مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 26/02/1988

فتن خطيرة بين يدي قيام الساعة

الحمد لله ثم الحمد لله الحمد حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.

أما بعدُ فيا عبادَ الله:

إنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى أخفى ميقاتَ السّاعةِ عن عبادهِ جميعاً بل عن المخلوقاتِ كلّهم، واستأثرَ بعلمهِ وحده، ولكنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى أوحى إلى نبيّهِ محمّدٍ عليهِ الصّلاةُ والسّلام دلائلَ قربِ السّاعة، وأنبأهُ بعلاماتها وأشراطها. ونبّهنا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم إلى كثيرٍ من هذه الأشراط، ولا شكَّ أنَّ إخبارَ المصطفى صلى اللهُ عليهِ وسلّم بهذه الأشراطِ والعلامات التي ظهرَ كثيرٌ منها دليلٌ من أبهرِ الأدلّةِ على نبوّةِ سيّدنا رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم، وعلى أنّهُ إنّما كانَ يُخبِرُ بوحيٍ من اللهِ سبحانهُ وتعالى، لا بإلهامٍ ولا بفراسةٍ ولا غيرِ ذلك.

فلقد أنبَأَنا المصطفى عليهِ الصّلاةُ والسّلام أنَّ من أشراطِ السّاعةِ أن يكثُرَ الهرجُ والمرج، أي أن يقلَّ الأمنُ ويزولَ الطّمأنينة، وأن يتهارجَ النّاسُ ويتخاصموا ثمَّ يتقاتلوا، وتصبحَ الدّماءُ دماءُ المسلمينَ رخيصة. وأنبأنا صلّى اللهُ عليهِ وسلّم أنَّ من أشراطِ السّاعةِ أن تَكثُرَ الفِتَن، الفِتَنُ المختلفة، لا سيّما الفِتَنُ التي تدورُ رحاها على دينِ الإنسانِ المسلم، فهوَ ينظر إلى الحصنِ الذي يحصّنُ بهِ ذاتهُ ضدَّ شياطينِ الإنسِ والجنّ، فلا يرى هذه الحصونَ إلّا مهشّمةً مثقوبة، لا يستطيعُ الإنسانُ المسلمُ أن يحصِّنَ نفسهُ فيها، إن بحثَ عن لقمةِ طعامٍ طاهرةٍ من دَنَسِ الحرمة، ومن دَنَسِ ما نهى اللهُ سبحانهُ وتعالى عنه لم يكد يعثرُ عليها، وإن أرادَ أن يتّقيَ الشُّبُهات لا بلِ المحرّمات لم يكد يجدُ سبيلاً للتوقّي منها، وإن أرادَ أن يبتعدَ عن الرّبا وفرَّ عنهُ يميناً أو شمالاً لم يكد يجدُ مخلصاً من الرّبا، وصدقَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ إذ يقول: "يأتي على النّاسِ زمنٌ يأكلُ النّاسُ فيهِ الرّبا أجمع، فمن لم يأكل منهُ أصابهُ من غباره". ما أعجبَ هذا الكلامَ الذي يقولهُ رسولُ الله عليهِ الصّلاةُ والسّلام، ولكأنّهُ موجودٌ بينَ ظهرانينا، ولكأنّهُ يرى كيفَ أنَّ الرّبا قد تسلّلَ بأشكالهِ المختلفةِ إلى كلِّ دار، وإلى كلِّ منزل، وإلى كلِّ جيبٍ، وإلى كلِّ قرشٍ يملكهُ إنسان.

هذا بعضٌ من الفتنِ التي حدّثَ عنها رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم، ومنها الفتنُ التي تتسلّلُ إلى الأسرةِ وإلى المنزلِ والدّار، فلا يكادُ يستطيعُ الرّجلُ أن يكونَ قوّاماً على بيته، ما يكادُ يستطيعُ الرّجلُ أن يكونَ رقيباً على زوجهِ وأهلهِ وأسرتهِ وأولادهِ وبناته، ذلك لأنَّ شياطينَ الإنسِ والجنّ تتخبّطُ المثلَ الذي يريدُ أن يحميَ نفسهُ فيها، وتبدّدُ الحصونَ الدّينيّةَ التي يريدُ أن يحصّنَ نفسهُ وذرّيّتهُ وأسرتهُ فيها.

