مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 12/07/1991

مدلولات ضياع التاريخ الهجري .. واستبداله بالميلادي

الحمد لله ثم الحمد لله الحمد حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.

أما بعدُ فيا عبادَ الله:

لقد أظلّكم عامٌ هجريٌّ جديد، هوَ أساسُ مجدِ المسلمينَ وهوَ مصدرُ تاريخهم، وهوَ العمودُ الفقريُّ في وحدةِ التّاريخِ الإسلاميِّ وجمعِ شملهِ زَمَناً كما قضى اللهُ سبحانهُ وتعالى في جمعِ شملهِ مكاناً.

وبمقدارِ ما جعلَ اللهُ سبحانهُ وتعالى لهذا التّاريخِ من شارةٍ عظيمةٍ تدلُّ على أهمّيّةِ ماضي المسلمينَ وتدلُّ على تاريخِهِمُ الحضاريِّ وعلى ميلادِ وجودِهمُ الإنسانيِّ الحقيقيّ، فإنَّ المسلمينَ عامّةً أو إنَّ جُلَّ المسلمينَ في غفلةٍ كبرى عن هذهِ الحقيقة. إنَّ العامَ الهجريَّ الذي أتحدَّثُ عنهُ يتكوَّنُ من أشهرٍ هيَ قِوامُ هذا العامِ وأجزاؤهُ ككُلّ، والنّاسُ في غفلةٍ تامّةٍ عن هذهِ الأشهرِ التي هيَ العمودُ الفقريُّ لهذا العام. ثمَّ إنَّ هذا العامَ الهجريَّ من حيثُ إنّهُ كلٌّ متكرِّرٌ في كلِّ عامٍ هوَ الأساس، والذي يشكِّلُ الـمُنطَلَقَ الأوّلَ لوجودِ الأمّةِ الإسلاميّةِ بل لوجودِ دولةٍ إسلاميّةٍ فوقَ هذهِ الأرض، والنّاسُ أيضاً عن تصوُّرِ هذا الكلِّ في غفلةٍ تامّة. فلا هم يقدِّرونَ أشهرَ هذا العامِ قدرَها ويستوعبونَ بأفكارهم مرورها الواحدَ إِثرَ الآخر، ولا هم يقفونَ عندَ معالمِ مرورِ العامِ إثرَ العامِ في سلسلةِ هذهِ الأعوامِ الهجريّةِ لتذكِّرَهم هذهِ السّلسلةُ بوجودهم وعُمرِ وجودهم، ولتُذَكِّرَهم هذهِ السّلسلةُ بهجرةِ نبيِّهم محمَّدٍ عليهِ الصّلاةُ والسّلامِ وميلادِ وجودِ هذهِ الأمّةِ الإسلاميّةِ كدولةٍ فوقَ هذهِ الأرض.

لا المسلمونَ يتذكّرونَ أجزاءَ هذا العامِ شهوراً ولا يتذكّرونَ كلّيّاتِ هذا العامِ كحلقاتٍ متّصلة تشكِّلُ سلسلةً زمنيّةً واحدة، وهم بدلاً عن ذلكَ غارقونَ في بحارٍ متلاطمةٍ من التّقلُّبِ في حياةِ الآخرين، والتنفّسِ بهواءِ الأممِ الأخرى، والتّباهي بحضاراتِ الدُّوَلِ التي لا تمتدُّ أيُّ جسورٍ واصلةٍ بيننا وبينهم قَطّ.

الأشهرُ الـمُعتَدُّ بها في كتابِ اللهِ هيَ أشهرُ هذا العام، وكلُّكم يقرأُ في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ قوله: (إنَّ عِدَّةَ الشّهورِ عندَ اللهِ اثنا عَشَرَ شهراً في كتابِ اللهِ يومَ خلقَ السّماواتِ والأرضَ منها أربعةٌ حُرُمٌ فلا تظلموا فيهنَّ أنفسَكم وقاتلوا المشركينَ كافّةً كما يقاتلونكم كافّة واعلموا أنَّ اللهَ معَ المتّقين).

