الفتوى رقم #7081
التاريخ: 05/12/2010
المفتي: العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي
تأويل المكر بالنسبة لله سبحانه وتعالى
التصنيف:
العقيدة والمذاهب الفكرية
السؤال
هل يجوز القول أن الله يمكر مكرا يليق بجلاله وكماله له ملل يليق بجلاله وكماله يتأذى أذى يليق بجلاله وكماله وما حكم من يقول بهذا الرجاء الاجابة سيدي الفاضل
الجواب
نسبة القرآن المكر إلى الله في مثل قول الله تعالى: {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }آل عمران54, من قبيل المشاكلة, أي عاقبهم الله على مكرهم, فلم يكن للمكر الذي قصدوه أو خططوا له أي قيمة. وهو كقولك: لقد بيّت المجرمون شرّاً, فبيّت الله ما أعاد وبال شرّهم إليهم, ومن المعلوم أن التبييت هو تدبير الأمر بليل, وهو مستحيل في حقّ الله, ولكنّه تعبير عربيّ مألوف يأتي على سبيل المشاكلة. ونظيره قول أحدهم:
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبّة وقميصاً
ومن هذا القبيل قول الله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى}البقرة194, فمن المعلوم أن الاعتداء هو الظلم الذي يبدأ به المعتدي بدون موجب, أما مقابلة المعتدي بالعقاب فيسمى عمله معاقبة ولا يسمى اعتداء. ولكن البيان الإلهي عبّر عن معاقبة المعتدي بالاعتداء المماثل, على سبيل المشاكلة. فكأنه يقول: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بالعقاب جزاءاً وفاقاً على عدوانه.