مميز
EN عربي

السلاسل: تاريخ التشريع الإسلامي

التاريخ: 07/03/2011

المدرس: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI

38- الظواهر الإيجابية للدور السادس من أدوار تاريخ التشريع الإسلامي

التصنيف: علم تاريخ التشريع

الدرس الثامن والثلاثون: الظواهر الإيجابية للدور السادس من أدوار تاريخ التشريع الإسلامي


خلاصة الدرس 38 تاريخ التشريع (الدرس الأخير)

مسألة واحدة تدخل في الإيجابيات:

وجود وظيفة الإفتاء في البلاد العربية والإسلامية من المظاهر الإيجابية في خدمة الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي من الأهمية بمكان لأن معظم الناس في المجتمعات الإسلامية إما عوام أو مثقفين لكنهم لا يستطيعون أن يعرفوا حكم الله تعالى في الكثير من المسائل فلا بد من رجوعهم إلى المفتي وعندما يكون المفتي عالماً وفقيها وورعاً وخائفاً من الله عزوجل .. أنعِم بهذه الوظيفة وهي من الأهمية بمكان , هذه هي وظيفة الإفتاء.

لقد تحدث علماء الشريعة الإسلامية عن الفتوى وعن شروط المفتي والعلماء الجدد أيضاً كتبوا في هذا فباختصار نقول أن المفتي في الأصل ينبغي أن يكون مجتهداً لا يقال عنه مفتٍ إلا إذا وصل إلى درجة الاجتهاد ولا يشترط الاجتهاد المطلق وإنما ضمن مذهبه فإن كان شافعي المذهب لكنه يملك ترجيح رأي الشافعي على رأي أبي حنيفة ورأي أبي حنيفة على الشافعي فهذا اسمه مجتهداً في المذهب, هكذا ينبغي للمفتي أن يكون.

قالوا: فإن لم يتيسر وجود المجتهد الذي نريد أن نبوّئه مركز الفتوى نأتي بإنسان في مكانه لكنه في الحقيقة لا يقال عنه مفتٍ حقيقة وإنما نسميه مفتياً مجازاً لأنه في الحقيقة ناقل.

يسأل زيد من الناس المفتي في الدولة عن موضوع ما فيراجع هذه المسألة في المراجع المعروفة ويكتب له الجواب ثم يقول أخيراً فيما نقله كما ذكره فلان في كتابه, إذاً هذا يسمى مفتياً لكنه ليس كالسابقين أي باجتهادهم.

مجتمعنا اليوم فيه هذه الوظيفة وهذا شيء جيد لكن لا يُتصور أن ما يسمى اليوم مفتياً كالذين كانوا من قبل مجتهدين هؤلاء في أحسن الأحوال ينقلون عمّن سبقهم في الفتوى.

الفرق بين الفتوى والقضاء

المفتي معلمٌ لحكم الله عزوجل عندما يُسأل عنه وليس له أن يتجاوز هذا الحد أما القاضي فهو منفّذ, فالقاضي يقضي ولا يفتي, فإن جاء إليه خصمان يسمع ويدقق ويحقق وربما رجع للمفتي حتى يعلم الحكم, وحين يستبين الحكم أمامه يعلن الحكم أنه كذا و كذا, وعندئذ يلتزم الخصمان بهذا الحكم.

وقد استقر القضاء وأصبح منفصلاً عن الدولة في عصر هارون الرشيد وهذه من مناقب هارون الرشيد وما يثنى عليه بسببه فقد كان أول من أوجد منصب قاضي القضاة ولا علاقة للقضاء إلا بهذه القمة فقد يحكم القاضي على الحاكم وعلى الوزراء فلا سلطة لهم على القضاء نهائياً فهذا الفصل بين القضاء وبين الدولة وإيجاد كيان للقضاء يتمثل في قاضي القضاة ثم في القضاة الذين هم تحت إمرته الذي أول من فعل ذلك هارون الرشيد رحمه الله تعالى.

والحمد لله رب العالمين ..

تحميل



تشغيل

صوتي
مشاهدة