مميز
EN عربي
الخطيب: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
التاريخ: 05/10/1984

آداب يفتقدها الدعاة والمدعوون إلى الله سبحانه وتعالى

الحمد لله ثم الحمد لله الحمد حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.


أما بعدُ فيا عبادَ الله:

علمتم مما ذكرناهُ مراراً وفي مناسباتٍ شتّى، أنَّ الدعوةَ إلى اللهِ سبحانهُ وتعالى هو العمودُ الفقريُّ في المجتمعِ الإسلاميّ، بل إنَّ الدّعوةَ إلى اللهِ سبحانهُ وتعالى هو لبُّ الدّين، ومن أساسِه وجوهره، وإذا فرغَ المتجمعُ من دعاةٍ إلى الله، مرشدينَ إلى دينِ الله عزَّ وجلّ، وقد آل هذا المجتمع إلى بناءٍ تهاوت دعائمهُ لا بدَّ أن يتهاوى هو الآخرُ من وراءِ ذلك، كيفَ لا وإنَّ ربّنا جلَّ جلالهُ ليقول: (ولتكن منكم أمّةٌ يدعونَ إلى الخير ويأمرونَ بالمعروف وينهونَ عن المنكر وأولئكَ هم المفلحون)، ويقولُ عزَّ وجلّ: (ومن أحسنُ قولاً ممن دعا إلى الله وعملَ صالحاً وقالَ إنني من المسلمين).

ولستُ أريدُ أن أتكلّمَ الآن عن أهميّة الدّعوةِ في حياةِ المسلمين، فقد تكلّمنا في ذلكَ مراراً، ولكنّي الآنَ أريدُ أن أتكلّمَ عن طرفٍ من آدابِ الدُّعاةِ إلى اللهِ سبحانهُ وتعالى، وعن طرفٍ من آدابِ المسلمين إذ ينصتونَ إلى الدّعوةِ إلى اللهِ عزَّ وجلّ.

إنَّ على الدّاعي إلى ربِّهِ سبحانه أن يعلمَ هذه الآداب ويلتزمها ويتمسّكَ بها، كما أنَّ على النّاسِ جميعاً الذين يتلقّونَ هذا الإرشادَ والتّوجيه أن يعلموا الآدابَ التي ينبغي أن يصطبغوا بها.

على الدّاعي إلى اللهِ عزَّ وجلّ ألا يجعلَ الدّعوةَ إلى دينهِ متّكئاً لغيبة، ولا وسيلةً لفتنة، ولا مجالاً لفضحِ من سترهمُ اللهُ سبحانهُ وتعالى في معاصيهم، فما ينبغي للداعي إلى اللهِ عزَّ وجلّ أن يُعلِنَ عن أسماء سترها اللهُ سبحانه، وما ينبغي أن يجمعَ بينَ الدّعوةِ إلى ربّه، وهو أمرٌ يأمرنا اللهُ عزَّ وجلَّ به، وبينَ الغيبةِ التي ينهانا اللهُ سبحانهُ وتعالى عنها. وقد كانَ سيِّدُنا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم أوَّلَ الدُعاةِ وسيِّدهم، فما كانَ يرفعُ سترهُم، وما كانَ يفضحُ أمرهم، وما كانَ يذكرُ العصاةَ بأسمائهم، وإنما كانَ من هديِهِ عليهِ الصّلاةُ والسّلام أن يقول: "ما بالُ أقوامٍ يفعلونَ كذا، ما بالُ أناسٍ يفعلونَ كيتَ وكيت". وقد خطبَ مرّةً فيما يرويهِ مسلمٌ وأبو داوودَ فقال: "لقد هممتُ أن آمرَ فتيتي فيأتوني بحزمٍ من حطب، فآتيَ أقواماً يُصَلّونَ في بيوتهم من غيرِ عذر، فأُحَرِّقَ عليهم بيوتهم".

فما كانَ المصطفى عليهِ الصّلاةُ والسّلام وهو يقومُ ليُنكِرَ منكراً، ما كانَ ليربطَ بينَ المنكرِ وأصحابهِ بأسماءَ صريحةٍ علانية، وإنما كانَ يقولُ: "ما بالُ أقوامٍ..".

ثمَّ إنَّهُ صلى اللهُ عليهِ وسلّم لا يبالِ أن تقعَ هذه الكلمةُ أينَ وقعت، ولا يبالِ ان تلتصقَ هذه الكلمةُ بمن كانَ أهلاً بأن تلتصقَ به.

