علة الحكم بنجاسة الوشم

إن الوشم بمعناه المعروف المتداول، هو إدخال مادة معينة (هي نوع من الكحل) داخل عروق الدم فيتلون ذلك المكان من الجسم بلونه، ونظراً إلى أن هذه المادة تتنجس باختلاطها بالدم، فالجسم يتنجس تبعاً لذلك. ولعلك تقول فإن الدم هو النجس الذي تسببت عنه نجاسة المادة المختلطة به، والجواب أن دم الإنسان جزءاً أساسي منه، فما دام سائراً داخل عروقه، لا تأثير لنجاسته ولا يحكم عليه بذلك لصعوبة التحرز عنه، كالبول الذي يكون متجمعاً في المثانة، وفضلات الأمعاء وإنما يسري الحكم بنجاسة ذلك بعد انفصاله عن الجسم. أما المادة الغريبة التي يتم إدخالها في عروق الدم، فيحكم عليها بالنجاسة وتسري أحكامها بمجرد ملامستها الدم. أما الوشم السطحي الشائع في المجتمعات الغربية والذي يعتمد فيه على الرسم والتلوين السطحي، فهو ليس وشماً بالمعنى المعروف الذي ذكرته لك، ولا يستلزم نجاسة إن لم تكن الأصباغ التي تستعمل له نجسة بذاتها.