةِ أكثرَ ممّا يصلُ إلى مرضاةِ اللهِ عزَّ وجلَّ بواسطةِ تجميلِ صورتهِ الظّاهرة.

بل إنّنا لنعلمُ يقيناً أنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى ما ألزمَ عبادَهُ بالسّلوكِ المستقيمِ وباليقينِ القويمِ وبالمظهرِ الذي يرضي اللهَ والعبادَ إلا ليكونَ ذلكَ كلُّهُ خادماً لتقويمِ الصّورةِ الباطنة، ولجعلها على النّحوِ الذي يرضي اللهَ سبحانهُ وتعالى. فالعقائدُ الإسلاميّةُ التي شرّفنا اللهُ عزَّ وجلَّ بها، والعباداتُ التي كلَّفَنا بها، وأحكامُ المعاملاتِ التي درَّبَنا وروَّضَنا عليها، كلُّ ذلكَ إنّما شَرَعَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ خادماً لترقيةِ هذهِ الصّورةِ الباطنة، أي الطّبائعِ والسّجايا والأخلاقِ الخفيّةِ في كيانِ الإنسان.

وانظروا عندما يوجزُ اللهُ سبحانهُ وتعالى سبيلَ سعادةِ الإنسانِ في هذهِ الحياةِ كيفَ يجمعُ هذا السّبيلَ في كلمةٍ واحدةٍ فيقول: ((قد أفلحَ من زكّاها)). وعندما يوجزُ البيانَ الذي يوضحُ نقيضَ ذلك، يجمعُ النّقيضَ أيضاً في كلمةٍ واحدةٍ فيقول: ((وقد خابَ من دسّاها)).

((قد أفلحَ من زكّاها)) والضّميرُ عائدٌ إلى النّفسِ، أي إلى الصّورةِ الباطنةِ في كيانِ الإنسانِ، وكأنَّ الباريَ عزَّ وجلَّ يقول: إنَّ كلَّ ما شرعتهُ لكم يدورُ حولَ هذا الهدف: أن تزكّوا أنفسكم، وأن تطهّروا بواطنكم من الأدرانِ والرّذائل.

ولعلَّكم جميعاً قرأتم في كتابِ اللهِ سبحانهُ وتعالى الآياتِ التي تكرِّرُ وتؤكِّدُ هذا المعنى الإجماليَّ لشرائعِ الإسلامِ المختلفةِ التي ابتعثَ اللهُ عزَّ وجلَّ بها الرُّسُلَ والأنبياء. ألم يعلِّم نبيَّهُ موسى عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ كيفَ ينجزُ المهمّةَ التي بُعِثَ بها إلى فرعونَ عندما قالَ لهُ: ((فقل هل لكَ إلى أن تزكّى * وأهديكَ إلى ربِّكَ فتخشى))؟ بدأَ فأوضحَ لهُ الهدف، والهدفُ يتمثَّلُ في كلمةٍ واحدةٍ ألا وهيَ تزكيةُ النّفس، أي إصلاحُ الباطل، أي السُّموُّ بالخُلُقِ الإنسانيِّ الخفيِّ الذي يفرز المعاملاتِ الظّاهرةِ المرضية عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ بينَ النّاسِ بعضهم مع بعض.

ولعلَّنا جميعاً عرفنا ثمَّ نسينا الكلامَ المتكرِّرَ الذي يقولهُ سيِّدُنا رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في هذا الصّدد، روى الإمامُ مالكٌ في موطَّئهِ عن معاذَ بنِ جبلَ رضيَ اللهُ عنهُ أنّهُ قال: (كانَ آخرُ ما أوصاني بهِ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عندما وضعتُ قدمي في الغرز: "أحسِن خُلُقَكَ للنّاسِ يا معاذَ بنَ جبل"). وقولهُ: عندما وضعتُ قدمي في الغرز: أي عندما وضعتُ قدمي في ركابِ راحلتي متوجّهاً إلى اليمنِ أو متوجّهاً إلى البحرين، آخرُ ما أوصاهُ بهِ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهوَ متّجهٌ إلى أناسٍ أكثرهم أو جلُّهم غيرُ مسلمين، آخرُ ما أوصاهُ به: "يا معاذ بنَ جبل أحسن خُلُقَكَ للنّاس".