هذه الفتن التي أنبأَ عنها رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم هي بعضٌ من أشراطِ السّاعة، والحديثُ عنها طويل، وأحاديثُ هذه الفتنِ كثيرةٌ جدّاً، من بحثَ عنها رآها ووقفَ منها على العَجَبِ العُجابِ الذي يخبرُ بهِ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم، وليسَ محطُّ نظري في هذه الكلمة أن أسلّيكم وأمتّعكم بشيءٍ من هذه الأحاديث لأستثيرَ عجبكم، ولكنّي أريدُ أن أنبّه إلى سؤالٍ يطرحهُ السّائلُ ربّما، إذ يقولُ أحدنا: من أيِّ نافذةٍ تندلقُ هذه الفتن، على النّاسِ عامّةً وعلى المسلمينَ خاصّة؟ وما هو سببُ انتشارها بينَ النّاسِ كما ينتشرُ الوباء؟ والجواب: إنَّ هذه الفتن إنما تتسلّلُ من بابٍ واحدٍ بعدَ أن ينكسرَ ويتحطّم. هذا الباب: هو بابُ رقابةِ المسلمين لدينهم، ولأوامرِ ربّهم سبحانهُ وتعالى، فطالما كانَ المسلمونَ بكلِّ فئاتهم رقباءَ على أوامرِ اللهِ عزَّ وجلّ ينفّذونها، حرّاساً على وصايا ربِّ العالمين لعبادهِ يطبّقونها، فإنَّ هذه الفتن تكونَ بعيدةً عنهم، لا يشيعُ بينهم هرجٌ ولا مرج، ولا ينتشرُ وباءُ أيِّ فتنةٍ من الفتن لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ما جعلَ دينهُ الذي اختارهُ لعبادهِ إلا ليحصّنهُم ضدَّ كلِّ شقاء، وضدَّ كلِّ وباء، وضدَّ كلِّ فتنةٍ مهما كانَ مظهرها ومهما كانَ نوعها.

وعندما تدنو السّاعةُ رويداً رويداً، وعندما تأذن الدّنيا بأن تستجيبَ إلى أمرِ ربّها في أن تنطويَ وأن تقفَ عن مسيرتها طبقاً للمنهاجِ الذي رسمهُ اللهُ سبحانهُ وتعالى، فإنَّ النّاس يفتنونَ عن الدّينِ بالدّنيا، يفتنونَ عن أوامرِ اللهِ بأوامرِ الشّيطان، ويستدبرونَ وصايا الله بعدَ أن كانوا مقبلينَ إليها متمسّكينَ بها، فإذا أعرضوا عن وصيّةِ ربّهم وأعرضوا عن أوامرِ مولاهم وخالقهم الذي هو أرحمُ من كلِّ شيءٍ بهم، اندلقت إليهم الفتن، وتتابعت عليهمُ المشكلاتُ التي لا حلَّ لها، هذا هو السّببُ أيها الإخوة، كلُّ فتنةٍ من الفتن التي يتطوَّحُ فيها الإنسان ويبحثُ عن مخلصٍ لها فلا يجد، إنما جاءتهُ من نافذةٍ واحدة، هي نافذةُ: تركِ وصيّةِ اللهِ عزَّ وجلّ، والابتعادِ عن أمرهِ سبحانه والابتعادِ عن النّصائحِ والأوامرِ التي وجّها اللهُ سبحانهُ وتعالى إلى عباده.

وما أعلمُ أنَّ الإنسانَ يملكُ أن يجدَ دليلاً على أنَّ أعظمَ دواءٍ للإنسانيّة، وأروعَ علاجٍ لأدوائها وأمراضها إنّما يتمثّلُ باتّباعِ أمرِ الله واتّباعِ كتابِ الله. ما أعلمُ برهاناً يتّضحُ للعاقلِ على هذا، يتمثّلُ في أكثرَ من الفتن التي يراها الإنسانُ في هذا العصرِ من حوله، هذه الفِتَنُ وحدها دليلٌ على أنَّ الإنسانَ لا يصلحهُ إلا دينُ الله، ولا يسعدهُ إلا اتّباعُ أمرِ اللهِ عزَّ وجلّ، فإن شقيَ فلأنّهُ أعرضَ عن أمرِ ربّه، ولأنّهُ ابتعدَ عن منهاجِ مولاهُ وخالقه سبحانهُ وتعالى.