تلكَ هيَ الأشهرُ التي نوَّهَ بها كتابُ اللهِ عزَّ وجلّ والتي أقرّها سبحانهُ وتعالى في محكمِ تبيانه، ولكنَّ النّاسَ عن هذهِ الأشهرِ في غفلةٍ تامّة، بل إنّي لأعلمُ أنَّ في النّاسِ لا بل في المثقّفينَ من لو سألتَهُ أن يعرِضَ لكَ أسماءَ هذهِ الأشهرِ متسلسلةً تباعاً لم يجد سبيلاً إلى ذكرِها لكَ ولم يستوعِب عقلهُ حفظَها متتاليةً أبداً، ولكِنَّكَ لو سألتَهُ أن يُحَدِّثَكَ عن الأشهرِ الأخرى وأن يذكُرَ لكَ أسماءَها تباعاً متواليةً لقالَ لكَ: إنّها من البدهيّاتِ التي يعرفُها الأطفال. فعلامَ تدلُّ هذهِ الظّاهرة؟ تدلُّ باختصارٍ - ولا وقتَ للإطالة - على أنَّ نفوسَ هذهِ الأمّةِ لا تزالُ مناخاً صالحاً للاستعمار، وشرُّ الاستعمارِ ذكَ الاستعمارُ الذي تتهاوى بل تستخذي لهُ النّفوس، قابليّةُ الاستعمارِ هيَ الاستعمارُ الحقيقيّ.

ولو أنَّكَ سألتَ هؤلاءِ المثقّفينَ أيضاً عن هذا العامِ الهجريِّ الذي مضى وانصرم: كم عددُ أو ماذا يشكِّلُ العامُ الذي مضى في سلسلةِ الأعوامِ المدبرةِ من عمرِ هذهِ الأمّة؟ وماذا يشكِّلُ العامُ الجديدُ في هذهِ السّلسلة؟ لفكَّرَ وتأمَّلَ ثمَّ لم يأتِ من تفكيرهِ بشيء، ذلكَ لأنَّ الرّجلَ إنّما يحصي الأعوامَ الأخرى التي تتحدّثُ عن تاريخِ الآخرينَ وعن حضاراتِ الآخرين، أمّا ثيابهُ التي تعبِّرُ عن كيانهِ وعن حجمهِ وقالَبهِ فهوَ متبرِّءٌ منه، ويتحدَّثُ عن جغرافيةِ الأممِ الأخرى، وعن تاريخِ الأممِ الأخرى، وعن حضاراتِ الأممِ الأخرى، وكأنّهُ مستأجرٌ ليكونَ دلّالاً لتلكَ التّواريخِ ولتلكَ الحضارات، وكأنّهُ أجيرٌ ذليلٌ قيلَ لهُ: تعالَ فاحرس هذهِ المزرعةَ التي يملكُها عدوٌّ لك، ولسوفَ يعطيكَ في آخرِ النّهارِ بعضَ دريهمات مع صفعةٍ على يمينِ وجهِكَ وشِماله، ويقبلُ هذا الأجيرُ الذّليلُ مستخذياً ويجرُّ نهارهُ في أطرافِ هذهِ المزرعةِ يُحصي طولها وعرضها، ويحصي شجيراتها وتبائعَها، أمّا أرضهُ التي هيَ ملكهُ والتي هيَ ميراثهُ من آبائهِ وأجدادهِ فليسَ بينهُ وبينها أيُّ صلة، ولا يعرفُ لها من مصير، فضلاً عن أن يحافظَ عليها أو يرعاها، وفضلاً عن أن يكلِّفَ عينيهِ بأن يرسلَهُما بشيءٍ من المحافظةِ أو الدّرايةِ بتلكَ الممتلكات.

هذا هوَ واقعُنا المستخذي، هذا هو واقعُنا المتهالك على وجود الآخرين. أمّا نحنُ فأينَ وجودُنا؟

وجودُنا ولا أتحدَّثُ عن الوجودِ الفلسفيِّ الذي يتكلَّمُ عنهُ علماءُ الفلسفة، هذا شيءٌ موجودٌ في كيانِ كلِّ إنسان.. إنّما أتحدَّثُ عن الوجودِ الحضاريّ، الوجودِ الاجتماعيّ، ترى ما هو وجودِ هذهِ الأمّةِ حضاريّاً؟ ما هوَ وجودِ هذهِ الأمّةِ اجتماعيّاً؟ لا وجودَ لها قَطّ، وجودُها قد تحوَّلَ وأصبحَ ظلّاً لوجودِ الآخرين، وجودُنا الحضاريُّ الذي كانَ بالأمسِ مظلّةً تتّسعُ ثمَّ تتّسعُ حتّى تشملَ أممَ العالمِ ودُوَلَهُ أجمع. هذهِ المظلّةُ التي كانت مصدرَ اعتزازِنا بالأمسِ تحوّلت إلى ظلّ، تحوّلت إلى ظلٍّ تابعٍ ذليلٍ لوجودِ الآخرين.

