مميز
EN عربي

الفتوى رقم #7343

التاريخ: 12/01/2011
المفتي: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI

نظرية التصميم الذكي

التصنيف: قضايا فقهية معاصرة واقتصاد اسلامي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله... ظهرت في المدة الاخيرة نظرية جديدة تتحدث عن اصل نشوء الكائنات و هي نظرية التصميم الذكي. تتلخص النظرية في ان الكون او الكائنات الحية بالتحديد لها مصمم و ليست ناتج لعمليات عشوائية كما يدعي انصار النظرية الدارونية, و تشدد النظرية على ان الكائنات الحية تحتوي على معلومات متمثلة في الحمض النووي، و ان المعلومات على مر التاريخ لم يعرف الانسان اي مصدر عشوائي لها, اي ان المعلومات في اي نظام في الكون يجب ان تنبع من ذكاء موجود مسبقا يقوم بادراج هذه المعلومات. و تأكد النظرية ان وجود آلات مصغرة داخل الخلية لا يمكن انتاجها الا دفعة واحدة و بمعلومات دقيقة و مسبقة موجودة منذ اول نشوء للخلية، لا يمكن شرحها بمفهوم التطور. ولكن النظرية لا تمانع او لا تتعارض مع بعض مفاهيم التطور و الانتقاء الطبيعي لدى الداروينيين. مع تأكيدهم على ان النظرية الداروينية نظرية ناقصة و غير مثبتة بالوسائل و الدلائل الكافية )خاصة في موضوع النشوؤ و الارتقاء( و ان التطور في الكائنات لا يشرح كيفية نشوئها و انبثاق المعلومات فيها. مع العلم ان معظم العلماء الداعمين لهذه النظرية من اهل الكتاب. سؤالي هو: هل يجوز للمسلم الاعتماد على هذه النظرية, كمنطلق علمي قابل للتجربة والمشاهدة, كبداية لاثبات وجود الخالق بطريقة معملية خاضعة للوسائل العلمية الحديثة، و طرف علمي آخر مضاد لنظرية التطور؟ او يجب الاكتفاء بالاتباثات العقلية و النقلية السليمة و عدم الخوض في مثل هذه البحوث العلمية المتخبطة النتائج؟ الرجاء التوسع في سرد الاساس الذي يجب اتباعه للخوض في مثل هذه الامور. و توضيح التأثيرات المحتملة عند اتباع المنهج العلمي المعملي في اثبات وجود الخالق و معرفة سر بداية النشأة. طالب متخصص في التقنية الحيوية و الهندسة الوراثية
كل نظريّة علميّة تطرح في مجال البحث, ليس في الإسلام ما يمنع من دراستها وإخضاعها للمناقشة والنقد, ولن توصل المناقشات العلميّة السليمة أصحابها إلّا إلى العلم الحقيقي والعلم الحقيقي ما كان في يوم ما مخالفاً لما قرّره كتاب الله. ولكن الشيء المحظور علميّاً, قبل أن نقول دينيّاً, هو أن نستسلم بعقولنا سلفاً لكل نظريّة تطرح للدراسة والنقد, قبل تمحيصها ومناقشتها.