مميز
EN عربي

الفتوى رقم #5531

التاريخ: 17/09/2010
المفتي: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI

العذاب للروح أم للجسد أم لكليهما

التصنيف: العقيدة والمذاهب الفكرية

السؤال

يرجى توجيه السؤال لفضيلة الدكتور محمدسعيد رمضان البوطي حفظه الله سيدي انتم قلتم في دروس العقيدة الاسلامية ان النعيم في الآخرة للجسد والروح والعذاب للجسد ومهمة الروح هي ايصال العذاب للجسد وان الروح لا ذنب لها كيف نوفق بين كلامكم هذا والحديث: أخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى سخط من الله و غضب قال : فتفرق في جسده فينقطع معها العروق و العصب كما يستخرج الصوف المبلول بالسفود ذي الشعب قال : فيقومون إليه فلا يدعونها في يده طرفة عين فيصعدون بها إلى السماء فلا يمرون على جند من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الخبيثة ؟جزء من الحديث 107 من المستدك الجزء الأول 1-لماذا تتفرق روح الفاجر في جسده فينقطع معها العروق والعصب اذا كان لا ذنب لها 2-لماذا وصفت الملائكة هذه الروح بقولهم ماهذه الروح الخبيثة ان لم تكن مذنبة 3-الم تقل في دروس الحب ان الروح تنعكس على الدماغ فيكون التفكير وعلى القلب فتكون المشاعر فكيف لا يكون لها علاقة بالذنوب 4-سيدي هذا سؤال ملح جدا أرجو الاجابة عنه لاني كنت أعتقد ان العذاب للجسد والروح معا وليس الروح وسيلة لايصال العذاب وهل اعتقادي هذا فيه مشكلة من ناحية العقيدة أن الروح تتعذب والجسد كذلك وان كان فيه مشكلة فما توبتها وهل حبط عملي بذلك الاعتقاد
حديث أحمد وأبي داوود والبيهقيّ والحاكم, كلّهم جاء لفظ: (اخرجي أيتها النّفس الخبيثة) ولم يرد بلفظ (أيّتها الروح الخبيثة). ثم تقول الملائكة في تتمّة الحديث: (ما هذه الريح الخبيثة) ولم يرد في أيّ من الروايات المعتمدة (ما هذه الروح الخبيثة). إذا تبيّن هذا فإنّ كلمة النّفس تأتي لخمسة معانٍ, منها الغريزة الحيوانيّة التي تخضع للتطوّر من أمّارة فراضية فمطمئنّة. ولا شكّ أنّها غير الروح... وليس ثمّة ما يمنع من أنّ النّفس التي بقيت أمّارة وارتحلت من الدنيا وهي أمّارة يخلقها الله في مظهر كائن, كما يُصوَّر العمل الصالح لصاحبه في مظهر كائن وكذلك العمل السيّئ. فتتلقى هذه النفس -سارية داخل كيان الجسد- العذاب الذي توعّد الله به. أما الروح المنسوبة إلى الله والهابطة من علياء الربوبيّة إلى الإنسان فمعاذ الله أن توصف بالخبث أو النتن وإنّما الريح هي التي توصف بذلك. وانظر مزيداً من التفصيل كتاب الرّوح لابن القيّم.