مميز
EN عربي

الفتوى رقم #57357

التاريخ: 12/11/2017
المفتي: الشيخ محمد الفحام

السابقون في هذه الأمة

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سيدنا الشيخ محمد الفحام قال الله تعالى في كتابه: والسابقون السابقون أولئك المقربون. فقد قال الحسن البصري: فأما السابقون قد مضوا ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من من أهل اليمين. وقد النبي صلى الله عليه وسلم : في قرن من أمتي سابقون. فكيف نوفق بين الحديث والآية المذكورة. وهل للأبدال نصيب من السابقون. وقد جعلت هذا السؤال خاصا خوفا من اشعال فتنة وتعلمون من أقصد. وجزاك الله عنا خيرا في شيخ.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ وبعد؛ فإنَّ التوافق بين الآية والحديث ظاهر لا إشكال فيه نعم! (ففي كلِّ قرنٍ من أمتي سابقون)؛ من الأمة المحمدية إلى قيام الساعة, والشيءُ الوحيد الذي يَحتاج إلى توضيح هو قول الإمام الحسن رضي الله تعالى عنه, ولعل القصد منه _واللهُ تعالى أعلم_ هو أنه لا يرى نفسه أهلاً لمثل ذلك المقام وكأنه يتكلم عن شأنه مترجِماً رؤيةَ التقصير مِن ذاتِه وعملِه وهذا شأنُ الربانيين في كلِّ وقتٍ من لَدُن الصدر الأول, ولو رُحْتَ تجولُ في تراجمِ الأوائل لوجدت ذات الرؤية مِن أنفسهم وما ذلك إلا لعظيم خشيتِهم وحقيقةِ معرفتهم, وذلك من كمالات الولاية كما قال العلماء فالكمال فيهم أنهم لا يرون في أنفسهم الكمال, ولا أدل على ذلك من قول أحدهم وقد أمسك بيده تبنة يا ليتني هذه التبنة, وقول آخر ليتني شاة تذبح ويفرق لحمها, وقول ثالث _وقد رأى طيراً يطير في السماء_ ليتني طيراً يطير في جوِّ السماء أي: لا لي ولا علي, وقول رابع يا ليت أمي لم تلدني, وقول خامس ياليتني كنت نسياً منسيا, وهم عَبْرَ الاستقراء مِن أقطابِ الأمة وخلاصةِ أوليائها, أجل! فلقد كان هذا حال الخلفاء الراشدين وأصحاب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. وعليه؛ فأقول: كذلك الأبدالُ, ثم إنَّه إنْ لم يكنِ الأبدالُ مِن السابقين فمَن؟ طِبْ نفساً فإنَّ أقربَ خلق الله تعالى إلى الله أشدُّهم تواضعاً لله أرأيت إلى مَن قيل في حقهم بهم تنصرون وبهم ترزقون وبهم يُرفع البلاءُ عنكم. فاللَّهُمَّ دُلَّنا عليهم وعَرِّفْنا على أهلِ خصوصيتك, واجعلنا على قدمهم آمين يارب العالمين. هذا والله تعالى أعلى وأعلم. ولا تنسني من صالح الدعاء.