أوروبا من التقنية إلى الروحانية...مشكلة الجسر المقطوع | محاضرة في فرنسا

كلمة الإمام الشهيد البوطي
بعنوان (أوروبا من التقنية إلى الروحانية...مشكلة الجسر المقطوع) في فرنسا
السبت 14 / 12 / 2002
ومما جاء في المحاضرة:
- (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) لا أدري لماذا أتخيل أن الأوربيين والفرنسيين بالتحديد هم هؤلاء الذين سيستبدلهم الله بالعرب ؟!!
- الجمال الذي تنشده الروح هو جمال الله الذي أقصيت عن شهوده إلى هذا العالم الأرضي وإنما تتوقف الروح عند صور الجمال الأرضية المتنوعة لأنها تذكرها بمصدر الجمال ومعينه والحب الذي يتوقد في أحاسيسها إنما هو حب الجميل الأوحد.
- كيف للإنسان الغربي أن يحقق التوازن المطلوب بين الغرائز المادية وسلطان الروح الذي لا تتحقق الكرامة والوظيفة الإنسانية بدونها؟
- نظرتي إلى واقع أكثر العرب يذكرني بطير النعام، رأت حجمها الكبير فاشتهت أن تكون كالبعير يحمل حمله ويؤدي وظائفه، والتفت إلى جناحيها فرغبت أن تكون كهذه الطيور التي تخفق بأجنحتها في جو السماء ولما لم يتأتى لها اتخاذ أي من القرارين تمزقت إمكاناتها بين الأمنيتين التين خسرتهما جميعاً.
- الحل هو أن ينبثق كتلة من المسلمين الذين وصفهم الله بالوسطية يشيدون إسلامهم على أساسي العاطفة الروحية والوعي العقلي ولعل تعاوناً يتحقق في مثل هذا المجتمع الأوروبي بين الصفوة ذوي الاهتمام الحقيقي بالإسلام من الأوربيين والصفوة ذوي الدراية الإسلامية الواسعة والالتزام الصادق به من المغتربين المسلمين فإن هذين الفريقين إذا وجدا ثم تعاونا بجد وإخلاص ستتكون منهما نواة لمجتمع تزدهر فيه الإنسانية بدون خداع ولا تمييز في ظل حضارة إنسانية إسلامية.