مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 27/09/1991

تأصيل فقهي لمشروعية الاحتفال بالمولد

الحمد لله ثم الحمد لله الحمد حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.

أما بعدُ فيا عبادَ الله:

إنَّ من بَدَهيّاتِ هذا الدّينِ التي لا يجهلُها أيُّ مسلمٍ: أنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى أقامَ هذا الدّينَ المعظَّمَ على أساسينِ اثنين: أوَّلُهما مبادئُ كلّيةٌ ساطعةٌ لا يمكنُ أن يتسرَّبَ إليها كلام، ولا يمكنُ أن تكونَ محطَّ نظرٍ أو اجتهاد. الأساسُ الثّاني ساحةٌ اجتهاديّةٌ لحكمةٍ بالغةٍ تركها اللهُ سبحانهُ وتعالى تحتَ أبصارِ المسلمينَ الصّادقينَ وبصائرهم، يجتهدونَ فيها حسبَ رؤيتهم ومَلَكاتِهِمُ الإسلاميّة، وحسبَ ما يجدُّ منَ المصالحِ المتطوّرةِ المختلفةِ إلى أن يأتيَ أمرُ اللهِ سبحانهُ وتعالى وتقومَ السّاعة.

هذهِ حقيقةٌ لا مريةَ فيها، ومن أكبرِ الأدلَّةِ على هذا الأساس الثاني الذي يتمثّلُ في هذهِ السّاحةِ الاجتهاديّةِ قولُ المصطفى عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ فيما رواهُ مسلمٌ في صحيحهِ وغيرُه: "إذا اجتهدَ الحاكمُ فأصابَ فلهُ أجران، وإذا اجتهدَ الحاكمُ فأخطأَ فلهُ أجرٌ واحد".

إنّكم تلاحظونَ كما لاحظَ العلماءُ جميعاً من قبل، منذُ أن سمعوا هذا الكلامَ من فمِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى يومِنا هذا: أنَّ المصطفى عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ يقرِّرُ أوّلاً أنَّ في هذا الدّينِ جانباً اجتهاديّاً يفور بأحكامٍ كثيرةٍ خاضعةٍ للنّظرِ والاجتهاد، ومن ثمَّ فهيَ خاضعةٌ للاختلافِ أيضاً، ذلكَ لأنَّ كلَّ أمرٍ أخضعهُ اللهُ عزَّ وجلَّ لاجتهادِ عبادهِ فهوَ بدونِ ريبٍ خاضعٌ للخلافِ أيضاً في ذلك. وإذا كانَ الباري عزَّ وجلَّ قد شاءَ ببالغِ حكمتهِ أن يكونَ هذا الجانبُ من جوانبِ دينهِ العظيمِ خاضعاً لاجتهادِ عبادهِ بدلاً من أن يكونَ مبتوتاً فيهِ ببيانٍ حاسمٍ جازمٍ من لَدُنه. ومعنى ذلكَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ما فتحَ بابَ الاجتهادِ في هذهِ القضايا إلا وفتحَ إليها بابَ الخلافِ في الرأيِ أيضاً.

فكما شرعَ اللهُ سبحانهُ وتعالى في هذهِ السّاحةِ الاجتهاد، شرعَ في الوقتِ ذاتهِ في هذهِ السّاحةِ ذاتها الاختلاف، ومن ثمَّ فهو اختلافٌ تعاونيٌّ لا اختلافُ شقاقٍ وتمسُّكٍ وتنازع، هو اختلافٌ اجتهاديٌّ يثابُ عليهِ المختلفونَ جميعاً، بمن فيهمُ المصيبُ والمخطئُ بتصريحِ كلامِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وبيانه، أفي هذا البيانِ من ريبٍ أيُّها الإخوة؟ أم هنالكَ من يشكُّ في كَلِمِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقولهِ؟

ولكنّا على الرّغمِ من هذا البيانِ الواضح، وعلى الرّغمِ من هذهِ الحقيقةِ التي لم يجهلها الأجيالُ السّابقةُ منَ المسلمينَ إلى يومِنا هذا، ما نزالُ نرى أبواباً من الفتنِ تُفَتَّحُ بدلاً من أن تُغلَق، وما هيَ هذهِ الأبواب؟ أبوابٌ تمرَّرُ منها الفتنةُ عبرَ ما شرعَ اللهُ عزَّ وجلّ، وعبرَ ما استنَّهُ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم. لأنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى شاءَ بعظيمِ حكمتهِ أن يكونَ في الإسلامِ جانبٌ لم يمدَّ فيهِ الشّارع بل تركهُ لاجتهادِ المجتهدين، جاءَ من جعلَ هذا البابَ منفذاً إلى فتنة، ولأنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى شاءَ أن يكونَ هذا الاجتهادُ مبعثاً للاختلافِ وأوصاهم أن يكونَ اختلافهم اختلافاً تعاونيّاً كما قلت، جاءَ من نكَّسَ فجعلَ هذا الاختلافَ اختلافاً عدوانيّاً.

