الفتوى رقم #57213
التاريخ: 09/09/2017
المفتي: الشيخ محمد الفحام
مشكلتي: تمني الموت
التصنيف:
الرقائق والأذكار والسلوك
السؤال
السلام عليكم مشكلتي هي تمني الموت بسبب ما اصابني من هذه الدنيا واكدارها كثيرا ما دعيت الله بأن يأخذ امانته ولكن بلا جدوى حتى احيانا فكرت بالانتحار
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد؛ فبمقياس العقل مرفوضٌ ما ذُكِرَ, ذلك أنَّ الانتحارَ اختيارٌ للنُّقْلَةِ مِن سَيِّءٍ إلى أسوأ, أما في نظامِ أهلِ الإيمان فالمبتلى يَتَدَبَّرُ حكمةَ التقدير الإلهي أنه سبحانه ما قَّدَر عليه تلك الشدة إلا لِحكمَةٍ هو أعلم بها فالدواء في التسليم لصاحب التقدير أرحمِ الراحمين لِعلمه بمصلحة عبده, وفي الحديث: (إنَّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاء, وإنَّ الله تعالى إذا أحبَّ قوماً ابتلاهم, فمَن رضي فلَه الرضا, ومن سَخِطَ فله السُّخْط) /حديث حسن أخرجه ابن ماجه والترمذي/ وفي الحديث أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما يُصيبُ المؤمنَ من نصبٍ, ولا وصَبٍ, ولاهمٍّ, ولا حزَنٍ, ولاغمٍّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّرَ الله بها من خطاياه) /البخاري ومسلم/
ثم بكثرة الدعاء لاسيما بما علَّمَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم بعلمك الغيب, وقُدرتِك على الخلق, أحيني ما عَلِمْتَ الحياة وتوفني ما علمت الوفاةَ خيراً لي, اللهمَّ وأسألك خشيتَك في الغيب والشهادة, وأسألُكَ كلمةَ الإخلاصِ في الرضا والغضب, وأسألُك القصدَ في الغنى والفقر, وأسألُك نعيماً لا ينفد, وأسألُك قُرَّةَ عَيْنٍ لا تَنْقَطِع, وأسألُك الرضا بالقضاء, وأسألك بَرْدَ العَيْشِ بعد الموت, وأسألُك لَذَّةَ النظر إلى وجهك, والشوقَ إلى لقائِك, في غيرِ ضرَّاءَ مُضِرَّةٍ ولا فِتْنَةٍ مُضِلَّة, اللهمَّ زيِّنَّا بِزِينَة الإيمان, واجعلنا هداة مهتدين) /النسائي والحاكم/