مميز
EN عربي

الفتوى رقم #57007

التاريخ: 12/07/2017
المفتي: الشيخ محمد الفحام

وأخلص العمل فإن الناقد بصير

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سادتي اسألكم عن معنى الاخلص لله تعالى. ومعنى الشرك الذي ينبغي ان استيقنه واجتنبه. وهل اذا اردت الزواج واقصد بذلك التحصن اكون بذلك غير مخلصا لله تعالى؟ وكذلك اذا ارتديت ملابس جميلة وتعطرت ﻷجل ان يراني الناس نظيفا ولا يتئزوا مني اكون بذلك مراءيا؟؟ وهل اذا سعيت لكسب الرزق ولم ابتغي بذلك الا لقضاء حاجاتي من طعام ولباس وغير ذلك ولم اقصد بذلك في نفسي رضا الله لكني اتقيته ان اجني المال من الحرام فهل اكون بذلك مذنبا او عملي غير مقبولا من الله؟ وارجوا الله سبحانه وتعالى ان يعينكم الاجابة ويعيننا اتباع ما تعلمونا وحبذا لو ان تنصحوني بشيئ في ديني في هذا الزمان اتمسك به بشدة والحمد لله رب العالمين

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ أخي الطيب إنَّ كلَّ ماذكرتَ هو مِن القصودِ حميدٌ شرعاً لأنها لم تخرجْك عن إطارِ المقصد الأسنى مِن المطالب الشرعية فطالما أنك تُريد بعملك تطبيقَ الإسلام على ميزان هَدْيِ خير الأنام عليه الصلاة والسلام إرضاءً للعليم العلَّام, فأنت على متن الإخلاص إنْ شاءَ اللهُ تعالى واحفظْ هذا التعريفَ للإمام القشيري قال: [الإخلاص: أنْ يريدَ بطاعتِه التَقَرُّبَ إلى اللهِ تعالى دون شيءٍ آخرَ من تصنُّعِ المخلوقِ واكتسابِ محمدةٍ عند الناسِ أو محبةِ مدحٍ من الخلقِ أو معنىً من المعاني سوى التقربِ إلى اللهِ تعالى]. لذلك كان الميزان الدقيق في ذلك كلِّه قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى, فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله ومن كانت هجرتُه لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) ولما حذَّر صلى الله عليه وسلم من الكِبْرِ قائلا كما في الصحيح: (لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة مِن كِبْر) قال له أحدهم: يارسولَ الله! إنَّ الرجلَ يحب أن يكون ثوبُه حسناً ونعلُه حسنة, فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله: (إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمال, الكِبْرُ بَطَرُ الحق _جحودُه_ وغَمْطُ الناس _الاستهزاءُ بهم_) وفقك الله تعالى ورعاك وأيدك بالفهم والسداد وحباك آمين.