على الرّغمِ من هذهِ الحقيقةِ الواضحةِ نجدُ من يتسرَّبُ إلى ساحةِ الاجتهادِ هذهِ ولا حرجَ في ذلكَ ولا عتب عليه، ولكنّهُ بدلاً من أن يدخلَ إلى ساحةِ الاجتهادِ فيغنيَ هذهِ السّاحةَ بآرائهِ ثمَّ يتركَ للآخرينَ اجتهاداتهم أيضاً، بدلاً عن ذلكَ يدخلُ إلى هذهِ السّاحةِ كما يدخلُ الملاكمُ ساحةَ اللعبِ يتباهى بعضلاتهِ العلميّةِ من أجلِ أن يلكمَ الآراءَ الأخرى فيقضيَ عليها إنِ استطاعَ إلى ذلكَ سبيلاً،.

في كلِّ وقت، وفي كلِّ مناسبة، وعلى الرَّغمِ من تكرارنا وتأكيدِنا لهذهِ الحقيقةِ البدهيّةِ الواضحة، وعلى الرّغمِ من أنّنا نسيرُ في هذهِ السّاحةِ نجتهدُ فيما نبتغي أن نجتهدَ فيه، ونسألُ اللهَ أن لا يحرِمَنا منَ الأجرِ الواحدِ إن أخطأنا، وأن يكتُبَ لنا كمالَ الأجرينِ إن أصبنا. وننظرُ إلى إخواننا الذينَ سلكوا مسالكَ أخرى في الاجتهاد، فندعو اللهَ لهم بمثلِ ما دَعَونا لأنفسِنا، ثمَّ نمسكُ ألسنتنا عن قالةِ السّوء، وعن التّجريم، وعن التّخطيء، وعن التّضليلِ والتبديع في حقِّهم.

على الرّغمِ من هذا كلِّهِ نجدُ من يدخلُ إلى هذهِ السّاحةِ كما قلتُ لكم دخولَ الملاكمِ إلى ساحةِ اللعب، وبدلاً من أن يجتهدَ ويقولَ: لا أدري لعلّي أصبتُ أو أخطأت، يجعلُ من اجتهادهِ سيفاً بتّاراً إن استطاعَ قطَّعَ بهِ أوصلةَ الآخرين.

كلَّما جاءَ شهرُ ربيع اجتهدنا ورأينا أنَّ من الخيرِ أن نحتفي بذكرى مولدِ رسولِ الله، وأنَّ منَ الخيرِ أن نعودَ فننتعشَ بسيرةِ المصطفى عليهِ الصلاةُ والسّلام، سيَّما وأنَّ ملاهيَ الدُّنيا ومشاغلَها تُقيمَ بيننا وبينَ سيِّدِنا رسولِ اللهِ حواجبَ صفيقةً تجعلُنا ننسى صلتَنا بهذا السّيِّدِ العظيم، بهذا النّبيِّ المبجَّلِ خاتمِ الرُّسُلِ والأنبياء، نجتهدُ في هذا الطّريقِ ونقول: إن أصبنا فلنا أجرانِ بإذنِ الله، وإن أخطأنا فلن نحرمَ منَ الأجرِ الواحدِ على كلِّ حال. ولكنَّ إخوةً لنا .. يسخرون، وينكرون، ويبسطونَ ألسنتهم بما يخرجُ عن معنى الإسلام. يأتي من يقول: إنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وُلِدَ مرّةً واحدة، فمالكم توَلِّدونَهُ كلَّ عامٍ وكلَّ عامٍ كذا وكذا مرّة؟ وكلُّكم يعلمُ أنَّ هذا الكلامَ لا يمكنُ إدخالهُ في معنىً من معاني الدّين، إنّهُ كلامُ سخريةٍ في شكلهِ ومضمونه. هذا الذي يقولُ هذا الكلامَ يعلمُ تماماً أنّهُ إذا كانَ يقصدُ بالولادةِ المعنى الحقيقيّ، فإنَّ أيّاً من النّاسِ لم يزعُم أنَّ رسولَ اللهِ وُلِدَ أكثرَ من مرّة، وُلِدَ ولادةً واحدةً ثمَّ توفّيَ وفاةً واحدة، وليسَ هنالكَ أحدٌ ممّن يقيمُ الاحتفالاتِ بذكر سيدِّنا رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يزعمُ أنّهُ بهذا الاحتفالِ استولدهُ من أمِّهِ من جديد، لا لا، حتّى يناقشَنا هذا القائلُ بهذا الكلام.