قد يقولُ أحدُنا: إنّها التّجارةُ وإداراتُ الأعمالِ المختلفةِ الـمُناطةِ بذلكَ العامِ الميلاديِّ الآخر، بل تلكَ الإداراتُ تفرضُ علينا أن نكونَ متّبعينَ لتلكَ الأشهرِ الشّمسيّةِ الأخرى، فما الحيلةُ وإنَّ أعمالنا تفرضُ علينا أن نلتزمَ بذلكَ المقياسِ الزّمنيِّ الذي يملكهُ الآخرون، لا بهذا المقياسِ الزّمنيِّ الذي نملكهُ نحن؟ والجواب: وما هي الصّعوبةُ ستُحمّلُها لعقلِكَ في أن ترعى مصالحكَ الدّنيويّةَ وتغطّيَها بذلكَ التّاريخ؟ ثمَّ ترعى وجودَكَ الذّاتيَّ، وجودَكَ الحضاريّ، وجودَكَ التّاريخيّ، فتغذّيَ هذا الوجودَ بمعرفتِكَ لسلسلةِ هذهِ الأعوامِ الهجريّة، ولسلسلةِ أجزاءِ كلِّ عامٍ من هذهِ الأشهرِ القمريّة. وأيُّ ضيرٍ في أن تُحَمِّلَ عقلكَ هذهِ المعادلةَ الرّياضيّةَ التي ينوءُ بها الكبارُ والصّغارُ في تصوُّرِك؟ الطّفلُ في مدرستهِ يستطيعُ أن يستوعبَ هذا وذاك، ومع هذا فإنَّ الدّافعَ الذي يفجِّرُ في العقلِ طاقتهُ إنّما هو إيمانُ الإنسانِ بنفسه، فإذا كانَ الإنسانُ مؤمناً بوجودهِ الحضاريّ، مؤمناً بوجودِ أمّته، مؤمناً بمقاييسِ هذا الوجودِ الزّمنيّة، فإنَّ عقلهُ يكونَ تابعاً لهذهِ الدّوافعِ المعتدّةِ الكامنةِ بينَ جوانحه، وما أسهلَ عليهِ أن يجدَ تاريخَهُ الحضاريَّ ماثلاً أينما ذهبَ نُصبَ عينيهِ ومهما كانت مصالحهُ الدّنيويّةُ تقتضيهِ أن يعرفَ تاريخاً إضافيّاً ثانياً فإنَّ معرفَتَهُ لهذا التّاريخِ الإضافيِّ لا يمكنُ أن يكونَ ماسخاً في يومٍ من الأيّامِ لذاكرتهِ الحضاريّة، لا يمكنُ أن يكونَ ماسخاً في يومٍ من الأيّامِ لذاكرةِ عزّتهِ بتاريخهِ ودينهِ ونسبتهِ إلى نبيِّهِ محمَّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم.

أليسَ هوَ ممّن يقرأُ كتابَ الله؟ أليسَ هوَ ممّن يعتزُّ بتلاوةِ كتابِ اللهِ وفيهِ هذهِ الآيةُ التي تلوتُها عليكم؟ ألا يرى هذا الإنسانُ أولئكَ الآخرينَ الذينَ يعيشونَ تحتَ مظلّةِ الحضاراتِ الغربيّةِ الجانحةِ كيفَ يحفظونَ ثقافاتهمُ الدّينيّةَ وهم يعلمونَ أنّها ثقافاتٌ باطلة سخيفةٌ مهترئة، ومعَ ذلكَ يحفظونها، ومعَ ذلكَ يعتزّونَ بحفظهم لها، لأنّها وإن كانت من حيثُ كونها ديناً سخيفةٌ للغاية، إلا أنّهم يعتزّونَ بها تراثاً. المجامعُ الكنسيّةُ وتاريخُها لا يستمدُّ جزئيّةً منها عن ذهنِ واحدٍ منهم، التّواريخُ المنوطةُ بأحداثٍ دينيّةٍ متسلسلةٍ إلى يومِنا هذا محفوظةٌ في أذهانهم ولا يمكنُ لأيِّ عاديةٍ من العوادي أن تأتيَ على ذاكرتهم هذهِ بأيِّ نسيان، لماذا؟ لأنّهم يعتزّونَ بوجودهمُ الحضاريِّ بقطعِ النّظرِ عن الدّين. نحنُ نعتزُّ أوّلاً بدينٍ لا يمكنُ أن يُلحِقَ بهِ إنسانٌ ما في يومٍ من الأيّامِ تهمةَ أيِّ بطلان، نعتزُّ بدينٍ لا يمكنُ لأيِّ إنسانٍ أن يُلحِقَ بهِ يوماً ما معنىً من معاني الأسطورة، معنىً من معاني الشّرودِ عن موازينِ العلم، وهذا ما لا يملكهُ الغربيّون.

