مقاتلة الحاكم قبل عشرين سنة

مقاتلة الحاكم عند الإمام البوطي قبل 20 سنة
مقتطعة من درس رياض الصالحين رقم 547 عام 1995
الإمام الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي
لا بد أن نقف وقفة تذكر وتذكير وتحسّر، على إعراضنا عن هذا الذي يقوله وينبهنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن هذا الذي يقوله وينبهنا إليه قبل رسول الله كتاب الله سبحانه وتعالى، يعني نحن نلاحظ أيها الإخوة أن نفس الإنسان وروحه هانت على كثير من المسلمين، لا نقول كل المسلمين، وكأن الروح الإنسانية غدت عبارة عن روح ذبابة، لا أكثر، طبعاً أنا لا أتحدث عن الذين يرفعون فوق رؤوسهم شعارات الظلم باعتزاز، هؤلاء ظلام وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا ظلاماً، وقطعوا مما بينهم وبين الله كل الصلات، أي أنني لا أتحدث عن هؤلاء الظالمين الذين ينفخون في نار الظلم في مسلمي البوسنة، لا أتحدث عن هؤلاء الظالمين الذين ينفخون نيران الظلم بين مسلمي الشيشان، لا أتحدث عنهم، هؤلاء ظالمون فعلاً، وارتضوا لأنفسهم هذا، وإن نعتوا أنفسهم بالديمقراطيين، وإن نعتوا أنفسهم بحراس حقوق الإنسان لكننا لسنا من الغباء بحيث نصدق هذه الشعارات التي تخفي نقائضها، على كل هؤلاء لهم مصالح في عاجلتهم ودنياهم في أن يحصدوا حياة الناس الآمنين المسالمين حصداً لأن مصالحهم الخاصة بهم تقتضي ذلك ولعن الله تلك المصلحة التي لا تتحقق إلا على جماجم الآمنين البرءاء لكن هكذا اعتقادهم، لكن أنا أتحدث عن مسلمين بايعوا الله ولا يزالون يبايعونه، مسلمين يسمعون كلام الله ويسمعون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمعون من يناشدهم ألا يا أيها الناس كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة، كفوا أيديكم عن القتال، حلوا هذا الاشتباك هنا وهنا وهناك، فلا تجد سامعاً، لقد أسمعت لو ناديت حياً، هؤلاء هم الذين نقول لهم هذ الكلام، ينبغي أن نذكر ثم نذكر ثم نذكر، رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة).
لمتابعة القراءة حمل الملف.