مميز
EN عربي

الفتوى رقم #57767

التاريخ: 17/04/2018
المفتي: الشيخ محمد الفحام

لا ابتداع في صيغ الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما كثرت

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

هل الصيغ التي لم ترد في السنة مبتدعة

الجواب

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على الحبيب الأكرم الأعظم رسول الله وآله وصحبه وبعد, فإنَّنا لو تدبَّرْنا أي صيغة من صيَغ الصلاة على الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم تلك التي نَطَقَ بها أو خَطَّها أولئك المحبُّون للحبيب عليه الصلاة والسلام _لاسيما الإمام الجزولي في دلائل الخيرات_ لوجدنا أنَّ أحداً من السابقين أو اللاحقين لا يملك أنْ يُبَدِّع المصليَ على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, وذلك لِعِلَّةِ القاسَم المشتركِ في الْمُنْطَلَقِ فكلُّ ناطقِ بها يَبْدأُ بما أُمِرَ به في بيان الله تعالى القائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) وهنا أقول: فهل وجَدْتَ مُصَلِّياً على النبي صلى الله عليه وسلم يخرج في صلاته عن ذلك الأصل ؟؟؟ ثم إنْ سألتَني عمَّا يتبعُ ذلك من الصِّيغِ فالقولُ ما قاله أهل التحقيق مِن أنَّ المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم دائم التفاؤل بالإجابة في محراب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم, فهو حينما يُصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يضيف إلى الصيغة تعظيمَه للمُصلَّى عليه الذي أوَّلُ مَنْ عظَّمه مولاه سبحانه في بيانه المعظم الذي منه قوله: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ), فذلك أمر إيماني يُتَرْجِمُ فهم المصلي عليه عن الآمر ألا وهو الله, ثم الدعاء بصيغةِ الموقِنِ بالوصول إلى المأمولِ بحرمةِ الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لَمَّا قال له السائلُ من الصحابة: أأجعل صلاتي كلَّها عليك فأجابَه بقولِه: (إذن تُكْفَى همَّكَ ويُغْفَر لك ذنبُك) وهنا لا أعتقد ترك السؤال والدعاء مع الصلاة على خيرِ الأنبياء عليه الصلاة والسلام من أيِّ عاقل عرف قدر الحبيب بالخبر اليقيني من رب الحبيب. والآن تأمَّل معي هذه الصيغةَ المباركة لِسَيِّدي الفقيه المحدِّث الشيخ عبد الله سراج الدين كان لا ينام حتى يكررها ألف مرة وهي: (اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما صلاةً تفتحُ لنا أبواب الرضى والتيسير وتغلق بها أبواب الشر والتعسير أنت مولانا نِعْمَ المولى ونِعْمَ النصير) فهل تجدها خارجةً عن أيٍّ من الجائزات الشرعية من صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمٍ لجنابه الشريف ودعاء مجاب بين يدي محرابه المنيف؟؟ فاللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما صلاةً تشرح الصدور وتَغْمُرُ الفؤادَ بالسرور والحبور. ختاما؛ لا تنس أن تخصني بصالح دعواتك كلما صليت عليه صلى الله وسلم وبارك عليه.