مميز
EN عربي

الفتوى رقم #24983

التاريخ: 27/10/2011
المفتي: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI

صراع بين النفس وغرائز الجسد

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

شيخنا الفاضل محمد رمضان البوطي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب عمري ٣٠ سنة لاأصلي ولاأصوم فعلت الحرام بكل أنواعه من زنى وشرب خمر والذهاب الى الملاهي الليليه ولكن تركت هذه المنكرات من سنتين ولله الحمد تقربا من ربي لعله يغفر لي خطيئتي ولكن لدي مشكله الصلاة والصوم الى الآن لاأصلي ولاأصوم تعبت من كل شيء من هذه الحياة هموم وغم ونكد وديون وذل وضيق في رزقي حتى بات التوفيق في عملي يفارقني فأقع في مشاكل أكبر وأكبر ولكن يعلم ربي أن قلبي مليئ بمحبة ربي وأخجل منه كلما أدعوه ولكني مزاجي ومتقلب عندما تتعب نفسي لاأعرف ماذا يصيبني أكره كل فعل يقربني لله أستغفر الله ليس تكبرا أو تعاليا على الله ولكن نفسيتي غريبه حتى بت أكره نفسي وأشعر بأنني كافر وأن نهايتي نهاية كفر إن بقيت على هذه الحال وهذا ماأخشاه شيخي قلبي معلق بالله وأنا معترف بذنوبي له ولكني كلما عقدت النية على الصلاة والصوم يأتي وقتهم فلاأفعلهما رغم أمنيتي بأن أفعلهما وبسبب تقصيري نفسيتي مدمرة تماماً قرأت خطبتك هذه الجمعه وأتاني شعور بأني أنا المقصود بها ودمعت عيناي وأنشطر قلبي مع كل حرف شيخي ماذا أفعل والكسل ونفسي والشيطان وهواي متلازمون معي ماأردت سؤاله بعد هذا الكلام هل أنا كافر بكل ماتحمل الكلمة من معنى وهل يجب أن أذهب الى شيخ ليلقني الشهادة على حسب مافهمت فإنني خارج الملة بهذه الحاله والعياذ بالله رغم أنني أستصعب الذهاب لأي شيخ والإعتراف بكل ماذكرت ولكن بعد المسافة وعدم معرفتنا ببعض أكسبني جرأت الكتابة والإرسال لك فمن أنا بالله عليك بعدما قرأت أنت كلامي نفسي متمنية أن يلتزم جسدها بطاعة الله والجسد يرفض مع تحياتي لك ياشيخنا الفاضل
لا يا أخي أنت مسلم، بل مؤمن أيضاً إن شاء الله، وحسبك دليلاً على إيمانك تأثرت وحزنك وبكاؤك ألماً لما تشعر به من سوء حالك. أما علاج حالتك هذه فهي أن تغير الجو الاجتماعي الذي يحيط بك وأن لا تصاحب إلا الأخيار المستقيمين الذين يعينونك على الاستقامة، ويذكرونك بالله. وإن المناخ الاجتماعي له تأثير كبير سلباً أو ايجاباً. وعلاج آخر لا يقل أهمية عن الأول، وهو أن تكثر من التضرع والالتجاء إلى الله تشكو إليه حالك هذه، أي أشك إليه حالك هذه كما تشكوها إليّ، واذكر أنني عبد مثلك لا أستطيع أن أنتشلك مما أنت فيه، ولكن الله على كل شيء قدير، ولسوف يستجيب دعاءك إن أنت أكثرت من التضرع بين يديه في أوقاتك الخاصة وثابرت على ذلك، ولسوف تأتيك الاستجابة بدون شك.