مميز
EN عربي

الفتوى رقم #56094

التاريخ: 14/12/2016
المفتي: الشيخ محمد الفحام

الشيخ المربي .. شروطه .. وتحصيله

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

في زمننا دائما الشيوخ لا يملكون الوقت وينتقلون من مسجد لمسجد لاعطاء الدروس فكيف يكون اتخاذ شيخ مربي هل يكون بملازمته طوال الوقت ام بحضور مجلس او مجلسين عنده واستشارته في الامور باختصار ما هو المقصود بالشيخ المربي في كتب السادة الصوفية وهل وكيف يمكن ذلك في زمننا

الجواب

أخي الكريم لا إشكال في تعدُّد المشايخ لطلب العلم فارتياد مجالسهم حاجةٌ ضروريَّة لا يُستغنى عنها بحال, غيرَ أنَّ أَمْرَ اتخاذٍ شيخٍ للتربية والتزكية يرتبط بالتفريد خوفاً من التَّشْتيت ذلك أنَّ المربي كالوالد في هذا المقام, لكنْ لابد مِنْ أنْ يكونَ المربي ذا أهليَّة, لا ذا هوى وقد اختصرها أهلُ التحقيق بالشروط الآتية وعَدُّوها أساساً لضمان نِتاج التزكية بصحبته, فقالوا: شروط شيخ التربية ستة؛ علمٌ صحيح, وذوقٌ صريح, وهمَّةٌ عالية, وحالةٌ مرضيَّةٌ, وفراسةٌ صادقة, وإذنٌ مِن مرشدٍ توفرت فيه تلك الشروط. أما طريقة التعامل معه فهي بالتواصل معه استرشاداً عبر أيٍّ من السبل الميسِّرة لاسيما بحضور بعض المجالس والصدق في التواصل مع كامل الأدب والوضوح والصراحة في الاسترشاد لاسيما فيما يرتبط بأمراض القلب, ثم إنَّ أهمَّ ما ينفع المريدَ سلامةُ القلب مِن غِيبة الباطن قفد يتوجَّه شيخُ التربية معه توجُّهَ الحمايةِ مِن بعض الأهواء التي لو تُرِكَ في مَسارها لهَلك وتاه وهنا مَكْمنُ الخطرِ إذا تلوَّنَ المريدُ تحقيقاً لأهوائه بإسقاطِ شيخ التربية لأنَّه حالَ دون رغباتِه فيأكل لحمه في مجامع الناس إلى مستوى السَّعْيِ إلى إحباط همَّة السالكين وإبعادهم عن طريق ربِّ العالمين فيغدو بذلك مُثْقَلاً بالآثام لتَضييعِه نعمةً إلهية سِيقَتْ إليه فَنَبَذَها بعنصر الهوى. فالنصيحة النصيحة لكل مَن يرجو الوصولَ إلى الله تعالى وقد يَسَّرَ له سُبُلَ ذلك أنْ يحرصَ عليها بشكرٍ عملي يترجم أدباً سامياً, ذلك أنه لا غناء للعبدِ عمَّنْ ينهض به في نظام أخوة ربانية صادقة وصحبة إيمانية هادية تُعَرِّفُه وتزكِّيه وترقِّيه, فأسأل الله تعالى لي ولك أن يصل قلوبنا بالربانيين الذين يُنهضُنا حالُهم ويدلُّنا على الله مقالُهم آمين. ولا تنسَ أنْ تخُصَّني بدعوات صالحات مباركات