ثمَّ إنّنا نملكُ من تاريخِنا الإسلاميِّ معنى وجودِنا، إن كانت لدينا بقيّةُ أنفاسٍ من العزّةِ تصعدُ وتهبطُ وراءَ صدورِنا، فإنَّ هذهِ البقيّةَ – والله - ليست إلا من موروثاتِ هذا الدّين، ولولا امتدادُ بقايا هذا الدّينِ إلى نفوسِنا تجعلُنا نرفعُ رؤوسَنا عالياً بينَ الحينِ والآخر، لرأينا أنفسَنا وقد انعدمنا بينَ ماضِغَيِ الدّهر، ولرأينا أنفسَنا وقد ذبنا وأصبحنا سُحاقَةً تحتَ أقدامِ الأممِ والدُّوَل، وعواملُ ذلكَ متكرّرةٌ مرئيّةٌ كلَّ يومٍ هنا وهناك. ولكنّا على الرّغمِ من ذلكَ نملكُ ما نصنعُ بهِ الرّؤوسَ عالية. ترى ما السّرّ؟ بأيِّ ثروةٍ نرفعُ رؤوسَنا؟ وبأيِّ عزّةٍ نبقي على أنفسِنا؟ إنَّ العاملَ لذلكَ وهذا معروف: عاملٌ واحدٌ: أنّنا نملكُ ديناً كشفَ حضاراتِ العالمِ أجمع، واستبقى من ذلكَ كلِّهِ حضارةً واحدةً هيَ حضارةُ هذا الدّين. أنّنا نملكُ سرّاً بهِ تحوَّلت أشتاتُ هذهِ الأمّةِ إلى أمّةٍ واحدة. سواءٌ كانَ ذلكَ لغزاً في أذهانِ الآخرين، أو كانَ شيئاً مفسّراً ومُحلّلاً، لكنَّ هذا هو الواقع، وسرُّ ذلكَ يكمنُ في بعثةِ رسولِ الله، سرُّ ذلكَ يكمنُ في يومِ الهجرة، يومَ هاجرَ رسولُ اللهِ إلى المدينةِ وكانَ ذلكَ إيذاناً لبزوغِ شمسِ الدّولةِ الإسلاميّة، فوقَ أوّلِ أرضٍ إسلاميّةٍ وهيَ المدينة.

تاريخُنا هذا يتجسَّدُ في هذا العامِ الهجريِّ .. تاريخُنا يتجسَّدُ في إجماعِ الأمّةِ في عصرِ عمرَ بنِ الخطّابِ رضيَ اللهُ عنهُ يومَ اجتمعت كلمتهُم على أن يجعلوا تاريَخ أعمالهم، تاريخَ أفعالهم، الرّصيدَ الذي يحصي حركاتهم وسكناتهم ويجعلُها ثابتةً مستقرّةً في التّاريخ، يومَ أجمعوا على أن تكونَ شارةُ ذلكَ كلِّهِ متمثّلةً في العامِ الهجريّ، متمثّلةً في شعارِ هجرةِ المصطفى صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم من دارِ الكفرِ إلى دارِ الإسلام. ولكن يا عجباً، يا عجباً للمسلمينَ اليومَ الذينَ لا يكتفونَ بأن يُخضِعوا أنفسهم لسياطِ الذُّلِّ التي تتهاوى على ظهورهم من يمينٍ وشمال، بل يزيدونَ على ذلكَ أنّهم يخلعونَ ثيابهمُ التي أعزّهمُ اللهُ عزَّ وجلَّ بها، ويمثلونَ أمامَ أعدائهم هكذا في العراء، إن كانَ إجماعُ الأمّةِ قد رفعَ الرّأسَ عالياً وجعلَ من تاجِ هجرةِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ روحَ التّاريخِ الإسلاميّ، روحَ التّاريخِ الإسلاميِّ ورصيدها. فإنَّ في المسلمينَ اليومَ من يأتي فيقولُ: لا، بل لنجعل من يومِ موتِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ هذا التّاريخ.

عُمَرَ بنُ الخطّابِ وأصحابُ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يرفعونَ الرّأسَ عالياً بذلكَ اليومِ الذي أُقيمَ فيهِ أوَّلُ حجرٍ أساسيٍّ لبناءِ الدّولةِ الإسلاميّةِ فوقَ أوّلِ أرضٍ إسلاميّةٍ هيَ المدينة. وفي المسلمينَ اليومَ من يقولُ: لا، بل لنعتزَّ بذلكَ اليومِ الذي رحلَ فيهِ رسولُ اللهِ عن هذهِ الدّنيا. ترى ما البعدُ الذّليلُ الذي يكمنُ وراءَ هذا المصيرِ الذي تهاوت إليهِ هذهِ الأمّة؟ هذا ما سيجيبُ عنهُ التّاريخُ المقبل، ونسألُ اللهَ العفوَ والعافيةَ لأمّتنا، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهُ العظيم...

تحميل



تشغيل

صوتي