بقيَ معنىً واحدٌ لهذا الكلام، ما هوَ هذا المعنى؟ أن نستولدَهُ بعقولِنا تذكُّراً، أن نستعيدَ ولادتهُ بألبابِنا تذكُّراً بعدَ نسيان، تذكُّراً بعدَ غفلة، فما الذي يضيرهُ وقد حالت كما قلتُ لكمُ الملهياتُ والمنسياتُ وحجبت ذكرى حبيبِنا عنّا عاماً كاملاً بما تعلمونَ من أسبابِ الملهياتِ الدّنيويّةِ وشواغلِها؟ ما الذي يقضُّ مضجعه؟ أن نمزِّقَ هذهِ الحُجُبَ في هذا الشّهرِ لنستولدَهُ ذكراً في عقولِنا، وذكراً في نفوسِنا وألبابنا، أَيسعدهُ وقد أُسدِلَت فيما بيننا وبينهُ حُجُبُ النّسيانِ وحُجُبُ الإعراضِ وحُجُبُ الاستغراقِ في الملهياتِ والمنسيات، حُجُبُ الاستغراقِ في الشّهواتِ والتّجارةِ والمالِ وما تعلمون، أيسعدهُ أن نبقى على هذهِ الحال؟ وأن لا نعودَ فننتعشَ بذكرى نبيِّنا محمَّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في كلِّ عامٍ مرّةً لعلّنا بهذا نقفزُ فوقَ هذهِ الحواجزِ فنبقى دائماً معَ رسولنا محمَّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الذّكرى؟ بل ما يضرُّهُ وماذا يضيرهُ أن نتجاوزَ ونقفزَ فوقَ مرحلةِ وفاتهِ فنكونَ معهُ وكأنّهُ لا يزالُ في حياتهِ ذكراً وتصوّراً وعيشاً مع أوامرهِ ونواهيه؟ ماذا يضيرُ في هذا؟

هب أنّنا اجتهدنا فأخطأنا، واجتهدتَ فأصبت، لماذا تضنُّ علينا بالأجرِ الواحدِ وقد أكرمكَ اللهُ بالأجرين؟ ثمَّ ما الذي جعلكَ تكذب بأنّكَ اطّلعتَ على الغيبِ فكنتَ أنتَ الحائزَ على الأجرينِ وكنّا نحنُ الحائزينَ على الأجرِ الواحد؟ لو أنّنا في هذهِ الدّنيا عرفنا من المخطئُ ومن المصيبُ إذاً لم تعد هذهِ المسألةُ مسألةً اجتهادية، لأنَّ الحقَّ قد اتّضحَ فيها، وليسَ معنى كونِ هذا الأمرِ وأمثالهِ أمراً اجتهاديّاً إلا لأنَّ الاحتمالاتِ المختلفةَ تدورُ من حولهِ فتتغشّاه.

وبذلك: فقد كانَ المصيبُ قابلاً لأن يكونَ مخطئاً، وكانَ المخطئُ قابلاً لأن يكونَ مصيباً، ورحمةُ اللهِ عزَّ وجلَّ وسّعت لنا هذهِ السّاحةَ لتضمَّ الجميعَ في دائرة ِ رحمته. فمالكَ تضيِّقُ هذهِ الرّحمة؟