ولعلَّكم سمعتم قولَ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فيما رواهُ الحاكمُ في مستدركهِ وصحَّحهُ وغيرهُ أيضاً عن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ تعالى عنه: "إنَّكم لا تسعونَ النّاسَ بأموالكم"، وفي روايةٍ: "لن تسعوا النّاسَ بأموالكم، فلتسعكم منهم بسطةُ الوجهِ وحسنُ الخُلُق". وانظروا إلى كمةِ النّاسِ وعمومِها كيفَ شملتِ الجانحينَ عن الإسلامِ قبلَ المستقيمينَ على دينِ اللهِ سبحانهُ وتعالى. ولعلَّكم وقفتم على الحديثِ الصّحيحِ الذي يقولهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهوَ من جوامعِ كلمِه: "اتّقِ اللهَ حيثُما كنت، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ النّاسَ بخُلُقٍ حسن". ولعلَّكم عرفتم معنى قولهِ عليهِ الصّلاةُ والسّلام: "إنّما بُعِثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاق". أي: حولَ هذا أدندن سواء علّمتكم العقائدَ الإسلاميّة، أو درّبتكم على العباداتِ الدّينيّة، أو نبّهتكم إلى المعاملاتِ التي ينبغي أن تسودَ فيما بينكم، كلُّ هذهِ الأحكامِ إنّما شرعها اللهُ عزَّ وجلَّ هادفةً إلى أن ترقى أخلاقكُم في التّعاملِ فيما بينكم إلى المستوى الـمَرْضِيِّ عندَ اللهِ سبحانهُ وتعالى.

وإذا أردنا أن نتجاوزَ هذهِ الوصايا والكلماتِ النّظريّةِ إن في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ وإن في كلامِ سيِّدِنا رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فبوسعكم أن تروا تجسيدَ هذا الكلامِ النظريِّ في سلوكِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم. وإنّكم لتعلمونَ أنَّ الوقتَ يضيقُ عن الحديثِ عن سيرةِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم في هذا المضمار، وعن مشاهدِ حياتهِ التي تجعلُنا نقفُ مشدوهينَ أمامَ أخلاقٍ إنسانيّةٍ ساميةٍ إلى أعلى درجاتِ السّموّ، وحسبُكم أنَّ هذا الواقعَ قد توّجهُ تقريبُ ربِّ العالمينَ جلَّ جلالهُ ورسولِهِ محمَّدٍ عليهِ الصّلاةُ والسّلامِ عندما يقولُ له: ((فبما رحمةٍ من اللهِ لنتَ لهم ولو كنتَ فظّاً غليظَ القلبِ لانفضّوا من حولك)).

ألا ما أحوجَنا يا عبادَ اللهِ إلى أن نستعيدَ هذهِ الحقائقَ التي كانت إلى الأمسِ الدّابرِ بدهيّةً في دينِنا، معلومةً لنا جميعاً، ولكن كأنّي بالمسلمينَ وقد نسُوها أو تناسَوها، فرحلوا عن هذهِ الوصايا التي أوصانا بها رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وظهرَ في سلوكهم بل ظهرَ في أسلوبِ دعوتهم إلى اللهِ سبحانهُ وتعالى ما يناقضُ سيرةَ المصطفى عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ في سلوكه، وما يناقضُ وصاياهُ في ألفاظهِ وأقواله، وما يختلفُ مع ما أمرَ بهِ اللهُ سبحانهُ وتعالى في محكمِ تبيانهِ وكتابه. وقد آلَ بنا الأمرُ إلى أن أصبحنا نمزجُ وبقدرةٍ خارقةٍ وبحيلةٍ متناهيةٍ في الحنقِ والدّراية، أصبحنا نستطيعُ أن نمزجَ بينَ مشاعرِ نفوسِنا وكراهيتِها وبينَ أسلوبِ الدّعوةِ إلى اللهِ عزَّ وجلّ، أصبحنا قادرينَ بدقّةٍ متناهيةٍ أن نمزجَ بينَ الغضبِ للهِ والغضبِ لأنفسِنا، ولقد كانَ من الواجبِ علينا أن نكونَ ماهرينَ في عكسِ ذلك، كانَ من الواجبِ علينا أن نكونَ مَهَرةً في وضعِ الحاجزِ الدّقيقِ بينَ الغضبِ للهِ سبحانهُ وتعالى والتّضحيةِ بالنّفس، نضحّي بأنفسِنا وحظوظِها، نضحّي برغباتِنا، نضحّي بأَثَرتِنا في سبيلِ مرضاةِ اللهِ عزَّ وجلّ، حتّى إذا رأينا أنَّ حدودَ اللهِ انتُهِكت غضِبنا لهذهِ الحدودِ التي تُنتَهَك، وفي الوقتِ ذاتهِ لم نتركِ المبدأَ الذي أمَرَنا بهِ اللهُ عزَّ وجلّ؛ ألا وهوَ حُسْنُ الخُلُق، ألا وهوَ صفاءُ السّريرة، حتّى نجعلَ من صفاءِ سريرتِنا قوّةً لانتصارِنا لحدودِ اللهِ سبحانهُ وتعالى.