من آدابِ الدّعوةِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ أيضاً: أن يكونَ الدّاعي إلى ربِّهِ سبحانهُ وتعالى حكيماً. وأن يكونَ مندفعاً إلى الدّعوةِ والإرشاد بسائقِ حبٍّ وشفقةٍ ورحمة، لا بسائقِ كيدٍ وضغينةٍ وغلظة. فإنذَ نبيّنا عليهِ الصّلاةُ والسّلام حذَّرَ كلَّ التّحذيرِ من هذا، وأرانا في هديهِ العمليّ وسلوكهِ التّطبيقيّ كيفَ ينبغي أن يكونَ الدّاعي إلى ربِّهِ شفوقاً بالناسِ جميعاً، بمن فيهم من العصاةِ وغيرِ العُصاة، بل بالمسلمينَ وغيرِ المسلمين. لأنهم جميعاً مرضى، والداعي إلى اللهِ عزَّ وجلّ يقفُ منهم موقفَ الطّبيب، فإن لم يكن الطّبيبُ شفوقاً على مرضاه، فكيفَ يستطيعُ أن يبحثَ لهم عن العلاجِ والدّواء؟ تلكَ هي خلاصاتٌ بل طرفٌ من آدابِ الدّاعي إلى اللهِ عزَّ وجلّ..

ولكنَّ هنالكَ آداباً أخرى ينبغي أن يتّسمَ بها النّاس الذينَ يستقبلونَ التّوجيه والإرشاد، ويصغونَ إلى النُّصحِ والأمرِ بالمعروفِ والنّهيِ عن المنكر..

على المسلمين - عصاةً كانوا أم مستقيمينَ على أمرِ الله ونهجه – إذا أصغوا بآذانهم إلى نصيحةِ ناصح، أو موعظةِ مُذكّر، أن يستقبلوا هذا النُّصحَ بقلوبٍ صافيةٍ مؤمنةٍ خالصةً عنِ الغشِّ والزّغل، وأن يُحطِّموا حظوظَ نفوسهم، وأن يكنسوا الطّريق مما بينَ آذانهم وأفواهِ هؤلاءِ المرشدين من عقباتِ العصبيّة، ومن صدود الأهواء الشّخصيّة المختلفة المتنوّعة، فإنَّ المسلم إذا كانَ قد حجبَ نفسهُ عن الدّاعي إلى اللهِ سبحانهُ تعالى بعصبيّةٍ، أو بأنانيّةٍ، أو بهوىً من الأهواءِ المختلفة، فإنَّ هذا الإنسانَ لا يمكنُ أن يستفيدَ من نصيحةِ النّاصحِ أبداً، مهما كانَ النّاصحُ مخلصاً لربّه، ومهما كانَ قريباً من مولاه، ومهما كانَ من الصّدّيقينَ والرّبّانيّين. بل لعلّهُ لو سمعَ تذكرةً من رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم وهو محصِّنٌ نفسهُ في سجنِ عصبيّته وأهوائه والانتصارِ لذاته، فإنّ هذه الكلماتِ النّورانيّة التي تخرج من فمِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم قد لا تلامسُ قلبه، وقد لا يتأثّرُ منها بشيء.

وذلكَ هو السّبب الذي من أجلِه لم يكن كثيرٌ من المشركينَ ليتأثّروا بنصائحِ المصطفى عليهِ الصّلاةُ والسّلام، فقد كانوا يضعون بينهم وبينهُ سدوداً، ما كانت هذه السّدود سدوداً من حجارةٍ ولا صخور، أهوِن بها من سدود، فإن الحجارة والصخور تناهلُ وتذهب، ولكنَّها كانت صخوراً من حظوظِ النّفس، صخوراً من العصبيّة، إذا وجدَ أحدهم أنَّ كلمةَ هذا النّاصح تصيبُ كيانه، وتهزُّ كرامته، لوى الرأسَ وأعرض، وذهبَ لا يلوي لأنّه وجدَ هذا الكلامَ يلسعُه، ولما كانَ الميزانُ الذي وَضَعَهُ هذا الإنسان بينهُ وبينَ النّاصح ميزانَ جسمه، ميزانَ أنانيّته، ميزانَ عصبيّته، فلا بدَّ أنّهُ سيحسُّ بهذا كلّه، بمقدارِ تبلّدهِ عن إحساسٍ آخر، لم يحسّ أنَّ هذه النّصيحةَ تعالجُ منهُ مرضه، لم يحسّ أنَّ هذه النّصيحةَ تنسكبُ على داءٍ في قلبهِ بالشّفاء، نعم يا عبادَ الله.

