الفتوى رقم #57562
التاريخ: 02/02/2018
المفتي: الشيخ محمد الفحام
الدافع الى النذر
التصنيف:
كفارات وأيمان ونذور وشهادات
السؤال
علماءنا الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما الحكمة من تشريع النذر؟ وهل هناك من حالات ينصح فيها بالنذر طلبا لتحصيل المراد ؟ بمعنى هل يمكن ان يمنع الله خيرا ما عن عبده لسبب ما فيعطيه اياه استجابة للنذر؟ افيدونا جزاكم الله عنا كل خير .
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد؛ فإنَّ النَّذْرَ شيءٌ ألزمَ العبد به نفسه بنفسه لا بإلزام ربه, بعبارة أشبهَ باليمين, فكان من الأدب الالتزام بما ألزمَ العبد به نفسَه لربه وفاءً. لذا قال الفقهاء: إذا نذر العبد شيئاً من القربات لزمه الوفاءُ به لقوله تعالى: (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) وقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: (من نذر أن يطيع الله فَلْيُطِعْهُ, ومَن نذر أنْ يعصيه فلا يَعْصِهِ) وعليه؛ فلا علاقةَ لأَمْرِ تحصيل المراد بقضية النذر, بل علاقتُه بأدبِ الوفاء إذا نذر وحصل المراد, وبذلك يُعلم أنَّ مولانا الكريم _وهو أرحم الراحمين_ يُعْطِي بنذرٍ وبغيرِ نذرٍ ولا رابط بين العطاء والنذر على الإطلاق, بل يستجيب له كُلَّما دعاه مضطراً, كما أنه لا يخيِّبُه إنْ شاءَ الله تعالى إذا نذر في لحظةِ كرب فمو أكرم الأكرمين وأوفى المعطين. والله تعالى أعلم