مميز
EN عربي

السلاسل: القرآن والحياة

التاريخ: 05/02/1978

المدرس: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI

6- الحلقة السادسة: العدالة الاجتماعية في الإسلام

التصنيف: علوم القرآن الكريم

التعبير بكلمة الغنى والفقر قد لا يتفق مع الواقع الذي صوره القرآن، وهو قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾ والتعبير القرآني دقيقٌ هنا؛ لابتعاده عن كلمة الفقر والغنى في ظلِّ قيام المجتمع الإسلامي؛ الذي لا يوجد فيه فقرٌ إلى جانب الغنى، لكن يوجد تفاوتٌ في الدخل.


وعندما نجد في المجتمع الإسلاميِّ فقراً فهذا نتيجةُ تقصير أفراد هذا المجتمع في تطبيق الشرع، ولو التزموا تطبيقه لسدت ثغرات الفقر، وتقاربت الرتب رغم وجودها.


وحكمة هذا التفاوت كما قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾ أي ليكون بعضهم عونًا لبعضٍ، فعندما أجد أن زيدًا من الناس عنده مهارةٌ بفلاحة الأرض، غيره عنده هوايةٌ في الاختراع، فهذا تنويعٌ، الحكمة منه أن يصبح أفراد الناس متعاونين متآلفين.


﴿سُخْرِيًّا﴾ ليست من السخرية، بل هو التسخير الطوعي، أي التآجر الإرادي العملي الذي ينطلق من قناعةٍ ورضىٍ، والإشكال أن يكون تفاوت الرتب مستلزمًا لهوان بعض الناس، واستكبار بعض الناس.


كلام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له) لا ينسف القاسم المشترك بين الناس، ألا وهو الاختيار، كأننا من هذا الحديث أمام شجرةٍ جذعها واحدٌ، وأغصانها شتى؛ أمَّا الجذع فالإرادة التي يتمتع بها الناس جميعاً، ثم بعد ذلك يتجهون إلى تنفيذ أوامر الله باختصاصاتٍ متنوعةٍ، والحكمة من ذلك أن يتلون المجتمع بألوانه التي يحتاج إليها.
نجد في مجتمع الصحابة أو التابعين أنَّ الحِرَف شتى، ولكنَّ الاحترامَ متبادلٌ، فالوظائف شتى في المجتمع الإسلامي، لكن لا ينبثق عنها التفاوت الذي يبث الذُّلَّ والمهانة بالنسبة لطبقةٍ، والاستعلاءَ بالنسبة لطبقةٍ أخرى.



تحميل



تشغيل

صوتي