إذا وقفَ المرشد لينهى عن الغشّ وليحذّرَ المسلمينَ منه، ووجدَ بعضُ الجالسين أن هذا الكلام يتّجهُ إليه، فما ينبغي أن يغضبَ ويرتدّ، وما ينبغي أن تأخذهُ الغضبةُ الجاهليّة فيغضبَ ويتأثّر، فإنَّ مثلُ هذا التّأثّر يفقدهُ جدوى هذا الكلام، إذا وقفَ المرشد ليتكلّمَ عنِ الرّشاوي ومدى خطورتها، ومدى عِظَمِ وقعها وجريرتها في ميزانِ اللهِ سبحانهُ وتعالى، ثمَّ أحسَّ بعضُ السّامعين أنّ هذا الكلامَ مفصّلٌ على قدره، وأن هذا الكلامَ ربّما كانَ متّجهاً إليه، فأقامهُ الغضبُ ولم يُقعده، وربّما أعرضَ عن المكانِ فلم يعُد يغشاهُ ويعودُ إليه، وربّما أخذَ ينظرُ إلى هذا النّاصحِ بعدَ ذلكَ شزراً، فتعقّدت نفسُهُ منه، لماذا؟ لماذا كلُّ هذا؟

هل فضحكَ النّاصح فتحدّثَ عنك؟ هل انطلقَ النّاصحُ الذي نصحك بدافعٍ غيرِ دافعِ الشّفقة، غيرِ دافعِ أن يُحبَّ لك ما يحبُّ لنفسه، وإذا رأيت أنَّ مغبّةَ هذا الذي يُحذّرك موجودةً في كيانك، فلماذا لا تحمدُ الله على أنّهُ قد بعثَ إليكَ من ينبّهك، وأرسلَ إليكَ من يرشدك، فتشكرُ اللهَ ولا تشكر النّاس؟ اشكرِ اللهَ سبحانهُ وتعالى وقلِ الحمدُ لله الذي أرسلَ إليَّ من بصّرني بخطئي.

وإذا قامَ المرشدُ أو الخطيبُ أو النّاصح يحذّرُ من بدعةٍ في العقيدة، من بدعةٍ فيما يتعلّقُ بكبدِ الإسلامِ وجوهره، يتحدّث عن سوء حال من يتجرّأُ على اللهِ بالفتيا، ومن يتجرّأُ بالعبثِ بكلامه، فما ينبغي لأحدٍ من السّامعين أن تهزّهُ الغضبة، بدافعٍ من العصبيّة أو القرابة أو أيّ معنىً من هذه المعاني دونَ أن يضعَ في الميزان، ترى هل هذا الكلام صحيح؟

ترى هل هذا الذي يقولهُ هذا النّاصح كلامٌ صافٍ عن الزغل؟ سليمٌ في ميزانِ القرآنِ والإسلامِ وهديِ ذلك؟ لو أنَّ هذا الإنسانَ وضعَ عصبيّتهُ تحتَ قدميه، وأرادَ فقط أن يصغيَ إلى كلامِ هذا النّاصح ويضعهُ في الميزانِ كلمةً كلمة، لكنّهُ ميزانُ الرّؤيةِ الدّينية، ميزان الأحكام الإسلامية، لما غضب، ولما أخذتهُ العزّةُ بالإثم.

هذا الذي أقولهُ لكم أيها الإخوة إنما هو تجسيدٌ لمصيبةٍ عظمى نعاني منها جميعاً، ربّما يعاني الدّعاة من عدمِ التزامِهم للآدابِ التي أمرهم اللهُ بها، فعلى الدّاعي أن يكونَ بصيراً بأمره، متنبّهاً إلى خطرهِ وخطئه. ولكنَّ النّاسَ أيضاً يعانونَ من الجزءِ العظيمِ من هذا الدّاء، فما أكثرَ ما نشعر بالعصبيّة، وما أكثرَ ما نشعرُ بالغضبةِ التي لا تنبعُ لله، ولكنّها تنبعُ من حظوظٍ آسنةٍ عفنةٍ من حظوظِ النّفس.

حدّثني أحدُ الشّبابِ المسلمينَ الغيورينَ على دينِ اللهِ عزَّ وجلّ، أنّهُ سمعَ إنساناً يخطب ويفتي النّاسَ في الرّبا هكذا دونَ قيدٍ ولا شرط، ويقولُ لهم: ضعوا أموالكم في البنوكِ أو خذوها من البنوكِ ولا حرج وإثمكم على جنبي، وأخذَ هذا الرّجلُ يناقشُ هذا الإنسان ثمَّ جمعهُ ببعضِ أهلِ العلمِ في هذه البلدة، وناقشهُ هذا الرّجلُ العالم ثمَّ أوضحَ لهُ خطرهُ وخطأه، وقالَ لهُ الرّجل: اتّقِ اللهَ يا هذا، اتّقِ اللهَ يا أيها الشّيخ فبينكَ وبينَ قبرك مسافاتٌ قريبة، عد في الأسبوعِ الثّاني فحذّر النّاسَ مما قلت، وقل لهم لقد أخطأت والعائدُ عن خطئهِ ذو فضلٍ كبير، ولكنَّ هذا الرّجل الخطيب بدلاً من أن يعود فيستغفرَ الله من خطئه، عادَ ليبرزَ لظى نفسه، عادَ ليدغدغَ عصبيّتهُ وهواه، عادَ ليقول: لقد ناقشني فلانٌ ومضى بي إلى رجلٍ من أهل العلم فناقشتهُ وناقشني ولكنّي أعودُ لأقولَ إنَّ الحقَّ ما قلتُه، فلا ضيرَ أن تضعوا الأموالَ في البنوك أو أن تأخذوها من البنوك.