أيُّها الإخوة: لقد قلتُ بالأمسِ وأقولُها اليوم: إنَّ أعداءَ دينِ اللهِ عزَّ وجلَّ حيثُما صوَّبنا بنظراتِنا عاكفونَ اليومَ على مهمّةٍ لا أحسبُ أنَّ لها مهمّةً ثانية، إنّهم يمسكونَ بريشةٍ يرسمونَ بها الإسلامَ على أنّهُ أمرٌ مخيف، وحشٌ ضارٍ، هوَ عدوُّ الحضارات، وعدوُّ المدنيّات، وعدوُّ كلِّ حرّيّة، ومن خلالِ ذلكَ يرسمونَ المسلمينَ أيضاً، إنّهم يصوّرونَ بريشتهمُ المليئةِ بأفانينِ الحقدِ والمكرِ والأكاذيب، يصوِّرونَ بريشتهم هذهِ واقعَ المسلمين ليجعلوا من هذا الواقعِ تعبيراً عن الإسلامِ ذاته، وليكونَ هذا وذاكَ كلّاً منهما دعماً للثّاني وليقولَ هذا المظهرُ أو لتقولَ هذهِ الصّورةُ: إنَّ الإسلامَ في مظهرِ هؤلاءِ المسلمينَ شيءٌ مخيفٌ في هذا العصر، شيءٌ مرعب، شيءٌ لا يتعاملُ إلا معَ الإرهاب، معَ التّهديمِ والتّحطيم. شيءٌ لا تعبِّرُ عنهُ كلماتٌ متجملة، ولكنَّ الذي يعبِّرُ عنهُ الأسنانُ التي تصتكُّ حقداً وألماً وكراهية، والصّورةُ كما تعلمونَ كاذبة، والعملُ كما تعلمونَ إنّما ينبثقُ من عداوةٍ تقليديّةٍ دفينةٍ لدينِ اللهِ سبحانهُ وتعالى.

وهنالكَ دافعٌ ثانويٌّ كما تعرفون: أنّنا نعيشُ وللهِ الحمدُ في عصرِ صحوةٍ إسلاميّةٍ حقيقيّةٍ تتمثَّلُ في بلادِ المسلمينَ في عودةِ المسلمينَ وانعطافهم إلى دينِ اللهِ يعانقونهُ بصدقٍ ووجلٍ وحبٍّ للهِ سبحانهُ وتعالى، وتتمثَّلُ هذهِ الصّحوةُ في بلادٍ كثيرةٍ غيرِ إسلاميّةٍ في إقبالِ أولئكَ النّاسِ إلى التّعرُّفِ على الإسلام، وإلى البحثِ عن حقيقته، لعلَّ فيهِ الأملَ الوحيدَ الذي تقاصرَ عنِ الآمالِ الأخرى والذي تحوَّلَ إلى يأسٍ خانق. هذهِ الصّحوةُ كيفَ يحاربُها أعداءُ الإسلام؟ يحاربُها بوضعِ هذهِ الصّورةِ البشعة، هذهِ الصّورةِ المخيفةُ لعلَّها تجهض هذهِ الصّحوةَ في بلادٍ غيرِ إسلاميّةٍ أوّلاً وفيما بينَ المسلمينَ لا سيّما لدى حكّامهم ثانياً، فما الذي ينبغي أن نعملهُ وقد عرفنا هذهِ الحقيقة؟

