مميز
EN عربي

السلسلة: تاريخ التشريع الإسلامي

المدرس: العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي
التاريخ: 22/03/2010

4- أسباب الخلاف بين الصحابة في الشطر الثاني من الدور الأول

التصنيف: علم تاريخ التشريع

الدرس الرابع: أسباب الخلاف بين الصحابة في الشطر الثاني من الدور الأول


خلاصة الدرس الرابع: تاريخ التشريع الإسلامي.

تتمة أسباب ظهور الخلاف بين الصحابة في الأمور الاجتهادية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم:

السبب الخامس: هجرة الكثير من الصحابة من الجزيرة العربية بعد أن كثرت الفتوحات، فهؤلاء الذين تفرقوا كان تفرقهم سبباً في عدم تيسير الاجتماع ليتداولو في المسائل المستجدة. فكل منهم يتلقى مشكلات وهذه المشكلات جعلتهم يختلفون بسبب تفرقهم بعضهم عن بعض لكن اجتهاداتهم كانت مقبولة قولا واحدا.

السبب السادس: ظهور مشكلات لم تكن موجودة في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجدت بعد وفاته، بسبب اتساع الفتوحات الاسلامية وهناك عادات وأعراف غير العادات والأعراف الموجودة في الجزيرة العربية. وهناك مشكلات اقتصادية أو اجتماعية أو حتى دينية ربما ,هذه المشكلات اضطر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضعوها في ميزان الرؤية الاجتهادية.

الاختلاف مظهر غنىً في الشريعة الاسلامية أم مظهر فقر وإشكال ..؟

لا .. هو مظهر غنى , لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم في حياته عندما كان يجتهد بعض الصحابة إذ كانوا بعيدين عنه لم يوبخ أياً منهم, وقد دلّ على هذا موقفه من أصحابه رضوان الله عليهم يوم بني قريظة فقد أعلن المصطفى عليه الصلاة والسلام بعد غزوة الأحزاب أن" لا يصلين أحدكم لعصر إلا في بني قريظة" وفهمهم لمراد النبي صلى الله عليه وسلم.

فاختلاف علماء المسلمين في المسائل الاجتهادية من هذا القبيل تماماً الكل مثابون والباري سبحانه وتعالى يكرم هذا وهذا, صحيح أن المخطئ المجتهد له أجر والمصيب له أجران لكننا الآن لا نعلم من هو المخطئ ومن المصيب ولربما أعطى الله سبحانه وتعالى الأجرين لكل منهم ، وفضل الله سبحانه وتعالى لا يحد.

ومن يقل إن الاختلاف بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرة مرضية و.. الخ .. فهذا نوع من الدسيسة التي ينشرها الحاقدون على شريعة الله سبحانه وتعالى.

أضيف إلى هذين المصدرين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدراً آخر للتشريع..؟ هو الاجماع..

قضايا اجتهادية خلافية أمكن أن يلتقي المختلفون فيها فيتذاكروا ويتناقشوا وإذا بهم اتفقوا جميعاً على رأي اجتهادي واحد ثم إننا إن نشرنا خبر هذا الرأي الاجتهادي الواحد في الجزيرة العربية وغيرها وكل أصحاب رسول الله الموجودون سمعوا نبأ هذا الأمر الاجتهادي وكلهم اتفقوا أصبح اسمه اجماعاً وهذا الاجماع قوته مثل قوة النص القرآني الواضح الدلالة, لأن هذا الاجماع لا يمكن أن يتم إلا على أساس دليل جمعهم على رأي واحد.

تحميل



تشغيل

صوتي
مشاهدة