رؤية هلال رمضان

إن ما جرى في هذا العام من الخلاف هو أمر متوقع. ولكن الذي لم يكن متوقعاً هو أن يعلن البعض من خلال جهة علمية فلكية متخصصة أن من المستحيل أن يرى الهلال مساء يوم الخميس ( بحيث يكون يوم الجمعة أول أيام رمضان ) ثم يصدر مثل هذا الإعلان عن جهة فلكية متخصصة من بلد آخر ثم من بلد آخر ثم من مؤسسة فلكية عالمية معتمدة عالمياً بالمعنى نفسه ثم مع ذلك تعلن تلك الجهات ثبوت رؤية الهلال مساء الخميس. إن هذا الإعلان عندي بمثابة ادعاء أن يكون شروق الشمس المألوف في ساعة محددة لهذا اليوم ثم يدعي أحدهم أنه – سبحان الله – قد أشرقت الشمس بخلاف المتوقع قبل موعد شروقها بعشر دقائق. هذا مخالف للسنن الإلهية فقد قال تعالى: والشمس والقمر بحسبان وقال: وكل شيء عنده بمقدار. وتحطيم لمصداقية علم له أسسه وقواعده المعتمدة. والأغرب من ذلك أن يحمل البعض على من مضى على وفق القواعد العلمية ومقررات المؤتمرات الفقهية في هذه المسألة متهماً إياه بالتبعية لمذهب مخالف أو بلد مخالف !! بوسع السائل أن يرجع إلى شبكة الانترنيت ويتأكد من صحة المعلومات التي أذكرها هنا. على كل حال إن دخول مسألة ثبوت الشهر برؤية الهلال ليست جديدة فقد ألفناها منذ أكثر من خمسين عاماً. ومع ذلك فإنه لا يسعنا إلا أن نقول: نسأل الله أن يتقبل من الجميع وأن يرزقنا العلم والإخلاص في شتى أعمالنا، وأن يجنبنا التخاصم من أجل دين قال لنا: ولا تنازعوا . وقال: فأصلحوا بين أخويكم .