الفتوى رقم #7767
التاريخ: 02/01/2011
المفتي: العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي
أسئلة في العقيدة حول كتاب كبرى اليقينيات الكونية
التصنيف:
العقيدة والمذاهب الفكرية
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الإمام العلّامة: محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله تعالى:
ذكرتم في كتابكم (كبرى اليقينيات ص 163) في قضية (الكسب) عندما ضربتم المثل (بكتابة اليد) وقلتم ما نصّه:
"فحينئذ يأذن الله تعالى للقوة التي أودعها في يدك أن تلبي وللشرايين والأوردة أن تساعدك على قصدك وللحبر أن ينساب كما تشاء وللورق أن يتأثر بذلك على النحو الذي تتحقق فيه الكتابة, وعندئذٍ تسمى كاتباً وينسب إليك كسب هذا الفعل, على الرغم من أن الله عزّ وجلّ هو الخالق له.. أي فالقصد والعزيمة والكسب منك (وذلك بسرّ الإرادة التي ركّبها الله في نفسك) وخلق الفعل وأسبابه القريبة والبعيدة من الله تعالى.. وإنما تكون المقاضاة والمحاسبة على القصد والكسب لا على خلق الوسائل والأسباب وخلق الفعل نفسه... إلخ".
الأسئلة:
لم أفهم سيدي عبارتكم (للقوة التي أودعها في يدك أن تلبي) حيث اختلط عليّ مفهومها مع عقيدة المعتزلة القائلين بأنّ الله أودع في الأشياء قوّة كالقطع في السكّين والإحراق في النار.. وضحوا لنا ذلك!!!
الجواب
الجواب: هذا تعبير غير دقيق, وكان المفروض تجنّبه كي لا يوهم الاتفاق مع المعتزلة في ذلك. ولكن ما يبرز الاحتراز عن مذهب المعتزلة في هذا أنّ القوّة المودعة لدى الإنسان عندهم لا تحتاج إلى أن يأذن الله لها بالفاعليّة والانطلاق. أمّا عند أهل السنّة والجماعة فعلى افتراض وجود قوة مودعة من قِبَل الله في الإنسان, فإنّه لا قيمة لوجودها إن لم يأذن الله لها بالفاعليّة. فوجودها عندئذٍ شكليّ مجرّد مادامت في مرحلة الاستعداد المتوقّف على إذن الله لها بالانطلاق.