وإذا سألَ سائلٌ ما المخلصُ من هذه الفتن؟ وكيفَ الفرارُ منها؟ وكيفَ أتّقي من وبائها؟ فالجوابُ أيضاً واضح! ولقد سُئلَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم وهو يتحدّثُ عن هذه الفتنِ ويحذّرُ منها ويعلنُ أنّها علامةٌ من علاماتِ قربِ قيام السّاعة، قالَ لهُ قائلٌ: ما المخلصُ منها يا رسولَ الله؟ قالَ: "كتابُ اللهِ سبحانهُ وتعالى". ومعنى قولهِ "كتابُ الله": أي الانصياعُ لأمرِ الله، وليسَ معنى قولهِ "كتابُ الله": أي أن تشتروا نسخاً كثيرةً من كتابِ الله فتضعوها في جيوبكم أو تملؤوا بها زوايا بيوتكم، أو تجمّلوا بها أسواقكم ومكتباتكم. ليسَ هذا معنى كلامِ المصطفى عليهِ الصّلاةُ والسّلام، بل إنَّ نسخةً واحدةً من القرآن يمكن أن يهديَ اللهُ عزَّ وجلَّ بها أمّةً واحدة حتّى وإن لم تضف إليها نسخٌ أخرى، وملايينُ بل بلايينُ النّسخِ من القرآن يمكنُ أن لا تقوى على انتشالِ أمّةٍ من حمأةِ الضّلالةِ والضّياع عندما يكونُ اتّباعُ هذه الأمّةِ لهذه النّسخِ اتّباعاً شكليّاً، وعندما يكونُ اعتزازهم بهذه النّسخ اعتزازاً مظهريّاً، وإنّما المعنى الذي أمرَ بهِ رسولُ الله هو المعنى الذي أمرَ بهِ اللهُ عزَّ وجلّ، وماذا يقولُ الله: ((قد جاءكم من اللهِ نورٌ وكتابٌ مبين يهدي بهِ الله من اتّبعَ رضوانهُ سُبُلَ السّلام ويخرجهم من الظّلماتِ إلى النّور)). قفوا معي أمامَ كلمةِ يهدي بهِ اللهُ من اتّبعَ رضوانه، لم يقل: يهدي بهِ الله من جمَّلَ طباعته، يهدي بهِ اللهِ من استكثرَ وجوده، يهدي بهِ الله من تاجرَ بهِ مشترياً بائعاً، ما قالَ هذا، وإنّما قال: ((يهدي بهِ اللهُ من اتّبعَ رضوانه)).

أينَ المتّبعونَ لرضوانِ كتابِ اللهِ عزَّ وجلّ؟ أينَ الّذينَ يحرّمونَ حرامه؟ ويخضعونَ لواجباته؟ ويبتعدونَ عن منهيّاته؟

أينَ الذينَ إذا سمعوا قولَ اللهِ عزَّ وجلّ: ((يا أيّها النّبيُّ قل لأزواجكِ وبناتكَ ونساءِ المؤمنين يدنينَ عليهنَّ من جلابيبهنَّ)). إذا سمعوا هذا الأمر قالوا سمعاً وطاعة ونفّذوا الأمرَ كما أمَرَ اللهُ سبحانهُ وتعالى؟

أينَ الذينَ إذا سمعوا قولَ اللهِ سبحانهُ وتعالى: ((وأحلَّ اللهُ البيعَ وحرّمَ الرّبا)). قالوا: لبّيكَ اللهمَّ لبّيك، ها لقد طهّرنا بيوتنا وجيوبنا من الرّبا؟

أينَ الّذينَ إذا سمعوا قولَ اللهِ عزَّ وجلّ: (فإن تبتم فلكم رؤوسُ أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون).

أينَ الذينَ إن سمعوا هذا الكلام أخضعوا حياتهم كلّها بكلِّ أنشطتهم التّجاريّةِ والماليّةِ لهذا الكلام؟

أينَ الذينَ إذا سمعوا قولَ اللهِ عزَّ وجلّ: ((وأمُر أهلكَ بالصّلاةِ واصطبر عليها لا نسألُكَ رزقاً نحنُ نرزقكَ والعاقبةُ للتقوى)). قالوا لبّيكَ اللهمَّ لبّيك ها نحنُ قوّامونُ على أسرنا وأولادنا؟

أينَ الّذينَ إذا سمعوا قولَ اللهِ عزَّ وجلّ: ((يا أيها الذينَ آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها النّاسُ والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظٌ شداد)). وجفت قلوبهم، وذابت نفوسهم خشيةً وخوفاً من الله؟ وارتعدت فرائصهم وقالوا يا ربّ ها نحنُ أولاءِ حرّاسٌ على بيوتنا، أهلينا، بناتنا، أولادنا، ضدَّ كلِّ موبقةٍ وانحراف؟

اتّباعُنا لكتابِ اللهِ نُسِخْ، ليتحوّلَ إلى تجارةٍ بالمصاحف، اتّباعنا لكتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ مُسِخ ليتحوَّلَ إلى تهادٍ بنسخِ هذه المصاحفِ شكلاً، وكلّكم يعلمُ معنى هذا المسخ وما فيهِ من تلاعبٍ بدينِ اللهِ وخداعٍ لأمرِ اللهِ عزَّ وجلّ.