الذي ينبغي أن نقومَ بهِ بصمت، بسلوكٍ قبلَ قول، أن نظهِرَ الإسلامَ في واقعنا السّلوكيّ، وأن يستعلن هذا السّلوكَ الذي نسيرُ بهِ واقعاً صامداً، لا مع دعاوٍ وألفاظٍ وكلماتٍ رنّانة، بل سلوكاً فقط، لنجعل من إسلامنا السّلوكيِّ ما يجسِّدُ قولَ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "يا معاذ: أحسِن خُلُقَكَ للنّاس، إنّما بُعِثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاق، إنّكم لن تسعوا النّاسَ بأموالكم، فلتسعكم منهم بسطةُ الوجهِ وحسنُ الخُلُق". (فبما رحمةٍ من اللهِ لنتَ لهم ولو كنتَ فظّاً غليظَ القلبِ لانفضّوا من حولك). ينبغي أن نجعلَ من سلوكِنا تجسيداً لوصايا ربِّنا جلَّ جلالهُ لنا، ولوصايا حبيبِنا محمَّدٍ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ لنا، فإنِ التبست علينا السُّبُلُ فلنهتدِ بسلوكه، ولننظر إلى واقعه.

أيُّها الإخوة: المسلمونَ كلُّهم مدعوّونَ في هذا اليومِ إلى عملٍ يرضي اللهَ عزَّ وجلَّ يهدفُ إلى تمزيقِ هذهِ الصّورةِ القذرةِ التي يُصَوَّرُ من خلالِها الإسلامُ بريشةِ أولئكَ الحاقدينَ على دينِ اللهِ سبحانهُ وتعالى، وليسَ من سبيلٍ إلى ذلكَ إلا أن نبرهنَ على أنّنا نحنُ المسلمينَ لا نطمعُ بشيءٍ غيرِ مرضاةٍ اللهِ عزَّ وجلّ، رأسُ مالِنا في الدّعوةِ الحُبّ؛ حبُّ اللهِ عزَّ وجلَّ ومن ثَمَّ حبُّ عبادِ اللهِ عزَّ وجلَّ جميعاً، نحنُ لا نبتغي من وراءِ ذلكَ تجارة، لا نبتغي من وراءِ ذلكَ مغنماً، لا نبتغي من وراءِ ذلكَ كراسيَّ حُكم، ولكنّنا نبتغي أن ننتشِلَ عبادَ اللهِ عزَّ وجلَّ من ظلُماتِ الجهالةِ ومن ظُلُماتِ الضّلالة، ونصعدَ بهم إلى عروش معرفةِ اللهِ سبحانهُ وتعالى ليتبوّؤوا السّعادةَ الدّنيويّةَ والسّعادةَ الأخرويَّةَ معاً.

كيفَ نبرهنُ على هذا؟ بسلوكِنا نبرهن لا بأقوالِنا، فإذا برهنَ المسلمونَ على هذا وأخلصوا دينهم للهِ عزَّ وجلَّ وفاضت أفئدتهم بما فاضَ بهِ فؤادُ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ من حبٍّ لعبادِ الله، ومن غيرةٍ عليهم، ومن إشفاقٍ عليهم، ومن وضعهِ الدّنيا بكلِّ مظاهرها وبكلِّ زخارفِها ظهرياً ورائهم، هيمنت هذهِ الفئةُ الإسلاميّةُ على قلوبِ النّاس، وأورثهمُ اللهُ سبحانهُ وتعالى مقاليدَ هذهِ الأفئدةِ وهذا هو المهمّ، هذا هو السّبيلُ إلى كلِّ نصرٍ بعدَ ذلك، ولكن إن لم نستطِع أن نمزِّقَ هذهِ الصّورةَ التي تُرسَمُ للإسلامِ والمسلمين، فأخشى أن تعودَ جهودُنا كلُّها فاشلةً خائبةً لا تفيدُنا لا في دنيانا ولا في مآلِنا عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ شيئاً.

أسألُ اللهَ سبحانهُ وتعالى أن يُصلِحَ سرائرَنا قبلَ أن يُصلِحَ ظواهِرَنا، وأسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أن يقيَنا باطنَ الإثم، وأسألهُ سبحانهُ وتعالى أن يملأَ أفئدتنا بمحبّتهِ جلَّ جلاله، ثمَّ أن يجعلَ فيضَ هذهِ المحبّةِ حبّاً لعبادِ اللهِ وغيرةً عليهم وشفقةً عليهم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم...

تحميل



تشغيل

صوتي