مميز
EN عربي

السلاسل: تاريخ التشريع الإسلامي

التاريخ: 22/11/2010

المدرس: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI

26- الإمام أحمد بن حنبل: سد الذرائع.

التصنيف: علم تاريخ التشريع

الدرس السادس و العشرون: الإمام أحمد بن حنبل: سد الذرائع.


خلاصة الدرس 26 تاريخ التشريع الإسلامي.

نعود الآن إلى الحديث عن سد الذرائع :

المراد بالذرائع الأسباب فإن قلت لزيد من الناس دراستك للشريعة الإسلامية بدقة ستكون ذريعة لصدق التزامك بأوامر الله سبحانه أي أنها ستكون سبباً لذلك.

فكلمة سد الذرائع تعبير عن مصدر فرعي من مصادر الشريعة الإسلامية:

معنى هذا المصدر أن الشارع جل جلاله إذا كلفنا بأمر فكل ما يتعين سبيلاً إليه فهو أيضاً مأمور ومطلوب وكل ما نهانا عنه الشارع فكل ما يؤدي إلى ما نهانا الشارع عنه يصبح هذا الشيء أيضاً منهياً عنه فالوسيلة إلى المحرم حكمها حكم المحرم والوسيلة إلى الواجبات حكمها حكم الواجب والوسيلة إلى المباح حكمها حكم المباح لذلك سميت دلالة مبدأ سد الذرائع على الحكم دلالة فرعية.

موقف الأئمة من مبدأ سد الذرائع كمصدر تشريعي:

المذاهب الأربعة يأخذون بقدر معين من هذا المبدأ لكن الإمام مالك وأحمد رضي الله عنهم يبالغون في الأخذ به أكثر من الشافعية والسادة الأحناف رضي الله عنهم.

بعض الأمثلة:

الباري سبحانه وتعالى أمرنا بالتحابب والتآلف ونهانا عن التباغض فهاتان المسألتان أحكامهما داخلة في المقاصد الشرعية ومن الوسائل التي تحقق التحابب: التزاور وإكرام الضيف وغيرها من ما يغذي هذا المقصد من مقاصد الشريعة ليس لذاته وإنما لأنه وسيلة للتآلف, ونهانا الشارع سبحانه عن التباغض فكل وسيلة تغذي التباغض منهي عنها لأنها توصل إلى محرم.

ومن ما يسير التباغض أن يخطب الرجل على خطبة أخيه, والمساومة على شراء متاع يساوم فيه أخيه سداً للذريعة, والحقيقة أن هذا من الأمور التي ذكرها رسول الله عليه الصلاة والسلام وليس من الضرورة أن يكون الأمر قد نص عليه رسول الله أو جاء في القرآن فالمبدأ هُوَ هُوْ ونحن نسير على هذا المنوال.

النهي عن المنكر واجب والوسيلة هي اللسان فإذا رأيت منكراً ما وأردت أن تنكر على صاحب المنكر وغلب على ظنك أنك إن فعلت ذلك تسبب عن إنكارك هذا فتنة ومنكر أشد فقد يقتلك, أو أنت مثلاً تقوم بوظيفة هامة جداً مثل هذا العمل مثلاً أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالتعليم وغلب على ظنك أن إنكارك لهذا المنكر سيمنعك من وظيفتك آمرا ناهياً معلماً.. إذاً ننظر إلى المنكر الذي نريد أن ننهى عنه وإلى المنكر الذي سيتسبب عن سكوتي أيهما أشد وأخطر .

قطع هذا الدرس على الناس وقطع استمرار النصيحة أخطر من منكر يتعلق بشخص واحد إذاً نسكت عن هذا المنكر ولا ننهى عنه في سبيل أن لا يتسبب عن نهينا منكر أشد وأخطر... هذا الكلام اجتهاد يعتمد على مبدأ متفق عليه وهو سد الذرائع.. لكن إذا وجدت أن المنكر الذي تريد أن تنكر أخطر من المنكر الذي سيتسبب عن إنكارك فأنكر ذلك ولا بأس.

تحميل



تشغيل

صوتي
مشاهدة