الفتوى رقم #57242
التاريخ: 17/09/2017
المفتي: الشيخ محمد الفحام
تحري الحلال
التصنيف:
الرقائق والأذكار والسلوك
السؤال
سؤال لسيدي الشيخ محمد الفحام عافاه الله واطال لنا في عمره ...آمين اتاني عرض عمل ضمن فترة عيد الأضحى مع تاجر أغنام في دمشق بصفة محاسب وانا موظف أعيش على راتبي 39 الف واحتاج للعمل في اوقات فراغي والعطل ولدى ممارستي العمل شاهدت هذا التاجر يقوم بالغش في الوزن بشكل كبير ويقسم ايماناً كاذبة ويكذب بشكل كبير يغش جميع الزبائن والتجار. الحمد لله ليس لي اي علاقة بمعاملته او معاملة الزبائن. كان عملي يقتصر على تسجيل المشتريات والمبيعات فقط والجرد الأخير لاعطيه ارباحه. والان يعرض علي ان اعمل معه بشكل دائم بإجرة مغرية تقريبا عشرون الف ليرة في اليوم وطبعا عملي عنده لا يتعارض مع وظيفتي. السؤال : ان كان رزقه فيه حرام فهل أجرتي منه فيها شيء يغضب الله ؟
الجواب
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه, وبعد؛ فإنَّ تحريرَ لقمة الحلال أصل أصيل في أعمال المؤمن ومدخل جليل من مداخل اجابة دعائه كما أشار إليه سيد الأنبياء عليه الصلاة والسلام لسيدنا سعد: (ياسعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء)_أو كما قال صلى له عليه وسلم_ هذا؛ وإني لعلى يقين أن ذلك هو الدافعُ إلى سؤالك _زادك الله حرصاً_, فأقول وبالله التوفيق: إنَّ جوابَ المسألة على ثلاثة فروع؛ الأول؛ فيما يتعلَّق بتحري الحلال فإنْ كان ما يَسْتَثْمِرُه من الحرام أغلبَ حَرُمَ التعامُلُ معه وإنْ كان الحلالُ هو الأغلبَ كُرِهَ التعامل معه. الثاني؛ نُصْحُهُ وعدمُ الرضى بما يفعلُ ويأتيه مِن الغِشِّ فذلك فرضٌ لا يجوز إهمالُه, وإلا أثِمْنا جميعاً. الثالث؛ الالتزام بالقاعدة المعلومة لدى كلِّ مؤمن يخشى الله تعالى [المنكر إما أن تُزيله أو تَزول عنه] ولعل أكبرَ الظنِّ أنَّ مَن تسأل عنه قد استَمْرأَ أَكْلَ الحرامِ بالغشِّ فلا يَمْلِكُ الخروجَ عنه بحالِ وعليه؛ فهو أصمُّ عن إلقاء السَّمْعِ لقبولِ النصيحة.
وفي الختام؛ من ترك شيئاً لله عوَّضه اللهُ خيراً منه؟!
وفقك الله تعالى للعمل المرضي ويَسَّرَ عليك أسبابَ تقواه وأَرْشَدَكَ إلى سواءِ السبيلِ آمين, ولاتنس أن تخصني بدعواتك الصالحات المباركات.