وشيءٌ آخر: نحنُ نعلمُ أنَّ من قواعدِ هذا الدّينِ التي لم يختلف فيها العلماءُ قَطّ: أنَّ للمبادئِ وللأحكامِ المختلفةِ أحكامٌ ذرائعيّة، فرُبَّ أمرٍ مباحٍ تحوَّلَ إلى محرَّمٍ لأنّهُ آل إلى أن يكونَ ذريعةً لمحرَّم، وربَّ أمرٍ مباحٍ آلَ إلى مندوبٍ بل واجبٍ لأنّهُ أصبحَ ذريعةً لمندوبٍ أو واجب. الأشياءُ تُعطى أحكامَها عندما يسكت الشّارعُ عن أحكامها مباشرةً، حتّى الذّرائعُ المرتبطة بها، فإذا اجتمعَ النّاسُ لأمرٍ منَ الأمورِ ولم يكن للشّارعِ في ذلكَ نصٌّ قاطع، ننظرُ إلى النّتائجِ المنبثقةِ عن هذا الاجتماع، إذا كانت نتائج مخالفةً لدينِ اللهِ عزَّ وجلَّ تزجّهم في معصية، تحملهم على منكر، فإنَّ هذا المباحَ يصبحُ محرَّماً. أمّا إذا رأينا أنَّ هذا الاجتماعَ الذي لم تكن لهُ سابقةُ عهدٍ ولم يكن معروفاً لا في عصرِ الصّحابةِ ولا التّابعينَ ولا من بعدَهم، ولكنّا نظرنا فرأيناهُ يخرجُ نتائجَ ترضي اللهَ عزَّ وجلَّ في ساحةِ المندوباتِ أو في ساحةِ الواجباتِ فإنَّ هذا العملَ المباحَ يصبحُ مندوباً أو يصبحُ واجباً. قرأنا هذا في بحثِ الذّرائع، وأجمعَ عليهِ العلماءُ جميعاً، فلنفرض أنَّ احتفاءَ المسلمينَ برسولهم بدعةٌ لم ترد في الدّينِ قَطّ، ليسَ عليها نصٌّ لا في القرآنِ ولا في السّنّة، ولكن أليست لنا عقول؟ نتتبّعُ عن طريقِ عقولِنا نتائجَ هذهِ الاحتفاءات؟ منِ الذي يجهلُ منكم أنَّ هذهِ الاحتفالاتِ - سواءٌ عُقدت في بيوتٍ أو مساجد - من الذي يجهلُ أنّها أثمرت ثماراً طيّبةً عظيمة؟ ومنِ الذي يجهلُ أنَّ كثيراً من بيوتاتِ الشّامِ أكرمها اللهُ بالهدايةِ والرّشدِ بعدَ أن كانت غريقةً في بحارِ الضّلالِ والتّيهِ بفضلِ هذهِ الاحتفالاتِ أو سمِّها الموالدَ كما تحبّ.

إذاً: فنحنُ ننظرُ إلى اجتماعاتِ النّاسِ وإلى أعمالهم وأنشطتهمُ المختلفةِ حسبما ننتهي إليهِ من نتائج، هذهِ النّتائجُ هيَ التي تلوِّنُ هذهِ الأعمالَ إن بلونِ الطّاعاتِ وإن بلونِ المعاصي.

وشيءٌ أخيرٌ وأخير، وكم أودُّ أن لا نحتاجَ إلى إعادةِ هذا الكلام، نحنُ عندما نجتمعُ معَ إخوةٍ لنا في مسجدٍ أو في دارٍ نتلو سيرةَ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ما زعمنا يوماً منَ الأيّامِ أنّهُ عملٌ مسنونٌ نصَّ عليهِ الشّارعُ كصلاةِ الضّحى أو كصلاةِ الجمعةِ مثلاً، بل كنّا ولا نزالُ نقولُ هيَ أنشطةٌ اجتماعيّة، إلا أنَّ لهذهِ الأنشطةِ الاجتماعيّةِ آثاراً دينيّةً إيجابيّة، ولمّا رأينا أنَّ هذهِ الأنشطةَ لها آثارُها الدّينيّةُ المفيدة، وكنّا نحبُّ لديننا الخيرَ ولأنفسِنا الخيرَ من خلالِ هذا الدّين، لا واللهِ لم يكن لدينا اختيارٌ في أن نفتِّحَ السّبيلَ إلى هذهِ الاحتفالات، وإنّنا لنشعرُ أنّنا خونةٌ في حقِّ دينِنا أن نغلقَ أبوابَ هذهِ الاحتفالاتِ ونحنُ نعلمُ نتائجَها الإيجابيّةَ المفيدةَ في هدايةِ النّاس، في ترقيقِ قلوبهم، في ربطِ قلوبهم بنبيّهم محمَّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم، في انتهازِ الفرصةِ في الأمرِ بمعروف، بالنّهيِ عن منكر.

ولكنّي أعودُ فأقول: هب أنّنا اجتهدنا فأخطأنا، أليستِ المسألةُ مسألةً اجتهاديّة؟ فما لهؤلاء الإخوةِ يغلقونَ ساحةً فتحها الله؟ ثمَّ ما لهؤلاءِ الإخوةِ يحرموننا من أجرٍ أكرمنا بهِ اللهُ سبحانهُ وتعالى؟ ومالهم كلَّما جاءت مناسبة فتحوا بابَ فتنةٍ عن طريقِ سخرية، أو فتحوا بابَ سخريةٍ عن طريق تفتيلِ العضلاتِ العلميّة، ونعوذُ باللهِ من أن يتحوَّلَ العلمُ الذي أكرمنا بهِ إلى تفتيلِ عضلاتٍ كالملاكمينَ الذينَ يتصارعونَ في ساحةِ الملاكمة، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم...

ونعتذر عن رداء الصوت في الملف الصوتي كما وردنا بالأصل

تحميل



تشغيل

صوتي