مميز
EN عربي

الفتوى رقم #30547

التاريخ: 06/02/2012
المفتي: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI

هل كل ما شاع من عادات بعد دفن الميت يعد بدعة

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

سيدي العلامة محمد سعيد رمضان البوطي السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بارك الله لنا في أيام حياتكم في هذه الفانية و جعل الجنة متقلبكم ومثواكم في دار الآخرة الباقية سيدي فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي , نحن في داغستان وجدنا آبائنا على عادة رأيناها عادة حسنة ، وهو أن أهل قرانا إذا مات فيهم أحد،اشتغل شباب القرية بتجهيز القبر, والكبار يجتمعون مع أهل الميت لتجهيز الميت و التعزية، وبعد انتهاء الأهل ومن يعينهم من غسل الميت وتكفينه, يجلس إلى جنب الجنازة 7-9-11 أشخاص ، ويقرؤن سورة الأنعام، وبعد ذلك قد يجتمع الجماعة من أهل القرية في حلقة ويهللون بـ لا إله إلا الله 1000 مرة بعد التشهد ثلاثا ثم الاستغفار ، ويحاولون أن يكون عدد المجتمعين لذلك 70 رجلا أو أكثر ليكون عدد التهليل 70 ألفا، وقد يكون الميت قد ترك الوصية بذلك وكذالك قد يكون قد ترك الوصية" بكفارة الإسقاط" تقليدا للإمام أبي حنيفة رضي الله عنه, وحتى إذا لم يكن هناك وصية يطلب وليه فعل ذلك كله من ماله الخاص , وكل ذلك قبل أن يتجهز القبر وقبل دفنه على رجاء من الله أن ينتفع الميت بذلك كله، ثم بعد ذلك كله وبعد صلاة الجنازة يذهبون بالميت إلى المقبرة ليشيعوا جثمانه ولا يتخلف أحد من الرجال ممن بلغوا الحلم، وقد يصل العدد إلى ثلاث مائة، وهناك يوزع الواحد أجزاء القرآن الثلاثين على ثلاثين شخصا لتحصل الختمة الكاملة للميت، وبعد الانتهاء من إهالة التراب يجلس قبالة وجه الميت إمام القرية أو أحد الصلحاء و يقوم بتلقين الميت بـ ( يا عبد الله ابن أمة الله الكريم أذكر ما خرجت عليه من دار الدنيا إلى دار الآخرة وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الجنة حق....) إلى آخر التلقين ، ويكرر ذلك 3 مرات، ثم يقوم من لقنه أو يطلب هو من الآخر أن يصب الماء على القبر ثم يرفع من صب الماء يديه ويدعو الله للميت ويؤمن الباقون، وبعد ذلك يقرأ سورة الفاتحة وأوائل البقرة وآية الكرسي و آخر البقرة: "لله ما في السماوات ..."وآخر الحشر و سور ة الملك أو سورة النبأ إذا كان بعد العصر, وإذا كان قبل الظهر يقرأ سورة يس ثم يستغفر الله عدة مرات ويهلل مائة مرة ويختم بالإخلاص والمعوذتين وفي النهاية يدعو ويسأل الله أن يوصل ثواب ذلك كله أو مثل ثوابنا إلى روح الميت ويختم الدعاء بالفاتحة ( يعني: اقرؤوا الفاتحة ), ثم عند الخروج من المقبرة يصطف الأقارب على جهة اليمين ويسلم عليهم ويعزي كل من يخرج من المقبرة، ثم بعد ذالك يزور أهل القرية قبر هذا الميت بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر ويقرؤن في كل مرة ما ذكرناه سابقا من القرآن حتى تنقضي ثلاثة أيام من دفنه، ثم يقوم ولي الميت بكلمة الشكر للحضور وبعد الثلاثة إلى الأسبوع أو أكثر يزور القبر من شاء من أهل القرية، ثم يبقى الأقارب يزورونه ما شاءوا. هذه كانت عادتنا حتى السنوات الأخيرة، ففي السنوات الأخيرة بدأ بعض الشباب الإنكار على بعض هذه الأفعال بحجة أنها من البدع المنكرة التي يجب إماتتها والتخلص منها, فهل يوجد يا سيدي فيما نفعله ما لا يليق فعله ويستحسن أن نتركه، وهل كان عندكم في السابق مثل هذه العادة؟
كل قراءة للقرآن توهب عن طريق الدعاء للميت، مشروع ومقبول عند جمهور الفقهاء، بشرط أن لا يتم ذلك مع اعتقاد سنة غير واردة، كأن يتم الاجتماع على قراءة سورة الأنعام عند القبر، مع اعتقاد أن رسول الله أوصى بذلك، فهذا غير جائز، لأنه يدخل في معنى الكذب على رسول الله. وكل صدقة توهب للفقراء عن روح الميت مشروعة ومبرورة عند جمهور الفقهاء، ثم إن كان الميت أوصى بها جاز ذلك بشرط أن لا يزيد مجموع ما أوصى به عن ثلث ماله، وإن كانت ذمته مشغولة بديون عليه أو بكفارة يمين أو إفطار أو نحو ذلك، وجب إخراج ذلك للمستحقين من أصل تركته قبل توزيعها على التركة. ولكن إن كانت ذمته بريئة ولم يكن قد أوصى بشيء، لا يجوز التصدق عن روحه بتركته التي آلت ملكيتها إلى الوراثة، إلا أن وافقوا جميعاً ولم يكن فيهم قصّر. إذن كل هذا الذي تسألني عنه إن كان منضبطاً بالقيود التي ذكرت، لا مانع منه بما فيه زيارة القبور. وأعود فأكرر لك بأنه لا يجوز استحداث طريقة في تلاوة سور معينة من القرآن، أو التصدق عن الميت بطريقة معينة دون ان يرد شيء من ذلك عن رسول الله، مع اعتقاد القارئين أو المتصدقين أنها سنة واردة عن رسول الله، أي أن المحرم هو اختلاق ما ليس له أصل منسوباً إلى رسول الله.