مميز
EN عربي

الفتوى رقم #56864

التاريخ: 25/06/2017
المفتي: الشيخ محمد الفحام

مشكلة الكسل عن النهوض إلى الصلاة

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله... انا شخص في سن البلوغ، عندي مشكلة في التكاسل عن أداء الصلاة، ولكن ليس في تركها، بل في تأجيلها، أي أني أؤجلها إلى آخر الوقت، ولكن نيتي أن أصليها ، وإني لأصليها ، مرت علي فترة ما يقارب خمسين يوماً أو أكثر... كنت أؤجل صلاة العشاء، ولكني أنام بغير قصد بسبب تعبي، فلا أصليها... ما أعلمه أن تارك الصلاة متاكسلاً.. إن تاب وبدأ في الصلاة يجب عليه قضاء ما فات مهما كان(على حسب المذاهب الأربعة)، ولكن الفرق عندي أن المتكاسل لا ينوي الصلاة أصلاً، أنا مع تكاسلي ولكن كنت أؤجلها إلى آخر الوقت، وفي نيتي أن أصليها، في صلاة العشاء أثناء تأجيلي لها كنت أغفو وأنام دون قصد، فالفرق بيني وبين المتكاسل النية فقط، فهل علي القضاء؟؟ مع العلم أن عليّ أكثر كم خمسين صلاة، هذا سؤالي.... هناك البعض يقول لي أن صلاة التراويح تغني عن القضاء، أي أن أصليها بدلاً عن القضاء، فهل هناك أصل لهذا الكلام؟ فلم أسمع مثله من قبل.... وأخيراً هل يجوز قضاء هذه الصلوات -إن كان عليّ قضاؤها- مع إمام يصلي صلاة التراويح، أنا فرض وهو سنة، أنا بنية القضاء وهو بنية التراويح، هل يصح ذلك؟.... أفتونا سماحتكم، جزاكم الله خيراً ودمتم ذخراً للأمة...

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ وبعد, فإنه لاوجه للتبايُنِ بين نية المتكاسل عن أداء الصلاة والمتهاون بها, ذلك أنَّ القاسَمَ المشتركَ بينهما التقصيرُ في أدائها الوجيهِ والذي هو الإقامة التامَّة على مفهوم بيانه تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) نعم! الرسولُ الذي لما سُئِلَ عن أحب الأعمال إلى الله قال: (الصلاة على وقتها..) ونصيحتي _أخي الطيِّب_ أنْ تُلزم نفسَك بالصلاة على وقتِها ائتماراً بأَمْرِ الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ففي ذلك ضمانُ الشعورِ بالأُنْسِ ولَذَّةِ القرب والسَّكَنِ إلى حضرةِ المولى الكريم سبحانه, ولتَجِدَنَّ نفسَك بعد أيام في رحاب الالتزام الفطري دون عناء, واحْرِصْ على أنْ لاتَحْرِمَ نفسَك من ثَمَراتِ العبادةِ فإنها والله هي الحياة الهانئة ولا طعم للحياة أصلا بلاعبادة, بل ولاشأنَ للعبد من غير صلةٍ بالمعبود لأنَّ العابدَ مذكورٌ في ملأ الله الأعلى القائل في بيانه الجليل: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) أي ولَذِكْرُ اللهِ تعالى لكَ أيها المصلي في ملأه الأعلى أكبرُ من ذكركَ له وأنت تصلي له في ملأك الأدنى, فالعاقل لايعرض عن مولاه ومولاه يناديه في كل وقت وآن, بل وفي كل حال. أما سؤالكَ عن القضاء فلابد منه وذلك لتضافر الأدلة, أَهمس في سمع الروح منك فأقول: تُرى هل من الأدب البحث عن رخصة تُعْفِي تاركَ الصلاة من القضاء وقد شَرَّفَه مولاه بها, أم أنَّ عليه أدباً أنْ يَشْكُرَ الله تعالى لِقبولِ ذلك إذا تاب إليه واستعفاه سبحانه من إثم التأخير؟؟ هذا؛ ولامانع من الاقتداء بإمام التراويح بنية القضاء عند السادة الشافعية بل يجب تقديم القضاء على النافلة تفريغاً للذمَّة, وجائز عندهم اقتداء المفترض بالمتنفل. شمِّرْ عن ساعدِ الجِدِّ والعزمِ بالتوجُّه إلى خالقِكَ بالسلوك الزاكي والأدب الراقي لتَقْطِفَ ثمرَ عبادتِك, وتعيشَ أجواءَ ضيائِها, فأسأل الله تعالى لي ولكَ تمام العافية مع كمالِ العفو آمين.