فيما مضى كانَ الواحدُ من أصحابِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم يمرُّ عليهِ عامٌ بل عامان حتّى يحفظَ سورتينِ من كتابِ الله، ويقولُ قائلنا: عامانِ ليحفظَ سورتينِ كالبقرة وآلِ عمران؟ ما هذا التّقصير؟ نحنُ نحفظهُ في أشهر! ولكن ما معنى حفظهم لكتابِ الله؟ ما من آيةٍ يمرُّ عليها أحدهم إلا طبّقها على نفسه وروّضَ كيانهُ على تطبيقِ أوامرِ هذه الآية، ثمَّ ينتقلُ منها إلى الأخرى فالّتي تليها فالّتي تليها. وإنّما كانَ معنى حفظِ أحدهم لكتابِ الله أو لسورٍ من كتابِ الله: حفظُ معاني هذه الآياتِ أن تضيّع، حفظُ أوامرِ اللهِ عزَّ وجلَّ أن تُهدَر. فكانوا يُهَنّؤونَ بهذا الحفظ لأنّهُ حفظٌ دقيق، حفظُ رعاية، أمّا نحنُ فنحفظ وهذا في أحسنِ الأحوال، هذا بالنّسبةِ لمن يحفظُ كتابَ اللهِ عزَّ وجلّ، وقليلٌ ما هم وهم أحسنُ النّاسِ في عصرنا اليوم نسبيّاً، إلا أنَّ هذا الحفظ لا يعدو أن يكونَ حفظاً لفظيّاً، وما هذا هو الاتّباعُ الذي أمرَ اللهُ عزَّ وجلَّ به؟

تعظيمُ حُرُماتِ الله شيءٌ ضيّعناه، تعظيمُ معنى كلامِ الله شيءٌ أعرضنا عنه، إنّي لأذكر قصّةَ ذلكَ الخليفةِ العظيم أوّلُ خلفاءِ بني عثمان (عثمان بن أرطغل) نزلَ ضيفاً عندَ صاحبٍ له، ولما جاءت ساعةُ الرّقاد أدخلهُ إلى الغرفةِ التي هيّأها له لينامَ فيها، ولـمّا أرادَ هذا الخليفةُ العظيمُ أن يرقد انخفضَ بصرهُ إلى شيءٍ معلّقٍ في جدارِ الغرفة ونظر وإذا هو كتابُ الله، وقفَ أمامَ هذا الكتاب خاشعاً معظّماً وتساءلَ في نفسهِ: (كيفَ أضطجعُ وأتمدَّدُ لأرقدَ في غرفةٍ فيها كتابُ الله)؟ لم يستطع هذا الإنسانُ أن يتمدّد، ولم يستطع هذا الإنسانُ أن يغمضَ عينه، وهيمنت عظمةُ كتابِ اللهِ على مجامعِ قلبه فبقيَ واقفاً إلى لمعةِ الفجر، واقفاً هكذا خاشعاً أمامَ كتابِ اللهِ عزَّ وجلّ هذا الإنسانُ بهذه الخشية عصمَ نفسهُ من الفتن. لا بل أكثر من هذا، فتحَ اللهُ أمامهُ معارجَ الصّعود وأعطاهُ اللهُ مفتاحَ خلافةٍ إسلاميّةٍ راشدةٍ امتدّت قروناً من الزّمن، هو الجَدُّ الأوّل لخلفاءِ بني عثمان، لكن كيفَ كانَ هذا؟ وبأيِّ ثمنٍ أولاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ ذلك؟ بتعظيمهِ لحرماتِ اللهِ عزَّ وجلّ، ذلكَ ((ومن يعظّم شعائِرَ الله فإنّها من تقوى القلوب)).

عبادَ الله: هذه الفتنُ التي يتطوّحُ فيها كثيرٌ من المسلمينَ اليوم: علامةٌ من علاماتِ قربِ قيامِ السّاعة، والمخلصُ منها: التّحصّنُ بدينِ اللهِ عزَّ وجلّ، فمن تحصّنَ منها بدينِ الله، وتمسّكَ بأوامرِ الله، واعتصمَ بمنهجِ كتابِ اللهِ وسنّةِ رسولِ الله: فإنَّ اللهَ يعصمه، وإنَّ اللهَ يبعدهُ عن عواصفِ هذه الفتن. أمّا من استشرفَ إليها فإنّها تُطوِّحُ به وتهلكه. أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم، فاستغفروهُ يغفر لكم..

تحميل



تشغيل

صوتي