مميز
EN عربي

الفتوى رقم #56875

التاريخ: 12/07/2017
المفتي: الشيخ محمد الفحام

كيف نشكر الناس؟

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

كيف لمسلم أن يشكر الناس؟ أنا كنت مريضة بالسرطان و تعالجت بفضل الله بعد وقت عصيب و طويل. ظهر من الكثيرين مواقف نبيلة جدا لدرجة أني بكيت عندما رأيت منهم كل تلك المواقف الصغيرة الجميلة .كما ظهرت لي الاساءة من غيرهم. أريد اقامة حفل شواء صغير في منزلي لأدعو اليه كل من قدم لي يدا في محنتي. فكيف يجب علي شكر الناس علما أن بطبيعتي هادئة و لا أجبد الكلام اللطيف و المنمق . أيضا كيف أعتذر الى من هم قريبون مني بصلة الرحم و لكن أساؤوا لي كثيرا و تخلوا عني في محنتي و لا أرغب بدعوتهم

الجواب

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيد الخلق رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد؛ فإني لأحمد الله لكِ على تمام الشفاء وأسأله تعالى أنْ يجعل العافية مدخلاً جليلاً لمضاعفة الطاعة والتبتُّل والالتزام شكراً لربِّ الأنام في نظام هدي القرآن وسنة خير الخلق نبينا عليه الصلاة والسلام. ثم إنَّ أمْرَ الشكرِ للناسِ إنما هو خُلُقٌ نبويٌّ رفيع, وأدبٌ مصطفويٌّ هادف يجمعُ القلوب على نور السنة وضياءِ مكارمها, لكنِ المعيارُ في معرفةِ ذلك كلِّه قوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الطبراني في الأوسط: (من اصطنع إليكم معروفاً فجازوه فإنْ عجَزْتُمْ عن مجازاتِه فادعوا له حتى تعلموا أن قد شكرتم, فإن الله شاكرٌ يحبُّ الشاكرين) غير أني لا أوافقُكِ على ما اخترتِ من طريقة المكافأة, بل الأوفى أنْ تكافئي كُلّاً في وقته المناسب, فما مِنْ أحدٍ إلا ويتقلَّبُ في الحياة بين فرحٍ وتَرَحٍ, وشدةٍ ورخاء وهذا للشكر أوفى وللمودة أحفظ, وذلك طرفٌ من أطرافِ الشكر, أما الطرف الذي ما ينبغي أنْ تغفُلي عنه أبداً هو الدعاء لصاحب المعروف والثناءُ عليه مع ذكر فضله بين الناس, فذلك مِن أعظم الشكر له, ومعلومٌ أنَّ شُكْرَ الناسِ بِذكْرِ فضلِهم هو توجيهُ النبي صلى الله عليه وسلم لأنه شكرٌ لله تعالى فقد قال عليه الصلاة والسلام: (من لم يشكر الناس لم يشكر الله) أسأل الله تعالى لك دوام العافية.