هذا الإنسان مسوقٌ في نصيحتهِ بدافعٍ من عصبيّته، ولا فرقَ بينهُ وبينَ السّامع الذي يصغي إلى نصيحةِ النّاصح بسائقٍ من عصبيّته، لا الدّاعي إلى الله ينبغي أن يلتفتَ إلى شيءٍ من حظوظِ نفسه، ولا المصغي إلى دينِ الله ينبغي أن يلتفتَ إلى شيءٍ من حظوظِ نفسه.

كيفَ نستطيعُ أن نعالجَ أنفسنا من هذا الدّاء ذي الشّطرينِ العظيمين؟ نعالجُ انفسنا من هذا الدّاءِ بعلاجٍ واحد، هو الإخلاص لدينِ اللهِ عزَّ وجلّ. وليست ثمّةَ حيلةٌ أمامي لأدلّكم على الطّريقِ الذي يوصلُ الإنسانَ إلى الإخلاص، الإخلاصُ سرٌّ يهبهُ اللهُ لمن يشاءُ من عباده، الإخلاصُ نورٌ يقذفهُ اللهُ عزَّ وجلَّ في قلبِ من شاء، فمن حرمهُ للهِ من هذا النّورِ فهو محروم، وأسألُ اللهَ ألا يحرمني ولا يحرمكم من هذا النّورِ القدسيِّ العظيم.

لكنَّ السّبيلَ إلى ذلك كثرةُ التّضّرُعِ إلى الله، السّبيلُ إلى ذلك كثرةُ الإلتجاءِ إلى الله، إذا رأيت أنني أحبُّ نفسي وأدافعُ عن ذاتي، وأدافعُ عن العصبيّةِ التي تعشعشُ في كياني فالأعلم أنني مريض، وإذا لم أجد سبيلاً إلى الخلاصِ من هذا الدّاء فلألتجئ إلى الله ولأشكُ إليهِ دائي ولأتضرّع إليه، فإنَّ اللهَ يجيبُ الدّعاء.

وإذا كانَ في النّاسِ أيضاً ممن يصغونَ إلى نصيحةِ النّاصحين، وإرشادِ المرشدين، يجدونَ أنفسهم يتألمون كلّما أصابتِ النّصيحةُ بسهمٍ جانباً منهم، يتألمون كلّما رأى أحدهم أنّهُ ربّما كانَ هو المعنيَّ بهذا الكلام، ليعلم هذا الإنسان أنّهُ يعاني من مرض.

لماذا تبحثُ في هذا؟ أأنتَ تعاني من هذه المعصيةِ أم لا؟ أقاربكَ يعانونَ من هذه المعصيةِ أم لا؟ هي معصيةٌ حقيقةً أم لا؟ إذا رأيتَ أنَّ الأمرَ هكذا إذاً فارفع يديكَ وقل: اللهمَّ العفوَ والعافية. ولا تضف إلى المعصيةِ التي تلبّستَ بها معصيةً شرّاً منها، أنتَ تعاني من معصيةٍ يُحذّرُكَ المرشدونَ منها، فتأبى إلا أن تضيفَ إليها معصيةً أخرى، هي الانتصارُ للذات، الانتصارُ للعصبيّة، تهجرُ المسجد الذي ذُكِّرَ فيهِ قريبُكَ أو ذُكِّرتَ فيهِ أنت بأمرٍ ما ينبغي أن يكون، معصيةٌ أخطرُ وأشدّ.

فإن لم تجد سبيلاً لأن نترفّع على حظوظنا، وأن نتغلّبَ على عصبيّاتنا، فلنضرع إلى الله ولنشبّث بأعتابهِ ولنقل: اللهمَّ لا طولَ لنا ولا حول ولكنّا نريدُ أن نكونَ مخلصينَ لدينك، نريدُ أن نتحرّرَ من عصبيّاتنا وأهوائنا فحرّرنا اللهمَّ من ذلك، ولسوفَ تجدونَ أنَّ اللهَ يجيبُ الدّعاء، ويجيبُ نداءَ السّامعين، إذا انطلقَ النّداءُ من قلوبٍ متحرّقةٍ صادقة، أسألُ اللهَ سبحانهُ وتعالى أن يجعلنا من هؤلاء، فاستغفروهُ يغفر لكم.

تحميل



تشغيل

صوتي